40

3K 223 5
                                    

أنا بـموت
لا .. إنسوا الجُملة دي ، أنا ميتة من فترة طويلة من قبل ما أعرف حتي إني مُت ، جسمي خلاص بيحتضر و مش قادرة أتحرك ، مش قادرة حتي أقوم من السرير ، الأطباء يأسوا من حالتي
مؤخرًا قالولي إن مفيش حد قادر يعمّل حاجة و نصحوني إني أستسلم و أنتظر الموت !
أعتقد إني لازم أحكيلكم قصتي من الأول ....
الموضوع بدأ في شهر يناير اللي فات ، في يوم قُمت من النوم حاسّة إني ... مش مظبوطة ، فيه حاجة غلط ، مش عارفة إيه اللي غلط و لا عارفة أحدده ، قُمت مشيت من أوضتي ناحية الحمام بخطوات بطيئة ، بصيت في المراية و إتصدمت لمّا شُفت وشي شاحب جدًا ، بشرتي لونها رمادي باهت زي المرضي أو الأموات ، فكّرت إني مش بتعرض لأشعة الشمس كتير و ده السبب ، قررت أغسل وشي و آخد شاور سُخن عشان الدم يجري في عروقي مرة تانية ، لكن رغم كده برضه فضل لوني شاحب بطريقة غريبة
أثناء مرور النهار كُنت حاسّة إن حواسي مش شغالة زي الأول ، شايفة الألوان باهتة و سامعة الأصوات خافتة ، حتي حاسة الشم مش قادرة أميز بيها الروايح ، حاسة إن جسمي كُله تعبان و إني مُرهقة و مش قادرة أتحرك
وصلت شُغلي ، بشتغل مُحاسبة في شركة كبيرة ، دفنت نفسي وسط الشُغل و الأرقام عشان أتناسي يومي الغريب ده ، خلصت ورق .. رديت علي مُكالمات .. كتبت إيميلات .. ساعدت زمايلي في شُغل متأخر
واحد من العملاء علق تعليق سخيف عليّا و أنا عادةً مكُنتش بسكُت ، لكن النهاردة تجاهلته و عملت نفسي مسمعتوش ، ببساطة معنديش طاقة أعارضه بيها ....
في البداية فكرت إن عندي برد ، لكن من إمتي البرد بيخلي البشرة شاحبة و لونها رمادي بالشكل ده ، دا غير إني مش حاسة بباقي أعراض البرد ، قررت أتحمل كام يوم كمان قبل ما أروح للدكتور عشان أفهم إيه اللي بيحصلي ...
.
خرجت مع شوية من أصحابي عشان نشرب و نقضي وقت لطيف ، فكرت إن تغيير الجو هيساعدني أتجاوز الأزمة الصحية الغريبة دي ، لكن عشان ملامحي باين عليها الشحوب و لون بشرتي كان رمادي قررت أحط مكياج كامل عشان محدش ياخد باله ، و لأن مش من عادتي أحُط مكياج بالشكل ده فالبنات لاحظوا و سألوني
قلتلهم بإرتباك : " إنتم إزاي مش آخدين بالكم .. أنا شاحبة تمامًا "
ضحكوا و قالولي : " لا بالعكس تمامًا ، إنتي كويسة جدًا "
قلتلتهم بمرح : " إنتم بس بتقولوا كده عشان أحس إني أحسن "
قالولي : " لا فعلًا مش بنضحك عليمي .. إنتي كويسة و مش شاحبة و لا حاجة "
بدأت أقلق ، معقول كل التعب ده في راسي ، أنا بيتهيألي ؟؟
معقول أنا بتوهم التعب ، طب و حواسي اللي بتضعف .. و طافتي اللي بتقل .. الكسل اللي مسيطر عليّا
قررت أروح للدكتور و أقطع الشك باليقين ، طلب مجموعة من التحاليل و نتيجيتهم كانت سلبية كلهم ، بان عليه الحيرة و هو بيقولي : " غالبًا دا نقص فيتامينات ، حاولي تغيري من نظامك الغذائي "
بدأت آخد مُكملات غذائية و أقراص فيتامين سي و بروتين ، لكن برضه مفيش نتيجة ...
حالتي بتسوء أكتر ...
وزني بيقل .. شفايفي مشققة طول الوقت .. شعري بيقع
و كل اللي حواليا محدش منهم ملاحظ حاجة !!
.
حاليتي كانت بتسوء و حواسي كانت بتضعف أكتر مع مرور الوقت ، الحاجة الأغرب إني الأحاسيس إختفت من جوايا ، أنا فاكرة في يوم كُنت خارجة مع سافانا صديقتي ، شُفت حبيبي السابق ، كان ماسك إيد واحدة تانية ، محسيتش بالغضب أو بالغيرة ، محسيتش بأي حاجة خالص ...!
سافانا بصتلي بعمق شوية و قالتلي : " أنا حاسة إن ده إكتئاب "
هزيت راسي بالرفض و أنا بقولها : " لا مش إكتئاب .. أنا مش حزينة .. أنا مش حاسة أصلًا بأي حاجة "
بعد مرور 3 شهور حالتي النفسية و الجسدية بقت أسوأ ، وزني نزل تمامًا و إضطريت أشتري باروكة لأن شعري خف جدًا ، كُنت شبه الجُثة ، الموضوع غريب و مريب .. إزاي كل اللي حواليا مش شايفين اللي أنا فيه ، إزاي كلهم مش حاسين إني بتغيّر !
مؤخرًا الدكتور بتاعي حولني لطبيب نفسي قرر يديني مهدئات و حبوب لمنع القلق
بس مجابوش نتيجة !!
في يوم من الأيام رئيسي في الشُغل طلب يقابلني في مكتبه ، قالي إنهم ملاحظين إني مش بشتغل كويس كمان هو حاسس إني تعبانة ، ‘داني أجازة 3 ششهور مدفوعة الأجر لحَد ما أبقي كويسة
مع مرور الأيام جلدي بدأ يتقشّر ، بشرتي بدأت تتحول للون أسود مُتعفّن ، ريحتي بقت زي ريحة الجُثث ، ريحة عفن الموت ، بقيت شبه الهيكل العظمي خلاص ، مش بقدر أمشي خلاص و سناني بتقع بالتدريج
اضطريت اتصل بالنجدة اللي بعتولي الإسعاف ، الطبيب وصف حالتي بإني جُثة علي يد الحياة و قالي إنه أول مرة يشوف حد بيتعفن ، نفسيًا كنت علي قيد الحياة لكن جسديًا جسمي كان ميت
بعد شهرين حاولوا فيهم كُل حاجة يأسوا و طلبوا مني أروح بيتي أموت بهدوء .. مفيش حل غير إنتظار الموت
أنا خلاص بموت ...
مش حاسّة بأي حاجة ، مش عاوزة أعيش أكتر من كده ، كان لازم أحكيلكم قصتي
بس هقولكم ملحوظة مهمة ...
من سنة بالظبط كنت في نيو أولانز مع حبيبي القديم ، قابلنا ساحرة من الغجر و طلبت تشوفلنا الطالع في البلورة السحرية بتاعتها ، سخرت منها فكل اللي واقفين ضحكوا عليها ، ملامح وشها إتغيرت و إتهيألي إني شفت بخار أسود طلع منهل دخل فيّا و هيّ بتقولي ...
( كمان سنة بالظبط .. هتموتي )
.
.شرح القصة

لحد قبل ما تروح المُستشفي و يكشفوا عليها كُنت معتقد إنها بتعاني من حالة نفسية مشهورة إسمها مُتلازمة الجُثة الحية أو ( Walking Corpse Syndrome.) و دي حالة نفسية المريض اللي بيعاني منها بيتوهم إنه ميت أو بيعاني من نزيف أو إن أعضاء جسمه بتتحلل ، دي من الحالات النفسية النادرة المُرعبة لكن من شروط الحالة دي إن المريض بس هوّ اللي يتوهم
لكن لمّا الدكتور شافها و شخص حالتها دا هد النظرية دي تمامًا ، ليه ؟
هنقول تاني .. لأن المصاب بالحالة دي لازم هو بس اللي يتوهم .. لو شخص تاني زي الدكتور شاف و شخص الحالة فده هدم النظرية دي تمامًا من أساسها
فهنا هنضطر نبص للي هي قالته في النهاية .. هل ممكن تكون الساحرة الغجرية لعنتها خصوصًا إن الغجر مشهورين بالسحر الأسود و اللعنات و السحر مذكور في القرآن يعني
في النهاية أنا بعرض وجهات النظر و لكمحرية التصديق و الإختيار و الإقتناع بوجهة النظر اللي بتراها أقرب للتصديق من وجهة نظرك
لو عاوز تقرا أكتر عن المُتلازمة دي ممكن تقرا من هنا بالإنجليزي : https://goo.gl/XnvU9z
لو عاوز تقرا أكتر عن المُتلازمة دي ممكن تقرا من هنا بالعربي : https://goo.gl/zhQ3xl
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن