Part : 109‪

21 2 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
في الطريق للمزرعة، والوقت ماشي وصارت الساعة عشر ظهر، مشاري يحاول يقاوم النوم، رمى نظرة على المراية وشاف ريم غافية وراسها على الدريشة.
ابتسم بحنان، وفجأة خفض سرعته لما شاف نقطة التفتيش قدامه صاح بصوت عالي: "ريم، ريم"
ريم قامت مفزوعة: "وصلنا؟"
مشاري قال لها: "لا، باقي، بس تعالي قدام". ريم استغربت وقالت: "ليه؟"
مشاري رد عليها: "يلا بسرعة".
ريم نقزت قدام وضربت راسها بالسقف وقالت: "آي".
مشاري سألها: "تعورتي؟"
ريم هز رأسها: "شوي"
مشاري قال لها: "خلاص، تصرفي عادي"
ريم تسوي نفسها نايمة ومشاري وصل للنقطة، سلم علي العسكر من بعيد وكمل طريقه.
ريم همست: "أنت ضابط، ليش خايف؟" مشاري ضحك وقال: "حتى الضباط يخافون، خصوصًا لما يكون الأمر يخص شخص يهمهم". وهو يطالعها بعيون تضحك، ريم حست بالحيرة، هالانسان ملاك ولا رئيس عصابه، تنهدت خلاص قررت تثق فيه لأنها حبته بجد، وابتسمت له ورجعت تطالع الطريق.
؛
المزرعة وسيعة وفيها كل شيء تقريبًا، ممرها طويل وعريض يوديك لمواقف السيارات،
فيها اسطبل خيول كأنه، وميدان المسابقة. وبعد، فيها مجلس للرجال كبير ومرتب، وغرفة متوسطة الحجم، وحمام نظيف يكرم القارئ.
الحريم ما هُم بأقل، عندهم مجلس متوسط وغرفتين وحمامات تليق بهم، وكمان مسبح يبرد على القلب.
المطبخ مجهز بكل اللي تحتاجه، وحول المزرعة جدار عالي يحميها، مزين بأشجار وورد يفتح النفس.
؛
في مجلس الرجال:
الوضع كان حيوي، الشباب توافدوا والتحية والسلام تتبادل بينهم، وأبو فايز في استقبالهم يحييهم ويبارك لهم، وهم يردون التحية بقبلة على رأسه، تقديرًا لسنه ومقامه.
مشاري دخل المجلس وسلم على الكل، أبو خلود وأبو غادة كانوا من ضمن الحضور، وعلى طول عرفهم وجلس جنب عمه يتسامر معه.
أبو فايز بحفاوة: "حيا الله من جانا، ولد الأخ الغالي، حيا وجهك الطيب ينور المجلس."
مشاري كان مستحي شوي لأنه ما يجي يزورهم كثير بسبب ظروف الشغل، قرب من عمه وباس رأسه: "الله يحييك يا عمي، ويجعلني فداك، وكل سنة وأنت طيب."
عمه رد عليه بمزحة وشوية عصبية: "ليه ما تقول لي وأنت معرس؟ ما تبيني اتزوج؟"
مشاري ضحك: "والله يا عمي، ما أبي إلا رضاك، إذا خالتي موافقة ماعلينا شيء"
أبو فايز رد بهمس: "أقولك موافقة."
مشاري ابتسم: "طالما خالتي موافقة، خل فايز يدور لك عروس."
أبو فايز ناظر فايز بنظرة: "ما منه فايدة هالولد."
واستمرت الضحكات والسوالف في المجلس، ومشاري كان يتكلم معهم بعفوية وطبيعية، بعيدًا عن هموم الشغل وضغوطه.
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن