مش قادر أوصفلكم أنا حاسس بإيه دلوقتي ، حاسس إني مُنفصل عن العالم الطبيعي تمامًا ، حاسس إني إتجننت
تقريبًا ....
مراتي الجميلة باتريسيا ماتت و هيّ بتولد بنتنا ، باتريسيا كانت إمرأة كاملة .. رائعة .. مُضحكة ، كان الوحيدة اللي قدرت تملا حياتي بهجة و فرحة ، ماتت
ماتت و هي بتولد بنتنا ..
سامانثا
طبعًا في البداية كُنت متضايق من سامانثا ، متضايق منها لأنها أخدت أغلي حاجة في حياتي .. متضايق منها لأنها أخدت أحلي حاجة حصلتلي طول عمري .. لكن بعد كده مبقيتش متضايق منها .. مينفعش أتضايق منها ، مش هقدر أدمر حياتي و حياة بنتي بالكراهية
مش هكره سامانثا
و بنتي نجحت في ده .. نجحت تملى حياتي فرحة و سعادة
بنتي كانت مليانة حياة و طاقة ، دايمًا بتضحك و بتلعب و بتصرخ بحماس
كانت شقية جدًا و إشتكوا منها كتير في الحضانة لحَد عيد ميلادها السادس ، قررت أنظم رحلة لها هيّ و أصحابها ، هنخيم برا و نحتفل بعيد ميلادها ، تعبتني اليوم ده بصريخها و لعبها و شقاوتها بس هعمل إيه بس .. بحبها !
و إحنا راجعين سابت إيدي و جرت و هيّ بتضحك ، كانت بتبُص وراها و بتندهلي بمرح ، عاوزاني أجري وراها
مكُنتش قادر أجري وراها .. كُنت متسمر مكاني براقبها بخوف .. ليه ؟
عشان الحافلة الضخمة اللي بتقرب نها بسُرعة .. عشان مهما إتحركت أو جريت مش هقدر ألحقها .. الحافلة خبطتها أدام عينيّا
الصمت سيطر علي كُل حاجة .. العالم كُله توقف
مفيش غير أنا و جثتها المرمية علي الأرض
مقدرتش أسيطر علي دموعي ، عيطت كتير و بحرقة و أنا بنهار علي الرصيف
الأسبوع اللي بعد وفاتها مش فاكر عيشته إزاي ، مش فاكر غير حاجات بسيطة أوي
الأصدقاء و العائلة بيقدمولي التعازي في وفاتها ..
بكائي بصوت عالي و إنهياري أكتر من مرة ..
فاكر الجنازة كويس أوي
فاكر الناس اللي حضرت و كلهم لابسين اللون الأسود ، اللون الأسود اللي كان مسيطر علي كُل حاجة ، مش بس الملابس ...
فاكر كلامهم عنها و إنها إزاي كانت إبنة جيدة و مثالية ، أد إيه كانت ملاك ، كانوا بيقولولي الكلام ده كأني مش عارف قيمة بنتي
.
في الجنازة كان فيه راجل معرفوش ، لابس أسود و ملامحه مش باينة ، مشي ناحيتي بخطوات بطيئة ، سلم عليّا ، كان لابس قفاز و برغم كده حسيت بإيده باردة ، أعطاني كتاب ضخم بغلاف أسود سميك ، مكُنتش مركز و إعتقدت إنه مُمكن يكون واحد من أهل أصحابها و جايبلي ألبوم صور لسامانثا مع بنته ، لكن هو مذكرش سامانثا نهائيًا ، هوّ حتي ما إتكلمش ، إداني الكتاب ... و مشي بصمت
لمُدة شهر كُنت تايه ، كُنت مش قادر أسيطر علي نفسي ، شربت .. شربت كتير جدًا ، مخرجتش من بيتي نهائيًا ، قاعد علي الأرض لوحدي بشرب و بتفرج بألم علي الصناديق اللي فيها حاجتها ، مش قادر حتي أعيط
الألم اللي حاسس بيه أقوي من البكاء
لحَد ما أختي قررت تخرجني من الحالة دي ، كلمتني بلطف و قالتلي إنها محتاجة تقعد معايا شوية و تسمعني بتكلم عشان أخرج كل اللي جوايا ، و نجحت ..
نجحت تخرجني من إكتئابي و تهون عليّا شوية
مش بشكل كامل و لكن بما فيه الكفاية لأني أبدأ أعيش و أكمل في حياتي مرة تانية
قررت وقتها أفتح الكتاب الأسود و أشوف صور سامانثا ، أشوف صور البنت اللي ملت حياتي فرح و بهجة ، كُنت حاسس إني هقدر أشوفها من غير ما أكتئب مرة تانية
فتحت الصفحة الأولي ..
و فوجئت ..
الكتاب موثق حياة بنتي بعشرات الصور الفوتوغرافية !
صحيح الصور متاخدة من علي بُعد و مش واضحة بشكل كافي لكن دي بنتي .. بدأت أحس بالخوف
قلبت الصفحات و بدأت أتفرج و مع كُل صورة بشوفها و مع كُل صفحة بمُر بيها كُنت بتمني الصورة اللي بعدها يبقي فيها التوضيح ، إزاي الراجلد ه قدر ياخد كُل الصور دي لبنتي من غير ما أحس بيه !
إستمرت الصور في كُل مرحلة من مراحل حياتها ، صور عيد ميلادها الخامس أهي
لمّا جبتلها الدراجة الوردية هدية و فرحت بيها !
صور عيد ميلادها السادس !
صور الرحلة بتاعتنا ...
بس الغريبة إن مفيش أي صور للحادثة !
الأغرب إن حياتها جوا الصور مُستمرة و مكملة ...
صور عيد ميلادها السابع ، في حديقة ضخمة ، التورتة جواها شمعة علي رقم سبعة !
عيد ميلادها السابع !
مقدرتش أتحمل .. قفلت الكتاب .. كُنت بنهج و بترعش من الخوف .. ببُص للغلاف الأسود السميك بخوف
الصور دي أكيد فوتوشوب .. أكيد .. مالهاش تفسير تاني غير كده
إستجمعت شجاعتي و قررت أكمّل قراءة ، سامانثا ماتت و مفيش حاجة هتغيّر ده ...
.
مش هعرف أشرح لكم مشاعري بدقة ، كش هقدر أقولكم حسيت بإيه و أنا بقلب الصفحات
جوا الكتاب حياتها كانت بتكمل ..
أول يوم في المدرسة ....
كانت بتكبر أكتر و أكتر بس المصور مكانش مركز مع سنها .. المصور كان مركز مع جسمها .. كان مركز مع حاجات أجرأ ...
لمّا بقت مراهقة كانت في مُنتهي الجمال ، شبه باتريسيا بس أحلي كمان ، شعرها .. إبتسامتها .. عينيها .. كل حاجة فيها كانت جميلة ..
الصور بدأت تبقي أقل و أجرأ ..
عيد ميلادها السادس عشر ، واقفة مع مجموعة من أصدقائها في رحلة و بيشربوا بيرة بس بعيد و في الخلفية فيه راجل غامض واقف تحت شجرة و ملامحه مش باينة بس لمّا شُفته قلبي كان هيقف من الخوف ..
حاجة غريبة أوي إنك تشوف حياة إبنك اللي مات علي الصفحات كأنه حي ..
كأنك بتتفرج علي فيلم ..
كملت ...
صور عيد ميلادها السابع عشر وسط أصحابها مرة تانية ...
صور عيد ميلادها الثامن عشر بس المرة دي في مكان مش قادر أحدده !
الصور اللي بعد كده كانت في بيت قديم و إضاءة خافتة ..
بنتي لابسة زي العاهرات ...
بنتي حاطة مكياج زي العاهرات و بنات الليل ...
جسمها العاري مليان كدمات و خبطات غريبة ..
الألم باين في عينيها ..
مش قادر .. مش قادر ..
دي بنتي ...
الصورة الأخيرة كانت من عيد ميلادها التاسع عشر .. مكتوب كده تحت الصورة .. لابسة فستان أسود .. مكياجها بايظ من الدموع .. بتعيط بألم و عينيها فيها نظرة إستغاثة
قفلت الكتاب و عيطت كتير
طبعًا مقدرتش أبلغ الشُرطة .. بنتي ماتت !
بس الحاجة اللي مخوفاني إن لآخر صفحة بعد الصورة الأخيرة كان مكتوب فيها ملحوظة بالدم ...
( لسّه فيه صور كتير هبعتهالك )
.
.
.شرح القصة
طيب ...
القصة رعب نفسي من الطراز الأول ..
رعب نفسي زي ما لازم الرعب النفسي يكون ..
الشخص ده مراته ماتت و هيّ بتولد بنته ، بنته اللي إتخطفت منه لمّا كان عندها 6 سنين ( إتخطفت مش ماتت )
عقله الباطن مقدرش يتحمل الفكرة دي فاخترع سيناريو الموت و إنها عملت حادثة و ماتت
عشان كده مفيش صور لموتها في الكتاب !
الشخص اللي خطفها كان بيصورها ، و واضح كمان إنه رباها لحد ما كبرت و بقت شابة مراهقة و بعدها بدأ يغتصبها و يعاملها زي العاهرات ، ما إكتفاش بده .. بقي يبعت الصور لباباها
كل عيد ميلاد صورة
يعني إيه ؟ .. مفيش راجل غامض اداله كتاب اسود في جنازة بنته ؟
ما قلنا البنت مماتتش -_- و عقله الباطن هو اللي صنع السيناريو ده -_-
طب نركز شوية معلش ؟؟
الراجل مقدرش يتحمل فكرة إن بنته الوحيدة تتخطف منه فاخترع سيناريو الموت و عاش جواه
تخيل الحادثة و الجنازة و الراجل الغامض و الكتاب
لحد دلوقت الراجل مش مقتنع ان بنته اتخطفت و مصمم إنها ماتت
و لحد دلوقت الشخص المريض اللي خطفها بيبعت له صور قاسية من اعياد ميلادها
و لحد دلوقت متمش القبض عليه و لا عارفينه و لا لاقيين له أي أثر
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم