Part : 161

17 5 5
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
في بيت أبو عبود:
أم عبود كانت جالسة في الصالة، وفجأة دخل أبو عبود ووجهه أحمر، همس لها: "البسي عبايتك وتعالي."
أم عبود باستغراب: "يا صباح الله خير، وينك طول الليل؟ لا حس ولا خبر، والحين جاي تقولي البسي وتعالي."
صرخ في وجهها: "بسرعة، مو وقتك، ترا كلمة زيادة وطلقك بالثلاث."
أم عبود: "بسم الله، شصار لك؟"
راحت تلبس عبايتها بسرعة، وركضت وراه لبرا وركبت السيارة، بعد دقائق، وصلوا المستشفى.
أم عبود استغربت وهمست وهي تمشي بالممرات: "ليه حنا هنا؟"
أبو عبود كان يمشي بدون ما يقول كلمة، شاف الممرضات ودخل مع أم عبود، قدامهم كان سرير كبير وفيه شخص مغطى.
أم عبود عرفت إنه شخص ميت، بس ما عرفت مين.
همست وعيونها تدمع: "مين؟ تكفى يا أبو عبود، لا تفجعني."
أبو عبود همس للممرضة: "ارفعي."
رفعت الممرضة الشرشف وظهر وجه عبود، أبيض ومبتسم، أم عبود ما قدرت تستوعب، راحت للسرير ومسكت الشرشف وقالت: "عبود، حبيبي، قوم عبود، يلا صباح، قوم."
كانت تبوسه بكتفه وبوجهه، وهي تقول: "يلا يمه، اصحى، بسك نوم."
الممرضة همست: "عظم الله أجركم."
أم عبود بعصبية: "نعم؟ وش قاعدة تقولي؟ ترى توه بعمر الزهور، ولدي الحين بيصحى، صح؟"
بدأت بالصراخات المؤلمة، تنادي باسم عبود، جت الممرضات يسندوها، وأبو عبود طلع من الغرفة وراح للإستقبال عشان الإجراءات.
؛
؛
فوق الدور الثالث، كان أبو فارس موجود في غرفة متوسطة الحجم، قدامه كان سرير، ممدود عليه فارس اللي لابس روب العملية الأزرق، فارس كان مغمض عيونه مثل الطفل، ووجهه فيه شوية جروح، وفي شاش على رقبته.
أبو فارس كان يطالع الدكتور عشان يشرح له حالة فارس. قال الدكتور بهدوء: "الحمد لله على سلامته."
أبو فارس همس: "الله يسلمك، دكتور قول الحقيقة."
الدكتور رد: "يا طويل العمر، فارس حالته تمام جدًا، عنده كسر في يده اليمنى وشوية كدمات، ورقبته فيها جرح بسيط، بس ما في أي شيء خطير."
تنهد أبو فارس وقال: "ومتى بيصحى؟"
الدكتور: "لساته تحت تأثير البنج."
هز أبو فارس رأسه، وطلع مع الدكتور.
شاف الغرفة المقابلة وكان واقف أبو محمد قرب منه وسلم عليه.
أبو فارس: "كيف محمد يا أبو عبدالله؟"
أبو عبدالله وهو يبكي: "الحمد لله اللي ربي حفظه، بغى يروح مني."
أبو فارس: "يا أبو عبدالله، قوي قلبك، هذا قدر من ربي العالمين والحمد لله على كل حال."
شوي وشافوا الشرطة جوا يحققون.
؛
؛
بنت أبو فارس:
أم فارس بانهيار: "أبوك مو راضي يطمني، وراه ما يرد؟ أكيد ولدي صار له شيء."
مروان يدق على أبوه ما يرد ويحاول يهدي أمه: "يمه، الله يهديك، أبوي قال حادث بسيط."
أم فارس بصراخ: "انت وأبوك كذابين! وش الحادث البسيط ذا؟ أبوك ما جاء للحين، بتصير الساعة عشر! ودني المستشفى بسرعة، أبي أشوف ولدي."
مروان: "يمه، أبوي قال لا لأن في شرطة."
أم فارس ببكاء: "شفتوا؟ مات ضناي وأنتم تخبون علي."
وقعدت تبكي ودانه تبكي معها، أما عبير كانت واقفة وتسمعهم، قلبها وقف، وتحاول تهدي أعصابها: "دام عمي قال بسيط يعني بسيط، أكيد ما صار له شيء، بس يدلع، إيه كذا فارس يحب يتدلع، يا ربي برحمتك احفظه."
وبصوت فيه غصة: "تكفى يا ربي، ما أبيه يموت، والله أحبه، والله أموت بعده لو يصير فيه شيء."
قعدت على السرير وهي حاضنة رجولها وتحاول تهدأ نفسها، وكل شوي تمسح دموعها، أخذت جواله وشافت رسالته، قال خمس دقايق وهو عندنا، والحين في مستشفى، يا ربي رحمتك.
؛
؛
عند حمد، تلقى مكالمة، وكانت الصدمة مليئة وجهه كيف فارس وعبود؟ وش صار معهم؟ عبود مات منجد؟!.
همس اللي بالجوال: "ترا الشباب متجمعين في الاستراحة، راح يصلوا عليه العصر."
سكر الجوال، وبسرعة خرج الثوب ولبسه، وجهه صار أحمر ويدينه ترتجف حتى ما عرف يسكر أزرار الثوب، دخلت عليه أم خلود بعد ما طرقت الباب وطالعته بابتسامة: "يا صباح الفل، يلا تعال نفطر."
حمد همس وهو ما يحاول يبين غصته: "بفطر برا."
أم خلود حست في شيء، مسكته وطالعت وجهه، أو ما شافت دموعه، على نيته قالت بابتسامة: "يا ولدي من جدك تبكي على رغد؟ ترا كبرت وصارت واعية، وانت كلها سنة ونفرح فيك."
حمد: "بس فرحتي بتكون ناقصة."
أم خلود انصدمت: "بسم الله، وش صار لك حمد؟ ليه تقول كذا؟"
حمد ببكاء جالس على الكرسي، وقال: "مات يمه، مات عبود."
أم خلود ما تعرف كثير أصحابه، بس جلست جنبه وطبطبت عليه: "يا حبيبي، الله يرحمه ويغفر له، تذكر إن الله أرحم الراحمين، الله يكتب له الجنة ويجمعنا فيه يوم القيامة، إذا احتجت تتكلم أو تفضفض، أنا هنا جنبك، لا تشيل هم، الله يعينك ويصبرك، وإن شاء الله تكون آخر الأحزان."
حمد هز رأسه وطلع برا البيت، وخلود شافته واستغربت ملامحه، راحت عند أمها وسألت: "يمه، وش فيه حمد؟"
أم خلود: "يا روحي عليه، خويه عبود مات."
خلود انصدمت من الاسم، عبود، تملكتها الغصة بسرعة، وقالت بقلق: "مين عبود؟"
أم خلود: "اللي دايم يتكلم عنه حمد، خويه، بس ما أعرف أهله  الله يرحمه ويصبر قلب أمه."
وراحت المطبخ.
خلود ما هي مصدقة وش صار له، بسرعة راحت غرفتها عشان تكلم عبير.
؛
؛
في مركز الشرطة:
فايز كان يشتغل بكل شيء والشغل مضغوط مرة، لأن مشاري عنده إجازة.
جاه أبو سليمان وسلم على فايز ومشى من عنده بتجاهل، فايز مقهور، ليه ذا يتجاهلني؟ وش سالفته؟.
فايز لحق وراه ودخل المكتب وهمس: "طال عمرك، مشغول الحين؟"
أبو سليمان جلس في المكتب: "لا، تبي شيء يا فايز؟"
فايز دخل وسكر الباب وراه وهمس: "أبي أكلمك بموضوعي."
أبو سليمان عرف وش يبي، أشر له بالجلوس، جلس فايز وهمس: "مر شهر من خطبة بنت حرمتك طال عمرك وما جاني رد."
أبو سليمان: "والله يا فايز الرد جاء من زمان بس أنا ما حبيت أقولك."
فايز رفع رأسه وكان عارف إن التأخر في الرد من أبو سليمان، فايز: "في شيء مضايقك مني؟ أو شف أي شيء أزعجك؟"
أبو سليمان بحدة: "إي يا فايز، شفت شيء ما عجبني، ليه خدرت بنتي واستجوبتها بدون إذن؟"
فايز تذكر اللي صار بالمستشفى وفهم إن أبو سليمان مو سهل وعرف، همس وهو يحاول ما يبين ارتباكه: "طال عمرك، بنتك الوحيدة اللي ما تحقق معها بشكل رسمي، وسالفة الجن ذي ما دخلت راسي."
أبو سليمان: "وخطبتها عشان تكمل تحقق معها يعني؟"
فايز رد بسرعة: "لا والله، أنا شفت بنتك واختارها عقلي قبل قلبي، رزينة وفاهمة، وأنا إنسان أحتاج حرمة متفهمة، وغادة يا طويل العمر كاملة والكامل لله."
أبو سليمان هز رأسه، أصلاً ما له حق يمنعه أو يرفضه لأنه مو أبوها الحقيقي.
ابتسم وقال: "مبروك، موافقين عليك يا شيخ."
فايز بابتسامة وقف وسلم على أبو سليمان.
؛
؛
في إدارة المرور:
كان أبو فارس مع أبو عبدالله، يشوفون الحادث في الشاشات، من الكاميرات اللي التقطت كل شيء، الي صار مع الشباب.
همس الرجال: "الغلطان هو المرحوم، السرعة تعدت الحد المطلوب وفقد القدرة على التحكم بالسيارة، الحمدلله على سلامة الباقي، والله يرحم أمواتكم."
هز رأسهم وبعد الإجراءات طلعوا.
أبو فارس طلع جواله وشاف حرمته ومروان داقين عليه كثير، فركب السيارة وراح البيت.
أبو عبدالله كان واقف لين جاه أبو خلود بالسيارة وسلم عليه.
أبو خلود: "الحمد لله على لطف الله، إن شاء الله ما تشوف إلا الخير يا أبو عبدالله."
أبو عبدالله ركب قدام بالسيارة معه، وأبو خلود يسوق بشويش، وقال: "الحمد لله على كل حال، الله ستر عليه."
أبو خلود: "سامحنا يا طويل العمر إذا قصرنا معكم."
أبو عبدالله: "يا طويل العمر وش نقول، التقصير مني وأنا أخوك، شغلتنا الدنيا."
أبو خلود: "يلا ربك كريم، خلني أشوف الولد وأتطمن عليه."
وساروا للمستشفى.
؛
؛
في بيت عبدالعزيز:
عبدالعزيز ورغد طلعوا من الغرفة، وسارة كانت مع أمها يحطون الأكل على الطاولة.
أم سارة: "ياهلا والله، تفضلوا على الغداء، اليوم مسوية لكم كبسة على أصولها."
عبدالعزيز جلس وقال: "الله يحييك، ريحة الكبسة لحالها تفتح النفس."
رغد راحت تساعد سارة، بس سارة منعتها وهمست: "ما يصير، لساتك عروسة."
رغد ابتسمت وقالت: "لا عادي، يعمري."
بعدين رجعت وجلست جنب عبدالعزيز، وقالت وهي تطالع أم سارة: "والله يا خالتي، أكلك ما له مثيل، ما شاء الله عليك."
سارة: "يمه، متى تعلميني كيف أسوي الكبسة زيك؟ كل ما جربت تطلع معي مختلفة."
أم سارة: "يا حبيبتي، انتي يبيلك كرف أكثر في المطبخ عشان تتعلمي، مو من أول مرة تضبط، اصبري عليها."
سارة تكتفت وقالت: "صراحة أنا إذا ما ضبطت الشغل من أول مرة ما أعيده، ليه أتعب نفسي؟"
أم سارة طالعتها وكشرت، وعبدالعزيز همس: "طيب، وش رايكم نبدأ بالأكل قبل ما يبرد؟ أنا جوعان مرة."
رغد: "يلا بسم الله."
بدأوا كلهم يأكلون، والجو كان مليان ضحك وسوالف.
عبدالعزيز قال: "والله الكبسة هذي من جد على أصولها، تسلم يدك أختي."
أم سارة بابتسامة: "تسلم، صحتين وعافية."
رغد همست: "عبدالعزيز، وش رايك نروح نزور أهلي أشتقت لهم؟"
عبدالعزيز: "أكيد، بس خلينا نرتاح شوي بعد الأكل."
؛
؛
كانت ريم تلعب مع ولد أمل، سيف، في الحوش، وتطارداه من مكان لمكان، وهو يضحك ويطلع لسانه عشان يستفزها.
سيف: "ما راح تقدرين تمسكيني."
ريم رفعت حاجبيها وقالت: "والله؟ طيب وش راح تعطيني إذا مسكتك؟"
سيف يفكر: "اممم... اممم... سيارة بابا."
ريم ضحكت: "إي حلو، أحتاج سيارة صراحة."
رفعت فستانها السماوي وبدأت تجري وراه وهي تضحك.
مشاري كان طالع من البيت، وشافها وهي تنط، قلبه انقبض شوي، لإنها حامل ومو من الجيد إنها تلعب وتتنطط بهذا الشكل.
مشى لعندها وهو معصب وقال: "ريم، وش تسوين؟ أنتي حامل، المفروض ترتاحين!"
ريم بابتسامة خفيفة ردت عليه: "قاعدين نلعب عادي، ما راح يضرني."
شافته طلع همست: "وين بتروح؟"
مشاري تنهد وقال: "عندي شغل مهم، لازم أروح."
كان بيطلع وهو زعلان، لكن فجأة، ريم لحقته لعند السيارة، ونادته بصوتها الجذاب: "مشاري!"
لف مشاري ولما شافها، قربت منه وباست على خده برقة، ابتسم.
ريم همست وعيونها مليانة حب: "انتبه على نفسك."
مشاري ابتسم ابتسامة خفيفة وقال: "أنتي بعد، لا تنطين كثير."
رجعت ريم جوا البيت وهي مستحية، وقلبها ينبض بسرعة من الخجل، وفرحانة لأن مشاري يحبها ويهتم فيها.
؛
؛
بعد ثلاث ساعات من العزاء، كانت الوجوه حزينة والجو مليء بالحزن، حمد، ياسر، ولؤي جلسوا جنب بعض، ولؤي سأل بصوت منخفض: "كيف صار الحادث؟ والشباب كانوا مسافرين، وكيف مات عبود؟"
ياسر تنهد بعمق، وقال: "والله يا لؤي، القصة حزينة، كانوا في سيارة فارس راجعين، بالطريق المقابل جات سيارة عبود، الظاهر كان تعبان وللأسف، ثلاثه ماتوا، عبود من بينهم، وفارس ومحمد بالمستشفى".
لؤي هز رأسه بحزن وقال: "الله يرحمهم، لازم نروح نزور فارس في المستشفى."
حمد كان حزين مره، عبود كان صديقه، وفارس كمان، ومو مستوعب الي صار، ياسر ولؤي حاولوا يواسونه، وقالوا له: "الله يصبرك يا حمد، احنا معك."
اتفقوا يروحوا المستشفى بعد العزاء، وكل واحد فيهم كان يحمل في قلبه ألم الفقدان وأمل الشفاء لفارس.
؛
؛
؛
في غرفة المستشفى، بعد ما صحى فارس من العملية، كان يحاول يستوعب اللي صار، الألم كان واضح على وجهه، مو بس من الجروح، لكن من الحزن اللي كان يملأ قلبه.
جلس شوي يحاول يتذكر تفاصيل الحادث، لين سمع الخبر اللي كسر قلبه، عبود واثنين من أصدقائه ماتوا في الحادث.
فارس بصوت مكسور: "عبود... عبود مات؟ كيف صار كذا؟"
أبوه بحزن: "إيه يا ولدي، عبود واثنين من الشباب اللي كانوا معك ما قدروا ينجون."
فارس يبكي بحرقة: "ليش يا عبود؟ ليش تركتني؟ كنا دايم مع بعض، ما تخيلت يوم يجي وما تكون فيه."
أمه تمسح دموعها: "الله يرحمهم يا ولدي، هذا قدرهم، وإحنا لازم نصبر ونحتسب."
مروان يحاول يواسيه لأنه أول مرة يشوف أخوه كذا: "فارس، إحنا كلنا هنا معك، ما راح نتركك."
عبير كانت موجودة وتطالع في فارس مو مستوعبة ولا شيء، حتى موت عبود مو قادرة تستوعبه.
أبو فارس همس لحرمته: "خلوه يقعد شوي مع عبير وحنا نطلع، ما ينفع نقعد كثير معه عشان لساته تعبان من العملية."
أم فارس بهمس: "تبيني أترك ولدي لوحده؟"
أبو فارس: "ما راح يقعد لوحده، مروان بيكون موجود، وبعدين الرجال راح يجون يزورونه كل شوي، ما ينفع تقعدين هنا، والحين خلونا نطلع."
طلعوا كلهم من الغرفة وراحوا تحت، عدا مروان كان جالس في كرسي بالممر، بقت عبير مع فارس، جلسوا بصمت لفترة، بس الدموع كانت تتكلم بدلهم.
عبير قربت منه، باست راسه وتمسح شعره، وما هي عارفة كيف تراضيه، أصلاً هي مصدومة لأن عبود كان ولد جيرانهم.
فارس بصوت مبحوح: "عبود كان أكثر من صديق، كان أخوي، كنا نخطط لكل شيء مع بعض، مو مصدق."
عبير تبكي: "أنا عارفة يا فارس، وأنا مثلك مو مصدقة، بس هذا قضاء الله وقدره."
فارس ما عرف يتكلم ولا يطلع شيء من قلبه، بس دموع، ويكح ويطلع دم من فمه،
عبير خافت عليه، ضربت الجرس عشان يجي الممرض، وفعلاً جاء، ومروان كان موجود.
همس الممرض: "راح نعطيه مهدئات عشان يرتاح شوي."
مروان هز رأسه، وطلع مع عبير، وهي تمشي وراء مروان بالممر حسّت بشيء غريب خلفها لفت وما شافت شيء كملت، نزلوا تحت وركبت سيارة عمها ورجعوا البيت.
؛
؛
رغد كانت متحمسة تزور بيت أهلها بعد ما سمح لها عبدالعزيز، إنها تروح، يوم وصلت، أمها كانت في الصالة، تفاجأت بوجود رغد وقالت: "يا هلا والله! نورتي الدنيا كلها يا روحي."
رغد ابتسمت وباست رأس أمها، وقالت: "منور بأهله."
أمها سألت: "وش جابك فجأة؟"
رغد همست وهي تفصخ العباية: "عبدالعزيز قال لي عادي أجي أزوركم، اشتقت لكم."
خلود كانت جالسة في الصالة، لما شافت رغد قامت تسلم عليها بحرارة: "يا هلا رغد! اشتقت لك."
رغد ضمت خلود، وبعد السلام والكلام، خلود راحت تسوي قهوة في المطبخ، رغد لاحظت أن خلود مو على بعضها، فقررت تروح تشوفها. دخلت المطبخ وشافت خلود واقفة قدام الدلة، عيونها تلمع بشيء من الحزن.
رغد سألت: "خلود، وش فيك؟ ليش حاسة إنك مو بخير؟"
خلود حاولت تبتسم وقالت بمزحة: "لا تخافين، بس فقدتك، كيفك أنت؟"
رغد حسّت أن خلود تخفي شيء، لكنها ما حبت تضغط عليها، رجعت تسولف مع أمها في الصالة، لكن بالها كان مشغول بخلود.
بعد ما خلصوا القهوة، خلود طلعت فوق غرفتها بسرعة، رغد لاحظت هذا الشيء، لكنها ما قالت شيء، خلود دخلت غرفتها وسكرت الباب، وجلست على السرير تبكي، كانت تفكر في عبود، اللي مات مو قادرة تنسى ملامح وجهه!!
خلود كانت تحاول تكابر قدام أمها وأختها، تبتسم وتضحك، لكن الحقيقة كانت أنها مكسورة من جوها، تحاول تخفي حزنها عن الكل لأنها ما تعرف وش تقول وكيف تعبر.
؛
؛
مشاري رجع البيت متأخر، كانت الساعة 12 بالليل، كان تعبان ومرهق من يوم طويل، وقرر يصعد فوق عشان يرتاح، لكنه لاحظ ضوء خافت جاي من الغرفة اللي بالصالة، استغرب وراح يفتح الباب بهدوء، لقى ريم جالسة وسط السرير، مستنياه، كانت لابسة فستان أسود ناعم، قصير، مشاري سكر الباب بهدوء وقعد جنبها على السرير.
مشاري: "مساء الخير، كيف حالك؟"
ريم بابتسامة خفيفة: "مساء النور، أنا بخير، بس كنت مستنياك، كيف كان يومك؟"
مشاري تنهد وقال: "كان يوم طويل وصعب، رحت عزاء أبو عبود، مات ولده."
تغيرت ملامح ريم فجأة، وحست بالحزن، عبود مات؟ يا الله، همست: "الله يرحمه ويصبر أهله."
مشاري نظر لريم: "آمين."
ريم قربت منه وحطت يدها على جبينه: "شكلك تعبان."
مشاري ابتسم: "لا بخير تطمني."
ريم حطت رأسها على صدره، ومشاري يلعب بشعرها، شوي وناموا.
؛
؛
إنتهى🌷.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 13 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن