Part : 26

44 5 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
البنات كانوا يسولفون والضحكة تملأ المكان، لين ما خفت الرياح اللي كانت قوية بسبب عبير.
وفجأة، صار فيه هدوء غريب وانصدموا لما شافوا الدباب مقلوب ومحد حوله. ركضوا عنده يتأكدون من عبير، بس ما لقوا أحد، كل شي كان هادي ولا فيه أي حركة، بس بعدها سمعوا ضحكة من بعيد، ضحكة غريبة كأنها تسخر من الوضع، البنات ما صدقوا، راحوا يشوفون وش السالفة بسرعة، وهناك شافوا زياف واقف فوق راس عبير وهو يضحك، وكأن ما صار شي، والبنات انصدموا من المنظر، عبير منسدحة وما تتحرك، والموقف كان يعور القلب.
ريم ما قدرت تستوعب، انحنت على عبير وهي تبكي وتناديها: "عبير تكفين قومي، عبير اختي لا تموتي، الله يحفظك قومي."
بس زياف كان واقف يضحك ويقول: "قالت بتفوز."
خلود ما قدرت تتحمل، صرخت فيه بعصبية: "خلاص اسكت، ما تشوف البنت كيفها؟"
زياف رفع كتوفه وقال ببرود: "مالي شغل، حد قال لها تتحداني."
غادة ما قدرت تمسك نفسها وقالت له: "حقير!"
وزياف بكل خبث رد عليها: "شكلكم نسيتوا مين أنا."
رفع كومة من الرمال عليهم، بس دهف وقفه وقال: "بس زياف، انتهى وقت المراح."
زياف وقف وقال بملل: "ياخي البشر مملون، كنت أحسبها بتموت."
واختفى بعد ضحكة خلت البنات يدوخون شوي، البنات بدوا يبكون وعبير منسدحة والأطفال اختفوا، بقي دهف اللي واقف ولا شعرة تحركت منه، ريم مسكته من كتوفه وقالت بيأس: "طالبك تنقذها، تكفى خلنا نروح المستشفى."
دهف بهدوء رد عليها: "ماراح نقدر."
ريم ضربته في صدره وهي تصرخ: "ايش فائدتك كل شوية ما تقدر؟"
دهف حاول يهديها وهي تضرب وترفس، وخلود همست: "فيه نبض بس خفيف."
غادة جلست تبكي، وفجأة طلعت زيربا وانصدمت لما ما شافت دهف يحضن ريم اللي تبكي وحالة عبير، غادة ناظرت فيها وقالت بيأس: "ماراح تسوي شي..
زيربا قالت لهم: "لازم تحملوا المسؤولية." خلود صرخت: "يعني نترك البنت تموت كذا؟" زيربا ناظرت في دهف اللي كان يناظرها بنظرة توسل، تنهدت وشالت عبير واختفت.
؛
في الشرقية بعد العصر:
دخل مشاري مكتبه وفتح أزرار قميصه، ناظر في فايز اللي قال: "تقبل الله."
مشاري رد بهمس: "منا ومنك صالح الأعمال." قرب منه وقدامه لوحة كبيرة فيها صور وأسماء أشخاص.
فايز قال: "كذا تمام."
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن