الدُب اللعبة بتاع السيد بيتي كان نوعًا ما مشهور في بلدتنا ، كُل الناس عارفة السيد بيتي و كُل الناس عارفة الدُب اللعبة الجميل بتاعه اللي كان بيخليه في فصله
أول مرة دخلت فيها المدرسة دي كان عُمري 6 سنين ، و من أول مرة شُفت الدب دا و أنا حبيته ، زيي زي باقي الأطفال اللي في المدرسة ، أول يوم المدرسة دايمًا بيبقي صعب علي أي طفل ، أنا فاكر إني توسلت لماما أكتر من مرة إنها متسيبنيش ، مرة في بيتنا ، مرة في الطريق ، مرتين أدام باب المدرسة لكن كل حاجة إتغيرت لمّا شُفت السيد بيتي للمرة الأولي ، قرب مني و هو مُبتسم و أعطاني الدب اللعبة بتاعه ، حضنته و أنا حاسس إن المدرسة مش مزعجة للدرجة دي ، السيد بيتي عرف إزاي يهديني و يمتص خوفي حتي لو بدب لعبة
رغم الحالة السيئة اللي الدب كان فيها ، أماكن كتير منه مقطوعة و متخيطة ، ودانه .. رقبته .. فمه
لكن المُشكلة كانت في عينيه ، زي ما يكونوا زرارين ملصوقين بإهمال علي وجهه ، زرارين لونهم أسود و كُبار بطريقة مش متناسبة مع حجم وجهه ، دايمًا كُنت بحس إن فيه نقطة حمرا بتومض جوا عينين الدب دا ، دايمًا كنت بحس إن فيه شيطان ساكن جوا الدب ، كطفل مكانش فارق معايا كُل دا .. لكن كُل ما بكبر و بفكر في الموضوع .. كُل ما بحس بالخوف و القلق !!
لكن .. علي الرغم من كل دا ، كُلنا كأطفال كُنا بنحب الدب بتاع السيد بيتي ، و كُنا بنحب السيد بيتي بسبب الدُب بتاعه
كبرت و دخلت الجامعة و إشتغلت ، و في يوم سمعت خبر وحش
السيد بيتي مات !!
.
إتخرجت من كُلية الشُرطة و كُنت لسّه ظابط تحت التمرين ، واحد من زمايلي جه في يوم و قالي إن السيد بيتي مات و هوّ نايم ، طبعًا حسيت بالحُزن ، أنا كُنت بحب المُدرس العجوز بتاعي ، و إنتشر الخبر في البلدة كُلها ، طبعًا كُلكم متوقعين إننا هنستمر في الحًزن عليه يومين و كالعادة الجميع هيبدأ ينسي و يستمر في حياته .. صح ؟
غلط ...
حادثة موت السيد بيتي مش هتتنسي أبدًا بسبب اللي حصل بعدها !
بعد أيام قليلة من وفاة السيد بيتي حصلت الحادثة الأولي ، ماتت جينا رادولف ، أهلها دخلوا يصحوها الصُبح لقوها ميتة في سريرها ، كان معصمها مقطوع 17 مرة !
الطب الشرعي قال إن الـ 17 جرح مفيش فيهم ولا جرح مُميت ، البنت ماتت من النزيف و فقدان الدم المُستمر ، و الخبر كان صدمة لبلدتنا كلها ، محدش قادر يفهم ليه البنت الطيبة اللي كُل الناس بيحبوها تنهي حياتها بالشكل دا !
الموضوع عدي كأنه إنتحار رغم إن البنت سعيدة و مستقرة و مفيش أي دوافع ، و عدي الموضوع بدون أي شبهة جنائية
لكن الموضوع إتكرر مرة تانية !!
.
لي سالت ، طالب في كلية الحقوق ، أهله لقوه مشنوق في غرفته ، الغريب إنه شنق نفسه بجنزير عجلة مصدي قديم ، المرة دي التحقيقات أثبتت إن حد حاول يقتحم غرفته و آثار الإقتحام باينة علي شباك أوضته من برا ، اهله تمسكوا جدًا بدا عشان الموضوع ميتحولش لإنتحار آخر ، تم تجاهل كل ده و الموضوع خلص علي إنه إنتحار رغم محاولة أهله إنكار دا ، و زي جينا إستمر أهل البلدة لأيام يسألوا إيه الدافع اللي يخلي شاب متفوق في دراسته و مستقر نفسيًا ينتحر !!
لكن بعد حالة الوفاة التالتة بدأت الأمور تبقي أغرب بكتير جدًا !!
.
كلاريسا بروكس إتصلت بأهلها قالتلهم إنها هتعدي علي محطة البنزين عشان تفول العربية قبل ما تروح و طمنتهم إنها بخير ، لكن مرجعتش ...
أهلها نظموا حملة بحث عنها و لقوها في غابة بعيدة ورا البنزينة ، قاعدة جوا عربيتها و في إيدها مُسدس والدها الشخصي اللي سرقته منه ، و ضربت نفسها 3 رصاصات !!
محرك العربية كان لسّه شغال ، عربيتها كانت دافية ، مفيش أي علامات مقاومة أو محاولة هرب ، و كان الموضوع هيبقي إنتحار ثالث لولا حاجة صُغيرة جدًا غيرت مجري كُل التحقيقات بالكامل !
ورقة صغيرة مطبقة لقوها في صندوق التابلوه بتاع العربية ، الورقة فاضية تمامًا إلا من رسم صغير لدب لعبة بني !
لفترة طويلة الورقة دي فتحت أسئلة مالهاش عدد لحَد ما واحد من الناس قال إن ممكن يكون فيه علاقة بين موت كلاريسا و بين الدب بتاع السيد بيتي و رغم غرابة إقتراحه لكن الشرطة فورًا فتحت تحقيق بيدوروا فيه علي رابط بين موت السيد بيتي و بين موت كلاريسا بروكس و لسخرية القدر إتهموا السيد بيتي الميت قبل الحوادث دي بفترة بموت كلاريسا .. موت لي و طبعًا موت جينا
طبعًا دا مش معقول و مش ممكن بأي طريقة من الطرق ، حسيت بالغضب ، أنا فاهم اللي بيحصل ، هُمّا بيقفلوا القضية بس قصاد كده بيسوؤا سمعة السيد بيتي ، بيستعملوه ككبش فداء عشان يقفلوا قضايا مفتوحة و يريحوا دماغهم
.
بعد شهرين واحد دخل قسم الشُرطة بهدوء و قال إن معاه دليل حاسم هيقفل القضايا دي ، الدليل اللي معاه هيقفل كُل القضايا بشكل مفيهوش تراجع و هتكشف كُل الحقايق
طبعا تم التستر علي إسم الشاهد لضمان السرية ، و أنا حتي كظابط تحت التدريب مكانش مسموح ليّا إني أعرف إسمه ، إستمرت السرية التامة دي لمدة 5 شهور بالظبط ، بعد كده رئيس الشُرطة أعلن عن إجتماع طارئ لازم يحضره كُل الظباط حتي المُتدربين و غير مسموح لأي شخص إنه ميحضرش
جوا أوضة الإجتماعات وقف رئيس الشُرطة و بدأ يقول بيان مُهم :
" السيدات و السادة ...
في الشهور القليلة الماضية ظهرت أدلة حاسمة في القضية المتعلقة بوفاة جينا رودولف ولي سالت وكلاريسا بروكس ، الموضوع كان سري للغاية و إحنا ممتنين جدا لصبركم واهتمامكم ... لكن الأدلة التي كنا بنحقق فيها كانت حساسة للغاية...و كان لازم نتأكد من أننا عملنا كل حاجة بشكل صحيح قبل ما نعلن أي حاجة
أغلبكم عارف أو سمع عن السيد بيتي ، سواء عرفتم أو لا ، فالسيد بيتي كان راجل قذر و شرير ، علي عكس ما إنتم فاكرين ... الشاهد السري بتاعنا كان شابة قالت إنه إعتدي عليها جنسيًا مرات كتير قبل وفاته
مكانتش ناوية تتكلم لكن مع تكرار الحوادث و إرتباط إسمه بيها قررت تستجمع شجاعتها و تيجي تحكي اللي حصل لها .. و بعد التأكد من كلامها و فتح تحقيق موسع تم التوصل للآتي
أكتر من 54 شخص في بلدتنا قالوا إنهم تعرضوا للإغتصاب و التحرش الجنسي من قبل السيد بيتي ، و إحنا متأكدين كمان إن جينا و لي و كلاريسا كمان تعرضوا للتحرش أو للإغتصاب ، و نعتقد إنهم إنتحروا فعلا لمّا هو مات نتيجة لمطاردة الذكريات ليهم "
طبعًا 90% من الناس اللي في الغرفة كانوا مش مصدقين و يبدو إن الرئيس توقع حاجة زي كدا ، بص للمساعد بتاعه و أمره بصرامة : " شغّل الشريط ! "
.
بدأ الشريط في أوضة صغيرة و طفل واقف أدام الكاميرا ، الحوار كان بيدور بين الطفل و بين الشخص اللي ورا الكاميرا اللي سأل الطفل : " عامل إيه النهاردة ؟ "
الولد رد بتردد : " الحمد لله "
الصوت من ورا الكاميرا قال : " يا رب يكون السيد دبدوب قدر يساعدك في حل الواجب "
الولد إبتسم و هو بيرد : " آه .. السيد دبدوب ساعدني كتير "
الصوت من ورا الكاميرا قال : " السيد دبدوب بيقول إنك وسيم النهاردة و بيقول إنه حب الحذاء بتاعك "
الولد رد بخجل : " شكرًا "
الصوت قال بشهوانية : " السيد دبدوب بيقولك إقلع هدومك كلها عشان هو عاوز يشوف جسمك "
ساعتها مكنتش سامع أي حاجة تانية .. ساعتها ذكري بعيدة سيطرت عليّا و سرقتني من الدنيا
ذكري للسيد بيتي و هو بيطلب مني مخرجش الفسحة مع زمايلي و افضل معاه في الفصل لوحدنا لأن السيد دبدوب وحيد و محتاج لصديق
إفتكرت اليوم بالكامل ، إفتكرت لما السيد دبدوب قالي إن الحذاء بتاعي حلو ، إفتكرت لما قالي أقلع هدومي كلها عشان يشوف جسمي
كان أنا ... الطفل اللي في الفيديو دا أنا
أنا إزاي نسيت الذكري دي ، إزاي نسيت الحاجات الفظيعة اللي هوا عملها فيّا في الفسحة ، إزاي عقلي طرد الذكري دي طول السنين دي
ثانية واحدة !!
إزاي دا موجود علي شريط فيديو !!
ساعتها إفتكرت ، النقطة الحمرا اللي بتلمع من جوا عيني السيد دبدوب ، الكاميرا الصُغيرة اللي كان السيد بيتي مخبيها جوا السيد دبدوب !!.شرح القصة
علميًا ساعات العقل بينفي ذكري عشان متؤثرش علي مجريات حياة الشخص ، ساعات بيتناسي موقف تمامًا عشان يحمينا من مضاعفات اللي حصل اللي ممكن توصل للإنتحار زي جينا و لي و كلاريسا
دا اللي حصل في حالة اللي بيحكي ، السيد بيتي إغتصبه و هو صغير و عقله نفسي الذكري دي بعيدًا و تناساها تمامًا كأنها محصلتش ( دا علميًا صح .. مش أنا اللي بحط النظريات دي .. أنا آسف يعني )
و السيد بيتي كان حاطط كاميرا صغيرة جوا عينين الدبدوب و بيسجل منها التحرش و الاغتصاب بتاعه بالاطفال اللي عنده في الفصل
من كام يوم ظهرت حالة زي دي بالظبط هنا في مصر و مازال الموضوع في التحقيق و الموضوع عليه اقوال متضاربة كتير و الحقيقة الكاملة لم تظهر بعد
لينك الخبر أهو : ( https://goo.gl/jVr3RN ) أو أهو : ( https://goo.gl/cjiXtH )
طيب .. هل دا معناه إن كل المدرسين أو المديرين كدا ؟
طبعا لا لكن معناه إنك لازم تقعد أو تقعدي مع طفلك و تفهميه كويس أوي إن فيه أماكن في جسمه ممنوع حد يلمسها نهائيًا و لو دا حصل لازم ييجي يقولكم فورا
عشان نقدر نوصل بأولادنا لبر الأمان في الزمن المنيل دا
ملحوظة : القصة غرضها توعوي ... خدوا بالكم من عيالكم
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم