نظرت للسماء الصافية والباردة إرتدت معطفها سريعا ، وفتحت بوابة البيت لتتمشي قليلا ...
ظلت تتمشي رغم برودة الجو ، وضعت كلتا يديها في جيب المعطف من شدة البرودة ، لكنها لم تستطع العودة للبيت حيث كانت تشعر بالإختناق ...
جلست علي مقعد يطل علي البحر ، ويتصاعد البخار من فمها ، تتذكر ذلك اليوم مجددا " لا تتحركي ....إبقي هكذا لفترة "
أعادت وضع القبعة علي رآسها في غضب " تبا "
ثم فجآة وجدت (تامر) يجلس جوارها ممسكا بكوب من الشاي الساخن يعطيها إياه قائلا : الجو بارد يحتاج كوب من الشاي الساخن.
قامت من مكانها فجآة في خوف تقول : ماذا تفعل؟!!... أخفتني ؟!!
ضحك وهو يرشف من كوبه يقول : لا تخافي لن أسرقك ، بل أعرض عليك كوب من الشاي الساخن في هذا الجو البارد ، بالمناسبة ألا تشعرين بالبرد ؟!!
ظلت تنظر له لفترة غير مدركة للموقف ، ثم جلست بعدها جواره تقول : مادام الجو بارد جداا لماذا خرجت إذا ؟!
(تامر) ناظرا لها نظرة جانبية : ربما خرجت لأتحدث معك قليلا .
أخذت الشاي قربته من فمها ليدفئها ثم رشفت منه بهدوء ، بعدها قالت : عن ماذا تريد أن تتحدث ؟
ضحك وهو ينظر آمامه يقول : أنتي حقا مثيرة للإعجاب ، عرفت ما سبب إعجاب الكثير بك .
(أمل) : من تقصد بالكثير ؟
(تامر) نظر له صامتا قليلا ثم قال : أنا أعني ...(آدم)
(أمل) بشك : وهل (آدم) هو الكثير ؟!
(تامر) : ماذا تريدين يا (أمل) ؟!
بينما ترشف هي من كوبها الدافيء : ماذا أريد من ماذا بالضبط ؟!!
(تامر) بخبث : من حياتك ؟! من عملك ؟! من (آدم) ؟!
تبسمت (أمل) بهدوء تقول : أريد الهدوء في كل شيء منهم ، في حياتي ، في عملي ، وخاصة في صداقتي مع (آدم) .
(تامر) : هي صداقة إذا ، لكن بالنسبة له ...
قاطعته هي بهدوء : بالنسبة لي صداقة وأعتز بها ولا شيء آخر ، ولا يخصني كيفية تفكيره فهذا شيء يخصه بمفرده
(تامر) : هل هذا يعني أنك تحبين أحد آخر ؟!
نظرت له متعجبه تقول : عفوا ؟!
(تامر) : لا أقصد التدخل في حياتك الخاصة ، لكن أمر (آدم) يهمني جدا .
(أمل) بينما تقوم من مكانها وهي تضع الكوب في سلة المهملات جوارها : إذا لا تتدخل في حياتي الخاصة ، ثم لا تقلق علي (آدم) هو من يختار طريقه بإرادته وبعقله ، وهو واع تماما لقراراته .
رحلت ، فأوقفها (تامر) يقول : هل أنت واعية لقراراتك إذا ؟!!
أخذت نفس عميق ثم إلتفتت إليه تقول بثقة : أنا لا أدري إلي أين تريد أن تصل بكلامك هذا؟!! ، لكن ما يحدث معي أو مع (آدم) يخص كل فرد فينا بمفرده ، لا يتطلب تدخل أحد ، كما أن ما يحدث معك في حياتك الخاصة يخصك فقط سواء كانت قراراتك بوعيك أو قرار ناتج عن العند ....رغم أنني أشعر أن كلامك معي يُلمح لشيء آخر لا أفهمه ولا أريد أن أفهمه .
مشت قليلا وهو ينظر لها صامتا ثم قال فجآه وهو يقترب منها من الخلف : إبتعدي عن المشاكل يا (أمل) ، لا تقحمي نفسك في أمور أنتي في غني عنها .
ثم سار قبلها تاركا إياها متعجبه ، مندهشه لا تعلم ماذا يقصد أو يريد ؟!
بينما هو يقرب الكوفيه الصوف من رقبته يتذكر ....
******
ينظر لها في عينيها مباشرة ، توقفت عن ما تفعل تنظر في عينه كذلك لا تتحرك ، ظلا هكذا لفترة دون أن يتحرك أي منهما ، حتي قال هو : (أمل) ...
إبتعدت عنه في خجل تضع يديها علي رقبتها فأمسك يديها سريعا وقربها من وجه مجددا ، ينظران في عيون بعضهما البعض ....
قال مجددا : (أمل) ....لا تتحركي ، إبقي هكذا فقط .
؟!!!
بينما (تامر) خارج المطبخ يقف غير مصدق ما يحدث ؟!!!!
*******
قرب الكوفيه الصوف من رقبته يقول : تبا أبي ...تبا !!!!
__________________
تُتبع ....
Enjoy ☺
أنت تقرأ
سأجعلك قدري !
Romanceيبلغ السيد علي (50) سنة ، و (أمل) (19) سنة. هل يمكن أن يقع في حبها ؟! أم أنها تقع في حبه؟ !! بينما لديه ثلاثة أبناء أصغرهم في عمرها .. أم سيجعلها مصيره؟ !!! ا سأجعلك قدري! Enjoy ☺