Part : 38

33 5 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
في مركز شرطة الشرقية، كان مشاري جالسًا في مكتبه يراجع آخر الأخبار عن القضايا، والأهم من ذلك قضية البنات الأربع اللي ما قدر يلقى لهن أي خيط ولو صغير.
دخل فايز وسلم بحرارة وقال: "الضابط أبو سليمان وصل الشرقية وبيمر علينا"
ابتسم مشاري ورد: "حياه الله"
قال فايز وهو يبين القلق: "شكله معصب" ضحك مشاري وقال بثقة: "لا تشيل هم، أعرف كيف أتصرف معاه"
تنهد فايز وقال: "ليه دايم أنا بين ناس عصبيين؟"
نظر إليه مشاري بمزاح: "للحين ما جبت تقرير فحص السيارة؟"
رد فايز بتأفف: "والله مو بيدي، الورشة هي اللي تأخرت"
وأضاف بهدوء: "ما لقينا أثر دم، و البنات كانوا مسافرات، حتى إنهم لقوا ملابسهن"
أخذ مشاري نفسًا عميقًا وقال: "طيب، إذا في جديد علمني."
هز فايز رأسه وخرج، ومشاري يفكر وهو يتأمل صورة ريم اللي كان عمرها 15 سنة، مبتسمة بس نحيفة، وكأن ملامحها مألوفة له، وابتسامتها كأنها محفورة في قلبه، هز رأسه متناسيًا الشكوك، متأكد إن البنت اللي شافها مو ريم.
؛
رفع مشاري عيونه لما سمع صوت الباب ينفتح، وبسرعة قام واقف ومشى لين وصل إلى أبو سليمان، سلم عليه وباس راسه من غير تردد. جلس أبو سليمان وهو يقول بصوت واضح: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
رد عليه مشاري بنفس الكلام وبنفس الاحترام.
بعدها، قال أبو سليمان بنبرة جادة: "تراني زعلان منك يا ولدي"
مشاري ابتسم وقال بكل أدب: "أمرني يا عم، وأنا أسف على أي قصور"
أبو سليمان رد بحنية: "ما صار شي، أنا ما كنت أبغى أسوي عرس كبير، في هالعمر ندور الستر والبساطة، مو الحفلات الضخمة"
مشاري برأيه: "ما يصير عريس بدون عرس، حتى لو كان شي بسيط"
وسأل بعدها بكل اهتمام: "كيف حالك الآن؟" أبو سليمان رد وهو يضبط جلسته: "الحمد لله، بخير"
وأضاف بجدية: "والحين وقت الجد"
مشاري قام وراح لمكتبه يجمع الملفات الخاصة بالقضية، يعتبر أبو سليمان مثل أبوه الثاني، كان صديق أبوه المقرب، وبعد وفاة أبو مشاري، صار أبو سليمان هو السند له.
رجع مشاري وحط الملفات على الطاولة، وفيها فلاشة تحتوي على تسجيلات لسير السيارة وخروجها من الشرقية لين وصلت الصحراء.
أبو سليمان قال وهو يشاور على الفلاشة: "هنا الضيعة، وراها راحت السيارة للصحراء"
مشاري علق وهو محتار: "ما دري، كنا نحسبهم اثنين، وطلعوا أربعة، والكاميرات اللي في الصحراء ما تنفع"
تنهدوا مع بعض وهم مو عارفين وش يسوون، أبو سليمان قعد يقلب في الملفات لين وقف عند اسم غادة..غادة عبد الرازق, تغيرت ملامح وجهه وصارت تعبر عن الغضب، قام وطلع بدون ما يقول كلمة، ومشاري وراه يحاول يهديه وهو ما يعرف السبب.

؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن