Part : 91

28 3 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
ريم حست بلطف الدكتور مصعب، عشان كذا طلبته، قالت بعصبية: "مالك دخل، بعدين كلها يومين وأطلع من بيتك".
مشاري عصب ومسك فكها الصغير بيده، حاط أصبعه على شفايفها المرتجفة، يناظرها بكل غضب.
ريم انصدمت، ما شافت هالنظرات حتى في عيون دهف.
مشاري همس لها وهو يتنفس على وجهها: "ما راح تطلعين من هنا إلا للمقبرة، فاهمة؟"
ريم خافت وهمست: "أدري إني ثقلت عليكم وشكراً، بس ما أسمح..."
قاطعها مشاري: "اشش، ما أبغى أسمع صوتكِ، ومالكِ شغل إذا ثقلتي علي أو لا، ريم، فيه كلمة حطيها في بالكِ، ما لكِ مكان في الدنيا هذه إلا مكانين".
ريم ناظرته وهو يتأمل عيونها الخايفة، مشاري همس: "المكان الأول بيتي".
وفي باله كمل: "والثاني قلبي".
ريم همست وهي ترجف: "والثاني؟"
مشاري قرب منها لين صارت أنفاسهم مختلطة، قال بعصبية تخفي مشاعر: "قبركِ". ريم بكت من الخوف: "ترا أمك مو هنا". مشاري ابتسم بنص ابتسامة: "زين إنكِ فهمتي".
بعد يده شوي عشان ما يأذيها وطلع من الغرفة، ريم انهارت، مستحيل يكون إنسان طبيعي، الحين ظهرت حقيقته!.
؛
في بيت أبو فارس، الوقت مشى وصارت الساعة عشرة وشوي.
عبير نزلت من غرفتها وهي تشكي من الجوع، لقت دانه ومروان قاعدين يسولفون في الصالة.
دانه قالت: "توني بغيت أناديك، تعالي شوفي، فارس جاب لنا عشاء."
عبير استغربت وسألت: "وينه فارس؟"
مروان رد وهو يأشر لغرفة فارس: "راح لغرفته، قال ماله نفس ياكل."
عبير، اللي كانت جوعانة بس تكابر، قالت بلا مبالاة: "أها بالعافيه، أنا بعد مالي خاطر أكل." ومشت بسرعة صوب غرفة فارس، دخلت بدون ما تدق الباب، لقت الغرفة مظلمة وباردة.
شغلت النور وطفت المكيف، شافت فارس منسدح على السرير ومغطي وجهه بالمخدة. عبير بصوت حنون: "ليش ما تبغى تاكل؟ شكلك مرة جوعان"
فارس التفت على الجنب الثاني عشان ما يشوفها وقال بصوت خافت: "أطلعي وسكري الباب وراكِ"
عبير تنهدت وقالت: "حركات الأطفال هذي ما تناسبك"
قربت منه وشالت المخدة عن وجهه، انصدمت لما شافت وجهه أحمر ومغمض عيونه.
حطت يدها على جبينه وقالت بعصبية: "كنت حاسة إنك مو طبيعي، حرارتك عالية، ليش ما رحت المستشفى؟"
فارس، اللي كان مغمض عيونه، رد بدون ما يفتحها: "ما أبغى، والله يخليكِ اطلعي برا" عبير بعناد: "لا تقول اطلعي برا لأني ماراح اطلع"
جلست على طرف السرير وهي تمسح على شعر ودها تعرف وش فيه، فارس قام وفتح عيونه اللي كانت حمراء، مسك رأسها بلطف وباسها فوق الطرحة، وقال بصدق: "عبير، أنتي بنت عمي وأنا أحترمك، بس أنا ما أنفع لكِ، ووو..."
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن