جلس (حسن) يُنهي بعض من أعماله علي الحاسوب ، ليحضر والده من الداخل يحمل كوب شاي معه بعض من الكيك يجلس جواره علي الكنبه الخارجيه ، نظر للسماء يتنهد ثم بدأ يرشف الشاي ، لكنه لم يستطع فوضعه مكانه مجددا ...
ليقول (حسن) ساخرا : غريبة؟!... أين شهيتك ؟!
تنهد والده دون التحدث ..
ليشعر (حسن) بوجود خطب ما به ؟!
ترك أعماله التي كان يؤديها ...يُغلق الحاسوب، ثم توجه إلي والده يقول : أبي أنت بخير ؟!!
(سليم) : لا أعلم يا (حسن) ؟ لكنني لا أشعر بالراحة !
(حسن) : هل تريدني أن أستدعي الطبيب ؟!....
ثم قام يُمسك هاتفه ليوقفه والده قائلا : كلما رآيتك تتصرف هكذا سواء أنت أو (أمل) أغضب كثيرا من نفسي .
تعجب (حسن) من كلمات والده ليترك هاتفه جانبا ثم يعود يجلس جواره يقول مازحا : أبي ما الخطب هل إستيقظت مشاعرالأبوة لديك فجآة ؟!!
ليبتسم والده في هدوء ثم يقول : ربما هي إستيقظت مُتأخرة بالفعل ....أنا ...أنا لم أستطع أن أكون زوج صالحا لوالدتك ، أو أبا جيدا لك ، وعندما أحضرت (أمل) رضيعة صغيرة لا حول لها ولا قوة لم أستطع أن أحفظ الأمانة التي وصتني عليها والدتها ...
(حسن) قلقا : أبي لا داعي لهذا الكلام ..أنت لا تبدو بخير ؟!! سأحضر الطبيب سريعا ..
(سليم) : إسمعني يا (حسن) .... عندما طلبت مني السيدة (أميرة) أن أخذ (أمل) وأهتم بها كإبنتي لم أرضي بالبداية ، لكنني أخذتها عندما رآيت المال ، وفي عقلي فكرة أنها كنز سأربيه و أستفاد به لاحقا ...لم يكن في نيتي أبدا أنا أرعاها كإبنة لي ...
(حسن) : أبي أرجوك !! لا داعي لكل هذا الكلام الآن ....
(سليم) : بل هناك داعي ، أنا لم أعد أعرف ماذا يُمكن أن يحدث بعد؟ لذلك عليك أن تستمع لي ، السيدة (أميرة) أحبت شخصا و حملت بـ (أمل) بطريقة غير شرعية و وقتها هي لم تستطع أن تجهضها ، لتُنجبها بعيد عن أعين الجميع ....حيث وقتها كُنت أعمل أنا كسائق مُساعد لوالد السيد (علي) ....كانت علاقتي معها ودودة وإستطاعت أن تفشي سرها لي وحدي و طلبت مني بعدها ما طلبته ...
(حسن) : أبي ؟!!
(سليم) : عندما إقترب موعد ولادتها ذهبت لبيت المزرعة وطلبت مني أن أُرافقها ، وضعت (أمل) وطلبت مني أخذها بعدها سريعا ...لكنني لم أعلم أنها مريضة ، وبعد أن رحلت بـ(أمل) قد ماتت....
(حسن) :لكن أنا لم أعرف ...
قاطعه (سليم) يُتابع : لم يعرف أحدا عن هذا قط ، حتي والدتك نفسها رحمها الله لم تكن تعرف ، أنت أحببت (أمل) من لحظة رؤيتها ضممتها لصدرك بقوة لتبتسم هي في وجهك فقررت وقتها تسميتها (أمل) وأنا لم يكن يهمني شيء سوي المال الذي سيأتي بعد ، أمك لم تستطع الإستمرار معي أكثر ليغلبها المرض ويغلبني فرحلت سريعا وإرتاحت .....
أنت تقرأ
سأجعلك قدري !
Romanceيبلغ السيد علي (50) سنة ، و (أمل) (19) سنة. هل يمكن أن يقع في حبها ؟! أم أنها تقع في حبه؟ !! بينما لديه ثلاثة أبناء أصغرهم في عمرها .. أم سيجعلها مصيره؟ !!! ا سأجعلك قدري! Enjoy ☺