100

1.8K 194 7
                                    

" حبيبي .. اصحي "
‎صوت زوجتي آن كان بيترعش و هي بتصحيني ، همست تاني بخوف : " إصحى "
‎قمت من النوم بصعوبة و أنا ببُص علي الساعة ، كانت 3 بعد مُنتصف الليل ، كُنت لسّه مش مركز بشكل كامِل ، مديت إيدي بدوّر علي نضارتي ، لبستها و بصيت لزوجتي ، شايفها بصعوبة وسط الظلام اللي مسيطر علي كُل حاجة ، كان باين عليها الخوف
‎سألتها بكسل : " إيه اللي حصل ؟ .. صاحية ليه في وقت زي دا ؟ "
‎لكن القلق اللي كان بيلمع في عيونها خلاني أعرف إن فيه حاجة بتحصل ، قربت مني و هي بتقول بخوف : " جيمس .. فيه حد في البيت ! "
‎الدم نشف في عروقي و أنا ببُص حواليّا بقلق ، حطيت صابعي علي شفايفي و شاورتلها تسكُت ، خرجت من السرير ببطء ، مشيت ناحية الباب ، فتحته بهدوء و أنا ماسك في إيدي مضرب خشبي ضخم بسيبه جنبي عشان مواقف زي دي ، قلبي بيدق بقوة لدرجة إني خايف حد يسمعه ، خرجت للمر بهدوء و بطء
‎و سمعتهم
.
‎سمعتهم ، صوت خافت جاي من ناحية المطبخ ، صوت خطوات بطيئة و حاجات بتتحرك ، صوت همس ناعم مش واضح ، في حد في بيتي !
‎بصيت ورايا ناحية زوجتي ، كانت خايفة و قاعدة علي السرير بتترعش ، عينيها مليانة دموع من كُتر الخوف
‎همست لها بهدوء : " آن ، إتصلي بالنجدة .. حالًا "
‎هزت راسها و هي بتمد إيدها المُرتعشة للتليفون ، خرجت للممر
‎البيت مُظلم جدًا ، حطيت إيدي علي الحائط و بدأت أمشي بهدوء ، خطوات بسيطة و بطيئة عشان محدش يسمع صوتي ، وصلت غرفة المعيشة و وقفت علي بابها و أنا خايف و بترعش ، صوت الهمسات أضوح و باين أكتر ، لو ركزت شوية هقدر أسمع بيقولوا إيه
.
‎واحد فيهم كان بيهمس لزمايله : " مش قلتولي إن الشخص دا غني ؟ "
‎كان باين علي صوته الضيق و هو بيكمِّل : " المفروض يكون عنده تليفزيون أكبر و أغلى من كدا "
‎واحد منهم لف فجأة و هو بيوجه الكشّاف بتاعه ناحيتي و بيسألهم : " سمعتوا ؟ "
‎واحد من زمايله رد عليه بهمس : " مفيش حاجة ، إنت بس بيتهيألك "
‎فجأة حد منهم وقع حاجة علي الأرض و إتكسرت بصوت عالي ، كتمت أنفاسي عشان ميسمعونيش و عشان شهقة المفاجأة اللي كانت علي وشك تطلع تتمنع
‎صوت تالت أقوي منهم همس بغضب : " إيه اللي حصل ؟ "
‎الصوت الأول همس بإعتذار : " أنا آسف ، مش شايف كويس في الظلام "
‎الصوت التالت همس لهم بأمر : " دوروا علي طريق نخرج بيه منهنا ، أنا حاسس بخوف مش طبيعي من المكان دا "
‎قلبي بدأ يدق بقوة ، بترعش و حاسس بالخوف أكتر من الأول بكتير ، لص واحد هقدر أتعامل معاه ، إتنين مُمكن ، لكن 3 كتير ، و رغم خوفي الشديد لكني كُنت مركِز في إني أتنفس ببطء و هدوء عشان ميحسوش بيّا ، بدأت أرجع لورا ببطء عشان أرجع غرفتي تاني
‎و للمرة التانية الكشّاف بيتوجه ناحيتي بسُرعة ، لكن المرة دي شافوني !
.
‎ساعتها كل حاجة إتكشفت ، الصوت التالت صرخ فيهم بغضب : " مش قولتولي إنه مش هنا ؟ "
‎جريت ..
‎مفيش وقت أضيعه ، بخطوات بتترعش و قلب بيدق بقوة جريت ناحية غرفتي ، دخلت و قفلت الباب علي نفسي بسُرعة ، زقيت المكتب بسُرعة ورا الباب ، إنتظرت لحظات ، الصمت مسيطر علي كُل حاجة
‎بووووووووووم
‎بووووووووووم
‎المكتب و الباب مش هيستحملوهم كتير بس مفيش بإيدي حاجة تانية أعملها !
‎بتنفس بصعوبة و أنا بترعش من الخوف ، صوت خبطهم علي الباب قوي جدًا ، ماسك المضرب بايدي و أنا بعيّط من الخوف ، صرخوا فيّا من برا : " هتروح مننا فين ؟ ..  إنت ميت ميت "
‎ضحكوا بسُخرية لكن صوت سارينات الشُرطة قاطع ضحكاتهم
‎صوت خطواتهم بعد بسُرعة عن الباب و رجع الصمت يسيطر علي كُل حاجة
.
‎مسكوا إتنين منهم جنب البيت لكن التالت لسّه هربان و مازالوا بيدوروا عليه ، كان ظابط معايا بيطمني و بيتأكد إني بخير و محصليش حاجة
‎كًنت بترعش و هو بيسألني : " إنت كويس ؟ .. محتاج تروح المُستشفى ؟ "
‎هزيت راسي بالنفي ، أنا لسّه خايف بس سليم مفيش أي حاجة فيّا
‎سألني : " مفيش غيرك في البيت ، لكن موظفة الإستقبال بالنجدة قالت إن المُتصلة كانت ست و قالت إنها زوجتك لكن مفيش حد غيرك ، هي بخير ؟ "
‎ساعتها بس فقت من الصدمة ، الدم هرب من عروقي و وشي بقى شاحب جدًا و أنا بفتكر ، إزاي قدرت أنسى ؟!
‎إزاي لحَد اللحظة دي مكُنتش مُدرِك ؟
‎صحيح كُنت قايم من النوم علي كارثة و مكُنتش مركز بس برضه إزاي ؟!
‎زوجتي ...
‎زوجتي ماتت من شهر تقريبًا
‎الظابط سألني بقلق : " حضرتك كويس ؟ "
‎ساعتها كان سؤال واحد بس بيدور في راسي
‎مين اللي إتصل بالنجدة ؟!
.
.
.
#إتكلمنا أكتر من مرة عن فكرة الملاك الحارس
وحهة نظري إن ملاكه الحارس تجسد له في هيئة زوجته عشان يصحيه و ينقذه
و الزوج و هو لسّه نايم و مافاقش بشكل كامل تناسي إن زوجته ماتت من فترة قريبة و مع زيادة الإرتباك بسبب وجود دخلاء في البيت
مينفعش نقول إنه كان بيحلم أو بيتهيأله لأن موظفة الإستقبال قال إن اللي كلمته كانت ست !
تجربة غريبة لملاك حارس أو روح طيبة موجودة لإنقاذ شخص يهمها أمره
.

#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن