Part : 149

29 4 4
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
ياسر رجع البيت وانهار من التعب، طول يومه كان في التحقيق، ما قال لهم شيء وسوى نفسه مجنون.
تذكر لما كان يختبئ وشاف سنان، ما قدر يصبر وكان وده يصيبه، لكن بسبب الرعشة جات الرصاصة بعيد، كان يتوقع يصيبه وبعدين يمسكونه العسكر، لكنه هرب واضطر يواجهه. الحين خايف يهرب من السجن وما يطلق نوف، حس بشعور غريب، ليه نوف؟ ما كان يشوفها من قبل، ليه الحين حليت بعيونه؟ تذكر مريم، وقال: "صح، أنا كنت أحب مريم، شاللي خلاني أحب نوف؟".
تأفف وما قدر يفهم مشاعره المختلطة، سوا نفسه نايم لما اندق باب غرفته.
دخل فايز وكان معصب، بس لما شافه نايم طلع وشاف أمه تقول: "خله ينام وبكرة تكلم معه."
فايز: "يمه، ولدك ذا بيجنني، بس يجاوب زي الناس وراح يطلع."
أم فايز حاطه يدها على صدرها: "طيب، هو قال اللي عنده، وش تبي بعد؟"
فايز بهمس: "لا، باقي ما قال وش عرفه بالمكان ومن دله عليه..."
فجأة قاطعهم أبو فايز اللي نازل من الدرج: "وش السالفة؟"
أم فايز بابتسامة وتخبي: "ما في شيء، قلت له شرأيك نخطب لك بنت حلال، قال في باله وحده."
فايز طالع أمه مصدوم: "متى هالكلام؟"
أبو فايز استانس: "هذا الساعة المباركة، تعال يا ولدي، أشوف مين حاط عينك عليها، وزوجك مع ومشاري."
وراح جلس في الصالة.
فايز طالع أمه: "يمه، وش هالورطة؟"
أم فايز وهي تدفه بخفة يروح يقعد عند أبوه: "أوصف أي وحدة عندكم."
وتضحك.
فايز قاعد مع أبوه وما خطر بباله أحد، بش فجأة طلعت بباله غاده أستغرب بس بدأ يوصفها، للآن أبو فايز ما يعرف اللي صار بمشاري عشان صحته.
؛
بالمول:
عبود تورط مع خلود، وقاعد عند باب المحل معها وكان محل عطور.
ولأن فارس اختفى مع عبير، خلود تسب عبير بكل اللغات، وتحاول تقرب من عبود عشان محد يحسبها لوحدها، بنفس الوقت خايفة يمر أحد من عيال عمها ويعرفوها.
همست: "دق على خويك."
عبود سمع همسها، طلع الجوال وكتب لفارس: "يا حيوان، البنت بتموت، تعال."
بس محد رد عليه، فارس يشوف الرسائل وما يرد.
فجأة طلعت صاحبة المحل وقالت: "تعبتوا من أول واقفين كذا، ادخلوا شوفوا عندنا عطورات راح تعجبكم."
عبود حس إن فعلاً منظرهم مشكوك، دخل هو وياها المحل وقام يقلب بالعطور غصباً عنه.
خلود كانت تسوي نفسها مهتمة وهي ودها تكسر عطر براس عبير، إذا شافتها.
البنت همست: "شكلكم خاطبين جدد، لا تستحوا، كثير يجون هنا خطابة، عطورنا مناسبة كثير."
طلعت عطر وقالت: "هذا عطر يجمع بين الروحين، يناسب الرجال والنساء، اسمه روحي وروحك."
عبود عجبته ريحته، همس: "رهيب."
وطالع خلود: "شرأيك ناخذه؟"
هزت راسها، ويارض انشقي وابلعيني.
؛
----------
----------
؛
بالجهة ثانية في المول، فارس كان قاعد قدام عبير الي تشرب عصير.
فارس رفع جواله عشان تشوف الرسالة وقال: "تكفين، راح يدفنونا."
عبير بحزن: "أنتم الشباب عادي، بس أحس البنات لا والله، خلود بتذبحني."
فارس: "عادي يا شيخة، كلها يومين وينسوا."
عبير: "لا معليش، ما تعرف خلود، ناقة بتحقد لآخر العمر."
فارس بضحكة: "هونيها، صدقيني بتنسى."
عبير: "متى شافها الورع؟"
فارس: "يوم لقيناكم بالوادي."
عبير هزت راسها وفجأة خطر لها شيء، همست: "عادي أطلب طلب؟"
فارس قرب: "عيوني، اطلبي."
عبير استحيت وهمست: "أبي إذا تزوجنا إن شاء الله وجبنا بنت، أنا أسميها."
فارس استغرب الطلب، بس قال بهدوء: "أوكيه، بس وش راح يكون؟"
عبير بهمس: "زينب."
فارس يفكر إذا في أحد بالعيلة هالاسم، همس: "حلو، بس على مين بتسمي؟"
عبير نزلت رأسها، استغرب فارس، وقف وراح لها، رفع راسها وشافها تبكي.
فارس: "وش فيك؟ والله الاسم حلو."
عبير مسحت وجهها تحت النقاب وقالت: "بس اشتقت لها."
فارس ما عرف وش تقصد، بس ما حب يكثر أسئلة.
؛
اليوم الثاني:
الضابط طلال كلم فايز يجيه المكتب، بعد دقايق دخل فايز وضرب التحية العسكرية وقال: "أمر."
طلال: "شفنا أخوك اليومين اللي فاتوا مع مين كان يتكلم وما كان في أرقام كثيرة والمحادثات عادية، بس شفنا ان أخوك عنده مخالفات مرورية، أبيك تعرف وين راح وين جاء."
فايز بحزم: "حاضر."
طلال بجدية: "اسمع، ما في واسطة حتى لو كان أخوك، راح نستخدم معه الإجراءات اللازمة، نجاح المهمة نزل إلى 75% والسبب أخوك، فاهم عليّ؟"
فايز: "طال عمرك، الشغل شيء وأخوي شيء ثاني، وراح أعرف كل شيء بأسرع وقت."
طلال بابتسامة: "بالتوفيق."
فايز ضرب التحية وطلع من مركز الشرطة، ركب سيارته وراح للمكان اللي ممكن يروح له ياسر مثل الاستراحة، بس بالأول راح بيتهم!.
؛
بالمستشفى:
مشاري كان شبه جالس ويطالع الأكل اللي قدامه ويقول: "أمي ليه طابخة لي مسلوق؟ العملية بكتفي مو ببطني."
ريم لابسة عبايتها بس فاكه الطرحة، وشعرها منثور على كتفيها، واقفة وتأكله بالملعقة، قالت: "والله لذيذ."
مشاري: "هو لذيذ لأنه طبخ أمي."
وفتح فمه عشان ريم تدخل الأكل، كان مبسوط وهو يشوفها جنبه وتاكله، وكل ثانية تمسح فمه بإصبعها، عجبه الدلع مرة.
أمه طلعت من دورة المياه وقالت: "ترا سمعتك."
مشاري بابتسامة: "ما قلت شيء بس وش قصر المستشفى."
أم مشاري: "لا ما يعجبني طبخهم."
وجلست عند رأس مشاري تمشط له.
مشاري: "شكلي والله أعلم إني بجدد الإقامة هنا."
أم مشاري: "لا ما في، بس يومين ندلعك بعدين بنسح، صح ريم؟"
ريم طالعت في مشاري وهمس له: "ترضى تتركني؟"
؛
------------
------------
؛
ريم: "إيه بتترك، إذا تبينا تعال البيت."
مشاري كشت: "أمدها تقلب علي."
ضحكت أم مشاري: "إيه كفو عليها."
مشاري: "آسف يمه، عادي ترجعون الآن؟ كلموني الشباب من أمس يبون يجون."
أم مشاري: "إيه مو مشكلة، بس برجع لك ترا."
مشاري: "تم." وقال: "ترا قلت لهم لا يعلموا عمي."
أم مشاري ابتسمت وباست رأسه: "فديت اللي يفكر بالعالم كله إلا نفسه، إيه زين وإن شاء الله تقوم يا روحي بسلامة."
مشاري: "إن شاء الله."
طلعت أم مشاري عشان تترك وقت لريم، مشاري سحبها وجلسها فوق السرير.
ريم: "انتبه لا أعورك."
مشاري: "مين اللي بيتركني؟"
ريم بحياء من قربه: "مو أنا."
مشاري: "يعني بس قدام أمي تكون قوية."
ريم بابتسامة: "أنا قوية بكل وقت بس أخاف أقولك وينهار قلبك."
مشاري بضحك: "أخ يا قلبي."
قرب وجهه منها وحط أنفه بأنفها وقام يلعب بلفها ويحركه يمين ويسار، وريم تضحك وتقول: "تخيل أحد يشوفنا."
مشاري: "محد فاضي."
ومسح شعرها، ومسكها من رقبتها وباس جبينها، بعمق، همس: "يلا أمي تستناك تحت."
ريم: "مع السلامة."
لابسة الطرحة والنقاب، شوي كانت طالعة ورجعت له، همست: " إيه تذكرت، جيب لي رقم محل الفساتين."
مشاري باستغراب: "ليه؟"
ريم: "بكنسل الفستان."
مشاري: "إيه اختاري غيره، كان الظهر مرة مفتوح."
ريم: "لا أقصد كنسلنا كل شيء، القاعة والكوافير، بس ما كان عندي رقم..."
مشاري بعصبية: "كيف كنسلتوا كل شيء؟"
ريم خافت من عصبيته: "يعني ألغينا العرس."
مشاري: "ومين عطاكم الأمر؟"
ريم: "لأنك تعبان و..."
قاطعه: "ماني تعبان، عادي يومين بالمستشفى وأطلع، ما صار شيء وراح نتزوج الأسبوع الجاي، وثاني مرة ما تدخلين في عملي."
ريم بحزن: "عملك!"
مشاري هدا نفسه: "ما ينفع تسوي من راسك، أنا العريس وأبي عرس."
ريم وبدأت تبكي: "وأنا ما أبي."
مشاري رفع الشرشف منه عشان يمسكها لأنها بعيدة وهمس: "ما في زواج يحلى بدون عرس والأهل يكونون موجودين..."
قاطعته ريم ببكاء وصوتها يرتجف: "أهلك موجودين بس أنا لا، ما عندي، شكلك نسيت خلني أذكرك، تدري وش سوت أمي؟ سحرت أبوي، طيب تدري وين أبوي؟ بالمستشفى، طيب أنا إيش؟ أنا فيني جني، وش حبيت فيني وليه مستعجل كذا؟ أنت عارف اللي تسويه غلط."
مشاري ما كان قادر يوقف وبس يحاول يتكئ على السرير عشان يوصل لها: "تعالي عندي بفهمك."
ريم قربت من الجهة الثانية وضغطت الزر اللي يستدعي الدكتور وقالت: "ما أبيك وما أبي أفهم."
شوي ودخل الدكتور، طلعت ريم بسرعة من عندهم.
الدكتور: "عايز حاجة يا فندم؟"
مشاري بعصبية: "اطلع وسكر الباب."
؛
----------
----------
؛
بالاستراحة وصل فايز وسأل الشباب برسميه لين وصل عند شاب وقال: "قبل يومين في واحد شكله ما يطمن جا وسأل عن ياسر وياسر قابله."
فايز: "إيه وش صار؟"
الشاب: "ما صار شيء، بس مشى بسيارته ولحقه لؤي بعدين."
فايز: "لؤي خويكم؟"
الشاب: "إيه."
فايز: "مشكور تعبتك."
الشاب: "لا عادي، أهم شيء تلقونه."
فايز: "إيه إن شاء الله، بس ما أبيك تعلم أحد عشان أبوي ما يعرف إنه ضايع، تدري بصحته."
الشاب: "ولا يهمك."
فايز شكره وراح بأسرع ما عنده للؤي.
؛
عند ياسر، صاح وكشخ عشان يروح المستشفى وقاعد يحاول يقوي نفسه عشان ما يجيب العيد قدام مشاري، أول ما قرب عند الباب ومسك المقبض لقاه مسكر، استغرب هو ما قفل الغرفة، حاول مرة ثانية ما في فايدة، ضرب الباب بقوة وأول ما خطر بباله فايز. قربت سمراء من الباب وهمست: "ياسر صحيت؟"
ياسر بعصبية: "افتحي بسرعة."
سمراء: "ما عندي مفتاح."
ياسر: "تستهبلين؟ افتحي الباب لا أكسره."
همست سمراء: "تكفى لا تطلع صوت، أبوي بالبيت."
تنهد ياسر: "طيب أنا جوعان."
سمراء: "في أكل بالدولاب."
ياسر رفع حاجبيه: "أنتي معه طيب يا سمراء."
سمراء بابتسامة: "والله آسفة بس هذا عشان مصلحتك."
ياسر فسخ الثوب ورجع نام.
؛
عند لؤي، كان واقف عند الباب قدام فايز وهو مصدوم، ضايع! ياسر ضايع كيف؟ تذكر إنه لما لحق به ما قدر يوصل لعنده لأنه كان سريع، ومر من كثير إشارات المرور.
تنهد وقال: "والله ما أعرف وين راح."
فايز هز رأسه: "تسلم، إذا تذكرت شيء لا تنسى تكلمني."
لؤي: "تمام."
دخل لؤي وشاف أبوه نايم وحمد ربه عشان ما يقول كلام مو زين قدام فايز، حس إنه يبغى يقوله كل شيء ويفتك، يمكن عرفوا إن ياسر يحاول يمسكهم، يمكن الحين يعذبوه، توتر لما تخيل طريقة تعذيبهم ماعندهم رحمه، مجربها من قبل، سحب الثوب من خلف الباب ولبسه بسرعة، وطلع شاف فايز لسه يمشي، ناده: "فايز، فايز."
فايز كان يمشي بشوف عشان إنه حاس ممكن لؤي يصحى ضميره ويقول له كل شيء.
وقف السيارة وقال: "هلا، تذكرت شيء؟"
ركب لؤي وهمس: "ودنا مكان هادئ، وراح أقولك كل شيء، بعدها تصرف باللي تبي."
ابتسم فايز: "تم."
؛
عند مشاري، اعتذر من كل الرجال اللي قالوا بيزوروه، لأنه معصب مره، كان ماسك جواله رجع كل المواعيد اللي ألغتها ريم، حس إنه تورط مع ريم، ما كان مفكرها عنيدة كذا، حاس فيها وبنفس الوقت يبي يفتك من المشاكل كلها، حاول يدق عليها أكثر من مرة ولا ترد عليه.
؛
عند ريم، كانت معصبة وتبكي بقوة: "وش سبب عصبيته؟ وش سالفته ذا اللي هو كذا صاير؟" شافت اتصالاته ومطنشته، سكرت جوالها وقالت: "ما راح أرد عليك، تحرق."
؛
-----------
-----------
إنتهى🌷.

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن