لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
عبير: "لا، أنا أموت لو تسوي كذا، مسكينة ريم ما أخذت نفس ولا شوي."
وطالعته وقالت: "وراه مستعجل؟"
فارس: "يحبها ومستعجل، عادي."
طالعها وقال: "تبي البحر؟ ترى اليوم عندنا الصلاحية الكاملة."
وعطاها تلميح بعيونه، عبير استحت وقالت: "لا، مو كاملة، بس نشوف البحر."
فارس: "من عيوني."
عبير رجعت اتكات على كتفه، وشغلت أغنية وتغني معها: "معاك مطمنة أوي بيك، ومغمضة عينيّا أنا وياك..."
؛
بعد ما غنوا شوي، عبير وفارس وصلوا للبحر، نزلوا من السيارة وبدأوا يمشون على الشاطئ، عبير كانت ماسكة يد فارس بقوة، وفارس كان يطالعها بابتسامة.
فارس: "تدرين، البحر دايم يذكرني فيك."
عبير بابتسامة: "ليش؟"
فارس: "لأنك دايمًا كنتي تجين هنا معاي بعد موت عمي الله يرحمه"
عبير وقالت: " أيه، اشتقت لذيك الأيام"
فارس حس إنه غبي ذكرها بـ أبوها، همس: "تدرين، أنا أفكر نروح مكان بعيد، بس أنا وأنتي."
عبير ضحكة: " لا يشيخ، وين؟"
فارس: "مكان هادي، بعيد عن الناس، نقدر نكون فيه مع بعض بدون أي إزعاج."
عبير: "ما عجبتني الفكرة."
فارس: "ليه والله حلوه."
جلسوا على الرمل، يتفرجون على الأمواج وهي تضرب الشاطئ، عبير حطت راسها على كتف فارس وهمست: "أحبك."
فارس بابتسامة عريضة: "وأنا أحبك أكثر."
؛
اليوم الثاني، مريم كانت صاحية ومروقة ومبسوطة، راحت تسوي قهوة وهي تنغّي وتسوي حركات دلع، شافت أمها في الصالة جالسة بهدوء، راحت وباست رأسها وقالت: "صباح الخير."
أم مريم: "صباح النور."
لفت نظر مريم دعوة زواج بالكحلي، طالعتها بابتسامة وقالت: "عرس مين؟"
أم مريم ما تكلمت، مريم فتحتها وشافت إنها دعوة زواج ريم و مشاري.
بعصبية شقت الدعوة وقالت: "يمه، تزوج!"
أم مريم ببرود: "قلت لك يبيها ويحبها، تزوجها. بدلعك اللي ما هو سنع ضيعتيه."
مريم ببكاء وعصبية: "ما راح يتزوجها! مشاري حقي وبس، ما راح أخليها تتهنى فيه."
وراحت تلبس عبايتها، أخذت الجوال، ورست لنوف: "أشوفك بيت عمي أبو فايز وإلا راح أفضحكِ."
؛
------------------
------------------
؛
في بيت أبو فايز:
ياسر كان يفطر بالمطبخ وهو لابس فنيلة وسروال طويل أبيض، وقف بعد ما خلص وقال: "أمي، ما راح ترجع اليوم من بيت مشاري."
سمراء: "لا، اليوم بيروحوا السوق يشترون أشياء العروس."
ياسر: "طيب، أنا برجع أنام، راسي يعورني."
سمراء بابتسامة خفيفة: "تمام."
دخل ياسر المجلس، طفى الأنوار وانسدح وأخذ غفوة بسيطة، بس صحي على أصوات تتهمس، ما فهم شيء غير: "يا تدمري عرس مشاري يا أنا أدمر حياتك يا نوف."
؛ قبل نص ساعة، ريم كانت نايمة بعمق بعد ليلة طويلة من التعب، شوي وحست بيد تهزها، صحت وكانت نوف.
نوف همست: "عروسة كسلانة، اصحي."
ريم: "ليه أصحى؟ توه بدري."
نوف بضحكة: "بدري من عمرك، يلا ريم عشان نروح السوق."
ريم استوعبت إن في أشياء كثيرة تحتاجها، قالت: "مين بيجي معاي؟"
نوف: "كلنا، لا تخافي محد راح يتركك."
وكملت وهي تطلع عباية ريم من الدولاب: "أمي وخالتي راحوا يحجزون حق الكوافير وأشياء كثيرة، وإحنا نسبقهم للسوق تختاري الفستان والمُسكة."
ريم ابتسمت، الأحداث كثيرة عليها ما تستوعب، بس مستانسة، دخلت الحمام، يكرم القارئ، بعدين طلعت، صلت ركعتين، لبست عبايتها وراحت للسيارة.
ما حصلت نوف، سألت: "وين نوف؟"
مشاري: "تقول نست شيء، رجعت بيتها."
ريم توترت: "الحين بس أنا وهو بالسيارة، لا قلبي بيوقف."
صعدت جنبه قدام، وهو طالعها وهمس: "أتوقع في أهم من الفستان نشتريه."
ريم باستغراب: "وش؟"
مشاري: "النقاب."
ريم توها تستوعب إنها مو متنقبة وما عندها أصلاً، بس تغطي وجهها بالطرحة، رفعت الطرحة عشان تغطي وجهها، مشاري سحب الطرحة وقال: "السيارة مغيمة، محد يشوفك غيري."
ريم ارتاحت شوي، بس ما ارتاحت من نظرات مشاري.
؛
في بيت أبو فايز، وصلت مريم وجلست على الأريكة تهز رجلها بقوة، سمراء كانت هادئة رغم أن ملامح مريم ما كانت تطمن، شوي ودخلت نوف، تنهدت بقوة لما شافت مريم جالسة، فسخت عبايتها وطرحتها وسلمت على سمراء وجلست.
مريم ابتسمت لسمراء وقالت: "سمور، مشتهية قهوة تركية من يدينك، ممكن تسوي لي؟"
سمراء عرفت إنها تبي تكلم نوف، فسحبت نفسها، المطبخ كان قريب من الصالة، عشان كذا مريم مسكت يد نوف بقوة ورحوا المجلس.
دخلوا وما حسوا بأحد، والنور كان طافي غير النور اللي يجي من الباب، نوف دفّت يد مريم وقالت: "وجع يدي."
مريم بعصبية: "ترا مالي خلق لدلعك، مشاري بيتزوجها."
نوف ببرود: "طيب حلو."
وكملت: "لو كنتي تحبين مشاري فعلاً كان تمنيتي له الخير."
مريم بضحكة: "لا يا حبيبتي، ما راح أتمنى له الخير وقلبي مكسور."
وبحدة: "شوفي زين، يا تدمري عرس مشاري يا أنا أدمر حياتك يا نوف."
وبسخرية قالت: "وش راح يسوي فيك مشاري لما يعرف إنك أيام الثانوي من حضن شاب لحضن الثاني، ولولاي كانوا أخذوا شرفك."
نوف نزلت دموعها، ما هي قادرة تستوعب حقارة مريم وحقدها.
قربت مريم منها وهمست: "وخليت سنان يتزوجك ويلملك من الشوارع."
نوف بعصبية وهي تصيح: "ترا ما شفت يوم حلو معه، ينقرف مني ويذلني."
مريم بابتسامة: " طبيعي، وأنتي تبوسيني الرايح والجاي."
فجأة اشتغل النور...البنات لفوا وانصدموا لما شافوا ياسر واقف ويناظرهم، عيونه كانت بتطلع لبرا من كبر صدمته وما هو مصدق اللي سمعه.
صارت عيونه حمراء، مريم خافت وكانت تبي تطلع، مسكها بشعرها ورجعها عنده وقال بعصبية: "والله وتالله وبالله يا مريم لو يصير شيء صغير يخرب عرس مشاري وفرحته لأذبحكِ وأنا حلفت، مفهوم؟"
مريم هزت رأسها ألف هزة وقالت والدموع بعيونها: "مفهوم، مفهوم، ما راح أسوي شيء، تكفى فك شعري."
سمراء سمعت الصوت وبسرعة دخلت المجلس، عرفت أن ياسر درى وقلبها عورها عليهن، بس ما تقدر تسوي شيء.
ياسر عطاها كف وقال: "شرفها من شرفك، لا بارك الله فيك أنتي وياها بنات عم يا قليلة الأدب."
مريم بعصبية مسكت خدها وقالت: "هي اللي كانت تطلع تالي الليل مو أنا."
ياسر: "اص ولا كلمة."
طالع نوف اللي جلست على الأريكة، أرجلها ما شالتها من الفضيحة.
ياسر قرب منها وقال بصوت حاد: "قولي إيه ولا لا، بدون لف، كلام مريم صحيح؟"
مريم وهي تبكي: "يعني بكذب؟"
ياسر بصرخه: "ولا كلمة."
وناظر لنوف، جسمها بدأ يرتعش، طالعت في ياسر وعيونها مليانة دموع: "إيه، بس والله ما لمسني حد غير سنان وبعد زوجنا."
ياسر غمض عيونه بقوة: "ذي آخرتها يا نوف؟" كان يشوفها طفلة حتى بعد زواجها يشوفها جاهل، رفع يده لفوق وعطاها كف بقوة خلّى أنفها وفمها ينزل والدم طار على سجاد المجلس.
مريم وسمراء صرخوا من قوة الكف وهم مصدومين، ياسر كان بيعطيها كف ثاني بس سمراء حضنته من ورا وقالت: "طلبتك لا تضربها تكفى ياسر، اضربني بس لا تضرب نوف، تكفى."
مريم أول مرة تشوف ياسر كذا، دايم كانت تنظر له الغبي اللي مو فاهم، راحت ركض للصالة، أخذت عبايتها وانحاشت.
ياسر هدأ عشان سمراء لا تتعب، شاف نوف ما تحركت، قرب منها لقاها فقدت الوعي.
تنهد وشالها بين ذراعيه، صارت جثة بلا لون. دخلها غرفته وحطها على السرير، وقال لسمراء: "لا تخليها تطلع من البيت لين أجي، ولا أحد يعرف أنها هنا."
لابس ثوب ومشى يطلع، وقفته سمراء: "وين بتروح؟ تكفى لا تعلم مشاري."
ياسر: "لا تخافي، بحل الأمور."
وطلع، سمراء رجعت تنظف المجلس من الدم وهي تدعي لياسر لا يصير فيه شيء.
؛
-------------------
-------------------
إنتهى🌷.

أنت تقرأ
" أسفل وادي الربع الخالي "
De Todoأربع فتيات يقررون السفر عبر الصحراء لأجل صديقتهم، لكنهن يجدن أنفسهن ضائعات في قلب صحراء الربع الخالي. خلال رحلتهن، يصادفن ماعزًا يبدو أن لديها مسارًا تسلكه، فيتبعنها علّها تقودهن إلى مكان آمن. تأخذهن الماعز إلى وادٍ مجهول حيث يكتشفن كهف مليئ بالرم...