كُلنا لعبنا لعبة ماري الدموية وإحنا صُغيَّرين، صح؟ بتقفِل النوم وتمسِك شمعة أو كشَّاف، وتُقَف أدام مراية الحمام، وبتنادي عليها سبع مرات؟ أو تلاتين مرة؟ أو حتى 100 مرة؟ وبعدين صاحبك بيلمسَك في الضلمة، فبتخاف وتصرُخ، وبتضحكوا إنتم الإتنين، الموضوع كان مُمتِع لأنه مُخيف، كُلنا بنحب نخاف، حتى الأطفال، صح؟ جوانا، بنحب نخاف عشان عارفين ومُتأكدين إن بعد شوية إحساس الخوف هيُقف
وعادةً بيقف
قولولي بقي سمعتم عن لعبة تشارلي؟
عدى شهر تقريبًا على اختفاء ريز مكاليستر
آل فيرمونت هُمَّا نوعي المُفضَّل من الزباين، الأهل مش بيتأخروا برا، الأطفال دايمًا بيناموا بدري، بيدوني 20 دولار زيادة عن مُرتبي كُل مرة، حلم حياة أي جليسة أطفال، لكن بعد اللي حَصَل في بداية فصل الصيف، بعد اللي حَصَل لريز، مش مُتأكدة لو هيجيلي زباين تاني، في مدينة صُغيرة زي المدينة بتاعتنا، الإشاعات والأخبار بتنتشر زي النار في الهشيم، الأهالي مش هيسيبوا أطفالهم بالليل لوحدهم تاني، الأهالي بدأوا وردية حراسة ليلية، لكن لمَّا السيد ريك فيرمونت اتصل بيَّا، كُنت في غاية السعادة، أنا فعلًا محتاجة الفلوس جدًا
وصلت البيت الساعة 7 تقريبًا، وبمُجرَّد ما وصلت قلبي كان هيُقف، شُفت أولاد آل فيرمونت الإتنين، كونر اللي عنده 5 سنين، وآني اللي عندها 8 سنوات، كانوا بيلعبوا في غُرفة المعيشة مع آلان ريبالس اللي عنده 8 سنوات، أشقى طفل في المدينة، أنا قعدت مع آلان كذا مرة، ومن بعدها برفُض أقعد معاه، الولد دا محتاج انتباهي أكتر من الولدين التانيين، اللعنة، الولد دا محتاج صديق حقيقي
ريكي فيرمونت قرَّب مني وهو متوتر، على ما يبدو هو فهم التعبير اللي ظهر على وشي
قال بهدوء: " اسمعي، أنا آسف، أنا عارف إني مٌقلتش إن آلان هنا"
حاولت أتظاهر بالهدوء وأنا بقول: " لا بصراحة، الولد صعب شوية "
كمِّل كلامه: " أهله أصدقاء جيدين لآل مكاليستر، وهو طبعًا كان قُريِّب من ريز، فكرنا إنه لو بات ليلة مع الأولاد دا هيكون كويس عشانه، وطبعًا هتصل بأهله ييجوا ياخدوه لمَّا نخلَّص "
كُنت شافاه بيفتَح محفظته وهو بيتكلِّم، سحب ورقة بخمسين دولار، بصلي وابتسم بلُطف
" أنا حقيقي مُمتَن ليكي، والأولاد كمان هيكونوا مُمتنين ليكي على فكرة "
أخدت الورقة وأنا ببتسِم، مفيش مُشكلة أكون لطيفة شوية دلوقتي
قُلتله: " متقلقش، كُل حاجة هتبقي تمام "
ويا ريتني كُنت رفضت ومشيت!
بعد حوالي ساعة، ونص بيتزا، الأولاد التلاتة كانوا بيلعبوا لعبة مُمِلة جنب السلم، خلوني أعترف ليكم إن آلان كان لطيف النهاردة جدًا، كان مؤدب وبيسمع الكلام، كُنت واقفة في المطبخ بغسل الأطباق، لمَّا كونر قرَّب مني وشدني من هدومي