Part : 156

69 5 1
                                    

؛
؛
لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
بعد صلاة الفجر، كان فايز جالس يقلب في جواله مستني غادة تصحى وهو مصدوم، ذي نايمة ولا بنج؟ بدأت تتحرك شوي، وقف قدامها يبغى تكون أول شيء تشوفه، وفعلاً، عيون غادة جات عليه أول ما فتحت.
همست ولسانها ثقيل: "ز.. زياف."
فايز قرب وكان يبغى يقول إيه أنا زياف، بس غادة همست: "لا مو أنت."
فايز: "إيه مو أنا زياف، كيف عرفتي؟"
غادة: "زياف أذانه طوال وعيونه زي البسة."
فايز، معقولة شافته بهيئته؟ مستحيل الإنسان يشوف الشياطين، لا ذي أكيد مخبولة، همس: "كيف شكله؟ أوصفيه لي."
غادة وهي تتأمل ملامحه: "يـ.. يشبهك.. بس أنا أكرهه."
رفع حاجبه: "ليه تكرهيه؟"
غادة بعصبية شوي: "لأنه يخوف، تخيل يوم عبير طاحت بالدباب، هو قعد يضحك وما ساعدنا، بس يوم هربنا ساعدنا."
فايز حس بلاق بمخه، كلام ماله أي معنى عنده، ليه في دباب عند الجن؟ حب يسأل: "طيب أنا تكرهيني؟"
غادة تناظره ثواني وهمست: "لا، بس وجهك يذكرني فيه، حلو."
فايز بفضول: "ومين أحلى، أنا ولا هو؟"
غادة: "أنت وهو واحد."
فايز عصب: "ياشيخة،.. هدأ وقال: احمم طيب تشوفيه الحين؟"
غادة: "لا."
وسكتت، فايز حس إنه ندم ولا جاب معلومة مفيدة، قاعد يعاتب نفسه ليه سوى كذا وش كان هدفه منها، طالعها وشافها تناظر زاوية الغرفة وتبتسم.
فايز يطالع، مافي شيء، همس: "وش فيك تناظرين؟"
غادة: "زياف هنا."
فايز بباله أكيد تستهبل ذي.
غادة رفعت يدها شوي وقالت: "هاي."
فايز انخرش: "لا جنت رسمي."
دخلت الممرضة وغادة تقول "هاي" للجدار، طالعت الممرضة فايز اللي قال: "تأثير البنج، أول مرة تسوي عملية."
الممرضة هزت راسها وطلعت.
فايز بتنهيدة مسح وجهه وقال: "ياربي صبرك، أنا ليه ملقوف؟"
ناظر الجدار وقال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم."
غادة عدلت جلستها وكانت تبي تنزل من السرير بس حست بدوار، وقالت بصرخة: "لا، راح! ليه قلت كذا؟ اختفى."
فايز يحاول يرجعها مكانها: "خليه يولي."
غادة والدموع بعيونها: "لا، أبيه."
وطالعت فايز: "ليه أنت كذا؟ ترا هو قال لنا إنك دايم تتعوذ منه ما تخليه يوسوس لك."
فايز رفع حاجبيه وقال بسخرية: "الحين أنتِ زعلانة لأني ما خليته يوسوس لي؟ ترا ماينفع تتكلمين معهم تمام."
غادة بحزن: "بس أنا أبيه."
فايز بلا شعور مسك وجهها بكلتا يديه وهمس: "بس أنا موجود، النسخة الأصلية هنا."
غادة تطالع فيه ماهي فاهمة وش يقصد، فايز حس بنعومة وجهها، عندها خدود حلوة،
فجأة سمع صوت أبو سليمان في الممر!!
؛
؛
؛
بسرعة غطاها بالبطانية وطار في الزاوية يطالع الأرض وهو مؤدب.
أبو سليمان دخل وقال: "هذه غرفتها؟"
فايز: "إيه طال عمرك، موجودة."
أبو سليمان وهو يشوف رأس غادة ملفوف: "ما توقعت إنها تأذت لهدرجة."
فايز: "ما حبيت أزعجك، هي عملية بسيطة، سلامتها."
أبو سليمان: "مشكور، ما قصرت."
طلع فايز وعيونه على غادة اللي صارت تحضن أبو سليمان وتبكي.
؛
بـ جدة، الساعة 9 الصباح، صحت وراسها يعورها وجسمها تعبان وماهي عارفة وش السبب، استغربت المكان وقالت: "أنا وين؟" قامت بشويش وكانت لابسة بجامة رمادية، لفت المكان، كانت شقة رايقة، غرفتين ومطبخ.
رجعت الغرفة، فتحت الباب وطلعت البلكونة، شافت البحر قدامها، حبت المنظر، من زمان ما شافت منظر حلو كذا، خافت لما حست بحركة بالغرفة، بسرعة راحت تشوف، شافته نايم على الأريكة، جسمه كان كبير والأريكة صغيرة، ما عرف ينام زين.
فتح عيونه وشافها تنظر، ابتسم وعدل جلسته وهمس: "صباح الخير"
شافها تراجعت وهي خايفة منه، همس لها: "لا تخافي، أنا مشاري"
همست: "عارفة"
مشاري رفع عيونه عليها وقال: "طيب ليه خايفة؟"
ريم أشرت للي عند رأسه: "من ذا؟"
مشاري طالع وشاف المسدس، استوعب وغطاه بالمخدة وقال: "ها، ما عليك منه، فاضي"
ريم هزت راسها وراحت تبي تدخل الحمام، تحت أنظار مشاري اللي صرخ: "لا تدخلين!" ريم وقفت وقالت: "ليه؟"
مشاري ارتبك وقال: "أنا بدخل أول"
هزت راسها وسمحت له يدخل، دقائق وطلع وهو شايل لوحة، كانت المراية، مشاري ما يبغاها تشوف شكلها عشان نفسيتها.
لف لعندها وهو محسسها ما سوى شيء وقال: "تقدرين تدخلين الحين".
ريم دخلت وشافت المراية اختفت، واللي ما يعرفه مشاري إن ريم صحت من قبل وشافت وجهها، ريم مسحت وجهها بالماء وهي حاسة بالحزن إن مشاري قاعد يتألم أكثر منها ويحاول يحميها بكل الطرق.
طلعت شافته جالس يقلب في الجوال، ولما شافها رماه.
طالع فيها وقال: "ابغى، أقول لك شيء"
ريم قالت: "قول"
مشاري بتردد: "أمم، شرايك نروح مكة ناخذ لنا أسبوع؟ راح تعجبك"
ريم ناظرته لثواني وبعدها همست: "وإذا فقدت عقلي هناك؟"
مشاري طالعها بصدمه، عرفت إنها مسحورة، قرب منها، مسك يدينها وباسهم وقال: "أنا معك، إن شاء الله ما راح يصير شيء، راح نعتمر وبين فترة وفترة نروح لشيخ تمام"
ريم قالت: "تمام"
ابتسم مشاري وقال: "راح أنزل أشتري ملابس وأشياء عشان الإحرام"
ريم عقدت حواجبها وقالت: "وراح تتركني لحالي؟"
مشاري وقف وطالع وجهها الطيف، لساتها جميلة حتى رغم الحروق الغريبة، وقال: "أفا بس، تعالي حياك"
ريم لبست العباية ومشاري يساعدها.
؛
؛
؛
في الدمام:
أم مشاري ماسكة الجوال ورايحة راجعة في الصالة، وكل شوي تدعي إنهم بخير.
أمل حطت قهوة أمها وشافت حالتها، همست: "يمه تكفين اقعدي تعبتي روحك."
أم مشاري بقلق: "قلبي مو مطمن محد رد عليّ للآن، لو صار شيء معهم مين راح يعلمنا."
أمل مسكت أمها وجلستها غصب: "ما فيهم إلا العافية صدقيني."
أم مشاري بعصبية: "من أمس وانتي تقولين هالهرج الفاضي، دقي على صالح خليه يشوفهم."
أمل هزت راسها وتدق على صالح بس تسكت أمها، جود جات ركض وباست راس جدتها وقالت: "جدتي شكلك نسيتي شيء."
أم مشاري بخوف: "وش نسيت؟"
جود جلست جنبها وقالت: "نسيتي المثل اللي يقول من لقى أحبابه نسى أصحابه، وخالي من يوم لقى ذيك نسانا."
أمل بعصبية: "لسانك."
أم مشاري لـ أمل: "ذي تربيتك أعرفها."
ورجعت قرصت أذن جود وقالت: "اسمها ريم مو ذيك، ومن متى تعرفين هالسوالف توك بزر."
جود فركت أذنها من القرصة وقالت: "تراني كبرت وحالياً أدور رجال زين."
أم مشاري: "إن شاء الله يجيك رجال يهديك كف صباحي وكف مسائي لين تعرفين الحكي."
جود انصدمت وقالت: "لا جدتي أنا أبي كيوت مو بدوي."
أم مشاري طالعتها بقرف على أفكار هالجيل.
؛
بالمستشفى:
أم غاده كانت حاضنة "غاده" وكل شوي تشوف جبهتها، همست ببكاء: "كيف حصل كذا ما حسيت فيك."
غاده بهدوء: "ما في شي أنا بخير."
أبو سليمان: "الحمد لله كانت ضربة خفيفة."
أم غاده بعصبية: "ضربة خفيفة! سووا لها عملية وتقول خفيفة."
أبو سليمان كان مستغرب ليه العملية، فعلاً الضربة ما تستاهل، هز رأسه وقال: "أهم شيء إن الفحوصات سليمة."
غادر الغرفة وترك الأم مع بنتها وهو حاس في شيء غلط، ضربة مثل ذي مستحيل تكون عملية وما في آثار لوجود عملية غير الرقعة البسيطة على جبهة غاده! راح عند الدكتور عشان يستفسر منه.
؛
؛
؛
بيت أبو فارس:
بغرفة فارس كان يدرس عشان يسافر يختبر الاختبارات اللي سحب عليها، دهمت عبير و دانه وهو يطالع فيهم وقاعد يصارخ: "انتي وهي برا."
عبير راحت وراه وقالت: "زوجي المستقبلي، صبخت لك طبخة تأكل يدينك وراه."
فارس بسخرية: "أحتاج يديني هالفترة."
دانه نطت في السرير وقالت: "أخي اللي من زمان، زوجتك فاشلة في المطبخ."
فارس: "ثنتينكم لبرا يلا أنا ما أبي غداء."
عبير بنبرة حزينة: "يعني ما تبي تتغدى من يدي."
فارس بابتسامة: "تاكلين."
عبير بعصبية: "شوفوا وش يفكر، طبخت لك بس."
فارس وهو متكئ على السرير: "آخر طبخة بغينا نروح المستشفى."
عبير تكتفت: "مين طبخها وحط ملح حق سنة."
دانه: "أنصحك ما تجي لأن الكبسة شكلها يخوف."
عبير طالعتها: "كله بسببك تحركينها كثير."
فارس طالعهم: "ثانيتين وانتم برا الغرفة."
دانه على طول، إما عبير شافته كيف رجع يذاكر وواضح شايل هم، حبت تخفف عنه وتعطيه جرعة تفاؤل، ركضت لعنده وبسرعة باست خده وقبل لا يستوعب فارس اختفت.
؛
في مكة:
وفي بيت الله الحرام، أمام الكعبة، كانت تطوف آخر طواف لهم، تتأمل الكعبة بكل عمق، ارتاحت روحها منذ وصولها مكة، ضمت يدها وبدأت بتمتمة تدعي بينها وبين ربها، ما تركت رجاء إلا ورجته من الله.
حست بضيق شوي بسبب مشاري اللي مخليها قدامه ومدخلها بين كتفيه العريضين، طالعته وقالت: "ترا محد راح ياكلني."
مشاري رفع حاجبيه: "يا شيخة، قاعد أسندك لا تطيحين يعني مو غيرة."
ريم بابتسامة: "إي واضح."
وكملت دعاءها، مشاري طالعها بصدمه: "إيش اللي واضح؟ غيرتي واضحة!!"
خلصوا الطواف، وهمس مشاري: "تعالي نصلي ركعتين وبعدين نروح السعي."
هزت رأسها ريم، وبدأت تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم، كانت تحس بدوار وعيونها تسكر من نفسها، وكل ما خل توازنها، سندها مشاري من خلفها لين تخلص، لما خلصت جلسها شوي ترتاح ورجع يصلي، بعد ما سلم مشاري.
همست ريم: "أبي ألمس الكعبة ممكن؟"
مشاري طالع وشاف زحمة، همس: "بنشوف بس إذا زحمة مره راح ننسحب."
هزت راسها ومسكت يده وهو سار بها للكعبة، وكل ما تقرب ارتعش جسمها وتحس بدوخة، قاعدة تحاول تقاوم لين وصلوا، مشاري خلاها قدامه وقربها لجدار الكعبة.
ريم حطت جبهتها على جدار الكعبة وباستها، بدأت بطنها تعورها وجسمها كله يحرقها، ما قدرت تقاوم، تحس بحرق في أطرافها ووجهها، جسمها ارتخى بين أكتاف مشاري.
مشاري رفعها شوي عن الأرض من خصرها وهمس: "خلينا نطلع، قاعدة تتعبين."
ريم هزت راسها وخلته يشيلها لين طلعوا من الصحن، حطها على الأرض وسارو للمسعى، جلسها على أحد العربات لأنها ما عادت تقدر تسير، وكملوا عمرتهم.
؛
؛
؛
في بيت عبود:
عبود كان جالس على الأريكة مع أمه، يطالع فيها شوي وشوي على التلفاز.
أم عبود بعصبية: "وش فيك تناظر؟ تبغى شيء؟"
عبود تردد شوي، بس قرر يقول: "إيه."
أم عبود همست: "قولي الله يصلحك."
عبود: "أممم، أبي أخطب."
أم عبود ابتسمت: "هذه الساعة المباركة، خليني أكلم أبوك."
وأخذت الجوال، لكن عبود بسرعة أخذ الجوال من يدها وقال: "لحظة يمه، ترا مو اللي ببالكم."
طالعته أمه باستغراب: "شلون؟"
عبود: "يمه، أنا ما أبي من بنات عمي، في وحدة براسي."
شهقت أم عبود: "وشو؟ ما تبي بنات عمك؟ اللي نعرفهم زين؟ راح تجيب لي وحدة من الشارع؟"
عبود بتنهيدة: "يمه، الله يعافيك، مو كذا، ترا البنت أبوها معروف وناس طيبين."
أم عبود: "تراك اقلقتني يا عبود، لا تجيب لي وحدة متكلم معها وتلعب عليك يا ولدي، انتبه."
عبود: "يمه، بنت ناس ذي، ولا تكلمت معها ولا مرة."
أم عبود تنهدت وقالت: "وتتوقع أبوك يوافق؟ هو يحب روابط العائلة."
عبود رجع تكا على الأريكة: "إيه، العائلة اللي ما شفنا فيها خير."
أم عبود: "عيب تقول كذا."
عبود بدون اهتمام: "وأنا صادق."
؛
في بيت أبو خلود:
أم خلود كانت تتكلم بالجوال، وكل شوي تهز رأسها، لين خلصت المكالمة، حطت الجوال وطالعت في البنات اللي خايفين إذا في أخبار سيئة.
أم خلود: "وش فيكم؟"
رغد: "مين كلمك؟ أبوي؟"
أم خلود: "لا."
خلود: "طيب مين؟ وجهك ما كان يطمن طول المكالمة."
أم خلود: "يا ملقوفات، الخبر مو لكم."
رغد وخلود بصوت واحد: "لحمد؟"
أم خلود ابتسمت وقامت راحت للمقلط، ورغد وراها، وخلود تأخرت لبست طرحتها.
حمد كان نايم، صحى لما نقزت أم خلود كتفه وهمس: "في شيء خالتي؟"
أم خلود بابتسامة: "مبروك."
حمد باستغراب: "على؟"
رغد: "على إيش يعني؟"
حمد وهو يفكر: "لسا ما تخرجت."
ورجع سحب البطانية عشان يغطي وجهه، خلود طقته براسه وسحبت البطانية منه وقالت: "قبلوا فيك."
حمد جلس: "مين؟"
أم خلود بصبر: "أهل سارة."
حمد انسدح: "عبالي الشركة قبلت توظفني."
رغد بضحكة: "يعني ثقيل وكذا."
حمد ابتسم وباس راس أم خلود وضم رغد، وقال: "بروح أبشر أمي."
أم خلود: "إيه، روح الله يتمم لك على خير يا عيوني."
حمد طلع وكان يرقص ويدندن في الحوش، رغد قالت: "توني استوعب إننا بنتزوج من نفس العيلة، واو."
خلود تكتفت: "وش قصدك؟"
رغد بضحكة: "ما قصدت شيء."
؛
؛
؛
بيت أبو فايز:
كانوا جالسين في الصالة ويتهانسون سمراء وفايز وأم فايز. فجأة جات سلمى تركض ونطت على الأريكة: "سلاااام، أبي أعرف سالفتكم."
فايز: "أعلقي، لا بارك الله في العدو."
سلمى بابتسامة جانبية: "يقهرك كوني فتاة فرفوشة."
فايز طالعها لثواني وقال: "وإذا قمت وخليتك تعرفين الفرفشة على أصولها؟"
سلمى تخبت وراء أمه: "لا، ما أبي أعرف."
أم فايز: "خلاص يا ولدي، خلنا على موضوعنا."
فايز بابتسامة: "أوك، كلمي أبوي وإن شاء الله خير."
سلمى قعدت جنب فايز: "أبي أعرف."
سمراء: "فايز بيخطب غادة."
سلمى بصدمه: "غادة اللي نعرفها؟"
أم فايز هزت راسها بابتسامة: "إيه."
سلمى قالت: "بس حرام."
فايز انخرش: "حرام إيش؟ ترا رايحين نخطب مو نخطف."
سلمى: "لا قصدي توها صغيرة و... آيييي."
فايز قرصها في يدها وقال: "بتزوجينها أنتِ؟ صغيرة كبيرة أنا أبيها."
سلمى تفرك يدها وهي مكشرة: "الله يعينك يا غادة زوجك معنف."
فايز رفع حاجبيه، وسمراء ضحكت على وجه سلمى والكل طالعها، من زمان ما ضحكت.
ابتسم فايز وقال: "واضح راح يكون زواجي خير على العائلة."
أم فايز تحضن سمراء: "إيه بإذن الله."
سلمى قالت: "بروح أكلم ياسر."
وركضت مثل المجنونة لغرفته، دخلت بدون استئذان وقالت بصراخ: "فايز بيخطب!"
ياسر واقف قدام المراية يعدل غترته، بهدوء: "مبروك."
سلمى: "باقي أنت، يلا اخطب عشان نسوي عرسكم مرة وحدة."
ياسر بابتسامة: "ومين قال مو خاطب؟"
سلمى بصدمه: "كيف؟"
ياسر بابتسامة: "خطبت نوف بنت عمي، شرأيك؟"
سلمى: "وليه محد قالي؟"
ياسر بسخرية وهو طالع من غرفته: "والله ما دريت إنك محور الكون، كان قلت لك."
سلمى لحقت وراه للصالة وطالعتهم كلهم وقالت: "مبروك، أنا آخر من يعرف كأني مو من كرت العائلة."
وركضت لفوق وهي زعلانة.
؛
بيت مشاري:
أم مشاري بالغرفة كانت منسدحة وبيدها صورة لرجل بعمر 50 وبجانبه شاب بعمر 24 وعلى وجيهم ابتسامة بريئة.
مسحت على الصورة وهمست: "آسفة، قصرت في حقك يا أبو مشاري."
سرحت تتذكر ذلك اليوم...
قبل 4 سنين:
كانت جالسة في الصالة مع بناتها، لابسة الأسود حداد على زوجها، البنات انهاروا بالبكاء، قاتل أبوهم خرج من السجن بعد أسبوعين من موته، أم مشاري دموعها تنزل واحدة وراء الثانية.
بس مسحت عيونها بطرف عبايتها وهمست: "وين مشاري؟"
أمل ببكاء: "فوق."
أم مشاري ركضت لفوق ودخلت غرفته، شافته يجهز سلاحه.
التفت وعيونه حمراء، وقال بغضب: "والله ما يشم الهوى."
أم مشاري: "أترك عنك، ما راح أسمح لك تطلع من البيت."
مشاري: "يمه تكفين، أنتِ لا تدخلين، راح أخذ روحه، والله وتالله..."
قاطعته أمه بوضعها كفها على فمه وقالت بصراخ: "مشاري، الدم ما راح يخلص بينكم. أنت تقتله ولده لما يكبر يقتلك، وأنا مو مستعدة أفقد شخص ثاني."
مشاري بجنون: "يعني وش تبين أسوي؟ أحط يدي على خدي مثل الحريم؟ طلع من السجن وهو قاتل، وين العدل في كذا؟"
أم مشاري: "أنا تنازلت."
مشاري: "أنتِ وعمي تنازلتوا عن دم أبوي، بس أنا لا."
أم مشاري مسكته بقوة: "وأنت كمان مشاري راح تتنازل. قلت لك، أنت وحيد ما أبغى أخسرك."
مشاري: "مو من جدك يمه، بعتي أبوي..."
قاطعته بكف على وجهه: "ولا كلمة، والله يا مشاري لو تطلع من البيت ولا تروح تأخذ بحق أبوك إلا أغضب عليك ليوم الدين."
سحبت المسدس من يده وقالت: "أنا ماني أمك ولا أنت ولدي لين تحط عقلك براسك."
وطلعت من عنده، مشاري انهار في البكاء.
عادت أم مشاري للواقع، مسحت دموعها. هي عارفة أن من حقه يأخذ بحق أبوه، بس كانت خايفة يقتلوه. خايفة يدور الزمن وتفقد ولدها الوحيد. من راح يوقف مع بناتها؟ مين راح يوقف معها؟ مسحت دموعها مرة ثانية، لما دخلت أمل.
همست أمل: "مشاري كلمك؟"
أم مشاري بابتسامة: "إيه، كلمني وريم كلمتني، قالوا بمكة."
أمل هزت راسها وطلعت، وأم مشاري رجعت لهواجيسها.
؛
؛
؛
في بيت أم سارة:
أم سارة كانت تتجهز عشان تطلع، وسارة استغربت: "على وين؟"
أم سارة وهي تلبس عبايتها أبو رأس: "رايحين نشوف البيت الجديد."
سارة قفزت: "بيتنااااا؟"
أم سارة بمزح: "بيت خالك وحرمته، وأنا، انتي مع السلامة ما عندك بيت تزوجتي."
سارة: "مامااااا، ما راح تشتاقين لي يعني؟"
أم سارة: "لا."
عبد العزيز دخل وقال: "يا بنت تأخرتي."
أم سارة: "يلا جيتك."
وسارة تناظرهم بغضب، ولين طلعوا تنهدت، بعد شوي، قررت تتصل بخلود عشان تفضفض لها.
سارة: "ألو، خلود؟"
خلود: "هلا سارة، وش فيك؟"
سارة: "أمي وخالي رايحين يشوفون بيت الجديد، وأنا هنا لحالي."
خلود: "ليش ما رحتي معهم؟"
سارة: "أمي تقول ما عندي بيت تزوجتي، كأنها تستهبل."
خلود بضحكة: "لا تزعلين، تعالي عندي نشرب قهوة ونسولف."
سارة: "فكرة حلوة، جايه."
؛
في الاستراحة:
ياسر كان يلعب بلايستيشن مع لؤي، وما فيه أحد من الشباب غيرهم.
ياسر يطالع الشاشة، يقول: "ولا كلمة، راح أهزمك شر هزيمة يا بو ناصر."
لؤي طالعه: "لا تهيط، أقول الحين تشوف التعادل."
وقعدوا يلعبوا لين فاز ياسر، ومات ضحك على لؤي: "شفت، فزت."
لؤي طنشه وطلع سيجارة وبدأ يدخن.
ياسر انكتم: "ولد، خلاص انت الفايز، لا تكتمنا."
لؤي: "اسكت بس."
ياسر سحب السيجارة من فمه ودخلها بقارورة مويا وقال بقرف: "الله يقرفك، وش تبي بالمرض ذا؟"
لؤي عدل جلسته، وقال: "ياسر، أبي أقولك موضوع."
ياسر التفت له: "قول."
لؤي ارتبك من تركيز ياسر وبتلعثم: "أممم، أبي، أبي أنو أنا... انت أبي..."
ياسر حط يده بجبين لؤي: "بسم الله، وش صار معك الحين؟"
لؤي بعد يده: "خليني أقول."
ياسر: "تمام، قول."
وقعد يناظر لؤي ينطق، ولؤي ما قدر وبدأ يعرق: "أنا، أنا.... أبي...."
فجأة طب عليهم الشباب وصراخهم ملأ المكان: "سلام عليكم."
ياسر سلم عليهم، وكانوا مجموعتهم، عبود وفارس وحمد، وقاعدين يباركوا لحمد وفارس.
ياسر يطالعهم شاف لؤي خارج من الاستراحة، وهو مستغرب وش كان يبي يقول، بعد ما الشباب هدوا، قرر ياسر يطلع يلحق لؤي.
ياسر: "لؤي، استنى شوي."
لؤي وقف والتفت له: "وش تبي؟"
ياسر: "كنت بتقول شي مهم، وش هو؟"
لؤي تنهد وقال: "كنت أبي أقولك إني قررت أترك التدخين."
ياسر بابتسامة: "هذا أحسن قرار، وأنا معك."
؛
في مكة:
ريم خلصت تصلي العشاء بالعافية، تتعب كثير وتحس بنار في جسمها، كانت لابسة عبايتها، جلست على الأرض وتسحبت للنافذة، شافت الكعبة من فوق وابتسمت، عجبها المنظر وشكلهم وهم يطوفون حولها لطيف!
سمعت صوت الباب يفتح، كان مشاري جاب لهم عشاء وشوية أشياء لريم.
مشاري همس: "جبت اللي عرفته، إذا نقص شيء قول لي."
ريم: "أهم شيء ثوب الصلاة."
مشاري: "موجود."
أخذ أكياس العشاء وحطهم عندها، فسخ جاكته وجلس، وأخذ كيس صغير طلع منه جوال.
ريم: "ليه جوال؟"
مشاري وهو يحط الشريحة: "ما عندك جوال انتي."
ريم: "عندي، لين نرجع آخذه."
مشاري بابتسامة: "عادي، اعتبريه هدية."
ولما كمل قال: "رقمي صار موجود، حافظة أرقام صديقاتك ولا تبيني أجيبهن لك؟"
ريم ضحكت، ومشاري استغرب وهمس: "قلت نكتة؟"
ريم وهي ماسكة ضحكتها: "لا ما قلت،" وهمست بطريقته في الكلام: "حافظة أرقام صديقاتك ولا أجيبهن لك؟"
بابتسامة: "كأنك حق مخابرات."
مشاري: "طيب، هو عشانك بس."
ريم بحياء: "شكراً."
مشاري: "العشاء برد، يلا."
وبدأوا يتعشون وعيونهم على بعض، بعد العشاء، قرروا يطلعون يتمشون شوي، طلعوا من الفندق برج الساعة، كانوا يمشون جنب بعض، والجو كان لطيف، ريم كانت تحس براحة وهي تمشي جنب مشاري، وهو كان يطالعها بابتسامة.
مشاري: "أول مره تجين مكة صح؟"
ريم: "إيه، أول مرة، وأحس بشعور غريب."
مشاري: "إن شاء الله تكون رحلة سعيدة، وأتمنى كل مرة نجي مع بعض."
ريم بابتسامة: "إن شاء الله."
؛
إنتهى🌷.

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن