أعدت حقيبتها في عجالة وتوتر ، وهي تنظر للسيد (علي) الذي يجيء ويذهب في البلكونة الملحقة بغرفة النوم يقوم بعدة إتصالات مهمة مع (خالد) السكرتير الخاص به ...
إنتهت من توضيب الحقيبة وضعتها علي الأرض ، وجلست علي حافة السرير تتنهد ، تعلم أن الآتي لن يكون بالهين وعليها الأن المواجهة و التصدي لما هو آت ...
قامت بخطي بطيئة تتطلع علي أمواج الشتاء الباردة الهائجة والمتمردة ، تتذكر كلماتها " أريد التمرد" ، لتتذكر اليوم الذي تمردت فيه عن عادتها و هدوئها ، خجلها ...
تتذكر ركضها في الشتاء القارص علي البحر والغوص بين أمواجه العالية ..
تتذكر عودتها للبيت ، وخلعها لملابسها وكذلك خلعها لخجلها توترها وخوفها ...
تتذكر كيف قّبلت السيد (علي) وتتذكر ما حدث معهما بعدها ؟!!
تتذكر قُبلته ، أحضانه ، حمله لها حتي السرير .....
إنتفضت من ذكرياتها عندما سمعت صوت السيد (علي) من خلفها يقول : هل إنتهيتي ؟
إلتفتت إليه تهز رآسها بـ(نعم) ....
ظلت تنظر له لفترة ، ثم توجهت إليه تضمه بقوة ؟!!
تعجب من تصرفها ليضمها برقة قائلا مُتبسما : ماذا هناك ؟!
ضمته أكثر تقول : أعلم ما هو آت لن يكون سهلا سواء عليك أو علي ، لكننا سنتخطاه أليس كذلك ؟
زاد من ضمه لها يقول : بالطبع سنتخطاه ، لكن عليك أن تكوني قوية ....
ثم ضحك يقول مُتابعا : مُتمردة لكن قوية ولا تؤذي أحدا .
لتقبض قبضتها عند "متمردة" ..
________________
حضر النادل ووضع كوب القهوة أمام (تامر) الجالس علي مقعد في مكتب (وائل) بالشركة ثم خرج ..
ليقول (تامر) بعدها : كيف خرجت من الأمر وكأنها لم تفعل شيء ؟!
قال (وائل) وهو يُطالع بعض الأوراق : كُنت أتوقع هذا بالطبع .... إنها (نيفين رضوان) من أكبر سيدات الأعمال في البلد ولديها جيش من كبار المحامين ، بمنتهي السهولة يُمكن أن تُلفق الأمر لأحد غيرها ببعض المال .... وهكذا لن يستطيع أحد التقرب منها .
(تامر) غاضبا : بهذه السهولة ستفلت من العقاب ...إنها دمرت عائلتنا حرفيا .
سمعا طرقا علي الباب لتدخل بعدها (ياسمين) ، التي سعدت ما أن رآت (تامر) لتضمه بسعادة : (تامر) ؟!!... كيف حالك لم أراك مُنذ زمن يا رجل ؟!!
ليضمها (تامر) بدوره سعيدا : كيف حالك أنت ؟ لم أراك مُنذ حفل رآس السنة للعام الماضي .
(ياسمين) : أنت تعلم العمل والسفر هنا وهناك ....ثم العيب ليس بي إنه والدك الذي يُكلفني دائما بالمهام الصعبة .
ظلا يضحكان لفترة يتحدثان حتي قال (وائل) غاضبا : بعد إذنكم !!....هل يُمكن أن نُركز علي العمل الآن و نترك الأمور الآخري خارج إطار العمل ؟!!
نظر (تامر) و(ياسمين) لبعضهما ثم ضحكا ، ليقول (تامر) بعدها : حسنا ، حسنا ....العمل هو الأهم ، الآن أستاذة (ياسمين) فلتنتبهي للأستاذ (وائل) بينما أنا سأجلس مكاني أُتابعكم ..
ضحكت تغمز له بعينيها مازحة لجدية (وائل) المُفاجآة ، لتتوجه بعدها إلي (وائل) تُعطيه بعض الأوراق وتقول بعد أن إرتدت نظارتها تقرأ من عدة محاضر : كما توقعنا تماما هي قد ربطت موضوع الحادث لأحد رجال الأمن كان يعمل لديها ، بمشاركة (هند) وذلك الفتي المدعو (أيمن) ، وهؤلاء الإثنين قد وافقا علي كلامها تماما ولم يربط أحد إسمها بالحادث ....
(تامر) مُتعجبا : لكن هناك فيديو مُسجل بإعتراف تلك الفتاة ، لماذا لم يأخذه أحدا بجدية ؟!
(وائل) وهو يقرأ المحاضر : لأنه قد صُور بدون إذن من النيابة ، لذلك لن تأخذه النيابة بشكل جدي ...
(ياسمين) : وكما أنها إستطاعت أن تُلفق الأمر لأحد رجالها ، يُمكن أن تقول المثل عن الفيديو أُجبرت علي قول ما فيه ..
ضرب (تامر) يد المقعد بغضب : تلك الثعلبة ، ستفلت هكذا وكأن شيء لم يكن أبدا ؟!!! ....
(وائل) : خروجها ليس المشكلة توقعنا جميعا هذا ، لكن المشكلة فيما سيحدث بعد ، هي لن تُمرر ما حدث بسهولة أبدا بعدما فضح أبي أمرها أمام الجميع ..
لتُكمل (ياسمين) كلامه قائله : وخاصة أن السيد (علي) مازال تحت تحكم العقد المشترك بينهم ، نسبة 10% من القضايا الخاصة بشركتها .
(تامر) : لكن أبي بالفعل قد فسخ العقد بعد مشكلة عمي (عادل) ؟!!
(وائل) : لم يتمكن من إفساخه قانونيا ، لأنه وقتها قد إنشغل بقضية (أمل) ، والزواج و(تولين) ، لذلك هو مازال تحت تحكم العقد ، الذي لن يكون خيرا أبدا .
نظر ثلاثتهم لبعض صامتين ، لتقوم (ياسمين) قائلا في مرح : يكفي أخبار سئيا الآن ، ونُركز في الخبر الجيد برؤيتك سيد (تامر)، سأُنهي بعض الأوراق و الأعمال في مكتبي ، ثم ستدعوني للعشاء إتفقنا ، لا ترحل وإلا لحقتك للإستوديو الذي أعرف مكانه جيدا .
ضحك (تامر) قائلا : لا تقلقي سأنتظرك سيدتي .
لتخرج باسمة ، و(تامر) يودعها مؤقتا ، ليلتفت بعدها إلي (وائل) يقول ساخرا : لا أعلم أين عيناك وعقلك وقتها يا رجل ؟!، لتترك فتاة كـ(ياسيمن) وترتبط بتلك البومة (مروة) ؟!! لابد أنك أحمق أعمي وغبي ....هذا أمر لا مفر منه ؟!!!!
ثم عاد لمقعده ، ليرجع (وائل) ظهره للوراء يُفكر في قول (تامر) ؟!!!
_________________
وصل السيد (علي) و(أمل) للبيت ،أوقف السيد (علي) السيارة و إستعد للنزول، لتوقفه يد (أمل) ، فنظر لها مُتسائلا لتقول هي : هل يُمكن أن لا يعلم أحد بتطور علاقتنا ؟
لمحت تغير ملامحه لتقول سريعا : الآن ؟....أقصد حتي تُمر هذه الفترة .
ظل ينظر لها لبعض الوقت ثم قال هدئاً : كما ترغبين ؟!!!!
______________________
تُتبع............
Enjoy ☺
أنت تقرأ
سأجعلك قدري !
Romanceيبلغ السيد علي (50) سنة ، و (أمل) (19) سنة. هل يمكن أن يقع في حبها ؟! أم أنها تقع في حبه؟ !! بينما لديه ثلاثة أبناء أصغرهم في عمرها .. أم سيجعلها مصيره؟ !!! ا سأجعلك قدري! Enjoy ☺