خدعوني ...
بس أنا ما أدركتش ده إلا لمّا لقيت نفسي جوا الخزانة المُظلمة ، مهما زقيت الباب بكُل قوتي مكنتش قادر أفتحه ، أنا غبي ، و أستحق العقاب ده علي غبائي
كُنا بنلعب لعبة إسمها ( سبع دقائق في الجنة ) ، اللعبة دي بيتم إختيار إتنين بشكل عشوائي سواء ولد و بنت أو ولدين أو بنتين و بيدخلوا خزانة مُظلمة يقبلوا بعض جوا لمُدة 7 دقائق
لمّا إقترحوا نلعبها كانت فكرة كويسة ، ماشكيتش أبدًا إنهم مُمكن يخدعوني و يحبسوني لوحدي جوا الخزانة المُظلمة ، كان لازم أكون ذكي و أعرف
هيلعبوا معايا ليه ؟ ، أنا طفل إنطوائي و مش مشهور في المدرسة ، لحَد دلوقتي قدرت أحافظ علي نفسي و ما أحتكش بحَد يضربني أو يضايقني أثناء الدراسة
بس الغلطة كانت مني ، أنا اللي سلمت عليهم لمّا قعدوا جنبي و هُمّا شافوني ساذج كفاية لإنهم يعملوا فيّا مقلب
الغلطة كانت مني لمّا تريفور قرر يزقني جوا الخزانة بالقوة و يقولي إنها مستنياني جوا عشان أقبلها
الغلطة كانت مني إني متأكدتش إن البنات كُلهم واقفين ورانا بيضحكوا
الغلطة كانت مني إني ما إتأكدتش إن الخزانة فارغة قبل ما يقفلوها عليّا و يسيبوني وحيد في الظلام
.
لحَدما باب الخزانة إتقفل كُنت مُعتقد إن فيه حَد جوا ، لكن لمّا بدأت أحرك إيديا حواليا في الظلام تأكدت تمامًا إني لوحدي
سمعت صوت ضحكهم و إستهزائهم من برا الباب المُغلق ، قُلتلهم بغضب : " هاها ... مُضحكين جدًا ... خرجوني من هنا "
سمعت صوت قبلات مُزيفة من وسط ضحكهم ، كانوا بيستهزأوا بيّا
حسب قوانين اللعبة كُل ثُنائي لهم 7 دقائق جوا الخزانة و بما إني لوحدي هنا فلازم أقضي الـ 7 دقائق قبل ما يسمحوا ليّا بالخروج من هنا ، يمكن أكتر من كده كمان لو شافوا إن الموضوع كوميدي كفاية ، إتنهدت بزهق ، هقضي الوقت لوحدي لحَد ما يسمحوا لي بالخروج
بعد دقيقة أو إتنين تقريبًا عيني بدأت تتأقلم علي الظلام ، و ساعتها بس لمحت حد قاعد مُنكمش في رُكن من أركان الخزانة ، مش مُتأكد هل ده شخص و لا ده خيال بسبب الظلام ، فجأة رفعت راسها و عينيها لمعت في الظلام و هيّ بتبُص ناحيتي
قلبي كان هيقف من الخوف ...
.
تمالكت أعصابي و بدأت أضحك بإحراج : " اللعنة ... خوفتيني جدًا ... بس تعرفي أنا سعيد لأني مش لوحدي هنا ... إنتي ساكتة ليه ؟ "
قالت بصوت جاف : " مش لوحدك ! "
صوتها جاف ، مخيف و عميق ، حاولت أعرف ده صوت مين ؟
صوت كاتي ؟ لا
صوت آنا ؟ لا برضه
صوت كريستال ؟ لا مش صوتها
صوتها أنضج من أصواتهم كُلهم ، مش صوت ولا بنت من اللي كانوا بيلعبوا معانا
سألتها : " إنتي مين ؟ "
سألتني بصوتها الجاف : " مين ؟ "
قلتلها : " أنا كورتيس "
همست بصوت عميق : " كورتيس ؟ "
طريقتها في تكرار كلامي كانت مُخيفة ، صوتها كان مُخيف لدرجة إني حسيت بركبي بتترعش و إني مش قادر أقف ، سألتها بخوف : " مُمكن أقبلك ؟ "
فيها حاجة غريبة ، طريقة تحركها و كلامها مش طبيعية ، في حاجة غلط ... فيه حاجة غلط
سألتني بصوت عميق : " تقبلني ؟ "
بتقرب مني بطريقة غريبة ، مشيتها و طريقة تحكرها مش طبيعيين ، عينيها بتلمع في الظلام ، سندت بضهري علي باب الخزانة ، كانت بتقرب مني و أنا مش قادر أبعد عنها
مسكت إيدي ، إيدها كانت باردة جدًا ، قربت مني و همست بصوت مُخيف : " قبلني ! "
أنا عُمري ما قبلت بنت قبل كده ، بس كُل حاجة لها بداية و دي هتكون قُبلتي الأولي
.
حسيت بشفايفها جافة بشكل غريب لكن ده مهمنيش ، إفتكرت صوتها شبه صوت مين
شبه صوت ميليسا اللي في الصف الثالث ، ميليسا حلوة و أكيد لو هيّ اللي بين إيديا دلوقتي هكون محظوظ جدًا
فجأة سمعت صوت برا الخزانة ، الباب كان بيتفتح فبعدت جسمي و هيّ بين إيديا عشان منقعش لو الباب إتفتح ، حضنتني أكتر و هيّ بتقربني منها ، بدأت أخاف و أحس بالألم ، كُنت علي وشك أبعد عنها و أصرخ فيها إنها تسيبني لمّا الباب إتفتح و النور دخل الخزانة
تريفور صرخ فيّا : " بتعمل إيه يا غريب الأطوار ؟ "
.
فجأة لقيت نفسي حاضن الهوا و ببوس اللا شيء ، ضحكوا عليّا ، كُنت مُحرج جدًا ، بس الإحراج كان شيء بسيط مقارنة بالخوف اللي كُنت حاسس بيه
هفهمكم
الثواني اللي النور نور فيها الخزانة و قبل ما هيّ تختفي لمحتها ، لمحت بشرتها الرمادية المُتآكلة ، لمحت شعرها المتساقط و فروة راسها المُتقرحة ، لمحت مكان عيونها الميتة !
حاولت أشرح لهم إيه اللي حصل لكن محدش صدقني خالص
في الحقيقة أنا مش بلومهم
كُل اللي شافوه خزانة فارغة و واحد غريب الأطوار بيقبل الهوا
لكن صدقوني بعد ما شافوا دليلين
الدليل الأول : علامة الإيد الحمرا اللي محفورة في جلدي مكان ما هيّ مسكتني و مطلعتش أبدًا
الدليل التاني : لمّا تريفور تحداني إن مفيش حاجة جوا ، دخل أدامنا كُلنا جوا الخزانة ، و سمعنا صوت صراخه قبل ما يختفي تمامًا بدون أي أثر
.
.شرح القصةالشُرطة شكت في الموضوع في البداية و إعتقدوا إن الأولاد دول بيألفوا قصة عشان يداروا علي إختفاء زميلهم بدون أثر
لكن علامة اليد اللي في إيده و قصتهم المُتطابقة بشكل مفيهوش شك ، يعني كلهم قالوا نفس الكلام بنفس التفاصيل خلي الشُرطة تقيد القضية ضد مجهول و توقف كل عمليات البحث
غالبا البنت دي شبح أو جان أو شيطان و خطف الولد للعالم بتاعه أو بتاعها
و آه صحيح ...
خزانة يعني دولاب و في خزانات واسعة و كبيرة في هذا العالم عادي يعني
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم