Part : 157

36 3 7
                                    

؛
؛
؛
بعد أسبوع:
كانوا يرتبون البيت الجديد، وسارة جلست على الأريكة بتعب: "يمه تعبت، مو راضي البيت يترتب."
أم سارة: "امداك تتعبين؟ لسا ما سوينا شيء."
سارة: "وش باقي؟"
أم سارة: "اسمعي، خذي رقم الكوافير وخذي عندها موعد."
سارة: "ليه أخذ موعد؟"
أم سارة: "ويي ليه يعني؟ عشان عقدك."
سارة: "بس أنا مابي أكشخ."
أم سارة: "وش يعني بتدخلين عنده بروب الصلاة؟"
سارة: "يا زين روب الصلاة وعليه طرحة كمان."
أم سارة: "حلو يعني ماتبين اشتري لك فستان جديد، ولا اشيل هم السوق."
سارة: "لا يمه ترا كنت امزح ابي فستان"
أم سارة وهي تروح المطبخ:"وراء كل مزحة حقيقة، يلا معاي روب يناسب."
سارة لحقت أمها: "لا يمه تكفين ترا استهبل."
ورجعوا يرتبون البيت.
؛
بيت أبو فارس:
فارس ودع أهله عشان يسافر للاختبارات النهائية الي سحب عليه، عبير بعد ما شافته سلم وهو طالع لحقته للحوش وهمست: "فارس."
فارس لف لعندها وقال: "هلا عيوني."
عبير بتوتر: "بتهاجر؟"
فارس بابتسامة: "وييي حسستيني بهاجر برا السعودية؟ ترا الجنوب كلها كم يوم وراجع إن شاء الله."
عبير وعيونها مليانة دموع: "انتبه على نفسك طيب."
فارس ضحك: "لا لا، وش قاعد أشوف؟ ما كنت أعرف إنك تخافي علي كذا."
عبير بعصبية: "أكيد بخاف عليك، يعني ولد عمي ووو..."
سكتت ونزلت راسها، فارس رفع وجهها بيده وقال: "كملي، ترا ماراح أروح وأنا ما أعرف."
عبير: "وزوجي يعني، ما يحق لي أخاف عليك؟"
فارس وعيونه عليها: "يحق لك ما يحق لغيرك، صدقيني."
باسها على خدها ولوح لها بيده، وطلع ركب السيارة مع مجموعة شباب وراح، وعبير تدعيله لأن قلبها مو مرتاح لسفرته.
؛
بيت أبو عبود:
كانوا جالسين أمه وأبوه بالصالة، وعبود كان يطالعهم من الدرج، مستني أمه تقول لأبوه بس مافي فايدة، مطنشته، وهو وصل آخره.
وقف قدام أبوه وقال: "يبه بقول لك شيء."
أبو عبود ملامحه قاسية وواضح عصبي، همس: "ها وش تبي؟"
عبود: "أبي أممم..."
طالع أمه وشافها تقوله بعيونها لا يتكلم عن الموضوع، بس عبود بعناد جلس على الأريكة وقال: "يبه أبي أتزوج."
أبو عبود: "وانت عندك شغل يوم تفكر بالزواج؟"
عبود: "أنا تخرجت وقدمت على شركة وإن شاء الله خير."
أبو عبود: "طيب يا ولدي، يوم تتوظف وتطلع فلوس بعدها كلمني."
عبود: "إي بس أنا كلمتك عشان في وحدة ببالي."
أبو عبود رفع حاجبه: "شنو وحدة ببالك؟ يعني متعرف عليها انت؟"
أم عبود بارتباك: "وش هالكلام؟ الله يهديك يا أبو عبود، شعرفه الولد؟ ذي بنت وحدة أعرفها بالصدفة هو شافها."
أبو عبود: "آها، طيب بنشوف، خلك تشتغل أول بعدين يصير خير."
عبود تنهد، أهم شيء قال لأبوه في وحدة بباله.
؛
؛
؛
في مكة :
بعد ما رجعوا الفندق، ريم بهمس: "تبي شيء؟ بروح الحمام." 
مشاري بابتسامة تعب: "لا، تقدري تاخذي راحتك." 
دخلت الحمام (يكوم القارئ) وكانت مبسوطة لأن الشيخ طمّنها، صارت بخير.
شافت وجهها في المراية، صار أحسن من قبل، اختفت الحروق، باقي وحدة بأسفل خدها. توضت وطلعت من الحمام، شافت مشاري من الزجاج، جالس في البلكونة ويقلب في الجوال.
قلبها عورها عشانه مستحملها كثير، فكرت لو تكشخ لأن حتى يوم العرس ما شافها، راحت تقلب بالملابس اللي شرتهم، وحمدت ربها إنها شرت فستان أبيض خفيف، أخذته مع مسكرة وروج أحمر، ورجعت الحمام.
؛
مشاري جالس في البلكونة، يشوف جواله، دق على فايز. 
رد فايز: "شفت الرسائل؟." 
مشاري: "إيه شفت، وش هالحرمة المجنونة." 
فايز: "مدري، تعب طلال معها، قاعدة تخلي الجن يتلبسوها عشان ما تعترف، مجنونة." 
مشاري: "ما أدري وش توقعت من مشعوذة، حسيت بـ الندم إني خربت عرسي وتعبت ريم." 
فايز: "الله يهديك، لا تقول كذا، ترا من غير خطتك ما كان عرفنا نمسكها." 
وهمس: "قلت لها؟." 
مشاري لف وراه عشان يشوف إذا ريم طلعت ولا لا، تنهد وطالع قدامه، وقال: "لا، ما قلت لها، ما أعرف وش راح تكون ردت فعلها." 
فايز: "شف وأنا أخوك، الأحسن تقول لها." 
مشاري: "ما أظن بقولها، ما أقدر أقولها إن العرس كان مخطط عشان نمسك أم فهد، ما أقدر..."
انقطع كلامه، لف شاف جواله بيد ريم.
ريم سكرت بوجه فايز وقالت: "وش تقصد بكلامك؟" 
مشاري انصدم من كشختها ووده هالمره يضمها، همس: "ما أقصد شيء." 
ريم عقدة حاجبيها: " بس أنا سمعتك." 
مشاري بعصبية: "دام سمعتي ليه تسألين؟" 
سحب جواله من يدها ودخل من البلكونة.
ريم لحقت وراه وقالت: "يعني سويت عرس بس عشان تمسك أم فهد؟" 
مشاري ببرود: "إيه." 
ريم بسخرية ودموعها تنزل: "وأنا أقول ليه مستعجل، عبالي ميت فيني." 
وبعصبية: "يعني حتى الجن مستحيل يسوون اللي سويته، دهف كان أحسن منك ولا عمره جرحني." 
مشاري انجن لما جابت طاري دهف وتشبه فيه كمان، كملت ريم: "وأنت ما شاء الله ما بقيت شيء ما سويته، ترا الساحرة اللي دمرت حياتي جبتها لعندي." 
مشاري طفح الكيل، وقال بعصبية وحاجبيه معقدة: "ترا مو ناقصك، أنا عريس ووحيد أمي، ما تتخيلي كيف حلمت يكون عرسي، وخاصة يوم لقيت اللي أحبها تمنيت أنزف من شمال المملكة لجنوبها من فرحتي فيك، فلا تجيبين طاري دهف أو غيره لأني وقتها بذبحك." 
قرب منها وهمس: "أقولك شيء راح يعجبك، دهف مات." 
ريم نزلت دموعها بقوة وهي تطالع مشاري وشافت بعيونه القسوة، لساتها تذكر كلام أم فهد بس تحاول تنساه. 
مشاري حس بنار بقلبه لأن دموعها تنزل عشان دهف، همس: "تجهزي بنرجع الدمام الساعة 10، لا تتأخري." 
ريم مسحت دموعها: "ما أبي أرجع معك." 
مشاري بعصبية: "ما هو على كيفك." 
وطلع وضرب الباب وراه بقوة.
ريم انهارت وقعدت تبكي، وتهمس: "ليه أنا ما عندي أحد؟"
؛
بـالدمام:
عبير كانت جالسة في الغرفة، تحاول تشغل نفسها بأي شيء، لكن ما تقدر، كل تفكيرها كان في فارس. فجأة، رن جوالها، وكانت خلود المتصلة.
خلود: "هلا، كيفك؟"
عبير: "هاتات، زينة وانتي؟"
خلود: "الحمد لله، وش جديدك؟"
عبير: "فارس سافر، بس ما كنت أبغاه يروح."
خلود: "ليه؟ هو رايح يختبر صح! لازم تدعميه."
عبير: "أدري، بس قلبي مو مرتاح، أحس إنه فيه شيء."
خلود: "أقول لا تفكرين بالسلبية، هو مع الشباب وبيكون بخير."
عبير سكتت، مو قادرة تشيل فارس من بالها.
خلود: "طيب، تعالي عندي، ترى قاعدة بروحي والله، طفشت، أمي ورغد سحبوا عليّ وراحوا السوق."
عبير تنهدت: "طيب، بشوف إذا السوق فاضي."
وسكرت الخط، انسدحت على السرير وهي تعبانة، وتطالع السقف، الحين صارت محتارة تروح عند خلود ولا لا.
؛
؛
؛
عند خلود، كانت جالسة في الصالة، لابسة بجامة وردية، ومسوية شعرها كيرلي، وتحط مناكير. شوي سمعت صوت الباب، استغربت لأن كل واحد منهم عنده نسخة من المفتاح، بس تذكرت أن عبير جاية، وانصدمت كيف جات بسرعة كذا. طلعت عشان تفتح لها، وبدون ما تسأل فتحت وهي تقول: "ما شاء الله، سواقكم فاضي."
انصدمت لما شافته واقف قدام الباب، لابس ثوب وشماغ رافعه لفوق ولابس نظارة شمسية. عبود يطالعها، ما قدر يشيل عيونه، حلوة مليون مرة من تخيلاته. ثواني مرت وهي تطالعه وهو يطالعها، عبود استوعب وقفتهم، سحب الباب شوي عشان يغطي عليها وقال: "وين حمد؟"
خلود قالت: "بالبيت."
عبود استغرب، بالبيت وكذا هي ما تتغطى منه؟، عاد السؤال يمكن ما سمعت، بنبرة حادة: "قلت حمد وينه؟"
خلود استغربت، إيش فيه ذا معصب؟ ارتبكت وقالت: "مدري."
ورجعت داخل بس استوعبت الباب مفتوح وهي لوحدها، ركضت سكرت الباب، ودخلت المقلط ما حصلت حمد، همست: "أي صح، هو طلع عند أمه."
كانت بتطلع بس سمعت صوت جوال، أخذته وكان جوال حمد، واللي يدق الوحش، ضحكت: "إيه والله، وحش بغى يكسر الباب."
رجعت خلود عند الباب، فتحت شوي، شافت عبود ماسك الجوال، و واقف عند السيارة واضح معصب، بيتهوش مع نفسه، ابتسمت على شكله الرهيب، وهمست تناديه: "يا يا."
عبود انخرش: "ياااا، وش اللي يا؟"
قرب من الباب وقال: "اسمي عبود مو يا."
خلود صارت وراء الباب وبتموت من الضحك، قالت: "محد حمد."
عبود هز رأسه: "أوك، بس سكر الباب زين، و ثاني مره قبل تفتحي الباب قولي مين."
وسار وهو يقول بعصبية: "يتركون البزران بروحهم في البيت ليه؟"
خلود سكرت الباب وهي تسمعه، ومستغربة كيف عرف أنها بالبيت لوحدها.
؛
؛
؛
الساعة كانت سبع بعد العشاء، أم غادة كانت جالسة مع أم فايز اللي جات فجأة، ومعهم سمراء.
دخلت غادة تصب لهم قهوة وتحط تمر، كانت لابسة فستان وردي طويل وشعرها مرفوع وبدون مكياج.
أم فايز لما شافتها بدون مكياج حسّتها أحلى من قبل وطلعت ملامحها حلوة، همست: "ما شاء الله تبارك الرحمن، تجنن."
غادة استحت وهمست: "شكراً خالة."
أم فايز طالعت أم غادة وقالت: "بتستقروا هنا؟"
أم غادة: "ما أظن، أبو سليمان يحب الجنوب، بس هنا في شغل مهم ولسه ما خلص، وأنا ما أقدر أقعد بروحي."
أم فايز: "إي والله، أحسن خليك معه."
بعدين قالت: "خلصت غادة مدرسة؟"
أم غادة: "إي الحمد لله افتكينا منها، وجابت 96."
أم فايز: "ما شاء الله، ناوية تختبري قدرات؟"
غادة غمضت عيونها بطريقة حزينة، ضحكت سمراء وقالت: "لا تخافي، ترا سلمى لسا ما اختبرت."
غادة بحزن: "والله صعب، طيب ليه نختبر ثانوي دام في قدرات؟"
أم فايز: "لا إن شاء الله ما في صعب على بناتنا، تذكرين وتجتهدين، ربي ما راح يعطيك إلا حقك، وإذا ما جبتي درجة حلوة عادي، يمكن رزقك بمكان ثاني."
سمراء بابتسامة: "أعرفك على أمي، معلمة دين سابقاً."

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن