Part : 4

242 18 0
                                    

لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
بعد ساعة من الجهد المتواصل، كانت عبير تصارع لإخراج سيارتها التي احتجزتها رمال الصحراء اللينة، وكان الوقت يمضي دون تحسن في الأوضاع.
همست خلود بصوت خافت، محاولة إيجاد حل: "خلونا ننزل وندفعها".
وافقت الفتيات بحركات رؤوسهن المتزامنة وهبطن لدفع السيارة، لكن كل الجهود ذهبت سدى. ومع اقتراب وقت المغرب، بدأ الظلام يتسلل إلى السماء الصافية.
نزلت عبير من السيارة وهي تغلي بالغضب: "والآن وش نسوي؟ تعبت والله".
كانت الصحراء تمتد حولهن بلا نهاية، ولا شيء يلوح في الأفق.
سألت ريم:"غادة، وين ديرتك؟ مو قلتي إنها قريبة؟ وينها؟".
غادة بتوتر : "آه، ما أتذكر زين".
جلست خلود على الأرض، وسألت بصوت متعب: "متى آخر مرة زرتي أمك في الديرة؟" غادة وعيونها بالأرض: "يوم كنت بسادس ابتدائي".
صرخت عبير: "تستهبلين، صح؟".
؛
ساد الصمت في المكان، وبدأ الخوف يتسرب إلى قلوب الفتيات، حاولت ريم الاتصال بأحدهم، لكن دون جدوى، فقد كانت الشبكة غائبة. وقفت خلود فجأة وأشارت: "بنات، شوفوا هناك".
التفت الجميع نحو الاتجاه الذي أشارت إليه، وهمست عبير بصوت مرتجف: "يمه، فيه شيء يتحرك".
صرخت غادة بفزع: "يمكن أسد!".
عبير وهي تطالعها من طرف عينها: " سدي حلقك".
ردت خلود: "أسد؟ أسد يعيش في الغابة، وش جابه الصحراء؟".
ريم تأملت الشكل البعيد وقالت بتفكير: "يشبه الغنمة، أو..."
لكن خلود قاطعتها: "ماعز!".
؛
كانت الماعز بيضاء لامعة، متوسطة الحجم، تسير متجهة نحو الوديان في قلب الصحراء، وخلفها بخطوات متثاقلة كانت البنات يمشين بتؤدة. همست ريم بنبرة مترددة: "خلود، أنتِ متأكدة؟"
خلود بثقة: "أيوه، متأكدة. الحيوانات، وين ما تروح، ترجع لبيتها أو صاحبها مرة ثانية، وأكيد هالماعز راجع لبيته."
تساءلت غادة بقلق: "وإذا ما رجع؟"
فردت خلود: "الحين ليل، أكيد بترجع، قالوا إن شاء الله بس."
البنات بصوت واحد: "إن شاء الله."
وفجأة، صاحت عبير بحماس: "بنات، شوفوا! دخل كهف!"
فركضت البنات ووقفن أمام الكهف، وهمست غادة بدهشة: "يمكن هذا بيته."
نظرت خلود إلى الداخل وتمتمت: "مستحيل، يمكن يستريح بس."
  ريم بفضول: "طيب، وش رأيكم ندخل؟" ترددت البنات للحظات، لكنهن قررن الدخول بهدوء، كان هناك نور غريب ينبعث من الكهف، وكلمات غامضة مكتوبة على الجدران. لفّين داخل الكهف، لكن لم يجدن شيئًا.
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن