Part :21

49 7 0
                                    

لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
في مكان ما بالشرقية، والساعة تشير إلى منتصف الليل، يعود لبيته بعد يوم شاق، يحمل معه كومة من الملفات.
ولما دخل البيت، انصدم بوجود والدته جالسة في انتظاره.
قرب منها وباس رأسها وهمس: "يمه، ليه ما قلتي لي إنك جاية؟ كان طلعت من الدوام بدري".
أمه ردت عليه وهي معصبة: "أبغى أشوف متى تطلع من الدوام، يا كذاب".
مشاري ضحك وقال بصوته الثقيل: "الله يسامحك يمه، والله ما أكذب، بس اليوم رجعت المستشفى أزور واحد من الضباط".
أمه ناظرت في الملفات اللي بيده وسألته: "وش هذي الملفات؟"
جلس على الكنبة وقال: "ولا شي".
أمه قالت بعصبية: "حلفتك بالله ما تفتهن قدامي".
مشاري ناظر في أمه بصدمة وقال: "يمه، عندي قضايا مهمة".
أمه وهي متضايقة: "شوف يا مشاري، إما تطيع أمك ولا تخليها تصوم، عادي مافي مشكلة". مشاري حط الملفات على جنب وقال: " ولا يهمك يمه، ما راح أفتحها، الا بالشغل".
أمه ناظرت فيه وعدلت جلستها وقالت: "شايف كيف، أنت وحيد".
؛
همس بابتسامة: "وحيد الخلية".
أمه مسكت الكوب: "لا اهفك بذا، خلني أكمل كلامي".
وكملت بحنية: "يا مشاري، عمرك قاعد يروح، خايفة عليك قاعد لوحدك بالبيت، وش كبره، وحياتك كلها عمل في عمل".
مشاري: "عشان كذا ما أفكر بالزواج الحين".
أمه: "إيه، خل البنات يروحون وأنت جالس عندي".
ضحك وقال: "طيب، مين اللي ببالك؟"
أمه بابتسامة: "مريم بنت عمك".
اعتدل مشاري في جلسته: "وكم مرة قلت لك يمه، مريم ما تناسبني".
أمه: "يا إن ذوقك ردي، ما أشره عليك، أقول زينة جميلة ودلال وتعرف بالمطبخ وكاملة والكمال لله".
مشاري: "يمه، جو مريم طلعت مشاوير، أعرفها وأنا رجال، إذا بطلع من البيت بروح العمل، مافي أسواق ومولات والحركات الحريم".
أمه كشرت: "مالت، ما أدري على مين توحمت"، وأشارت للكوب: "قوم سو لي كوب قهوة أرفع رأسي".
ابتسم مشاري: "ابشري".
وراح المطبخ، أم مشاري مسحت دموعها، تبي تشوف ضناها يتزوج وتفرح فيه، كل خلفتها كانت بنات وهو ولدها الوحيد، وخايفة ما تشوف عياله.
بالمطبخ، كان مشاري يسوي القهوة ووده ينفذ طلب أمه وعمره أصلاً 30 سنة، بس مو قادر ينسى طائر مهاجر غرد له ورحل.
،

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن