episode 147

1.3K 50 6
                                    

جلست (أمل) علي مقعد جوار السرير في الغرفة التي مكست فيها في بيت (آدم) ...

تضم ساقاه علي صدرها بينما رأسها للأسفل ، ويديها المربوطة علي شعرها ، تُفكر في المحادثة التي حدثت بينها وبين السيد (علي) في المشفي مُنذ ساعات قليلة مضت ....

رحل دون قول شيء ، فقط أمرها بالإستعداد للرحيل معه للقصر ، تُريد أن ترفض ...تثور ، وتصرخ غاضبه أكثر....

لكنها لا تريد تعقيد الأمور أكثر مما هي عليه بالفعل ...

لم تتوقع ردة فعله وتبرريه الغريب ، ولم تكن تتوقع أنها نفسها ستقول ما قالته له في المشفي " يبدو أن زواجنا كان هو الخطأ من البداية "

الآن بعد كل ما حدث ، وما ترتب علي هذا الزواج أصبح كل شيء فوضوي ، مُبعثر ، قاتم كئيب وحزين ....

حتي أيامها المعدودة بين أحضان زوجها كانت محدودة ، قصيرة ....

عقلها يكاد ينفجر من كثرة التفكير ، وما زاد الأمر حسرة هو من حاول تسميمها ، رغم أنها بداخلها ربما تعرف من ؟!!

وما أخبرها به الطبيب بعد خروج (آدم) جعلها في حيرة ،خوف و ضياع أكثر ؟!!

دخل (آدم) الغرفة بعد أن طرق علي الباب عدة مرات ولم ترد ، ليدخل الغرفة المظلمة الكئيبة ويجدها علي وضعيتها ....

جلس جوارها علي السرير ينظر لها في ألم يعتصر قلبه ، ربما هو قد أخبرها أنه قد نسي أمر حبه لها بالفعل لأجل عمه ولأجلها ، لكن قلبه مازال يعتصر لرؤيتها شوقا حزنا وحبا ، وغيرة و رجاء ؟!!!

ظل صامتا وهي تبكي لا تلاحظ وجوده بسبب جلستها ، إعتدلت تبحث عن منديل بعدما تشوش أنفها وعينيها ، لتجد (آدم) جالسا علي السرير ينظر لها ؟!!

(أمل) بصوت خانف دامع مبحوح ، تُحاول أن تمسح دموعها سريعا : (آدم) مُنذ متي وأنت هنا ؟!

(آدم) بنظرة شفقة وحزن : منذ وقت طويل جدا .

عدلت من جلستها ، تمسح دموعها أكثر ، ثم قالت باسمة : كم الوقت؟؟....لابد أنني تأخرت في توضيب حقيبتي ، أعتقد ...أعتقد أن (رضا) ينتظرني مُنذ زمن الآن ؟

لتقوم تلتفت حولها بدون وجهة ؟!!

ليقول (آدم) : لا تقلقي لن ينتظرك أحد .

(أمل) : ماذا تقصد ؟!!

(آدم) : أخبرت عمي أنك مُتعبة اليوم بسبب موضوع المشفي ، وغدا بنفسي سأوصلك للقصر ....لذلك لا تقلقي وإرتاحي قليلا اليوم .

لتقول بينما تعطيه ظهرها و تتحرك بنفس التوهان : حقا !!...جيد ، لكن علي توضيب الحقيبة فقد ....قد....

لتتفاجآ بيد (آدم) تلتف حولها من الخلف يحتضنها بقوة يقول بصوت هاديء حنون ويقترب من رآسها أكثر : لا بأس.....لا بأس .

لتضع يديها علي يده الملفوفة حول جسدها تبكي أكثر .....

لتقول بعد فترة من البكاء وهما مازالا علي نفس الوضع : أنا تعبت .....أقسم أنني تعبت.....لم أعد أحتمل .....لا أعرف ....لا أعرف ماذا أفعل ؟! أو إلي أين أذهب ؟! أو بمن أثق ؟!! تعبت ....تعبت.

زاد من إلتفاف يديه حولها وبدآت عيناه تدمع : أعرف .....أعرف .

(أمل) : ماذا علي أن أفعل ؟!!

(آدم) : ثقي به .....ثقي بـ عمي ، فهو محل ثقة .

(أمل) ساخره بين دموعها : آذاني ....وأصبح قاسيا !!!

(آدم) : من الضغوطات حوله ، هو أيضا مُتعب ومُثقل بالهموم مثلك وربما أكثر منك ، لذلك لا تكوني حكمّ غير عادل و تُحمليه هو أيضا الذنب كبقيتنا ؟

أزالت يديه ، تنظر له غير مُصدقة ما يقوله تقول : الذنب كبقيتكم ؟!!

(آدم) : الجميع أذنب في حقك وخاصة أنا وأنتي تعرفين جيدا كيف ؟؟...... في النهاية أثبتُ لكي أهم شخص في حياتي أنني مجرد طفل ساذج غير مسئول ، وجبان .....لذلك أرجوك لا تكوني غير عادلة أنتي أيضا مثلي و تخسرين شيء غالي من الصعب تعويضه .

ظلت تنظر لها مُندهشة من كمية النضج والتضحية التي وصل لها ، لتقول : لتلك الدرجة أحببتني ؟؟

(آدم) بدون تردد : وأكثر .....أحببتك ومازالت ، أنا آسف لقولي هذا لك بعد كل شيء قد حدث !! ....لكنني علي إستعداد بالتضحية بحياتي للتكفير عن ذنب تركك وعدم الثقة بك .

تبسمت ، لتضمه ، فيضمها بدوره بينما تقول هي باسمه دامعه : شكرا لك ...شكرا لك علي بقائك معي وبجانبي .

حني جسده أكثر ليضمها أكثر يقول بنفس هدوئها : بل شكرا لك لأنك مازالتي بجانبي رغم أخطائي ......شكرا .

___________________

عاد السيد (علي) للشركة مجددا مسائا بعد أن أخبره (خالد) بضرورة حضوره لهذا الإجتماع رغم تأخر الوقت ....

عاد غاضبا ، ثائرا ، وحزينا كيف وصل الأمر بينه وبين (أمل) لهذا الحد ؟!!

ولماذا سمح لها بالبقاء عند (آدم) حتي ولو لليلة ، وهو يعلم جيدا أن رغم إعتراف (آدم) بعلاقتهما هو مازال يُحبها ؟!!

دخل غرفة الإجتماعات ومعه (خالد) يقول له قبل فتح الباب : سيدي .... هل أنت مستعد ؟

تنفس (علي) بعمق وعلي ملامحمه علامات الجدية والحدة يقول : أجل ...لننتهي من هذا الكابوس ، فقد أكثر من وقته ؟!!!!!!

_____________________

#الدعم  🥺 😣

___________________

تُتبع......................

Enjoy ☺

سأجعلك قدري !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن