" أسفل وادي الربع الخالي "

Part : 90

لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
وفي الجهة الثانية، مشاري اللي تجاوز إشارتين لأنه تأخر، كان قلق جدًا.
حس بغباء لأنه ما أعطى ريم جوال، وهذي أول مرة يفوت شيء.
دق جواله وشاف رقم الدكتور مصعب، خاف أكثر: "يا ربي، لا يكون صار لها شيء".
رد وهو متوتر: "هلا".
ريم بصوت واطي: "مشاري، وينك؟"
مشاري كان بيوقف السيارة بنص الطريق، بس تمالك نفسه، انصدم لما سمع صوتها من جوال الدكتور، سكر الخط في وجهها وهو معصب وقال: " طيب يا ريم، أنا أوريكِ؟".
؛
دخلت خلود المقلط وهي محملة بصينية فيها القهوة والتمر والمكسرات، وكل شي يفتح النفس.
حمد كان مصدوم من اللي شافه، بس ما قدر يقاوم ريحة القهوة الطيبة وطلب فنجان.
خلود لاحظت دهشته، وقالت "مجرد إضافات بسيطة، المهم رأيك بالقهوة"
حمد ابتسم وهز رأسه بالموافقة وقال: "أيه، طيب".
حمد كان بيصب القهوة، بس خلود قال له بلطف: "خليني أصب لك".
يدينها كانت ترتجف وهي تصب القهوة له، وحمد أخذ الفنجان من فوق بدون ما يلمسها.
شرب حمد رشفة طويلة وهو يطالع في خلود ويقول: "الله، الله، وش هالطعم، جميييل؟".
قلب خلود كان يدق بقوة، وقالت بصوت يادوب يطلع: "فزت؟".
حمد ناظر فيها وقال بابتسامة: "عشان ما أظلم أحد، أنتم الاثنين تعرفون تسوون قهوة يا خواتي".
خلود حست إن الزمن وقف عندها، "خواتي؟ يا حمد ليه؟ ليه ما تحس بالحب اللي يبان في عيوني وتعرف إني أحبك وما أعتبرك أخ؟". حمد استغرب لما شاف دموعها في عيونها وقال: "خلاص يا بنت الحلال، والله قهوتك أطلق مليون مرة من قهوة رغد".
خلود قالت بصوت مبحوح: "بالعافية"
وطلعت تركض لغرفتها، فتحت الباب ورمت نفسها على السرير وهي تبكي، الدموع تحرقها. كل حكايات الحب اللي قرتها كانت ناجحة في الخيال، بس في الواقع خسرت.
مسحت دموعها وقالت لنفسها: "أنا أخته وخلاص يا خلود، اقتنعي، تراك مجرد أخت، لا أكثر ولا أقل".
احتضنت الوسادة وبدت تصيح بحرقة مكتومة.
؛
بعد ما وصلوا البيت، راحت غرفتها مستغربة ليش مشاري معصب وشايل في خاطره طول الطريق، ما كانت عارفة وش السالفة.
دخل عليها الغرفة وهي ما لبست الطرحة، ما قدرت تمسكها قبل ما يرمي جوال على السرير ويقول: "هذا جوالك".
كان بيطلع بس ريم قالت بعصبية: "ما أبغاه". لف عليها وقال بحدة: "يعني عجبك جوال الدكتور؟"
ريم ارتبكت وقالت: "لا، بس..."
قاطعها مشاري: "ليش ما دقيتي علي من عند الممرضات؟ فيه خمسين ممرضة، وانتي تختارين جوال الدكتور!"
؛