195

1K 104 4
                                    

رديت على المُكالمة الساعة 2:14 صباحًا، أنا الظابط الوحيد اللي مستلَم وردية في المنطقة، بس دي هتكون أول مرة أروح فيها غابات ويتين لوحدي، بس زي ما بيقولوا، فيه بداية لكُل حاجة، بطأت سُرعة عربيتي وأنا بقرَّب من الجسر الضيَّق، كان فيه ثُنائي عجوز في انتظاري، واقفين فوق الجسر، سبت نور العربية كُله منوَّر، ونزلت عشان أقابلهم وأنا ماسِك الكشَّاف بتاعي في إيدي

الراجل العجوز حيَّاني: " أهلًا يا حضرة الظابط "

سَلمت عليه وأنا بقوله: " أهلًا بيك يا فندم، أمال فين عربيتكُم؟ "

الست هي اللي ردَّت عليَّا: " مجبناش عربيتنا معانا "

رجعت خطوة لورا، بصيت حواليا بقلق، الظلام الدامس مسيطَر على كُل حاجة حوالينا، سألتهم: " طيب يا جماعة، خدمات الطوارئ قالولي إنكُم محتاجين مُساعدة فورية، خير؟ "

" حفيدنا مفقود، مش قادرين نلاقيه خالص "

الراجل مسك إيد زوجته وهُمَّا بيبصوا على النهر اللي بيجري من تحت الجسر

خدت خطوة لأدام وأنا بسألهم: " وأنتم كُنتم بتعملوا إيه هنا مع حفيدكُم في وقت متأخَّر من الليل؟ وهنا؟ في الغابات؟ "

" أرجوك يا حضرة الضابط، إحنا شاكِّين إنه غرق في النهر دا "

" طيب، تمام.. استنوا ثواني، لازم أعمِل مُكالمة ضرورية "

رجعت ناحية عربيتي تاني وإتصلت بالقائد، مكُنتش عايز أصحيه، بس دا طفل مفقود.. ليه قالوا في البلاغ إنهم محتاجين مُساعدة فورية ومذكروش معلومة إن فيه طفل مفقود؟

أول ما رد على التليفون قُلتله: " أنا آسف إني بصحيك في وقت زي دا يا فندم "

ولدهشتي.. هو مكانش متضايق خالص وهو بيسألني: " خير يا دان؟ "

" فيه طفل مفقود يا فندم "

" تمام.. مكانه فين؟ "

" غابات ويتين يا فندم "

" اللعنة.. طيب، هجيلك خلال عشرين دقيقة تقريبًا، إنت فين بالظبط؟ "

" أنا راكن فوق الجسر الضيَّق اللي فوق النهر "

تنهَّد بزهق وهو بيقول: " تمام.. أنا جايلك في الطريق "

" لمَّا توصَل كلمني يا فندم من فضلك، احتمال أبدأ أدوَّر على الولد في المنطقة المُحيطة "

قفل الخط، ورجعت تاني للثُنائي العجوز

الراجل سألني بلهفة: "هنعمِل إيه يا حضرة الضابط؟ "

النهر كان بيجري تحتنا بهدوء، الغابة قُريِّبة مننا، والصمت مسيطر على كُل حاجة، حركت الكشَّاف بتاعي وأنا بشوف الأشجار الطويلة والظلام المُحيط بيها، قُلتلهم: " طيب.. أنا عايزكُم تستنوني هنا عشان أضمن وأتأكِّد إنكم في أمان، القائد بتاعي هيكون هنا خلال دقايق "

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن