Part :28

44 5 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
حل الليل أخيرًا:
كانوا جالسين برا الخيمة يناظرون النار بهدوء. خلود طالعت البنت الصغيرة وقالت: "هذه الوحيدة اللي ما تركتنا".
غادة بعصبية قالت: "شفتي ملامح زياف الكلب؟ كانت فعلاً خبيثة".
خلود: "ايه، أنا كنت منقهرة من زيربا هذي، من جد إيش وضعها؟".
همست الطفلة: "أنتم إيش وضعكم؟".
البنات نظروا إليها وهي كملت: "حنا جن أكيد ما راح نشفق عليكم، وصراحة كانت أشكالكم تضحك، بس ما كنت أقدر أضحك، مدري ليه". غادة فتحت فمها وقالت: "شوفي قلة الأدب".
خلود: "شسمك؟".
الطفلة: "نيمساي".
غادة: "نيمساي؟ إيش؟ أحس اسمها كوري". ضحكت خلود: "يا هبلة، اقلبيه ياسمين".
غادة: "آه قرين، نسيت، طيب"،
وكملت: "حرام، توها صغيرة على الوسوسة". نيمساي: "ما عندي صاحب".
خلود وغادة: "ليش؟".
نيمساي: "لأنها راحت السماء خلاص".
غادة نظرت في خلود التي استغربت: "ماتت؟!".
غادة: "إيه يمكن".
خلود: "يعني إذا مات الإنسان، قرينه ما يموت؟".
غادة: "وش عرفني أنا، خلاص سكروا السالفة". تنهدوا وسكتوا.
؛
ريم كانت تمشي وهي مضطربة الأفكار، تفكر في دهف اللي جالس لحاله، هادي ومستريح. كانت تبغى تروح له، تعتذر وتشكره على كل اللي سواه معاهم، قربت منه شوي شوي، ووقفت وراه بخطوات صغيرة، تهمس لنفسها بصوت: "أكلمه ولا ما أكلمه؟"
وفجأة، دهف قال: "عندك شي قوليه؟"
ريم انصدمت، كانت بتصرخ لكن سكتت نفسها بسرعة وقربت منه أكثر، وقالت بصوت مرتجف: "آسفة، ما كان قصدي أعورك، كنت خايفة أفقد عبير، هي بمثابة أخت لي."
دهف رد عليها بهدوء: "أنا جني، ما يهمني الألم اللي يجي من إنسانة زيك."
ريم ما كانت مصدقة كلامه، وردت عليه بعصبية: "أنت مغرور ومزعج، كلك على بعضك قرين، حتى مو جني حقيقي."
دهف ناظرها لثواني، بس بالنسبة لريم اللي كانت خايفة، كانت الثواني تمر كالساعات، عيونه صارت حمرا وكأنها عيون قط، وقف وقرب منها شوي، وقال بحدة: "ما في شي يعورني منك إلا عيونكِ، كل ما أطالع فيها أشوفكِ تناظرين كأني فهد."
وقرب منها أكثر، وأضاف: "أكره نفسي اللي كانت لكِ فهد."
ريم وقفت مصدومة، ما تقدر تتحرك ولا تتكلم، بس تتنفس بصعوبة، كانت كلماته تلعب بمشاعرها، تحب فهد وفي نفس الوقت تكره دهف، همست بصوت يكاد يُسمع: "وش هدفك؟"
دهف، لأول مرة بصوت حنون، قال: "أنتي!" ريم حست بالاختناق، ما قدرت تتنفس قدامه، دهف حس بالندم واختفى من قدامها، ريم رجعت تركض للخيمة وقلبها يدق بقوة، تحاول تستوعب اللي صار وتهدأ من الصدمة.
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن