Part :48

34 6 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
قبل 8 سنين:
في يوم من الأيام المزدحمة، كان مشاري واقف ينظم السير بين السيارات اللي تزاحمت في الشارع، وهو في قمة انشغاله، فجأة طلعت بنت صغيرة عمرها 11سنة ، قدامه وسلمت عليه بالتحية العسكرية.
مشاري ما قدر يمنع نفسه من الابتسام وسألها بلطف: "يا حلوة، مين علمك هالحركة؟" البنت، اللي كانت تلمع عيونها ببراءة، قالت: "شفتها في التلفزيون يسوونها العسكر"
مشاري انحنى لمستواها وسألها بحنية: "شسمك؟"
وهي بابتسامة عريضة، قالت: "ريم."
مشاري، بإعجاب، رد عليها: "ما شاء الله، عاشت الأسامي يا ريم."
ريم، بكل ثقة وحب قالت: "عاشت أيامك في حماية الوطن."
مشاري، اللي انبسط من كلامها، ضحك وقال: "الله يعزك."
وريم، بعفوية الأطفال، نصحته: "خلك قوي وحارب الشر، ولا تخاف، إحنا معاكم."
مشاري، بكل فخر، دق صدره وقال: "ولا يهمك، راح أقضي على الشر كله."
ولما كانت ريم بتروح، رجعت تسأله إذا يقدر يوصلها للجهة الثانية من الشارع لأنها خايفة. مشاري، بكل أدب وشهامة، قال: "ابشري، توكلي على الله."
ومسك يدها ومشى معاها لين وصلها بأمان. ولما كان بيرجع لعمله، وقفته ريم وقالت: "لحظة!"
مشاري وقف وهو مستغرب، وريم أعطته مصاص من شنطتها وقالت: "هذا لك، هدية مني لأني بسافر."
مشاري، اللي حس بشيء غريب في قلبه، سألها: "وين بتروحين؟"
وريم، بكل طيبة قلب، قالت: "أنا بهاجر بعيد، واليوم ودعت صديقاتي في المدرسة."
مشاري، اللي حس بشيء من الحزن، هز رأسه ورجع لعمله.
فتح عيونه وكأنه يشوفها قدامه، وقال في نفسه: "يا ريم، لو تدرين كيف قلبي تعلق فيكِ، وحتى ماكنت ابغى اصير ضابط، بس إنتي غيرتيني، ريم، إن شاء الله راح أوصلكِ قريب."
عدل مشاري جلسته وبدأ يرجع القضايا.
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن