76

2.2K 211 12
                                    

أنا بحب إستكشف البيوت المهجورة ، بحس بمتعة غير طبيعية لمّا بتجوّل في أنحائها و أشوف فيها إيه ، مش بتعدي علي أملاك غيري طبعًا ، الجواب اللي هنقلهولكم دا لقيته في واحد من البيوت المهجورة ، القبو بتاعه مُظلم و مُخيف و في واحد من أركان القبو كان فيه كرة من البلاستيك الملفوف علي نفسه ، بدأت أفك الكيس لكنه كان ملفوف مرارًا و تكرارًا بشكل مُحكم ، بعد حوالي ساعة مُتصلة قدرت أوصل للي جوا البلاستيك ، زجاجة و خطاب !
بمُجرد ما قريت الخطاب عرفت إني لازم أشاركه معاكم لأنكم أكتر ناس مُهتمة بالحاجات دي .. !
.
( أنا فاكر أول مرة الدُنيا مطرت فيها ، أنا كُنت جوا البيت ، دا كان لحُسن حظي ، السماء كانت زرقاء و صافية تمامًا و فجأة إتملت غيوم و بدأت تمطّر ، في كنساس دا مكانش غريب علينا أوي ، لكن اللي كان غريب جدًا هوّ حجم و كمية الأمطار اللي هطلت !
بعد يوم متواصل من الأمطار الناس بدأت تحس إن فيه حاجة غلط .. بعد يومين الناس تأكدوا إن الوضع مش طبيعي ، الأغرب إن الجو بقي برد جدًا رغم إننا في مُنتصف شهر يوليو ، المياه كانت باردة بطريقة مش معقولة و لا طبيعية ، تالت يوم حصلت ظاهرة طبيعية غريبة جدًا ، مياه الأمطار بقت سودا ، مش أسود زيتي لا أسود مُظلم زي لون مياه البُحيرة بالليل ، و بدأت السما تتحول للظلام رغم شروق الشمس بوضوح ، لكن ضوء الشمس مقدرش يتخلل ظلام اللون الأسود دا
و أنا بكتبكلكم الخطاب ده بندم بسبب شدة غبائنا ، يا إلهي ، كُنا أغبياء جدًا ، كُنا بنجمع المياه دي في أباريق و زجاجات و نتفرج علي المياه السوداء و هيّ بتتلألأ تحت الضوء ، لكن قولولي .. لو إنتم مكاننا كنتم هتعملوا إيه ؟
المطر الأسود دا إستمر لمُدة إسبوع ، الناس بدأوا يلزموا بيوتهم و رفضوا الخروج ، بدأنا نشك إن المطر الأسود دا ظاهرة طبيعية و بدأت الإشاعات تنتشر إنه عبارة عن نوع جديد من أنواع الحرب البيولوجية ، عشان كدا كُلنا حبسنا نفسنا جوا بيوتنا بعد ما زودناها بإمدادات ضئيلة تكفينا لفترة قُليّلة من الوقت علي أمل إن المطر الأسود يتوقف
إضطر عُلماء الطقس و العُلماء البيولوجيين إنهم يتدخلوا ، لكن تقاريرهم و أخبارهم كانت غالبًا ضعيفة و مُربكة و غير مُفيدة ، بصراحة العُلماء عملوا كُل حاجة مُمكن يعملوها ، فحصوها تحت المجهر ، حللوها ، بحثوا عن فيروسات أو بكتيريا ، و حتي فحصوها بحثًا عن طفيليات لكن كُل مجهودهم موصلهمش لأي حاجة
حاجتين بس كانوا مُختلفين و مُلفتين للنظر ، التخفيف و التجمُد ، مياه الأمطار السوداء دي واضح إن مالهاش درجة حرارة بتتجمّد عندها ، حتي عند الدرجة صفر المياه دي مش بتتجمد و العلماء حتي الآن عاجزين عن التوصل لدرجة حرارة التجمُد بتاعتها !
معلش .. إدوني ثواني بس أركِّز ...
صعب أشرحلكم اللي حصل بعد كده ، بس الناس .. الناس بدأوا يخرجوا من بيوتهم ، مقدار المياه الآن كان واصل لحد وسط الناس تقريبًا ، الحكومة و العُلماء قرروا يطمنوا الناس إن المياه دي مفيش منها أي خطر و إن زيها زي أي مياه أخري بإختلاف لونها ، دلوقتي و بكُل ثقة أقدَر أقولكم إن دا كلام فارغ
الناس بدأوا يموتوا .. بالمئات !
بمُجرد خروجهم للسيول السوداء المُستمرة من شهرين بلا توقف ، بدون أي سبب مفهوم كان أي حد بيخرُج للمياه بيتوقف فجأة و ينزل براسه تحت المياه و مبيخرجش خالص ، زي ما يكونوا بينتحروا ، شُفت كتير من جيراني بينتحروا بالشكل دا ، بس هُمّا معذورين .. كانوا خارجين لأن الأكل خلص و لازم يوفروا أكل لأسرهم !
.
قررت أعمل التصرُف الصح اللي مُمكن أي حد منكم يعمله ، حطيت أكياس رمل تحت الأبواب و ورا النوافذ عشان أحمي بيتي من تسرُب المياه ، لكن كُل اللي حصل و فات كان حاجة ... و اللي هيحصل بعد كدا كان جحيم حقيقي !
و لأن المياه مش بتتخفف زي ما قُلتلكم قبل كدا فللأسف حولت كُل البحيرات المُحيطة بينا لمياه سوداء تقيلة ، بالظبط زي المياه اللي كانت بتهطل من السماء ، حمامات السباحة .. الأنهار .. البحيرات .. كُل حاجة تحولت للون الأسود ، كُل المياه المُحيطة بينا تحولت للون الأسود التقيل و مكانش بإيدي حاجة أعملها غير إني أنام في سريري مُستسلم !
بدأت الإشاعات تنتشر إن يم القيامة خلاص جه .. بدأوا يهربوا لللكنايس و دور العبادة ، كُل الناس كانت خايفة و قلقانة ، بدأت حالات الإنتحار تزيد و لأن منسوب المياه بيرتفع فالشُرطة و الإسعاف مقدروش يعملوا أي حاجة .. نهائيًا ، حتي المُسعفين اللي قرروا يجازفوا بحياتهم ماتوا .. مكانش بإيدي أي حاجة أعملها .. أنا عالق هنا بلا مفر أو مهرب !!!
إعتقدت إن خلاص .. هيّ دي النهاية ، بيتي مش هيتحمل ضغط المياه المُتزايدة دي ، هيتشقق و ينهار تحت الضغط دا ، لكن المطر الأسود مكانش بيجبر حد علي الخروج .. كان بيستني ضحاياه يخرجوا بإختيارهم و بإرادتهم الحُرة ، بدأت أفكّر في المطر الأسود ككائن حي مش كظاهرة طبيعية ، هوّ بيتصرف بالشكل دا ، كان بيستني الناس تخرجله و يجبرهم علي قتل نفسهم ، بس أنا مش هستسلم .. مش هخرج و أسمحله يقتلني بالشكل دا .. أنا .. مش .. هستسلم !
.
و يبدو إن صبره بدأ ينفذ و بدأ يبحث عن وسيلة عشان يجبرنا فيها علي الخروج لمواجهته ، خزان المياه بتاع بيتي إتملي مياه سوداء ، المواسير و الحنفيات كُلها إتملت مياه سوداء ، مش هنسي الخوف اللي حسيت بيه لمّا فتحت الحنفية و شُفت المياه السوداء بتنزل منها .. زي ما تكون بتتحداني !
و بعد كدا عرفت إن المياه السوداء سيطرت علي العالم كله .. و دلوقت بتغيّر قواعد اللعبة و بتدخل جوا بيوتنا !
دا كان آخر خبر عرفته قبل ما شبكة الإنترنت تتقطع و التليفزيون يبطّل يشتغل مرة تانية
قررت أنجو و أقاوم مهما حصل
و المياه السوداء قررت تلعب معايا لعبة قذرة !
المياه الآن منسوبها واصل لحَد فوق البيت ، مغطي زجاج الشبابيك بالكامل ، كُنت متعوّد كُل يوم الصُبح فتح الستارة و أبص علي المياه السوداء ، لكن المرة دي لمّا فتحت الستارة و بصيت برا .. شُفت حد بيبصلي !!
برا شباكي و علي الناحية التانية منه كانت ست !
غرقانة .. ملابسها موحلة و كلها طين .. لكنها كانت إنسانة .. و كانت حية !
الخوف شلني أدام شباكي و أنا براقبها و مش عارف أتصرف إزي ، لوهلة ركزت و عرفت هيّ مين ، دي جارتي ، جارتي اللي غرقت أدام عيني من 6 شهور ، وشها شاحب و باين عليه الشر ، كُنت خايف منها ، بشرتها شاحبة لدرجة إن كُل عروقها و شياطينها كانت باينة تحت جلدها و بوضوح !
رجعت خطوة لورا و أنا بشهق بخوف .. و قفلت الستارة بسُرعة
أان هكتب الخطاب ده و هغلفه بالبلاستيك كويس جدًا ، و هسيب معاه كمان زجاجة من المياه الملعونة ، هسيبه يمكن حد يلاقيه و يعرف يتصرف و اللي حصل دا يتعالج و يتغلبوا عليه
حاسس بيهم .. سامع صوتهم .. سامع همسهم المُرعب من ورا الستاير
مش عارف هُما مين و لا عددهم أد إيه .. بس أنا خايف منهم و مش هخليهم ينتصروا عليّا
أنا هفوز في الجولة دي و بقواعدي أنا !!
أنا في إيدي مُسدس ، لو المياه السوداء عاوزة تتغلب عليّا يبقي بعد ما أنتحر و أفجر رأسي
بعد إذنكم )
.دي قصة من القصص اللي الواحد بيقراها و يقول إيه اللي أنا قريته دا ؟
الجواب دا في تخيلي هيكون حاجة من 2 ...
أولًا إن شخص بيهزر أو بيعمل مقلب عاوز الناس تتكلم عنه و كتب الجواب دا و حط مياه عليها لون أسود و خباهم في بيت مهجور آملًا إن حد يلاقيهم و يتكلم عنهم
أو إن الجواب دا جاي من واحد من العوالم الموازية لينا و حصلت فيه الكارثة البيولوجية دي و قدروا ينقلوا لينا الجواب بطريقة أوي بأخري .. يمكن كتحذير و يمكن للعلم بالشيء يعني
و يمكن حاجة تالتة ...
يا تري إنتم شايفين الموضوع إزاي ... مش عارف ؟
لكن اللي عارفه كويس .. إن دا لو إتعمل فيلم فأنا أول واحد هيدخله !
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن