66

2.2K 205 4
                                    

طول عُمري مابقتنعش بمواقع المواعدة و التعرف من خلال الإنترنت ، خلوني أحكيلكم عن آخر مرة إتعرفت فيها علي حد من خلال الإنترنت، الشخص اللي خلاني مسحت كُل برامج المواعدة و التعارف .. للأبد
الموضوع بدأ بشكل كويس جدًا ، لقيت شخص عجبني و سيرته الذاتية  مُمتازة ، كمان مذكور إن عنده كلب و ٣ قطط  ، جربت ابعتله طلب صداقة و فوجئت إنه هوّ باعتلي طلب صداقة من فترة ، وافقت .. أصلي هخسر إيه ؟
هكسب صديق جديد و حيوان أليف يؤنس وحدتي لمّا صديقي يكون بعيد
بمُجرد ما قبلت طلب صداقته حسيت إني إتوترت ،  قلقت .. إيه الخطوة اللي المفروض أعملها بعد كدا ؟ ، المفروض أكلمه أنا الأول و لا أستناه هوّ يكلمني الأول ؟ ، طب لو هوّ ما أخدش الخطوة الأولي المفروض آخدها بعد وقت اد إيه ؟ ،  قررت أستني يوم قبل ما أبعتله أي حاجة ،  مش عاوزة أبان مُتسرعة خصوصًا إنه لسّه ميعرفنيش كويس ، دايمًا فكرة التعرف علي
حد غريب بتخوفني جدًا و بتوترني
صحيت تاني يوم الصُبح علي ٣ رسايل جُداد من الشخص اللي قبلت طلب صداقته ، مش هقولكم إسمه الحقيقي طبعًا ، خلينا نسميه چو سميث ، إسم غريب شوية بس معلش بقي ، مش عاوزة أقول إسمه الحقيقي عشان ميلاقينيش مرة تانية
لحُسن حظي إني باخد سكرين شوت لكُل الشات بتاعنا عشان لو حصل حاجة غلط و إحتجت دليل زي ما حصل المرة دي
كدا !!
.
دول أول ٣ رسايل بعتهوملي
چو :  هاي
چو : إزيك
چو : أخيرًا قبلتي طلب الصداقة !
.
مكُنتش عارفة المفروض أرد أقوله إيه ، بس قررت أرد علي أي حال
أنا : هاي ، معلش أنا آسفة ، نمت بدري إمبارح و مشُفتش الرسايل بتاعتك
چو : لا عادي و لا يهمك ، أنا سعيد أوي إنك بتكلميني
أنا : بجد ؟
چو : أنا باعتلك طلب الصداقة من يومين ،  كنت خايف ما تقبليهوش و منتكلمش خالص
أنا : أنا هنا خلاص
چو : أخيرًا إنتي هنا !!
.
الحمد لله ، المُحادثة مرت علي خير ،  إتكلمنا بعدها يومين تقريبًا ، طلب رقم تليفوني أكتر من مرة لكن كُنت بعتذرله ، لسّه مش مُستعدة لخطوة زي دي ، التعارف عن طريق الإنترنت مُخيف بالنسبة لي ،  عاوزة الأمور تمشي بهدوء و ببطء و لو حصل و قابلته عاوزة أقابله في مكان عام و وسط ناس !
كان بيلح عليّا إني أديله رقمي و إني أقابله في بيتي و نقعد سوا ، لمّا رفضت قالي إنه مُستعد يوديني مكان رومانسي يعاملني فيه كأني أميرة ،  كلامه عجبني ، لسانه كان حلو و بيعاكسني بإستمرار و دا كان بيسعدني ،  لكن إلحاحه علي معرفة رقم تليفوني و عنواني كان بيقلقني ، ليه مش عاوز يصبر لمّا نتقابل الأول ،  بدأت أقلق منه ،  إلحاحه بدأ يضايقني و يوترني
إضطريت أبعتله رسالة عشان أقوله كدا
أنا : چو أرجوك خلينا نتقابل في كافيه نشرب قهوة سوا الأول و نعرف بعض أكتر
چو : إنتي مش واثقة فيّا و لا إيه ؟ ، أنا كُنت مُعتقد إننا مُتطابقين مع بعض زي الموقع ما بيقول !
أنا : طب إيه المُشكلة لمّا نتقابل و نشرب قهوة سوا في أي حتة
چو : لا ، مش هينفع كدا
أنا : هوّ إيه اللي مش هينفع ؟
چو : لازم نتقابل في البيت عشان نقضي وقت لطيف مع بعض 😉
.
بطلت أكلمه بعد الرسالة دي ، كان لازم ألغي صداقته ، بس أنا كُنت متعصبة منه جدًا ، بعد يومين من الصمت نفسيتي بدأت ترتاح شوية ،  فكرت إن علاقتي بچو إنتخت و إننا هنمضي في حياتنا خلاص لكن للأسف الموضوع مخلصش كدا .. أبدًا
بعد إسبوع تقريبًا لقيت ظرف صُغيّر محطوط أدام باب بيتي بالظبط ، إسمي مكتوب عليه بخط وحش ، فضولي كان أقوي مني و فتحته في النهاية ، كان جواه ورقة مكتوب فيها :
( أنا لقيتك .. هاهاها .. لقيتك أخيرًا .. هاهاهاها .. أنا مش مصدق إني لقيتك .. إحنا هنبقي أسعد إتنين في الكون .. أنا مُتأكد )
جريت زي المجنونة عشان أقفل الباب كويس بالترباس ، إتصلت بأخويا بسُرعة ، إتصلت بأمي و إتصلت بالشُرطة ، الشُرطة قرروا إنهم مش هيتدخلوا في الموضوع لأن مفيش دليل يثبت كلامي ! ، بس أخويا قرر يبات معايا في البيت بقية الأسبوع ، تأكدت إن معايا سكرين شوت لمُحادثاتي مه چو و إحتفظت بالخطاب ، عشان يبقي معايا دليل لو حصل حاجة تانية !!
و عدي أسبوع محصلش فيه أي حاجة ، أخويا قرر إني في أمان و أقدر أقعد لوحدي !
إمبارح صحيت الساعة 2 بعد مُنتصف الليل عشان ادخُل الحمام ، أنا حافظة البيت فمش محتاجة إني أفتح الأضواء ، قضيت حاجتي و قمت بهدوء أرجع ناحية أوضتي ، حاسّة بثقة و أنا بتحرك جوا بيتي ، حاسّة بثقة و أنا بابي مقفول عليّا ، حاسّة بأمان بعد ما نسيت كل حاجة عن چو
لكن صوت باب بيتي و هوّ بيتقفل خلي الدنيا كُلها تلف بيّا ، مش عارفة أعمل إيه ، قلبي بيدُق بسُرعة و بقوة ، مش قادرة آخد نفسي ، خايفة جدًا ، أخدت تليفوني و جريت بسُرة ناحية باب البيت و منه خرجت بجري ناحية عربيتي
.
كان فيه ورقة تحت المسّاحة بتاعة العربية لكن خوفي خلاني أتجاهلها ، ركبت عربيتي بعد ما إتأكدت إن مفيش حد مُختبئ في المقعد الخلفي أو في شنطة العربية ، مشيت بأقصي سُرعة بالعربية مُتجاهلة الورقة اللي بترفرق بعُنف مع الرياح و سُرعة العربية
وقفت أدام فندق قُريّب ، أخدت الورقة من تحت المسّاحة و جريت ناحية الفُندق ، قعدت في بهو الفُندق بترعش من الخوف ، لابسة بيجامة البيت و ماسكة مفاتيححي في الإيدي اليمين و ماسكة الورقة في إيدي الشمال ، محدش من العاملين بالفندق كلمني ، رغم شكلي و الخوف اللي باين عليّا إلا إنهم تجاهلوني كأني مش موجودة ، يبدو إنهم مشغولين جدًا
قررت أقرأ الورقة قبل ما أعمِل أي تصرف ، كان مكتوب فيها :
( شكلِك حلو أوي و إنتي نايمة ! )
.
إتصلت بالشُرطة و قُلتلهم علي اللي حصل و علي مكاني ، المرة دي صدقوني ، المرة جدي قرروا يتتبعوا چو ، وريتهم السكرين شوت و الورقة و الجواب ، لكن فيه مُشكلة واحدة مخلياني مش قادرة أرتاح بشكل كامل !
فكرة إن چو حُر طليق حتي الآن في مكانٍ ما ، مش عارفة مدي خطورته ، هل بيكتفي بالفُرجة علي البنات و هُمّا نايمين و لا مُمكن يقتلهم؟ ، يا تري بيكلِّم كام بنت غيري دلوقت ؟ ، يا تري مصيرهم إيه معاه ؟
مش عارفة الخوف هيفضل ساكنني لحَد إمتي ؟
بس عارفة إن دي آخر مرة هتعرَّف علي حد عن طريق الإنترنت ؟
.
.شرح القصة

إحنا مُتفقين إن الإنسان هوّ أكتر مخلوق مُخيف في الكون
لكن المُخيف أكتر إن بياناتنا كُلها موجودة علي المشاع علي الإنترنت ، بضغطة زرار علي البروفايل بتاعك علي الفيس بوك هعرف إسمك و شكلك و عنوانك و هعرف مين والدك و مين والدتك و مين إخواتك
مين إخواتك و مين مراتك أو جوزك
كُل بياناتنا مشاع للكُل .. فهل الناس أمينة علي بعضها البعض ؟؟
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن