Part : 155

28 2 0
                                    

؛
؛
ياسر أخذ سيارة مشاري وحركها لين المجلس، وشاف نوف جايه بالعباية والطرحة.
نزل ووقف قدام السيارة، عرف نص السالفة من فايز إن ريم تعبانه بس ما يعرف السبب.
؛
نوف دخلت المجلس وانصدمت لما شافت فايز ومشاري وغادة وريم اللي بالكراسي لسا فاقدة الوعي.
نوف بخوف: "وش صار؟ وش فيها؟ ليه وجهها محروق كذا؟"
مشاري: "اسمعي، روحي جيبي ملابسها وغيري لها بسرعة، لبسيها ملابس خفيفة وعبايتها، بس لحد يحس فيك."
طالعته نوف وقالت: "بجي معك المستشفى."
مشاري بعصبية: "ومين قال بروح المستشفى؟ أنتي كيف تسمعين؟ يلا روحي جيبي اللي قلته."
نوف بسرعة ركضت لفوق، ومشاري طلع مع فايز.
فايز همس: "الطيارة جاهزة."
هز مشاري رأسه: "إيه."
ياسر: "ودها المستشفى أول، طيب؟"
مشاري: "ماينفع المستشفى، ماراح يسوي لها شيء، مكة أفضل مكان ممكن ريم تتعالج فيه."
هزوا روسهم بهدوء، ونوف جات وهي تسحب الشنطة لأنها ثقيلة، ياسر راح شال الشنطة وحطها عند باب المجلس وهي سحبت ودخلتها لجوا.
مشاري قال: "ليه ما ناديت أحد يساعدك؟"
فايز همس: "في صديقتها جوا."
مشاري استوعب إنه في بنت كانت معهم، عيونه ما كانت تشوف إلا ريم، وهز رأسه وقال: "أهم شيء أمي وعمي ما يعرفون."
فايز: "أنا كلمت صالح، ولا تخاف، العرس راح يكمل طبيعي."
ياسر: "ترا الكل يسأل عنه، شلون راح يكمل طبيعي؟"
فايز: "يعني إيش رايك نطردهم مثلاً؟ عادي الحين الساعة 12، عريس ميت على عروسته وأخذها، ما في شيء."
مشاري طالعه باستنكار يعني ما في أفضل من كذا عذر، بس هو فعلاً ميت فيها، لو ما صار اللي صار كان غادر القاعة بوقت باكر.
؛
عند الرجال، صالح أعتذر من الرجال اللي يبون يسلموا على مشاري قبل لا يغادروا، ووجهه كان مريح وما يظهر أي شيء، ويتعامل بطبيعية، والكل كان يضحك ويمزح على مشاري المجنون.
أبو فايز كان يحس بالإحراج شوي، بس يقول بمزح: "شنسوي، ولدنا يحب من أعماق قلبه."
رجال همس: "الله يخليهم ويرزقه الذرية الصالحة، وهذا الكلام الزين يا بو صالح، ما تشوف الرجال عجبهم العرس قاعدين، خله ياخذ راحته مع حلاله."
أبو فايز: "ع راسنا."
ورجعوا يضحكون ويطقطقون.
في زاوية ثانية، من الصالة، عبود همس: "ما أعتقد مشاري يترك عرسه، هيبته ما تسمح له."
فارس وهو حاط يده على صدره يبغى يرجع البيت بسرعة عشان يشوف عبير بالفستان، همس: "الحب وما يهوى."
حمد تذكر شيء: "إي صح، أنت عقدت."
فارس: "مين قال لك؟"
عبود: "مروان أخوك."
فارس: "الله ياخذه، ليه قالكم؟"
حمد: "ليه عقدت كذا، أقصد بدون ما تخبر حد؟"
فارس: "عادي، ما في شيء شفت الشيخ وحيد في المسجد، قلت أجيبه وأعقد."
عبود بضحكة غمز: "يا رجال، قول شفت شيء ما شفته قبل، قال وحيد."
فارس بعصبية مسك إذن عبود: "اعقل لا أسدحك هنا."
حمد بضحكة هو الآخر: "منجد، خلك صريح، ترا عادي."
فارس: "أنت الثاني، اسكت، للحين ما ردوا عليك."
حمد تنهد: "وش أسوي، أنشب لهم."
عبود تنهد الآخر وحط يده على خده، لأنه لسه ما تقدر لخلود، وبداخله ألف سؤال.
فارس طالع فيهم، وملاحمهم تحزن، قال: "يعمري ، صراحة رحمتكم."
أشر على عبود: "الأول ما يعرف يتقدم أو لا، عشان ما ينجلد."
أشر على حمد: "والثاني مسحوب عليه."
وقال وهو يأشر على نفسه: "صدق اللي يحب بنت عمه ما يقل قدره."
وكمل بضحكة: "اللهم لا شماتة."
وكان بينحاش بس حمد وعبود مسكوه وبدؤوا يضربونه على الخفيف، وهم يمزحون.
؛
عند الحريم اللي كلهن بدين يحشين في ريم وما بقوا شيء ما قالوه، أم مشاري تكلم أمل: "أخوك وش صار فيه؟ كلها ساعة ويرجع البيت."
أمل تحاول تهديها: "يمه ترى عادي تصير، بعدين الحريم شبعوا من ريم."
أم مريم: "نص الحريم ما سلوا عليها ولا شافوها."
أم فايز: "بالحق يا أم مشاري ترا ما يصير اللي سواه، تعرفين الحريم وش بيقولون."
مريم وكأنها جاتها الفرصة، قالت: "لا تظلموا مشاري، هو يعرف بالأصول أكثر من ذيك، عمتي أكيد ريم اللي كلمته من بدايتها لعبت عليه وخلته مثل البزر قدام الناس."
عبير عصبت وبغت تضربها بس خلود ماسكتها، وسحبتها لبرا الغرفة وهمست: "مو وقته اهدي."
عبير بعصبية: "يعني عاجبك الكلام اللي تقول عن ريم؟"
خلود: "أكيد مو عاجبني بس انتي لو سويتي شيء راح تثبتي كلامها، خليها تولي."
عبير انقهرت وهي تطالع مريم وودها تدخل تمردغها، سندس تحاول تدق على مشاري، مستغربة معقولة يعني أكيد يبي يطلع بدري بس مو والناس لساتهم موجودين، وناس واجد مو شوي.
أم مشاري رجعت تدق مرة ثانية، وهو ما يرد، أمل سحبت الجوال من أمها، قالت: " صدقيني الحين هم فوق السيارة مبسوطين و يغنون ما راح يسمع الجوال، يمه تكفين هدي أعصابك، بكرا ان شاء الله يكلمك ويعتذر منك."
أم مشاري بقلق: "أنا ما أبي اعتذار، أبي أطمّن عليه."
أمل: "صالح راح يرد عليّ وأن شاء الله مافي إلا العافية".
سندس بابتسامة: "إيه يلا نرجع نرقص وننبسط، هو بس قيس تحمس وأخذ ليلى."
البنات ضحكوا يسلكون للموضوع ويحاولون يهدون أم مشاري، رجعوا يرقصون، وما عاد قدروا يدقون على نوف عشان ما تشك أم مشاري.
؛
؛
؛
في الحوش:
طلعت نوف وقالت: "خلاص جاهزة."
مشاري دخل المجلس، وفايز رمى المفاتيح لياسر وقال: "روح جيب سيارتي"
ياسر: "وش فيك اليوم مشغلني سواق"
وراح، مشاري طلع وهو شايل ريم حطها قدام بالسيارة بعد ما عدل الكرسي، وسكر الباب، شاف ياسر جايب سيارة فايز، همس: "ما راح تجي خلك عندك"
فايز: "بس للمطار"
مشاري وهو يصعد السيارة قال: "لا خليك، ولا أوصيك باللي قلته لك"
فايز: "لا توصي حريص"
مشاري رفع زجاج دريشته، وطالع في ريم، ووجهها كان مغطى، سحب منها الطرحة عشان ما تكتمها أكثر، كان حاس إن أم فهد ممكن تسوي شيء زي كذا فحسب حسابه بس ندم لأن ريم اللي أخذت الوجع.
حرك السيارة وطلع من القاعة متجه للمطار.
؛
جوا المجلس، غادة جلست على الكرسي بتعب وهي حاسة بدوار برأسها، ونسيت الضربة، ذي أسوأ ليلة شافتها حتى أسوأ من يوم ضاعوا بالصحراء.
نوف سألت: "وش صار لكم؟"
غادة بهمس: "ما في شيء"
نوف: "يا ربي حد يقول كلام مفهوم، شلون ما في شيء وريم"
صمتت لما فايز دخل المجلس، شاف نوف ترتب شنطة ريم، وغادة جالسة على الكرسي، قرب منها وشاف الجرح وقال: "تعالي أوديك المستشفى"
غادة وقفت بسرعة لأنها ما انتبهت لدخوله وقالت: "لا ما يحتاج"
فايز رفع شعر غادة اللي على الجرح وقال: "أتوقع يحتاج ثلاث غرزات"
انخرشت غادة وقالت لنوف: "راسي راح."
نوف تطالعهم كيف يتكلمون مع بعض وهمست بسخرية: "لا بس شوي"
غادة وهي متلبكة: "كيف الحين بموت، وجهي بيطيح، بفقد الذاكرة"
فايز ويضحك، وهمس: "خليني أوديك المستشفى ونعرف هناك"
غادة هزت رأسها: "أوكيه."
فايز كان بيمشي بس شاف فستان غادة والبشت ما غطى شيء، طالع ثواني في نوف صعب يقول لها تفسخ العباية، ناظر شنطة ريم شاف روب صلاة، والأحلى إن لونه أسود، أخذه بسرعة ولبسه غادة، وغادة لبسته بكل هدوء ومشت خلف فايز وهي تضبط طرحة الروب.
ركبوا السيارة وياسر يطالعهم باستغراب وصدمه، ذي أول مرة يشوف فايز مع بنت، ناظر نوف وكأنه يسألها بعيونه مين ذي؟.
نوف رفعت كتوفها بمعنى وش دراني اسأل أخوك!.
؛
بعد الزواج الساعة صارت 1 ونص، وصلت عائلة أبو فارس، والكل راح غرفته، فارس شاف عبير مادّة بوزها، لحقها للغرفة قبل ما تسكرها ودخل.
بابتسامة: "عادي يا زوجتي أدخل؟"
عبير بدون ما تلف عليه: "لا"
فارس دخل بشويش وهمس: "وش فيك مادّة البوز؟"
عبير بصوت عالي: "ترا مو ناقصتك، اطلع"
فارس: "صوتك يا زفت"
عبير طنشته وراحت للتسريحة وبدأت تفسخ الإكسسوارات.
فارس قرب منها ورفع شعرها عشان يفتح لها العقد: "وش صار معكِ؟"
عبير همست: "عندك قرابة مع مشاري؟ أبي أعرف وين ريم وليه رجعوا بدري"
فارس:"ما عندي ميانة معه، بس حتى ولو، عيب أدق عليه أول ليلة"
عبير:"بس أبي أتطمن على ريم، اليوم بطنها يعورها وشكلها مو بخير"
فارس فكر وقال:"يمكن حامل"
عبير بصدمه:"كيف؟"
.فارس:"ما أتوقع، بس هم بنفس البيت ومملكين من زمان، يمكن يسويها، ترا عادي يعتبر زوجها ويحق له يدخل عليها، لأن العرس ذا مجرد حفلة وكذا"
عبير طالعته لثواني، بعدين استوعبت وجوده بغرفتها، دفته:"يلا برا"
فارس:"وش فيك يا غبية"
عبير قالت:"لا أشوفك إلا يوم عرسي، سامع؟"
فارس بضحكة:"لا تخافي، أنا ما أفكر كذا حالياً"
عبير:"حالياً أجل"
طلعته برا الغرفة سكرت الباب،وفارس ميت ضحك.
؛
في المستشفى:
بعد ما وصل فايز وغادة المستشفى، سووا لها فحوصات وكانت فحوصات عادية، غادة كانت منسدحة في السرير وتطالع السقف وهي متوترة ومستغربة ليه لساتها بالمستشفى.
فايز كان مستني برا الغرفة الدكتور، لين جا وهمس: "معك الدكتور شادي، كيف فيني أخدمك؟"
فايز رفع بطاقته العسكرية، وأثبت عن نفسه، وقال:"أحتاج إنكم تبنجون البنت بنج كامل"
الدكتور بصدمه:"كيف؟"
فايز بهدوء:"في قضية مهمة ونحتاج أقوال هالبنت، زي ما تعرف إن البنج يساعدنا كثير في التحقيق.."
قاطعه الدكتور وقال:"بس كذا استجوابك خطأ، وطبيعي راح تنكر لما تصحى"
فايز: "هذا خله عليّ، كل اللي أبيه إنها تتكلم الآن، وراح أثبت كلامها بعدين بكل هدوء"
الدكتور هز راسه، وقال: "لي الشرف إني أساعدكم"
فايز: "أي تمام، شكراً لمساعدتك"
دخل الغرفة، وشاف غادة نامت من التعب، قال بباله أخيراً راح أعرف سالفتك مع الجن.
؛
في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة:
كانت طائرة خاصة نزل منها مشاري وهو شايل ريم اللي على حالتها، استقبله شخص بتحية عسكرية، مشاري دخل ريم السيارة، وأخذ المفاتيح من شخص وقال له: "شكراً تعبتكم معاي"
الشخص: "واجبي"
مشاري: "زي ما قلت، ما أبي أحد يعرف إني هنا"
هز رأسه: "تمام سيدي"
مشاري ركب السيارة وتحرك للفندق،وطول الطريق كان يناظر ريم، وصل الفندق،نزل وأخذها في أحضانه،ودخل الشقة،وحطها في السرير،رجع سكر باب الشقة وتأكد من النوافذ والمكان بالكامل.
وهو بالمطبخ يدور وش يأكل، سمع صوت صراخها، بسرعة ركض لعندها، وقال: "أنا موجود، لا تخافي"
ريم ببكاء وهي تلف حول نفسها: "وين أنا؟ وين أخذتوني؟"
مشاري مسكها وقال: "أنتي عندي،أنا مشاري"
طلعت بخوف: "أنت منهم"
مشاري همس: "لا"
طلع جواله وفك سورة البقرة، ولما سمعت ريم بدأت تصارخ وجاها تشنج وعيونها تناظر فوق. مشاري كان يحاول يثبتها، بس ما قدر، جسمها صار قوي وتضرب بقوة،حس إنه قاعد يعورها كذا، ضغط على رقبتها فترة بسيطة، وخلها تفقد الوعي.
؛
؛
؛
إنتهى🌷.

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن