" أسفل وادي الربع الخالي "

Part : 105‪

لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
الأيام تمشي وتجي أيام العشر الأواخر، أحسن أيام السنة، وقت الحجاج يكونون في بيت الله الحرام، يجي يوم عرفة، أفضل يوم في السنة، وبعده عيد الأضحى.
؛
بيت أبو فارس:
عبير كانت طالبة فستان للعيد، نزلت من غرفتها تجري وهي لابسة بيجامة وردية وشعرها مو ممشط، وطلعت برا البيت.
فارس اللي كان في المجلس سمع صوت رجال، طلع برا الحوش وشاف عبير وهي تسكر الباب بعصبية وتقول: "حسبي الله، التوصيل أغلى من الطلب نفسه".
فارس قرب منها وقال: "خير، ليش تطلعين كذا قدام الرجال؟"
عبير ردت ببرود: "طيب، ترا بكستناني". فارس عصب ومسك ذراعها وقال: "والبكستاني مو رجال يعني؟ اسمعي، هذي آخر مرة تطلعين كذا، وإلا لا تلومي إلا نفسك". عبير دفت يده وقالت: "تغار عليّ".
فارس ناظر شعرها وشكلها وقال: "لا ما أغار، بس خايف البكستاني يموت من الخوف ونبلش".
عبير عصبت وقالت: "لا والله، طيب بكيفي، أطلع بدون ملابس إذا بغيت، وش دخلك؟" فارس رد بحدة: "لا، مو بكيفك، أنا خطيبك وزوجك المستقبلي، وكلمتي هي اللي تمشي". عبير ابتسمت وقالت: "لسا ما وافقت"
وبدلع: "يا خطيبي"
وركضت بسرعة وهي تضحك، وفارس ما قدر يسوي شيء، بس ابتسم على خبالها.
؛
في بيت أبو خلود:
الكل مجتمعين يتابعون مناسك الحج على التلفزيون.
رغد متأثرة والدموع في عيونها، تقول: "يارب، المنظر يجنن".
حمد مستغرب منها: "ليه تبكين؟"
رغد وهي فرحانة: "هذي دموع الفرح، شوف الحجاج المشاعر ما تنوصف"
أبو خلود يتذكر حجه ويقول: "أي والله، ما أنسى يوم حجيت، شعور لا يُوصف".
أم خلود تسأل عن الأذان، ورغد تطمنها: "باقي نص ساعة".
حمد كان جالس بهدوء، لاحظ خلود داخلة المطبخ، راح لها يشوف وش فيها، خلود كانت ترتب الطاولة للفطور.
حمد واقف عند الباب يسألها: "ممكن افهم وش فيك، لهدرجه الموضوع بينكم حساس". خلود ترد عليه ببرود: "وش دراك أنت بشعور الخيانة؟"
حمد انصدم 'خيانة؟' مو فاهم وش تعني هالكلمة في قاموس خلود، بس حاول يواسيها: "الله يعوضك بصديقة أحسن منها"
وراح من عندها، خلود تدعي: "إن شاء الله، يعوضني بأحسن منكم كلكم".
ورجعت تجلس معهم في الصالة بهدوء.
؛
"الله أكبر، الله أكبر..."، هكذا يُعلن المغرب عن إفطار الصائم في يوم عرفة.
مشاري كان يفطر في الصالة مع أمه، وعيونه لا تفارق باب غرفة ريم.
همس لأمه: "يمه، ليتك فطرتي معها".
فردت أم مشاري: "خلها على راحتها، وبعدين عندي لك كلام".
؛