" أسفل وادي الربع الخالي "

Part :27

لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
مشاري هز رأسه وبدأ يقرأ الأسماء: "ريم سعد، خلود ناجي..."
فايز أكد له: "أيه، طال عمرك."
مشاري استغرب وقال: "البلاغ صار بعد يومين صح؟"
فايز هز رأسه وقال: "أيه."
مشاري سأل: "والسبب؟"
فايز شرح: "البنات قالوا إنهم بيروحون عند صديقة لأنها مسافرة بس ما رجعوا."
مشاري جلس على المكتب وعيونه على صورة ريم وسأل: "والصديقة مالها اسم؟"
فايز تنهد وقال: "التحقيق ما كملناه طال عمرك، وصلنا للمدرسة وسمعنا إن البنات هذول معهن صديقات بس للحين ما نعرف مين هن."
مشاري قال: "طيب، بكرة نروح المدرسة"
وقال بعصبية: "أنا ما أدري ليه طلال كان متسهل مع الموضوع".
فايز ما كان عنده رد فصمت.
؛
في مركز الشرطة بمدينة الخرخير صحراء الربع الخالي، كان الوقت يمر ببطء على فارس وحمد، فارس، اللي كان جالس على الكرسي يهز رجليه من التوتر، ما كان قادر يتواصل مع أبوه بسبب ضعف الشبكة، حمد، اللي كان جالس بهدوء، ناظر لفارس وهمس له يطمنه: "ليش التوتر؟ إحنا ما سوينا شيء غلط، ما راح يصير إلا كل خير".
فارس رد عليه بعصبية: "مو وقتك الحين يا حمد، خلك ساكت".
حمد تنهد : "أنت اللي بتثير الشكوك فينا". وفجأة، قاطعهم الشرطي ناديًا على حمد.
حمد رفع يده وقال: "موجود"
وفارس بتهكم: "موجود إيش يا غبي، روح له، ماهو تحضير حضور".
حمد فهم الوضع وأخذ شماغه ودخل الغرفة الصغيرة، حيث كان ينتظره رجل في الخمسين من عمره  بعد التحية، عرف حمد نفس بهمس: "حمد كريم، عمري 22 سنة، من اليمن ومقيم هنا، طالب".
الرجل الكبير سأله بهدوء: "أنت من اليمن جاي تدرس؟"
وحمد أكد له: "أيه، جاي أدرس".
الرجل استفسر: "عندك أقارب هنا؟"
حمد أجاب: "عمتي متزوجة هنا سعودي". الرجل سأله مرة أخرى: "عايش معهم؟"
حمد رد: "لا، هم في الشرقية وأنا ساكن في الجامعة هنا".
ثم سأل الرجل: "وش كنتوا تسوون بالصحراء؟"
حمد شرح: "معنا إجازة من الجامعة وحبينا نطلع نتمشى في البر، وأنا وفارس لقينا السيارة وهيك".
الرجل طلب من حمد يطلع وينادي فارس، وبعد دقايق، دخل فارس اللي كان متوتر، وبعد سلام قصير، قال بهمس: "طال عمرك، السيارة لبنت عمي، أنا أعرف لوحتها".
الرجل سأله: "فارس، بنت عمك وش يوصل سيارتها هنا؟"
فارس: "والله ما أعرف، أنا في الجامعة، ما أسافر للشرقية إلا نادرًا، بس خليني أكلم أبوي". الرجل هز رأسه وأعطاه ثلاث دقائق، فارس أخذ جواله وبدأ يتصل بأبوه.
؛