الدكاترة دايمًا بيقولوا لماما إني بعاني من مرض إسمه ( الهلوسة الإنفصالية ) ، هُمّا فاكرين إني طفلة صُغيّرة و بتهلوس و مش فاهمة حاجة ، فاكرينّي مجنونة ! ، دايمًا الكُبار فاكرين إن أي حاجة مش قادرين يشوفوها بعينيهم تبقي مش حاجة حقيقية ، بس الحقيقة إن الحاجات اللي أنا بشوفها و هُمّا مش بيقدروا يشوفوها حاجات حقيقية جدًا و يمكن تكون حقيقية أكتر من حاجات كتير هُمّا بيشوفوها !!
اللي عاوزة أقوله لكُم إني بقدر أشوف اللي جوا الناس ، مش قصدي طبعًا الأعضاء الداخلية و العظام و الحاجات دي ، لكن قصدي إني بشوف حقيقيتهم .. بشوف اللي بيحاولوا يداروه من الناس ، لو ست عجوزة طيبة بشوفها كأنها ملاك أبيض ... لو حد كذّاب بشوفه كأنه بيعاني من خلل في جسمه .. و هكذا !
لمّا بشوف صور للأشرار أو الرؤساء السيئين و اللصوص علي مدار التاريخ بشوفهم جُثث مُتعفنة و الدود بياكل فيها
عشان كدا لمّا شُفت جارنا الجديد اللي سكن جنبنا في الحي و شُفته جُثة متعفة و الدود بياكل فيه و هوّ ماشي ، عرفت إنه مش شخص كويس و إني مش لازم أثق فيه ، بعد الضهر جالنا البيت عشان يعرفني أنا و ماما علي نفسه
مد إيده و هوّ بيبتسم و بيقولي بلُطف : " هاي .. أنا جيم "
بصيت لإيده الممدودة و هيّ مليانة دود أسود و مُقرف ، ماما ردت عليه بسعادة : " هاي يا جيم ، مبسوطين إننا شُفناك ، نورت بيتنا المتواضع "
نزل علي ركبته عشان يبقي أدامي و بصلي و هوّ مٌبتسم ، مد إيده و هو بيقولي : " و الحلوة الصُغيّرة إسمها إيه بقي ؟ "
بصيتله بخوف و مرديتش عليه ، ماما قالتلي بغضب : " آنـا .. متبقيش قليلة الذوق كده "
بصت لجيم و هيّّ بتقوله بإحراج : " معلش يا جيم ، آنـا خجولة شوية "
جيم وقف و هوّ بيقول لماما بإبتسامة : " و لا يهمك ، بُكرة تكبر و تبطل خجل "
سكت شوية و هوّ بيبصلي و بيكمِّل : " أنا ليّا إبنة من سنها علي فكرة ، لازم يبقوا أصحاب و تبقي تيجي تبات عندكم و آنـا تيجي تبات عندنا مرة ، هكون مبسوط و مرتاح أكتر لو لوسي لها صديقة زي آنـا "
ماما قالت بحماس : " دي فكرة عظيمة .. إيه رأيك لو آنـا تبات مع لوسي عندكم في نهاية الأسبوع ؟ "
قال لماما و هوّ مُبتسم : " مفيش أي مُشكلة "
سلِّم عليها و هوّ بيستعد للرحيل : " أنا ورايا كذا حاجة مُهمين و لازم أمشي .. أسيبكم دلوقتي و أشوفكم بعدين "
بمُجرد ما قفل الباب و مشي بصيت لماما و قُلتلها بغضب : " الشخص دا مش شخص كويس !! "
قالتلي بنفاذ صبر : " بطلي يا آنـا الكلام دا "
و سكتت ثواني قبل ما تقولي بغضب : " إنتي رجعتي تشوفي حاجات مش موجودة مرة تانية ؟!!!!! "
بسُرعة رديت عليها : " لا طبعًا يا ماما "
بصتلي بشك و هيّ بتدخُل المطبخ ، بس الحقيقة إن دا سؤال أنا إتعلمت مجاوبش عليه بصراحة مهما حصل ، مش دايمًا الصدق بيبقي مُنجي !!
.
في نهاية الأسبوع قابلت لوسي للمرة الأولي ، كانت بنت لطيفة جدًا لكن المُشكلة إني شُفت جسمها كُله مليان ندوب و جروح ، عادةً بشوف الأطفال روحهم نقية و شبه الملايكة لكن روح لوسي كُلها ندوب و دي حاجة غريبة جدًا لكن أنا ما إهتميتش
اليوم عدى بشكل طبيعي و مفيش أي حجة غريبة حصلت ، السيد أفيري صمم إننا نقعد علي حجره و هوّ بيحكيلنا قصة قبل النوم رغم إن الطبيعي إننا نكون في السرير عشان ننام
و بقت عادة عندي إني أبات ليلة نهاية كُل أسبوع مع آنـا ، رغم إن آنـا لطيفة جدًا لكن دايمًا كان عندي إحساس بعدم الإرتياح جوا بيتها ، المُلاحظة المُخيفة بالنسبة لي إن كُل أسبوع ندوب روحها بتزيد ندبة ، و عينيها دايمًا مليانة ألم و غضب مش طبيعي
اليوم اللي إتغيرت فيه كُل حاجة كان يوم طبيعي جدًا ، السيد أقيري كان برا و أنا و لوسي كُنا في البيت لوحدنا بنلعب سوا ، كُنا بنحاول ننام بشكل طبيعي لمّا فجأأة سمعنا باب البيت بيتفتح بقوة ، البيت كُله إتملي ريحة خمر و كحول ، إقتحم غرفة نومنا و مسك لوسي من إيدها بقوة ، شدها ناحيته بقوة و همس لها في ودنها بحاجة مسمعتهاش
وشها بقي شاحب و بان عليها الرعب و الخوف ، نظرة رُعب في عينيها و هيّ بتقوله بصوت واطي بيترعش من كُتر الخوف : " مـ .. مش هينفع .. آنـا .. آنـا هنا ! "
مسك إيدها بقوة أكتر ، وشها تحوّل للون الأبيض من كُتر الشحوب ، همس لها بحاجة تانية ، جسمها كُله بدأ يتنفض من الخوف ، لكن اللي حصل بعد كدا ... كان شيء فظيع !
الدود اللي في جسمه المُتعفن بدأ يزحف علي جسمها و ياكل لحمها ، شكله كان مُخيف ، مقدرتش أتمالك أعصابي ، قمت من علي السرير و صرخت فيه بغضب : " أنا عارفة كويس أوي إنت إيه "
ساب إيد لوسي و بصلي بغضب ، قرب مني بخطوات بطيئة مُخيفة ، قالي بصوت مُرعب : " إنتي .. بتقولي .. إيه ؟ "
كان شكله غاضب إن طفلة من سن بنته بتصرخ فيه بالوحشية دي ، قلتله بنفس الغضب : " إنت وحش .. إنت إنسان شرير و بتؤذي بنتك .. و أنا مش هسمحلك تعمل كدا "
مسك إييدي بغضب ، الدود بدأ يتضخم و الثقوب اللي في جُثته بدأت تبقي أكبر و مليانة قيح و صديد
قالي بغضب و بصوت مُرعب : " انا مش هسمح لطفلة زيك تشكك في حبي لبنتي ... أخرجي برا بيتي ... و إياكي ترجعي هنا تاني .. أبدًا "
كُنت عاوزة أضربه .. كُنت عاوزة آخد لوسي و نهرب برا البيت .. لكن للأسف كُنت أجبن من كدا .. خرجت برا البيت و جريت بعيد علي بيتي !!
.
ماما قررت تعاقبني لمُدة أسبوعين بعد ما السيد أفيري كلمها ، عاقبتني عشان محترمتش السيد أفيري ، بعد أسبوعين لمّا خرجت من البيت و شُفت لوسي لأول مرة جسمها كان مليان ندوب بشكل بشع ، جسمها في الحقيقة طبيعي لكن أنا قادرة أشوف اللي غيري مش شايفه ، و بمرور الوقت لوسي كانت بتتشوه أكتر و بوحشية أكبر ، السيد أفيري الشرير بيؤذي صديقتي الوحيدة و باعدها عني ! ، و بمرور الوقت برضه كراهيته كانت بتكبر في قلبي ، و كُنت كُل ما أبص في المراية أشوف جروح بتبان علي جسمي بسبب الكراهية اللي سكنت قلبي !
قررت إني مش هسيبه يفوز أكتر من كدا .. قررت إني مش هسمحله يؤذي صديقتي أكتر من كدا .. قررت إني مش هتحمل كرهه أكتر من كدا
و حطيت خطة مُحكمة !!
.
في يوم كان بابا و ماما برا البيت في الشُغل و إتأخروا ، تسللت لغرفة بابا و طلعت المُسدس بتاعه ، انا عارفة هوّ بيخبيه فين ، لفيت المُسدس في كيس قديم و خبيته في هدومي عشان محدش في الشارع يشوفه و يحاول يمنعني و نزلت مشيت ناحية بيت لوسي
طلعت المُسدس و خبطت علي الباب لكن فجأة جالي خاطر مُفزع ، إيه اللي هيحصل لو حد غيره هوّ اللي فتح الباب ؟ .. هعمل إيه ؟ .. هتصرف إزاي ؟ ..
سمعت صوت خطوات تقيلة بتقرب من الباب ، جسمي كُله إتملي عرق .. قلبي بيدق بسُرعة .. إيدي بتترعش ، مسكت المُسدس كويس بإيدي العرقانة و حاولت أتحكم في رعشة جسمي
الباب إتفتح و السيد فاليري واقف أدامي بيبصلي بغضب !
صرخ فيّا بصوت وحشي : " أنا مش قلتلك مش عاوز أ.... "
بوووووووووم
صوت الطلق الناري شق صمت الحي الهادئ كُله ، الطيور طارت من علي الأشجار خايفة ، و السيدي أفيري مسك بطنه اللي بتنزف بذهول و ألم !
رد فعل المسدس كان أقوي مما توقعت ، وقعت علي الأرض و أنا حاسّه بألم مش طبيعي ، الدنيا بتلف بيّا ، حاولت أقف مرة تانية و أنا بستجمع كُل قوتي و شجاعتي
بووووووووم
للمرة التانية صوت الطلق الناري بيشق الصمت ، الأرض بتلف بيّا و رجليّا مش شايلاني ، فجأة مبقيتش حاسسّة بنفسي و الظلام سيطر علي كُل حاجة
.
فقت في المُستشفي بعد أسبوعين ، رد فعل المُسدس تاني مرة عملي إترجاج في المُخ لأنه خبط في راسي ، لقوني واقعة أدام بيت لوسي و فاقدة للوعي ، لمّا السيد أفيري دخل المُستشفي ، لوسي قالت إنه كان بيغتصبها و أكتر من بنت تانية في الحي إتهمته إنه كان بيغتصبها ، لكن هوّ بعد ما فاق أنكر كُل حاجة و نفي كُل الإتهامات دي
لحَد النهاردة أنا عارفة إني إتصرفت غلط ... تصرفي مكانش صح أبدًا ، لكن زي ما أنا عارفة دا ... عارفة كمان حاجة تانية
إن من يومها الندبات اللي في جسم لوسي بتقل و وشها بيشرق و بتبقي أنقي و أحلي
أنا أنقذت لوسي !
.البنت الصُغيّرة دي عندها شفافية عالية جدًا بتمكنها من إنها تشوف حقيقة البشر
يعني الراجل الشرير اللي بيغتصب بنته كانت بتشوفه جُثة مُتعفنة الدود بياكل فيها
البنت اللي بيتم إغتصابها شافت روحها مليانة ندوب و كل مرة كانت بتغتصب كان بيظهر في روحها ندبة جديدة
هيّ نفسها لمّا كانت حاسة بالكراهية شافت تغيّر في نفسها
و لمّا حست بالعجز عن إنها مش قادرة تحمي صديقتها قررت تتصرف و ضربته بالنار بس محطتش رد فعل المسدس ضمن خطتها عشان كدا الراجل مماتش
تم القبض عليها و توجيه إتهام رسمي بالشروع في القتل ليها
أما الأطباء فزي نسبة كبيرة جدًا من البشر جبناء و بيهربوا من الحقيقة و أي حاجة مش بيصدقوها تبقي هلاوس و الشخص دا مريض
كان ممكن انا كمان اقول انها بتهلوس لكن هي عرفت ان الراجل بيؤذي بنته من غير ما حد يقولها و لما الراجل وقع بنات كتير من الحي قالوا انه اغتصبهم و مين عارف يمكن لولا هي قالت له انها عارفة حقيقته كان اغتصبها هيّ كمان
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم