حد فيكم شاف فيلم Beatiful Mind قبل كده ؟ ، الفيلم بتاع راسل كرو لمّا كان بيشوف واحد صاحبه و معاه بنت صُغيّرة و طلع بيشوفهم في خياله بس و علي مدار أحداث الفيلم إتعلّم إزاي يتجاهلهم و يتعايش كأنهم مش موجودين
ده مُجرد فيلم ..صح ؟ ، بس أعتقد إن ناس منكم هتقلق لو قُلتلهم إن أحداثه مبنية علي أحداث حقيقية ، أنا عارف ده لأن أنا نفسي بعيش الحالة دي
أنا شُفت الفيلم ده لمّا كان عندي 11 سنة و هوّ اللي ألهمني و شجعني أعيش حياة طبيعية ، لمّا وصلت لعُمر الـ 11 سنة كُنت زُرت أكتر من 100 طبيب نفسي و إتحجزت في 3 مصحات عقلية مُختلفة ، جربت كُل أدوية الإكتئاب و الهلاوس اللي مُمكن طفل عنده 11 سنة ياخدها ، لكن برضه مفيش أي أمل ....
من يوم ما إتولدت و أنا بشوف ... كائنات ... عايشة حوالينا ، أنا فاكرإني بشوفهم من يوم ولادتي تقريبًا ، الكائنات دي بتتجاهلني تمامًا و مهما حاولت مبقدرش ألمسها ، مكنتش قلقان لأن حتي الناس الكُبار الكائنات دي بتتجاهلهم و مش بتلمسهم ، الحاجة الغريبة إنهم كانوا دايمًا موجودين في كل وقت و كل مكان
لمّا بقي عندي 3 سنين تقريبًا إتعلمت إن أنا الوحيد اللي شايفهم ، بابا بدأ يقول إن أنا ليّا أصدقاء خياليين لأني كُنت دايمًا بحكيله عن الكائنات الكبيرة اللي بتحوم حواليّا ، بابا كان دايمًا بيبتسم و يقول عليّا خيالي واسع و مرِح
لكن لمّا كِبرت شوية بدأوا يقلقوا عليّا شوية ، و اللي كانوا بيقولوا عليه لطيف في الماضي بقوا بيقلقوا منه دلوقتي ، حتي الرسومات و الشخابيط اللي كُنت برسمها كانوا بيقلقوا منها
بالنسبة لطفل .. الكائنات اللي برسمها و بدّعي إن محدش بيشوفها غيري كانت رسومات مُحكمة و مليانة تفاصيل و ده هوّ اللي قلقهم أكتر من اللازم
بابا و ماما محبوش أبدًا الكائنات اللي كُنت برسمهم ...
أنا فاكر في يوم خلصت رسم كائن و الرسم كان مُطابق للواقع بالظبط فجريت عليها و أنا فرحان عشان أوريها الرسم ، بصت للرسم بهلع و عينيها بتفحص تفاصيله بسُرعة ، بدأت ملامح وشها تتغيّر و بدأت أحس إني أخطأت التصرُف لمّا جيتلها
بصتلي و وشها مليان خوف و غضب ، كانت بتعيّط و مش قادرة تبطّل تترعش و هيّ بتصرخ فيّا إني لازم أبطّل أشوف أو أرسِم الكائنات دي
.
مبطلتش رسم ، لكن بطلت أوري حد اللي برسمه ، كان عندي وقتها 6 سنين و إتعلمت أخبئ رسوماتي منهم ، وقتها زُرت أول طبيب نفسي ، كُنا بنتكلم كُل يوم ساعتين أو 3 ، بعد شوية بقينا نتكلم ساعة في الأسبوع و الموضوع تقريبًا إستمر لشهر و نُص ، كُنت فرحان و مُتحمِس و أنا بتكلم عن رسوماتي و الكائنات اللي بشوفها مع حد كبير قادر يسمعني و يَتَفَهَم موقفي ، لكن كُل حاجة إتغيرت لمّا سألني إذا كُنت عارف إن الكائنات دي في خيالي بس و مش حقيقية و لا لأ ؟ ،ساعتها حسيت بالغضب و الإستياء ، رفضت أزوره أو أتكلم معاه
و الـ 3 دكاترة اللي بعده كُنت بقضي معاهم وقت أقل ، و إستمر الوضع كده لحَد ما بقي عندي 7 سنين ، وقتها قابلت دكتور طومسون ، يا الله ...
كان طبيب رائع و راجل عبقري ، قالي في البداية إن هوّ مش مُهتم إذا كانت الكائنات دي حقيقية أو خيالية ، اللي يهمه إن حياتي تبقي مُستقرة بس سواء الكائنات دي ظهرت أو إختفت ، إرتحت معاه و فضلت أزوره حوالي 6 شهور تقريبًا
أهلي بدأو يرتاحوا و يبقوا أكثر سعادة و إعتقدوا إن كُل حاجة بقت تمام ، لحَد في يوم دكتور طومسون طَلَب مني يشوف الرسومات بتاعتي ، لمّا روّحت طلعت الرسومات من مخبئها و قعدت تحت السرير أختار هوريه أي صور ، كُنت فرحان إني أخيرًا هوريهم لحَد كبير و هيَتَفَهَم موقفي و يتقبلني ، يوم الجلسة اللي بعدها خرجتهم من الشنطة و وريتهم له ، بدأ يتصفحهم ببطء ، بيركز في كُل صورة و يراقب تفاصيلها كويس ، في النهاية إبتسم بلُطف و قالي أفضل في المكتب دقائق و هوّ هيخرُج يعمِل حاجة بسُرعة
رجع بسُرعة و فضلنا نتكلِم عن المدرسة و الدراسة بقية الجلسة ، في نهاية الجلسة سابني في الأوضة و خرج يتكلم مع أهلي
كُنت مُتأكد إنه بيقولهم إني بقيت كويس و إني خلاص خفيت
ملامح وشهم كانت بتتغيّر ، بابا حضني جدًا و ماما قالتلي إن مهما حصل هتفضل تحبني و خدوني للبيت بدون و لا كلمة لكن شُفت ملامح الخوف و القلق علي وشهم طول الطريق
قالتلي بالليل أجهز شنطتي عشان الدكتور طومسون إقترح عليها مُخيّم كويس أقضي فيه شوية وقت ، بس أنا فهمت كُل حاجة ، إحنا مش رايحين مُخيّم ... إحنا رايحين مصحة !
.
برغم غضبي عليهم عشانهم كذابين لكن خلوني أقولكم إن المصحة كانت مٌبهجة ، مش زي ما بتشوفوها في التليفزيون ، مش جدران بيضا و لمبات فلوروسنت و ممرضين و دكاترة مخابيل
بالعكس تمامًا ...
الحوائط مليانة رسومات و الممرضات لابسين لبس ملون و الدكاترة بيضحكوا و ودودين أوي ، سابوني ألعب مع مُمرضة لطيفة شوية و لابسة لبس ملون شكله حلو
ساعتها شُفت كائن منهم ماشي من ورا المُمرضة بهدوء و بطء ، راقبته بعينيّا شوية قبل ما أبُص للمُمرضة و أبتسم بلُطف ، بعد حوالي ساعة بابا جالي مع شخص طويل لابس كويس و شكله مُؤدب جدًا ، فهمني الوضع و قالي إني هفضل هنا شوية بصحبتهم لحَد ما أبقي كويس
حاولت أكون مؤدب و أنا بسألهم لو مُمكن نروح البيت و أنا هوعدهم إني أكون مؤدب طول الوقت ، سابوني مع الطبيب و مشوا و هُمّا بيعيطوا و الدكتور وعدني إنهم هييجوا يزوروني كُل أسبوع مرة ، سابوني و مشوا ....
المُمرضة حضنتني لحَد ما هديت و بعدها ودتني أوضتي الصُغيّرة و حطتني في سريري عشان أنام ، سألتني لو كُنت جعان ؟ ، قُلتلها إني تعبان و عاوز أنام ، قعدت هيّ علي كُرسي هزاز في رُكن الأوضة و بدأت تهزه ، فضلت أتفرج عليها لحَد ما نِمت
صحيت علي صوت المُمرضة و لقيتها واقفة جنب السرير و ماسكة صينية أكل و بتقولي إن ده ميعاد العشا و إني لازم آكل ، لمّا خلصت أكل ، إعطتني حبوب و طلبت مني آخدهم عشان أبقي كويس ، خدت الدوا بحُزن و كملت نوم
صحيت في نُص الليل و لقيت المُمرضة نايمة علي الكُرسي الهزاز ، طلعت الدفتر بتاعي و بدأت أرسم الكائن اللي شُفته الصُبح اللي كان واقف في رُكن الأوضة دلوقتي ، لمّا رسمته حطيت الرسمة تحت المخدة و نمت
صحيت الصُبح و قالولي إني هقابل الدكتور في مكتبه عشان محتاج يتكلم معايا و يسألني شوية أسئلة
بعد أسبوع جه ميعاد أول زيارة لأهلي ، كُنت غضبان منهم و كُنت متضايق منهم ، رفضت أتكلم معاهم و لمّا الزيارة إنتهت بدأت أعيّط و أنا بتوسل إليهم يرجعوني البيت
كُنت بكره المصحة دي .. قضيت فيها سنة كاملة !!
.
إتعلمت أكذب عليهم و أقولهم إني بقيت كويس و مش شايف حاجة ، كذبت عليهم فترة كافية لإنهم يتطمنوا و يقولوا إني بقيت كويس ، بابا و ماما كانوا فرحانين إني رجعت " طبيعي " مرة تانية و أخدوني معاهم البيت
لكن بعد شوية عرفوا إني بكذب عليهم ، مش عارف عرفوا إزاي بس عرفوا !
تجاهلوا الموضوع لحَد ما بقي عندي 10 سنين و ساعتها لقوا الرسومات بتاعتي اللي كُنت مخبيها منهم ، المرة دي ودوني مُستشفي تانية الطبيب اللي فيها قاسي و مُتعجرف و العلاج مجابش نتيجة
خلال شهر كانوا نقلوني لمصحة نفسية تالتة و المرة دي مكانتش للأطفال بس ، قابلت بول هناك ، بول ده أكتر إنسان مُنظم و مُرتب قابلته في حياتي ، هو اللي نصحني إني لازم أتعلم أتجاهل الحاجات اللي بشوفها كأنها مش موجودة إطلاقًا ، لحَد دلوقتي مش عارف ليه قالي النصيحة دي لكن دي كانت أعظم نصيحة سمعتها في حياتي و أنا لحَد النهاردة مُمتن ليه جدًا
و إتعلمت أتجاهل الكائنات دي و أعيش حياة طبيعية ، تجاهلت الكائنات فعلًا و رُحت المدرسة و تفوقت هناك ، بصراحة .. مقدرتش أبطّل رسم لكن إتعلمت أخبئ الرسوم بشكل كويس و أتجاهل الكائنات دي أدام الناس
بعد كده قابلت لورين و حبينا بعض ، كُنت أسعد إنسان في الدًنيا بوجودها في حياتي ، و قضيت معاها وقت كويس جدًا
أهلي فرحوا بيها جدًا و شافوا إن دي علامة مُهمة إني بقيت كويس و خفيت تمامًا ، لمّا قربنا من بعض قررت أوريها رسوماتي ، مستحملتش و إنفصلت عني ، دخلت كُلة خاصة بالفنون و عرضت رسوماتي و بقيت مشهور نوعًا ما في الأوساط الفنية برسوماتي المُرعبة ، و حياتي إستمت بشكل طبيعي
لحَد الإسبوع اللي فات تقريبًا لمّا كُنت بستجم في حديقة عامة ، كُنت قاعد تحت شجرة في الظل و بستمتع بوجبة الغدا في هدوء ، أدامي كان فيه نافورة مياه ، أدام عيني كان فيه كائن واقف جنب النافورة ، تجاهلته كالعادة لكن فجأة شُفت حاجة جمدت الدم في عروقي
كان فيه راجل عجوز قاعد قُريب مني ماسك دفتر رسم في إيده و باصص علي الكائن ده و مُنهمك في رسمه !
مشيت ناحيته ببطء و بصيت في اللي بيرسمه ... كان بيرسم الكائن اللي أنا شايفه !!
بصلي بهدوء و سألني : " في إيه ؟ "
تظاهرت إني مش عارف هوّ بيعمل إيه و شاورت علي رسمة الكائن و سألته بفضول : " إيه ده ؟ "
إبتسم و قالي بحُزن : " مش عارف .. اللي أعرفه إني الوحيد اللي بشوفهم "
.
.شرح القصةيعني هو لما يجيلك طفلك و يقولك إنه بيشوف كائنات و بيرسمها المفروض متزعقلوش أو تغضب منه .. لو قالك إن الكائنات دي بتطلب منه حاجات ساعتها تقلق .. غير كده شكليات
غالبًا الشخص ده قادر يشوف كائنات إحنا مش شايفينها و ممكن يكونوا جن مثلا .. هو ربنا عاطيله الهبة دي
لولا إن حد تاني شاف نفس الكائنات بنفس الطريقة كنت قلت بيتهيأله إنما دلوقتي إيه فرصة إن شخصين ميعرفوش بعض و سنهم مش متقارب يشوفوا نفس الكائنات بالظبط
أو إن الراجل ده مش موجود و هو شافه في خياله كمحاولة من عقله لإقناعه إنه شخص طبيعي أهو و في ناس غيره شايفين الكائنات دي
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم