في بداية عمري كنت عايشة مع أهلي في البيت ، بابا و ماما عندهم حساسية من الفرو بتاع الحيوانات ، بعد كده بدأت أعيش في أماكن مش مسموح فيها بإقتناء الحيوانات الأليفة ، طول عمري بحب القطط و نفسي أربي قطة ، أخيرًا أموري المادية إستقرت و قدرت أشتري بيت صغير في حتة مهجورة من الريف ، بيت صغير علي قدي أنا لوحدي ، عارفين أحسن حاجة كانت إيه ؟
بالظبط ، أخيرًا هقدر أربي قُطة ، قررت أروح ملجأة و أختار قطة كبيرة في السن شوية لسببين مهمين ، أولًا القطط الصغيرة بتحتاج مجهود كبير و أنا وقتي ميسمحليش بده ، و ثانيًا لأني كنت دايمًا شايفة إنها حاجة لطيفة إننا ندي فرصة تانية لحيوان أليف عجوز بدل ما نحبسه في قفص لحد ما يموت
.
إختصارًا للوقت رحت لملجأ قريب مني ، الحيوانات هنا لطيفة و حلوة بشكل مش طبيعي ، بس فيه إتنين تحديدًا سرقوا قلبي ، الأول قُط عجوز إسمه تيجر ، قط عجوز بس لطيف أوي لدرجة إن عاوزة أدخل جوا القفص و أحضنه ، و جيسي قطة صغيرة عجوزة لونها أسود و فروا فيه بقع بيضا ، شكلها عصبي شوية بس برضه خطفت قلبي بسرعة ، و فورًا وقعت في حيرة غير طبيعية و هي إزاي هختار واحد من الإتنين و أسيب التاني هنا لوحده ، و بسرعة جدًا قررت إني هشتري الإتنين و مش هسيب واحد فيهم هنا ، مليت كل الورق المطلوب و بكل سعادة خدتهم و رحت البيت
.
أنا إنسانة مطيعة عشان كده بسمع النصايح و بطبقها بشكل حرفي ، نصحوني في الملجأ مخرجهومش من الأقفاص إلا ما يتعودوا علي المكان ، سبتهم في الأقفاص حوالي 3 أسابيع لحد ما حسيت إنهم بدأوا ياخدوا علي المكان ، المشكلة إنهم بس بيتجاهلوا بعض و مش عاوزين يلعبوا سوا ، لكن الحاجة الكويسة إن الإتنين حبوني جدًا و إتعلقوا بيّا بسرعة
لمّا إتأكدت بشكل كافي إنهم أخدوا علي المكان و إتعودوا عليه سمحتلهم يخرجوا من الأقفاص ، المكان حوالين البيت واسع و ضخم و بصراحة أنا مش من هواة الإستكشاف عشان كده قررت إني أخرجهم جوا الجنينة بتاعة البيت
الجنينة كانت واسعة ، فيها بركة سمك صغيرة ناحية الشمال ، كوخ خشبي صغير معمول مخزن في الخلفية من ورا ، ناحية اليمين أحواض ورد مزروع و كام شجرة كبار ، حبوا الكان بسرعة و أنا قررت إن الجنينة الكبيرة كفاية عليهم طالما حبوها بالشكل ده ، بلاش يخرجوا برا غير في المحيط بتاع البيت ، مش هسمحلهم يبعدوا ، جيسي بدأت تلعب مع الشجر و تيجر كان بيحاول يخرج من الباب بتاع الجنينة ، قررت إني دايمًا لازم أراقبهم عشان ميبعدوش
.
بعد وقت مش طويل تيجر رجعلي بهديته الأولي ، سمكة ميتة ، سمعت قبل كده إن القطط بتصطاد للبشر عشان فاكرين البشر ميعرفوش يأكلوا نفسهم ، عشان كده تيجر إصطادلي سمكة عشان يأكلني ، رميتها في الزبالة من وراه ، مش هاكل سمكة ميتة مش عارفة مصدرها و كمان مصطادها قط !
خلال الكام إسبوع اللي بعد كده بدأ تيجر يجيبلي ( هدايا ) متنوعة و مختلفة ، كلها كانت حاجات مش معتادة من قط ، فار ، ملابس داخلية حريمي ، جوانتي جلد ، ساعة جيب ، جوانتي مطبخ قديم ، كانت حاجة محيرة جدًا و لما حكيت لكارين جارتي ضحكت بخجل و قالتلي إن الملابس الداخلية دي بتاعتها و تيجر أكيد سرقها من سلة الغسيل ، رجعتهملها و ضحكنا إحنا الإتنين ، دي كانت بداية صداقة قوية بيننا إحنا الإتنين ، كده أنا فهمت إن تيجر حرامي و بيسرق الحاجات دي من الجيران اللي في المكان هنا ، جابلي حاجات كمان في الكام يوم اللي جم ، جابلي علبة تونة مقفول ، شال ، بطانية طفل صغيرة ، كنت مستغربة ليه بيعمل كده و إزاي أصلًا هقدر أرجع الحاجات دي لأصحابها تاني !
.
جيسي كانت قطة عادية جدًا ، مش بتعمل أي حاجة غريبة ، تيجر قدر في وقت قصير إنه يثبت إنه حرامي محترف رغم إنه مسرقش أي حاجة لها قيمة ، الهدية اللي بعد كده كانت هدية غريبة شوية ، جابلي عضمة مكنتش عارفة مصدرها ، الموضوع كان بيبقي أسوأ ، تاني يوم كنت قاعدة مع كارين في الجنينة بنشرب حاجة سوا و بندردش شوية ، تيجر جالي و جابلي آخر هدية هقبلها منه ، هدية مختلفة عن أي حاجة جابهالي قبل كده ، كانت إيد ... كان جايبلي إيد بشرية ، كانت بدأت تعفن و الدود طالع منها لما جابها و حطها تحت رجلي ، جالي ذهول و معرفتش أتصرف ، كارين صرخت بهيستيريا ، كارين قالتلي إني لازم أتصل بالشرطة بسرعة ، الشرطة لما وصلت إستجوبتنا إحنا الإتنين ، المنطقة دي هادية و مبيحصلش فيها النوع ده مش المشاكل ، الظاهر إن تيجر كان خايف لأنه إختفي تمامًا طول ما الشرطة كانت هنا و مظهرش غير لمّا مشوا ، كنت عاملة لنفسي كوباية شاي و بحاول أهدي
.
دي مش غلطة تيجر ، بس كده تيجر كان هيفضحني ، لازم تيجر يمشي من هنا فورًا ، لميت لعبه و حاجته و رجعت بيه الملجأ تاني ، بس سيبت جيسي عايشة معايا
بمجرد ما تيجر مشي كان لازم أتعامل بقي مع المشكلة الأساسية ، إستنيت لمّا الدنيا ضلمت و مشيت لحد الكوخ و حفرت تحته بهدوء ، طلعت الشنطة اللي فيها بقايا جثة خطيبي السابق ، لازم أغير مكانها ، لمحت فتحة صغيرة في الكوخ مكسورة ، الفتحة دي اللي تيجر دخل منها و حفر فيالأرض و فتح الشنطة و طلع الإيد ، قبل ما الشرطة تيجي كان لازم أدفنها تاني كويس ، المرة دي متكشفتش بس تيجر لو كان موجود كنت هتكشف !
.
.
.(شرح القصة)
واحدة خطيبها سابها فقررت تقتله و تقطعه حتت صغيرة و تحطه في شنطة و تدفنه تحت الكوخ اللي عاملاه مخزن في بيتها الجديد ، و قط فضولي إكتشف الشنطة و طلع منها عضمة و بعدين طلع كف إيد ، كان لازم تخلص من القط ، الحقيقة إن الشرطة كانت شاكة فيها و راقبتها و مسكوها و هي بتدفن الشنطة في مكان تاني و هي دلوقت في السجن
عشان السؤال اللي هيتكرر ... مين اللي حكالنا الحكاية لو الست إتمسكت ؟
برافو عليكم ... أنا اللي عدت صياغة القصة عشان تطلع بالشكل ده#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم