عمومًا مفيش حاجات كتير بتقدَر تخوفني ، أنا مؤمنة إن أغلب الحاجات الخارقة اللي بتخوّف البشر هيّ مجموعة من الصُدف مش أكتر ، مش معني كلامي إني شُجاعة و مبخافش
بخاف بس مفيش حاجات كتير بتقدر تخوفني
أنا فاكرة إن من 15 سنة تقريبًا ، لمّا كان عُمري 10 سنين ، كان لازم أنيم أختي و أفضل جنبها لحَد ما تنام لأن ببساطة لو أنا معملتش كده ... محدش هيعمل كده
وقتها كان عندها 5 سنين بس ، و زي أي بنت عندها 5 سنين كانت بتخاف من كُل حاجة ، و كانت بتخليني أدوّر علي العفاريت و الوحوش في كُل مكان قبل ما تتطمن و تنام ، كُنت بدوّر جوا الدولاب ... تحت السرير ... جوا الدولاب مرة تانية
مكُنتش بمانع أعمل كده لسببين ، أولًا : مفيش حاجة بتبقي جوا
ثانيًا : دا كان بيخليها سعيدة
.
في ليلة من الليالي كانت خايفة بشكل زيادة عن الطبيعي ، خلتني أدوّر تحت السرير حوالي 5 مرات قبل ما تتطمن شوية و تنام ، بعد ما نامت كُنت أنا بدأت أقلق ، قررت أتأكد و أبُص تحت السرير مرة أخيرة قبل ما أنام عشان أتطمن
اللي شُفته تحت السرير الليلة دي ... مش قادرة أنساه
اللي شُفته مكانش شخص ... مكانش حيوان
أنا مش عارفة هوّ إيه بس عارفة إن مكانش له وجه ، بس دا كان ... كان شيء
جسمي كُله إترعش ، طلعت أبُص علي أختي عشان أتطمن عليها و لمّا نزلت تاني تحت السرير عشان أبُص عليه تاني مكانش موجود !
مكُنتش خايفة زي ما المفروض أكون خايفة منه ، مش عارفة ليه و إزاي ، بس اللي فاكراه كويس أوي إن الشيء ده برغم إن مالوش وجه إلا إنه و بطريقة ما كان باين عليه إنه مش سعيد ، و برغم إني مشوفتوش غير لثواني قُليّلة إلا إني مش هقدر أنساه
مقلتش لأختي علي اللي شُفته ، مش عاوزة أسببلها عُقد نفسية ، كفاية اللي إحنا بنشوفه في البيت من مشاكل بين بابا و ماما
.
بعد أسبوع تقريبًا ...
بابا سابنا و مشي ، بصراحة مكانتش مُفاجأة لينا ، مع زيادة المشاكل بين بابا و ماما و وصولهم لمرحلة صعبة كان لازم حد فيهم يهجر التاني
هجر بابا لينا كان أحسن حاجة حصلت لنا في حياتنا كُلها ، أنا عارفة إن ميصحش أقول كده ، بس حياتنا معاه في البيت كانت قاسية جدًا
و هجره لينا كمان خلى ماما إنسانة أحسن ... أم محبة ... صديقة حُنينة ، غيرها تمامًا للأحسن ، كان عندها قاعدة واحدة بس
محدش يجيب سيرة بابا
بصراحة إحنا كُنا مبنحبوش و مبنحبش نجيب سيرته ، كان كويس إننا ننسى الكدمات اللي كان بيسببها لنا بضربه القاسي كل يوم
في النهاية و برغم كل حاجة حياتنا بقت أحسن و بقت طبيعية أكتر
.
اللي فكرني بكُل الكلام ده المُكالمة الغريبة اللي كلمتهالي إمبارح
كانت بتعيط ... الموضوع أخد مني وقت طويل لحَد ما هديتها تمامًا ، كانت بتعيط بسبب الكوابيس ، كوابيس قاسية و مُخيفة بتطاردها ، قلتلها إنها مُجرد كوابيس و مفيش حاجة تستدعي قلقها بالشكل ده ، الكوابيس دي سببها ضغط من الحياة بس مش أكتر ، قالتلي إن الكوابيس دي غريبة لدرجة إنها بتحس إنها واقعية و هيّ بتعيشها
للأسف ، أنا عارفة كويس هيّ بتتكلم عن إيه ....
الكوابيس بتبقي حقيقية لدرجة إني كُنت بشك إنها حقيقة مش كوابيس ، الموضوع بدأ معايا بعد رؤيتي للشيء الأسود الحزين ، مع مر السنين قلوا و إختفوا بالتدريج
عشان كده لمّا أختي حكت لي علي الكوابيس اللي بتشوف فيها الشيء الأسود اللي مالوش وجه ده ، قررت أقولها كل حاجة ، قررت أقولها إن الشيء دا طاردني طول حياتي و مؤخرًا قرر يطاردها هيّ
.
فكرتني بتريق عليها و قفلت السكة في وشي ، إتصلت بيها كتير لحَد ما أخيرًا ردت عليّا ، صرخت فيّا : " عاوزة مني إيه ؟ ... هتتريقي عليّا تاني يا شجاعة يا اللي مبتخافيش من حاجة "
حاولت أهديها و أفهمها : " أنا مش بتريق عليكي ، أنا بكلمك بجد ، أنا مكنتش مُتأكدة أنا شُفت إيه تحت السرير و لو كُنت قُلتلك كنتي هتخافي "
هدينا إحنا الإتنين أخيرًا ، سألتها لو كان في حاجة غريبة حصلت في حياتها مؤخرًا ، حاجة كبيرة إتغيرت في حياتها مؤخرًا ، كانت بتحاول تتهرب من السؤال ، لمّا سألتها تاني ، سكتت تمامًا و بعدها قالت كلمة واحدة بس : " مـات "
علي حد علمي فمات ده هوّ حبيبها ، سألتها عن مات ، بدأت تشرح ليّا كُل حاجة من لمّا بدأوا يتقابلوا و يخرجوا مع بعض ، لحَد ما بقي أحسن حبيب قابلته في حياتها ، صوتها كان بيترعش و هيّ بتحكي
بعد عدة شهور قرر إنه شيء كويس إنه يهينها و يشتمها و بعد شوية قرر يضربها بقسوة ، سكتت شوية و بعدين قالت : " في حاجة حصلت بعد كده .... كُنا بنتخانق في يوم و بعدين طلبت منه يمشي و يسيبني ، كُنت عاوزة أنفصل عنه ، ضربني و مهما إترجيته مكانش بيبطل ضرب .... "
سكتت لحظات و كملت بصوت خايف : " اللي حصل بعد كده كان جنون ، قبل ما يضربني زيادة ، شُفت حاجة ... أنا مش عارفة هيّ إيه بس الشيء ده خلصني منه "
سألتها بفضول : " شيء زي إيه ؟ "
قالتلي : " شيء لونه أسود ، مالوش وجه ، كان غضبان من مات ، أنا مش عارفة مات حصل له إيه بس مات إختفي تمامًا و مالوش أي أثر لحَد دلوقتي "
أنا مش عارفة إيه الشيء الأسود اللي كان تحت سريرها اليوم ده بس اللي عارفاه إنه ساعدني في التخلص من بابا لمّا كان بيؤذينا ... و ساعدها في التخلص من مات لمّا كان بيؤذيها
.
.
.
(شرح القصة)في النهاية يمكن مش كل الأشباح و الوحوش الموجودة في الدنيا أشرار ، ساعات بيبقي فيهم طيبين و بيساعدوا الناس علي التخلص من الناس اللي بيؤذوهم
يمكن إحنا سبب الرعب الحقيقي مش هُمّا !#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم