" حبيبي .. اصحي "
صوت زوجتي آن كان بيترعش و هي بتصحيني ، همست تاني بخوف : " إصحى "
قمت من النوم بصعوبة و أنا ببُص علي الساعة ، كانت 3 بعد مُنتصف الليل ، كُنت لسّه مش مركز بشكل كامِل ، مديت إيدي بدوّر علي نضارتي ، لبستها و بصيت لزوجتي ، شايفها بصعوبة وسط الظلام اللي مسيطر علي كُل حاجة ، كان باين عليها الخوف
سألتها بكسل : " إيه اللي حصل ؟ .. صاحية ليه في وقت زي دا ؟ "
لكن القلق اللي كان بيلمع في عيونها خلاني أعرف إن فيه حاجة بتحصل ، قربت مني و هي بتقول بخوف : " جيمس .. فيه حد في البيت ! "
الدم نشف في عروقي و أنا ببُص حواليّا بقلق ، حطيت صابعي علي شفايفي و شاورتلها تسكُت ، خرجت من السرير ببطء ، مشيت ناحية الباب ، فتحته بهدوء و أنا ماسك في إيدي مضرب خشبي ضخم بسيبه جنبي عشان مواقف زي دي ، قلبي بيدق بقوة لدرجة إني خايف حد يسمعه ، خرجت للمر بهدوء و بطء
و سمعتهم
.
سمعتهم ، صوت خافت جاي من ناحية المطبخ ، صوت خطوات بطيئة و حاجات بتتحرك ، صوت همس ناعم مش واضح ، في حد في بيتي !
بصيت ورايا ناحية زوجتي ، كانت خايفة و قاعدة علي السرير بتترعش ، عينيها مليانة دموع من كُتر الخوف
همست لها بهدوء : " آن ، إتصلي بالنجدة .. حالًا "
هزت راسها و هي بتمد إيدها المُرتعشة للتليفون ، خرجت للممر
البيت مُظلم جدًا ، حطيت إيدي علي الحائط و بدأت أمشي بهدوء ، خطوات بسيطة و بطيئة عشان محدش يسمع صوتي ، وصلت غرفة المعيشة و وقفت علي بابها و أنا خايف و بترعش ، صوت الهمسات أضوح و باين أكتر ، لو ركزت شوية هقدر أسمع بيقولوا إيه
.
واحد فيهم كان بيهمس لزمايله : " مش قلتولي إن الشخص دا غني ؟ "
كان باين علي صوته الضيق و هو بيكمِّل : " المفروض يكون عنده تليفزيون أكبر و أغلى من كدا "
واحد منهم لف فجأة و هو بيوجه الكشّاف بتاعه ناحيتي و بيسألهم : " سمعتوا ؟ "
واحد من زمايله رد عليه بهمس : " مفيش حاجة ، إنت بس بيتهيألك "
فجأة حد منهم وقع حاجة علي الأرض و إتكسرت بصوت عالي ، كتمت أنفاسي عشان ميسمعونيش و عشان شهقة المفاجأة اللي كانت علي وشك تطلع تتمنع
صوت تالت أقوي منهم همس بغضب : " إيه اللي حصل ؟ "
الصوت الأول همس بإعتذار : " أنا آسف ، مش شايف كويس في الظلام "
الصوت التالت همس لهم بأمر : " دوروا علي طريق نخرج بيه منهنا ، أنا حاسس بخوف مش طبيعي من المكان دا "
قلبي بدأ يدق بقوة ، بترعش و حاسس بالخوف أكتر من الأول بكتير ، لص واحد هقدر أتعامل معاه ، إتنين مُمكن ، لكن 3 كتير ، و رغم خوفي الشديد لكني كُنت مركِز في إني أتنفس ببطء و هدوء عشان ميحسوش بيّا ، بدأت أرجع لورا ببطء عشان أرجع غرفتي تاني
و للمرة التانية الكشّاف بيتوجه ناحيتي بسُرعة ، لكن المرة دي شافوني !
.
ساعتها كل حاجة إتكشفت ، الصوت التالت صرخ فيهم بغضب : " مش قولتولي إنه مش هنا ؟ "
جريت ..
مفيش وقت أضيعه ، بخطوات بتترعش و قلب بيدق بقوة جريت ناحية غرفتي ، دخلت و قفلت الباب علي نفسي بسُرعة ، زقيت المكتب بسُرعة ورا الباب ، إنتظرت لحظات ، الصمت مسيطر علي كُل حاجة
بووووووووووم
بووووووووووم
المكتب و الباب مش هيستحملوهم كتير بس مفيش بإيدي حاجة تانية أعملها !
بتنفس بصعوبة و أنا بترعش من الخوف ، صوت خبطهم علي الباب قوي جدًا ، ماسك المضرب بايدي و أنا بعيّط من الخوف ، صرخوا فيّا من برا : " هتروح مننا فين ؟ .. إنت ميت ميت "
ضحكوا بسُخرية لكن صوت سارينات الشُرطة قاطع ضحكاتهم
صوت خطواتهم بعد بسُرعة عن الباب و رجع الصمت يسيطر علي كُل حاجة
.
مسكوا إتنين منهم جنب البيت لكن التالت لسّه هربان و مازالوا بيدوروا عليه ، كان ظابط معايا بيطمني و بيتأكد إني بخير و محصليش حاجة
كًنت بترعش و هو بيسألني : " إنت كويس ؟ .. محتاج تروح المُستشفى ؟ "
هزيت راسي بالنفي ، أنا لسّه خايف بس سليم مفيش أي حاجة فيّا
سألني : " مفيش غيرك في البيت ، لكن موظفة الإستقبال بالنجدة قالت إن المُتصلة كانت ست و قالت إنها زوجتك لكن مفيش حد غيرك ، هي بخير ؟ "
ساعتها بس فقت من الصدمة ، الدم هرب من عروقي و وشي بقى شاحب جدًا و أنا بفتكر ، إزاي قدرت أنسى ؟!
إزاي لحَد اللحظة دي مكُنتش مُدرِك ؟
صحيح كُنت قايم من النوم علي كارثة و مكُنتش مركز بس برضه إزاي ؟!
زوجتي ...
زوجتي ماتت من شهر تقريبًا
الظابط سألني بقلق : " حضرتك كويس ؟ "
ساعتها كان سؤال واحد بس بيدور في راسي
مين اللي إتصل بالنجدة ؟!
.
.
.
#إتكلمنا أكتر من مرة عن فكرة الملاك الحارس
وحهة نظري إن ملاكه الحارس تجسد له في هيئة زوجته عشان يصحيه و ينقذه
و الزوج و هو لسّه نايم و مافاقش بشكل كامل تناسي إن زوجته ماتت من فترة قريبة و مع زيادة الإرتباك بسبب وجود دخلاء في البيت
مينفعش نقول إنه كان بيحلم أو بيتهيأله لأن موظفة الإستقبال قال إن اللي كلمته كانت ست !
تجربة غريبة لملاك حارس أو روح طيبة موجودة لإنقاذ شخص يهمها أمره
.#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم