طول عُمري بعاني من شلل النوم أو الجاثوم، من أيام ما كُنت طفل صُغيَّر، كُل ليلة لمّا كان عندي 5 أو 6 سنين، كُنت بخاف أفتَّح عينيّا عشان مشوفش الوحوش اللي بتتجوَّل في أوضتي، مكُنتش بقدَر أتحرَّك أو أعمل أي صوت، بنام بدون أي حركة، أوقات كُنت بتبوَّل على نفسي، لمّا قُلت لأهلي فكروني بتخيَّل أو بختلِق الأمور، ورفضوا حتى يسمحولي أروح لدكتور
لكن لمّا بدأت أكبر شوية، كُل حاجة اختفت، الغريب والمُخيف إن كُل حاجة رجعت مرة تانية من كام ليلة، خطيبي كان مسافر في رحلة عمل، وأنا كُنت في البيت لوحدي، صحيت الساعة 3 بعد مُنتصف الليل تقريبًا، ولقيت شيء واقف في ركن الغُرفة، كُنت ببص له بخوف، يبدو إنه راجل، متوسط الطول والوزن، كان لابس حاجة زي معطف طويل وقبعة، لكن الظلام مكانش مخليني شايفة ملامحه أو تفاصيله
من ساعة ما فتحت عينيّا وأنا عارفة إنه بيراقبني، حاسّة بعينيه ثابتة عليّا، رغم إني مكُنتش شايفاهم بسبب الظلام، غمضت عينيا، إتمنيت لو يمشي، وفعلًا لمّا فتحت عينيّا بعد شوية، مكانش له أي أثر، حسيت بارتياح، قلبي بدأ يهدى، من زمان محسيتش بالخوف دا
.
نسيت اللي حصل تمامًا ورجعت أكمِّل نوم، الليلة اللي بعد دي نفس الموضوع إتكرَّر تاني، المرة دي الوضع استمر لفترة أطول، فضلنا باصين لبعض في الظلام لساعات، كُل واحد فينا مستني التاني يتحرَّك، إحنا الإتنين مُتجمدين من الخوف، في النهاية أغمى عليّا من كُتر الخوف ولمّا فُقت الصُبح لقيت الأوضة فاضية تمامًا
وبصراحة الكوابيس دي بدأت تأثر عليّا، جسديًا ونفسيًا، قررت أتصل بخطيبي، ضحك وقالي إن مفيش أي داعي للقلق، دي مُجرد أضغاث أحلام مش أكتر، اقترح عليّا آخد مُنوِّم عشان مقلقش بالليل
قررت أسمع كلامه ورحت أقرب صيدلية عشان أجيب منوِّم، مكُنتش عارف المفروض أشتري أي نوع، وقبل ما أشتري أي حاجة، كاميرا المُراقبة الصُغيرة اللي متعلقة في الركن لفتت نظري، مُجرد كاميرا مُراقبة من النوع الرخيص اللي بتتوصّل بالتليفون، سعرها حوالي 30 دولار، فيها خاصية الرؤية الليلية وبتسجل لمُدة 15 ساعة، بصراحة دي فكرة حلوة، هشتري واحدة وأركبها في أوضتي وبكدا هكتشف إذا كان الراجل اللي بيقف في ركن الأوضة حقيقي ولا مُجرد خيال وأضغاث أحلام زي ما قالولي
.
لمّا روحت ركبت الكاميرا فوق السرير، وجهتها ناحية ركن الأوضة، في المكان اللي الراجل بيظهر فيه، أخدت جرعة منوِّم ضخمة عشان أنام نوم عميق طول الليل، مفيش أي شيطان أو جاثوم أو شلل نوم هيقدر يصحيني النهاردة
لمّا صحيت الصُبح، شغلت البرنامج الخاص بالكاميرا على تليفوني، بدأت أجري التصوير لحَد ما وصلت للساعة 1:45 بعد مُنتصف الليل، الباب بدأ يتفتح ببطء، الراجل دخل ووقف في ركن الأوضة، وقف وفضل يراقبني لمُدة 6 ساعات كاملة، وفي النهاية خرج بهدوء
قلبي كان هيقف من الخوف، فيه شخص بيتسلل لبيتي كُل ليلة، شخص بيراقبني أثناء نومي، اتصلت بخطيبي وأنا خايفة، لكنه مردش على تليفونه، اتصلت بالشُرطة، لمّا وصلوا البيت وريتهم الفيديو، قالولي إنهم ميقدروش يعملوا حاجة طالما الشخص دا مش موجود، سابوني ومشيوا، جريت وراهم وطلبت منهم يسيبوا عربية شُرطة في الشارع أو حتى حد يحرس البيت بالليل، لكنهم رفضوا، قالولي إن كُل اللي يقدروا يعملوه إنهم ييجوا الصُبح عشان يشوفوا تسجيلات الليلة الجديدة ولو الموضوع إتكرر هيشوفوا هيعملوا إيه
.
على أي حال، أنا مُستعدة النهاردة، لو هُمّا مش هيعرفوا يحموني، أنا هعرف إزاي أحمي نفسي، حطيت سكينة تحت المخدة، أنا هتصرف لوحدي
مكُنتش قادرة أنام، الساعة 2:30 بعد مُنتصف الليل تقريبًا دخل الأوضة ببطء ووقف في الركن، قعدت على السرير ببطء، مسكت السكينة في إيدي ووجهتها ناحيته، قبل ما أقوم من مكاني، هجم عليّا، قاومته وحاولت أبعده، وقفت فوق السرير وحاولت أقاومه، لكنه كان أقوى مني وقدر يثبتني في الحيط
كان قريّب مني، لأول مرة بشوف ملامحه، راجل غريب معرفوش، أول مرة أشوفه، قرَّب مني وقالي بهمس: " هشششش "
حاولت أقاومه تاني، لكن هو كان أقوى، بصيت في عينيه، كانت مليانة خوف، كان خايف مني، صرخت فيه: " إنت مين؟ "
ساب إيدي وهو بيهمس: " اسمعينى كويس "
بصيت في عينيه، قالي بخوف: " إنتي مش في أمان، فيه حد عايز يؤذيكي "
" أنا؟ ... المفروض أعمل إيه؟ "
" متعمليش حاجة، أنا هتصرَّف، اختبئي إنتي في الخزانة وخدي السكينة بتاعتك معاكي، يلا بسُرعة "
.
كُنت خايفة، مرعوبة ومش عارف المفروض أتصرَّف إزاي، جريت ناحية الخزانة، دخلت وقفلت الباب ورايا بسُرعة، كُنت بترعش من الخوف، بحاول أتنفس بس رعبي كان أقوى مني، بدأت أعيَّط من الخوف، إيه اللي بيحصل؟
سمعت صوت حاجة تقيلة بتقع، صوت خبط جامد جاي من صالة بيتي، صوت صرخات، الصوت دا أنا عارفاه ... دا صوت خطيبي، فتحت باب الخزانة، نسيت خوفي، فتحت النور وجريت ناحية الصالة
خطيبي كان واقع على الأرض، مُغمي عليه، بس لسّه حي، جريت ناحية الراجل الغريب اللي بيقف في ركن أوضتي، ضربته ووقعته على الأرض، حطيت السكينة على رقبته، كُنت مستعدة أقتله، صرخت فيه بغضب: " عملت في خطيبي كدا ليه؟ "
مسك إيديا وقدر يتغلَّب عليا، ثبت السكينة على رقبته وهو بيقول: " لو هتموتيني ... موتيني بسُرعة "
جسمي بدأ يترعش، أنا مش قاتلة، بعدت عنه، وقف وهو بيقول: " خطيبك ... أجرني عشان أقتلك "
حطيت السكينة على رقبته تاني وأنا بقوله: " أنا كذاب ... كذاب جدًا "
مد إيده في جيبه وطلع تليفونه، وراني الرسايل اللي بينه وبين خطيبي واللي بيتفقوا فيها على الموضوع، وراني التحويل البنكي اللي تم من حساب خطيبي لحسابه
سألته بخوف وعدم تصديق: " هو ليه عمل كدا؟ "
وراني صورة على تليفونه، صورة لخطيبي مع واحدة تانية، بيضحكوا وواقف بينهم طفل مُبتسم، الست شايلة على إيدها طفلة رضيعة، بصيت للصورة لدقيقة كاملة قبل ما أسأله: " هو متجوِّز؟ "
" آه، وزوجته عرفت، وحست بالغضب، رفضت إنه يسيبك ... صممت إنها تتخلَّص منك "
اتصلت بالشُرطة وحكيت لهم كُل اللي حصل، قُلتلهم إن الراجل اللي كان في الفيديو هاجمني وحاول يقتلني لكن أنا قدرت أتغلَّب عليه
لمّا مشوا الراجل خرج من مخبأه وهو بيبتسم، شكرته جدًا وقبل ما يمشي سألني بخجل: " مُمكِن نبقي نشرب حاجة سوا؟ "
طبعًا وافقت، دا أنقذ حياتي
بعد 3 شهور إتجوزنا، ومعانا دلوقتي طفل جميل زيه، أما خطيبي السابق فحياته إتدمرت وزوجته سابته وهو مرمي في السجن لفترة طويلة وغالبًا هيفضل هناك لحَد ما يموت
زوجي بطَّل شُغل وفتح محل خردوات وبنشتغل فيه سوا
.
.واحد بيتسلي بواحدة، لمّا بدأت تضيَّق عليه الخناق، إضطر يخطبها بشكل رسمي، كان بيسيبها لفترات طويلة ويقولها إنه في رحلات عمل، لكن في الحقيقة هو كان عند أسرته التانية، زوجته وأولاده
لمّا زوجته عرفت قررت تتخلص منها وهو وافقها، أجروا قاتل مأجور عشان يقتلها، وللأسف القاتل المأجور حبها من أول نظرة لدرجة إنه كان بيدخُل يقف في ركن الأوضة لمدة مُمكن توصل لـ 6 ساعات عشان بس يراقبها وهي نايمة
في النهاية خطيبها حس إن الموضوع مش ماشي زي ما هو عايز فقرر يقتلها هو وهنا قرر القاتل إن الأدوار تتبدل، بدل ما هو ملاك الموت اللي هيقبض روحها، أصبح الملاك الحارس اللي هيحميها
في النهاية إتجوزوا والقاتل إعتزل
ملحوظة ١: القصة مالهاش بقية
ملحوظة ٢: معرفش اي معلومات اكتر من اللي مكتوب
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم