Part : 29

38 5 0
                                    

لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
في الصباح، صحت عبير وهي تحس إن عظامها مكسرة، رقبتها تعورها وحتى رجولها، سحبت نفسها بهدوء وجلست، كانت في غرفة زينب، وكانت ظلمة بس فيه نور بسيط من فوقها، استغربت كيف جات هنا، بعدين تذكرت زيربا، كانت تحسبه مجرد حلم، طلع حقيقة، تنهدت بقوة، شافت رجلها ملفوفة بضماد وما تقدر تحركها، سمعت صوت بكاء، استغربت، طالعت قدامها وركزت أكثر، شافت زيربا جالسة تبكي بهدوء، صح كانت متنكرة بهيئة حرمة ثانية، بس عبير عرفتها، انصدمت، مو على أساس إن ذي جنية، إيش اللي يخليها تبكي؟
عبير همست: "وش فيك؟"
زيربا مسحت دموعها، وقفت وراحت جلست على حافت السرير الخشبي، وقالت: "صحيت ما حسيت فيك."
عبير: "ليه قاعدة تبكي؟ وش فيك؟"
زيربا: "يعني راح تصدقين لو تكلمت؟ أنا عارفة إنك مو مصدقة وجودي أصلاً."
عبير بهدوء: "وجودكم مذكور بالقرآن، وحتى قال عنه رسولنا الكريم، صح إني متوترة منك، بس عارفة إنك حقيقية ومو خايفة، لأنك ما تقدرين تسوين لي شيء إلا بإذن الله."
ابتسمت زيربا: "مو باين عليك التوتر أصلاً، بس حلو."
كملت زيربا: "أنا عبدة لأحد الشياطين الملعونة، كان شيطان فعلاً أخذني وخلاني عبدة له، أطيع أوامره، ومو بس أنا، الكثير مننا حنا الجن."
تنهدت وقالت: "لين جات مرنان، صح إنها إنسانة بس كانت طاغية، عندها جن يخدموها، وقدرت تخوف ذاك الشيطان، وعملت معها بشرط يكون لنا مسكن آمن."
عبير فتحت فمها بصدمة، وكملت زيربا: "وقتها فعلاً حسيت إنو مو حنا الجن، وفي أجن مننا بكثير، شيطان الإنسان أقوى من الجن نفسه."
وقالت: "مو مرور الوقت، اشتغل مع مرنان وأروح أجمع معلومات عن النساء والرجال عشان تسحرهم، لين وصلت لزينب."
ناظرت عبير وهمست: "كانت بعمرك، بشوشة وعندها ابتسامة حلوة، تلبست فيها وسويت الشيء السيئ لها، والصدمة إنها كانت متقبلة هالشيء، ودايماً تصلي وتحمد الله."
كملت: "بعد أربع سنين، طلع عندها مرض خبيث، ورغم إنها كانت عارفة، ما علمت أهلها لإنهم فقراء، وماتت بهدوء."
وقفت زيربا وقالت: "غرفتها كانت نظيفة، وبعد موتها كنت أنا فيها، وأقعد أنظفها، لأن زينب كانت نظيفة من برا ومن جوا."
زيربا: "أنا عارفة إنك ما تبغين ترجعين لأهلك، وحتى مو مهتمة بالرجوع كثير، بس لازم..."
سكتت لما شافت عبير بدأت تصيح وتبكي، وقالت: "أنا ما عندي أهل، كلهم ماتوا، وكمان عمي وعياله يكرهوني لأني دخيلة."
زيربا بسرعة حضنت عبير وتمسح ظهرها: "اشش، خلاص، لا تبكي، بس وجودك هنا خطر عليك، حنا جن، أو على كلامك حنا شياطين، ونكرهكم مرة."
عبير قعدت تبكي في حضن زيربا.
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن