بعد دخول الجميع للنوم ، أصبح البيت هادئا صامتا ، الكل داخل غرفته يتظاهر بالنوم لكنه يفكر ، لم تستطع (أمل) النوم فقررت الدخول للمطبخ وتعد لنفسها كوب من الحليب الساخن ، لكنها سمعت صوت من الباب الملحق بالمطبخ ، شعرت بالخوف ، أمسكت يد خشبية خاصة بالمطبخ كبيرة ، وتوجهت ببطء للباب وفجآة دخل السيد (علي) وسقطت علي رآسه باليد الخشبية ؟!
أمسكت بالقطن ومطهر في يديها تعالج جرح السيد (علي) الذي سببته له ، ظلت تعتذر وهي تعالجه بينما هو صامت ينظر لها ...
فقالت قلقه : سيدي هل أنت بخير ؟! أقسم أنني لم أراك بسبب العتمة في المطبخ .
السيد (علي) : لا داعي لكثرة الإعتذار ، المكان كان مظلم بالفعل ، وأنا المخطيء لأنني دخلت هكذا مما أثار خوفك .
تكون تورم علي جبهته ، إقتربت من وجه كثيرا تنفخ في التورم ، وهو ينظر لها في عينيها مباشرة ، توقفت عن ما تفعل تنظر في عينه كذلك لا تتحرك ، ظلا هكذا لفترة دون أن يتحرك أي منهما ، حتي قال هو : (أمل) ...
إبتعدت عنه في خجل تضع يديها علي رقبتها فأمسك يديها سريعا وقربها من وجه مجددا ، ينظران في عيون بعضهما البعض ....
قال مجددا : (أمل) ....لا تتحركي ، إبقي هكذا فقط .
؟!!!
بينما خارج المطبخ يقف أحد ما غير مصدق ما يحدث ؟!!
_______________
علي حادثة المطبخ مضي يومين ، (أمل) والسيد (علي) لا يتواجهان ، ويتجنب كلا منهما الآخر ....
السيد (علي) يوميا يآنب نفسه علي فعله الطفولي الغبي عندما طلب منها " لا تتحركي ، إبقي هكذا فقط ؟!!" ...كيف سمح لنفسه وعقله أن يفعل هذا الفعل الغبي ؟!!
بينما (أمل) لا تعلم سبب تذكرها الدائم لهذه اللحظة حيث كانت دقات قلبها تتسارع كآنها في سباق لا تهدآ تنظر لعيني السيد (علي) لا تقدر أن تتحرك رغما عن إرادتها ؟!! ...
حتي توقف كلاهما عن النظر لبعضهما عندما سمعا صوت (سعاد) الناعس وهي تدخل المطبخ لتشرب الماء وتفاجآت بوجود السيد (علي) هناك مصابا ...
"(أمل)....(أمل)" قالها (آدم) الجالس جوارها في المنتزه ..
تابع : (أمل) ماذا بك شاردة الظن تماما هذين اليومين ؟!
(أمل) بتردد : لا شيء ... فقط الإحتفال بالسنة الجديدة قد إقترب مع إقتراب الإمتحانات متعب قليلا .
(آدم) : وهل تحتفلي بالسنة الجديدة ؟!
(أمل) : بالطبع لا ، لكن أنسيت أنني أعمل في بيت يحتفل به ؟
(آدم) : آه .. تذكرت كل سنة تعد شركة عمي إحتفال ضخم بالسنة الجديدة ، وكانت زوجة عمي هي من تشرف علي كل شيء .
(أمل) مقاطعه إياه : (آدم) ...كيف كانت السيدة (أماني) زوجة عمك ؟!!
ضحك (آدم) قائلا : لما تتسائلين ؟!
(أمل) : فقط فضول لمعرفة كيف كانت زوجة السيد (علي) ؟!
(آدم) : كانت عظيمة في كل شيء ، إمرأة يتمناها كل رجل في بيته ، عطوفة حنونة ، جميلة مُرتبة .... وقفت بجوار عمي في المحن أكثر من الهناء ، كانت أكبر وأقوي داعم له في كل شيء ، محبتها لأولادها لم أري لها مثيل ، حتي معي كانت كأمي وأكثر ...لم تفرق بيني وبين أولادها أبدا في شيء ، أحبها عمي حقا وحزن لفراقها .
صمتت (أمل) قليلا ثم قالت : ماتت بالسرطان ؟!
(آدم) بحزن : عرفت إصابتها بالسرطان من سنين مضت لكنها لم تخبر عمي بمرضها حيث إعتقدت إنه شيء بسيط سيزول مع العلاج، وكان في نفس الوقت تعاني شركة عمي في قضية مهمة ، لذلك لم ترد إخباره ، عرفت أنا وقتها صدفة بمرضها ....
أرجع (آدم) ظهره للوراء وهو يتنهد في حزن يتذكر : ليتني ما عرفت وقتها ، لم أكن لأحزن هكذا ؟!
نظرت له (أمل) متعجبة : ماذا تقصد ؟!
(آدم) : لأنني رآيت كيف كانت تعاني بمفردها ، كيف كانت تتألم ...لذلك لم أستطع أن أتحمل وتركتها .... كنت جبانا ، فتركتها ورحلت إلي (إستراليا) ، لكنني لم أعرف أنها ستموت بهذه السرعة .
نظرت له (أمل) بشفقة وحزن ، وضعت يديها علي يده الموضوعة جواره تقول : لابد أنها كانتت ستحق حزنكم جميعا عليها ؟!!!!
____________________
تُتبع ....
Enjoy ☺
أنت تقرأ
سأجعلك قدري !
Romanceيبلغ السيد علي (50) سنة ، و (أمل) (19) سنة. هل يمكن أن يقع في حبها ؟! أم أنها تقع في حبه؟ !! بينما لديه ثلاثة أبناء أصغرهم في عمرها .. أم سيجعلها مصيره؟ !!! ا سأجعلك قدري! Enjoy ☺