أنا بوصَّل طفل صُغيَّر للمدرسة، وظيفة سهلة وفلوسها حلوة، عشان كدا وافقت من غير ما أسأل عن الطفل دا أو عن أهله، لكن دلوقتي.. بندَم جدًا على القرار دا
الموضوع بدأ من حوالي أسبوعين، الولد الصُغيَّر دا مش هذكر اسمه الحقيقي وهسميه كايل، بدأ يُصاب بنوبات غضب كبيرة لمَّا بييجي وقت الاستعداد للمدرسة، في البداية كانت نوبات غضب صغيَّرة وبسيطة، يعني كان بيرمي نفسه على الأرض أو بيصرخ وهو بيجري ناحية أوضة تانية، وكُنت قادرة أتعامَل مع دا ومعنديش أي مشاكل فيه، بعدها الأمور بدأت تكون أسوأ، بدأ يعضني ويضربني في كُل مرة بحاول أخرجه من البيت عشان أوصله، وكانت والدته كُل مرة تعتذِر، وبتوعدني إنها هتتكلِّم معاه، في النهاية وبعد كام يوم قرَّرت أسأله فين المُشكلة؟ هو بيروح المدرسة من زمان ومتعوِّد عليها، فليه كُل المشاكل دي وليه مش عايز يروح؟
سكت للحظات، وبعدين قال بصوت هامس وبجدية تامة: " عشان هُمّا عايزيني أقتلِك "
وبدأ يعيَّط بهيستيريا، المرة دي قرَّرت إن النهاردة هيكون أجازة، شغلت التليفزيون وقُلت لوالدته إنه تعبان ومش هيقدر يروح المدرسة، راحت شُغلها وهي بتعتذر لي عشان هضطر أقعد معاه شوية، أخته كانت في البيت، قرَّرت أروح غرفتها وأقولها كايل قالي إيه، لكنها قالتلي إن خياله واسع ومتعوِّد يكذب في حاجات كتير
عشان كدا عملت اللي أي جليسة أطفال عندها 22 سنة هتعمله، تجاهلت الأمر ونسيته تمامًا، كايل عنده 7 سنين وأغلب الوقت بيتكلِّم عن الوحوش اللي في الخزانة، عشان كدا محبيتش أكبَّر الموضوع، ومحبيتش أضايق والدة كايل خصوصًا إنها بتدفعلي كويس
سبته يومها يغيب عن المدرسة، لكن في اليوم اللي بعد كدا والدته كلمتني بقسوة، المدرسة غالية وفلوسها كتير، ومينفعش يغيب بالشكل دا، ولازم يروح المدرسة مهما حَصَل، وبدأنا تاني في الصراع، كان بيضربني.. بيعضني.. ومرة خربشني في وشي، لكني سمعت كلام والدته، لازم يروح المدرسة مهما حَصَل
وإحنا في الطريق للمدرسة، شُفته في المراية وهو قاعد بيكلِّم حد مش موجود وبيقوله: " أنا مش عايز أقتلها، دي صديقتي، أرجوك.. أنا مش عايز "
سألته: " إنت بتكلم مين؟ "
بصلي في المراية، كان قاعد في الكرسي اللي ورا، قالي: " عايزيني أقتلك، عايزينك تموتي "
سألته تاني: " مين؟ إنت بتتكلِّم عن مين يا كايل؟ صحابك في المدرسة؟ "
قال بحزن: " كلهم "
وقفت العربية على جنب وسألته: " هُمّا مين اللي كلهم يا كايل؟ "
بدأ يعيَّط وهو بيقول: " كُلهم، ماما، بابا، أختي، مايكل، والمُدرسين، كُلهم "
كُنت بستجوبه، سألته: " مين مايكل دا اللي عايزك تقتلني؟ ليه بتفكَّر في كدا أصلًا يا كايل؟ دا مش شيء لطيف "