Part : 82

52 7 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
مشاري دق الباب بهدوء وشاف ريم قاعدة على السرير، متلوية وضامة رجولها لصدرها وحاطة راسها على ركبها.
قرب منها بهدوء وهمس: "ريم، اسمعيني، أبوك تأثر بالسحر مره، صار ما يعرف شيء وش يسوي أو حتى اسمه ما يتذكره."
ريم بدت تبكي وقالت: "ما أبغى، ما أبغى." مشاري كان يتمنى يضمها لكن ما قدر، فكر لو كانت حلاله كان يلمها ويطبطب على كتفها، يحط راسها على صدره ويهمس لها بكلمات دافية.
مسح وجهه وقال: "أدري إنك متألمة، لكن الهروب من الماضي ما هو حل، أبوك صح إنه غلط، لكن ما كان بوعيه، وأنا عارف إنك في داخلك تعرفين هذا الكلام،
لو أبوك كان بكامل وعيه، يمكن كان يضحي بنفسه عشان يحميك."
ريم رفعت راسها وهي تبكي، وجهها كان أحمر من الدموع: "وأنا وش أسوي؟ خايفة أشوفه وأتذكر كل شيء، خايفة."
مشاري ما قدر يتحمل يشوفها كذا، قرب من السرير وحط يده على راسها وهي لابسة الطرحة وهمس: "إنتي ما نسيتي، وإذا شفتيه ممكن تتذكرين كل شيء، بس زيارتك له يمكن تساعدك تتخطين الموقف وتكملين حياتك." مسح مشاري دموعها وقال: "طيب، إذا مات أبوك وأنتي ما سامحتيه، أو مات وما حد حوله؟ إيش راح تسوي؟"
ريم مسكت فيه وهي تبكي وقالت: "لا، ما أبغى يموت، تكفى."
مشاري ابتسم وقال: "طيب، خلينا نروح نشوفه."
ريم مسحت دموعها وهزت راسها، وهي تستوعب إنها مع مشاري في نفس السرير، والشيء اللي ترتجف منه للحين ما تعرف إذا ملامح مشاري شافتها ولا لا، واستغربت ليش هالضابط لطيف معها.
؛
طلع مشاري للصالة وشاف أمه نايمة على الكنبة، راح جاب لها لحاف وغطاها، ومشى يشغل السيارة. قعد فيها يعدل شماغه والعقال وهو مبتسم. بس انقلبت ابتسامته لما تذكر أن عمر ريم 19 سنة وهو عمره 29، اول مره يفكر بفارق العمر الي بينهم، هو ما يهمه العمر لكن يمكن ريم يهمها، جاه ضيق وهو يتأمل بالأفكار وأخذ نفس عميق.
؛
ريم كانت جالسة في غرفتها تكتب على ورقة، شقتها من الكتاب، كانت تحاول توصل شعورها الغريب اللي ما يعتبر عادي.
تدري إنها لو تشوفه ممكن تصرخ في وجهه، بس في نفس الوقت تعرف أبوها ما راح يفهم الآن يمكن يفهم رسالتها بعدين، كتبت أشياء كثيرة، وكل كلمة تكتبها، تطيح دمعة من عيونها.
؛
برا كان مشاري مستني وهو من النوع الي يكره الإنتظار، كان وده يزمر بالبوري يستعجلها، بس خاف يوترها أكثر.
شافها جاية بهدوء، ركبت السيارة من وراه وسكرت الباب.
مشاري شافها من المراية، لاحظ إنها مو متنقبة، وهذا الشيء مضايقه شوي، بس حاول يتصرف عادي وما يبين لها، ومشى بالسيارة من عند البيت.
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن