لمّا كُنت طفلة صُغيرة كُنت بجمع العرايس اللعبة كهواية ، كان عندي كُل أنواع العرايس ، عرايس بلاستيك ... عرايس بورسلين ... عرايس قُماش ... كُل أنواع العرايس
العرايس كانت في كُل مكان في أوضتي ، في الدولاب ، الرفوف ، المراية و علي الكومودينو الصغير اللي جنب سريري
أهلي تخلَصوا من كُل العرايس دي لمّا كان عندي 7 سنين بس ، و من ساعتها عُمري ما قعدت في مكان فيه عروسة ، بقالي أكتر من 20 سنة بالوضع ده !
.
الموضوع بدأ لمّا كُنت نايمة علي سريري في الضلمة ، العرايس كانت بتبصلي و بتراقبني
أنا عارفة إنتم حاسين بإيه و إنتوا بتقروا ده ! ، عارفة إن الموضوع سخيف و ساذج ! ، بس أنا مستعدة أقسم لكم إن اللي بقوله ده حصَل فعلًا ، كُنت دايمًا بقول لنفسي إن دي مش حاجة غريبة ، أنا طفلة و أكيد خيالي بيلاعبني و بيصورلي حاجات عشان يخوفني بس مش أكتر
بس بعد كده الأمور بقت أسوأ !
.
تاني يوم الصُبح لمّا صحيت لقيت العرايس أماكنها متغيرة ، في عروسة بورسلين مُعينة بحب أخليها جنبي دايمًا ، عروسة صُغيرة لابسة فُستان لونه بنفسجي ، شعرها معمول علي شكل ديل حُصان و مربوط بتوكة حمرا مرسوم عليها ورود ، و ديل الحُصان ورا كتفها الشمال
لمّا صحيت الصُبح مالقيتهاش جنبي ، كانت علي ترابيزة صُغيرة أدام السرير بتاعي ، حتي كطفلة صُغيرة عقلي كان رافض يصدَق إن فيه عرايس لعبة بتتحرك
أكيد أنا اللي غيرت مكانها بالليل و نسيت ... أو ممكن ماما غيرت مكانها من غير ما تقولي
بس برضه كُنت خايفة
.
تاني يوم بالليل قررت أجرب حاجة ، يا إما هتقضي علي خوفي تمامًا ، أو هتأكد شكوكي جدًا
كُنت بدأت أخاف من فكرة إن العرايس بتبص عليّا طول الليل ، عشان كده قبل ما أنام خليتهم كُلهم يبصوا ناحية الحيطة ، بس لمّا صحيت الصُبح كُلهم كانوا لفوا ... كُلهم كانوا بيبصوا عليّا
في اللحظة دي عرفت إني لازم أخاف و أخاف جدًا كمان !!
.
سألت ماما لو هيّ اللي بتغير أماكن العرايس بالليل ، ضحكت و هيّ بتسألني : " و هغيّر أماكنهم ليه بس ؟ "
عملت نفسي بضحك أنا كمان ، بس في الحقيقة أنا كُنت مرعوبة ، أنا مش عاوزة العرايس دي تاني ، مش عاوزة أشوفهم أو ألعب بيهم ، حطيتهم كُلهم في صندوق كبير و قفلته كويس و حطيته جوا الدولاب ، و دي كانت أول ليلة انامها كويس من وقت طويل أوي
لمّا رجعت من المدرسة ، ماما كانت مستنياني ، قالتلي إنها عاوزة تتكلم معايا شوية ، سألتني : " ليه لميتي كُل العرايس و دخلتيهم الدولاب ؟ "
سكتت ثواني و بعدين سألت بقلق : " و ليه سألتيني لو كُنت بحركهم ؟ "
قررت مكذبش عليها و أقولها الحقيقة كاملة : " العرايس دول بيخوفوني جدًا ... بيتحركوا بالليل و أنا نايمة ... مش عاوزاهم معايا في الأوضة تاني "
.
ماما إبتسمت أوي و قالتلي إن مفيش عرايس بتتحرك و إن أكيد ده خيالي بيلاعبني مش أكتر ، قالتلي إننا النهاردة هنخرج العرايس من الصندوق و نرجعهم مكانهم في الدولاب و الرفوف و كُل مكان ، و إنها هتنام معايَا النهاردة عشان تثبتلي إن مفيش عروسة بتتحرك ، مش حابة الفكرة أوي بس إضطريت أوافق عشان مسببش مُشكلة
بصراحة نوم ماما معايَا في الأوضة خلاني أتطمن و أحس بإحساس لطيف و بدأت أبتسم و أنسي خوفي شوية
.
ماما نامت فورًا ، بدأت أخاف و أحس إني وحيدة في الأوضة ، العرايس بدأت تبصلي تاني ، كان في عروسة صُغيرة بورسلين محطوطة جنبي بالظبط ، العروسة اللي بحبها اللي لابسة الفستان البنفسجي كانت علي التاربيزة اللي قدام سريري بتبصلي
حاولت أتغلب علي خوفي و أبصلها و أنا بقنع نفسي إن مفيش أي حاجة من اللي أنا خايفة منها
فجأة بدأت العروسة ترفع راسها ببطء و تبُص ناحيتي ، رمشت بعينها مرتين !
معلش ممكن تتخيلوا ده و إنتوا بتقروا ؟
لو حَد فيكم في أوضة دلوقت فيها لعبة أو عروسة أو حتي تمثال ... المُهم يكون له وجه و عيون ، تخيَل لو فجأة العروسة دي رفعت راسها ببطء و رمشت و هيّ بتبص لك ، هتحس بإيه ؟
حسيت بالرعب ، عيطت ، جسمي كُله كان بيترعش ، خبطت علي ماما عشان أصحيها ، بصيت علي العروسة اللي جنبي لكن ملقيتهاش ، كانت ورا العروسة اللي لابسة فستان بنفسجي ، إتحركت لوحدها ، كانوا بيبصوا ناحيتي
صرخت !
صرخت بأعلي صوت عندي ، ماما صحت فورًا و بدأت تهديني ، كنت بصرخ بهيستيريا ، مش سامعاها و لا فاهمة هي بتقول إيه ، كلمتني ... هزتني ... صرخت فيّا ، لكن أنا كنت بصرخ بخوف ، بابا جه من أوضته بسرعة و هوّ خايف علينا ، حضني و حاول يهديني بس هوّ كمان فشل زي ماما ، أخيرًا ماما ضربتني بالقلم علي وشي ، بصيتلها بذهول لثواني قبل ما أهدي و أقولها : " العرايس يا ماما ... العرايس "
حضنتني هيّ و بابا و قالتلي : " أنا آسفة إني ضربتك بس إنتي مكنتيش عايزة تهدي ، أنا آسفة "
و من الليلة دي بعدت عن كُل العرايس نهائيًا
.
أنا دلوقتي عندي 29 سنة و من يومها منمتش في أي أوضة فيها عروسة ، لسه لحَد النهاردة بيجيلي كوابيس فيها عرايس بتتحرك
أنا متجوزة دلوقت ، جوزي ميعرفش القصة الكاملة للعرايس ، أنا محكيتلوش أي حاجة ، انا بس قولتله إني مش بحب العرايس و هوّ تفهم ده جدًا
المشكلة كانت في بنتي ، بنتي دلوقتي عندها 7 سنين ، هيّ بتحب العرايس ، جوزي حل المشكلة دي شوية بإنه هوّ اللي بيشتري ليها العرايس و مفهمها إنها متخرجش العرايس من أوضتها نهائيًا لأي سبب من الأسباب ، و يوم التنضيف هوّ اللي بينضف الأوضة بتاعتها بنفسه
عرفت من فترة إن اللي عندي ممكن يكون مرض نفسي أو نوع من أنواع الفوبيا إسمه بيديوفوبيا أو فوبيا الخوف من العرايس اللعبة
.
بنتي كان عندها مسرحية مُهمة في المدرسة بتاعتها و جوزي كان بيساعدها في إختيار اللبس بتاع الشخصية و التدريبات ، اليوم ده جوزي إتأخر برا و طلب مني إني أساعدها أنا
ندهت عليّا من أوضتها بصوت هادي : " ماما ... تعالي شوفي الزي بتاعي حلو إزاي ؟ "
رُحت أوضتها و فتحت الباب ، مش عارفة ليه كانت مضلمة نور أوضتها ، أخدت ثواني لحَد ما عيني إتعودت علي الضلمة و شفتها !
بنتي واقفة في نُص الأوضة مش بتتحرك ، لابسة فُستان لونه بنفسجي ، شعرها معمول علي شكل ديل حُصان و مربوط بتوكة حمرا مرسوم عليها ورود ، و ديل الحُصان ورا كتفها الشمال
فجأة بدأت بنتي ترفع راسها ببطء و تبُص ناحيتي ، رمشت بعينها مرتين !
قفلت الباب و طلعت أجري
نزلت الدور اللي تحت و سبت جسمي ينهار علي الكرسي ، بنتي نازلة السلم ببطء و بتندهلي بصوت مش بشري ، صوت مخيف ، صوت مرعب : " مــــامـــــا "
" مــــامـــــا "
" مــــامـــــا "
أنا عاوزة أؤذيها عشان تسكت ... دي مش بنتي
لا دي بنتي ... خيالي هوّ اللي بيلعب معايا
لا دي مش بنتي ... أنا هقتلها
هقتل بنتي ؟؟ ... لا لا لا لا لا لا
دا مش حقيقي ... دي صدفة
دا مش حقيقي ... دي صدفة
دا مش حقيقي ... دي صدفة
دا مش حقيقي ... دي صدفة
.
.
.
(شرح القصة..)مرض نادر اسمه بيديوفوبيا ... الخوف من العرايس اللعبة ... تطوّر معاها من و هيّ صغيرة لمّا كان بيتهيألها إن العرايس بتتحرك و بتبص لها و بتطاردها
و لمّا بالصدفة بنتها لبست زي العروسة و دا ممكن يكون لان العروسة دي مشهورة مثلا ، الماضي طاردها و الفوبيا بتاعتها زادت
الحمد لله هيّ سيطرت علي نفسها و مأذتش بنتها
الحكاية إتحكت لينا إزاي ؟
هي كانت بتحكي في مجموعة دعم تابعة للعلاج النفسي عن خوفها من العرايس#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم