حاجة غريبة أوي، كُنت بحلَم ببنتي في اللحظة اللي قبل ما أفتَّح عيني على طول، ولمَّا فتحت عينيَّا لقيتها واقفة جنب سريري بتبصلي بخوف وأنا نايم، الأوضة كانت ضلمة، بس كُنت شايفها واقفة وسط الظلام، مربعة إيديها بخوف وهي بتترعش، خوف بنت عُمرها ست سنوات متقدرش تحمي نفسها، شفايفها بتترعش وهي بتحاوِل تتكلِّم، شعرها كيرلي أشقر زي شعر والدتها اللي نايمة تشخَّر جنبي، بصيت ناحية الشباك، الأوضة كلها ضلمة، مفيش نور جاي من برا، إحنا كدا تقريبًا قُرب مُنتصف الليل
" لوسي؟ "
" بابا، فيه راجل شرير في أوضة البيبي "
كلمات شريرة أوي متقالة بصوت ملائكي أوب
في أقل من ثانية كُنت باعد الغطا عني وبجري ناحية الممر، عديت جنب الصور المتعلقة على الحيطة من غير ما أبُص ناحيتها، وفي أقل من ثواني كُنت وصلت أوضة ابني اللي عنده سنتين، مديت إيدي بسُرعة وفتحت النور
اللمبة نورت الأوضة، الحيطان الخضرا، صناديق فيها هدايا من يوم عيد ميلاد البيبي، صندوق فيه لعبة ودباديبه، مارك نايم في سريره بسلام، وورا سريره فيه حاجة مُخيفة ومُرعبة
مُقتحم بيدخُل من الشباك المفتوح
بصلي بغضب وشر لمَّا فتحت النور، عرف إني كشفت وجوده وحضوره، ساعتها شُفت السكينة، الراجل كان ضخم وقوي، شعره طويل ومُجعَّد، دقنه طويلة، مُتشابكة، وقذرة، ريحته عرق قوية جدًا، ريحة المُخدرات والكحول ماليين الجو، من حُسن حظي إني نايم ومرتاح، ومن سوء حظه إنه سهران وتحت تأثير المُخدرات، إتحركت أسرع منه، كُنت سايب مكتبتي هنا عشان مالهاش مكان في البيت، اخترت أتقل كتاب عندي، وشديته بسُرعة من المكتبة، ضربته بكعب الكتاب الصلب على إيده اللي ماسِك بيها السكينة، بسبب عنصر المُفاجأة وعدم استعداده لتصرفي السريع السكينة وقعت من إيده، بص على الأرض ودي كانت غلطته التانية، لأن كعب الكتاب نزل على راسه في 3 ضربات سريعة مُتتالية، بسُرعة جدًا زقني بعيد وجرى ناحية الشباك مرة تانية، وبخطوات سريعة نط من الشباك، جرى في الحديقة الخلفية ونط من فوق السور، واختفى في الشارع المُظلم في لحظات
من حُسن حظي إن مارك كان لسَّه نايم، حضنته وضميته لصدري بسُرعة وبقوة
زوجتي جت تجري من الأوضة التانية وهي بتسأل: " إيه؟ إيه اللي بيحصَل؟ الشباك دا مفتوح ليه؟ "
صرخت فيها بسُرعة: " اتصلى بـ 911، كان فيه حد بيقتحِم البيت "
بدهشة سألتني: " إيه؟ "
صرخت فيها بغضب: " حالًا "
مكانش قصدي أضايقها، ولا كان قصدي أصحي مارك، أنا بس كُنت عايز أبيِّن لها إن الموضوع خطير وإن أنا مش بهزَّر
راحت تتصل بالنجدة، وأنا بدأت أفتح نور البيت كُله، خصوصًا اللي برا، بدأت ألف في الأوض وأنا حاضن مارك، لفيت في البيت مرتين على الأقل عشان أتطمِّن وأتأكِّد إن البيت فاضي تمامًا
زوجتي كانت خلصت المُكالمة وقربت مني وهي بتسألني: " ناوي تفهمني إيه اللي حَصَل؟ "
" آه أكيد، أنا آسف إني صرخت فيكي من شوية، كُنت متوتِّر وقلقان شوية بس "
" ولا يهمك، إيه اللي حصل؟ "
" حد اقتحم البيت وكان بيتسلَّل عشان يدخُل البيت من شباك أوضة مارك، أنا كُنت سايب الشباك مفتوح عشان يهوي الأوضة شوية ويبدو إني نسيته، أنا آسف، أنا آسف جدًا يا حبيبتي، كان مُمكِن حاجة تحصـ.. "
قاطعتني وهي بتقول بابتسامة لطيفة: " بس.. بس.. مارك كويس، إحنا كويسين، كُل حاجة تمام "
" صح، عندِك حق "
" الشُرطة في الطريق، وعدونا إنهم هيلاقوا المُقتحِم دا "
" هيلاقوه بسهولة، لأنه مُدمِن وغالبًا هيحاوِل يقتحِم بيت تاني "
" هو إنت صحيت ليه وإزاي؟ هو مارك عيَّط؟ "
سكت لحظات وأنا بفكَّر وبدوَّر على أنسب إجابة أقولها لها، في النهاية بصيت للأرض وأنا بقولها: " آه، مارك.. مارك كان بيعيَّط "
" أنا أم سيئة، كُنت نايمة وابني بيعيَّط "
" ولا يهمك، مش إنتي قُلتي إن المُهم إن كُلنا بخير؟ ما تعمليلي شوية قهوة؟ "
مارك كان صاحي وبيبُصلي، مشيت لحد واحدة من الصور المتعلقة على الحيط، رفعته أدام الصورة وقُلتله بهدوء: " دي اسمها لوسي يا مارك، دي اختك الكبيرة "
مد إيده الصُغيرة ولمس الصورة وهو بيضحَك
صورة بنت صُغيَّرة، شعرها أشقر كيرلي، دمعة نزلت وأنا بقوله: " خليك عارف دايمًا إنها أعظم أخت في الدنيا، ماتت قبل ما إنت تتولد، أنا وماما كُنا بنحبها أوي، لوسي وحشتني أوي يا مارك، لكن عارف.. رغم إنها ماتت، لكنه لسَّه موجودة عشان تحمي أخوها الصُغيَّر "
.القصة رغم كون كتير منكم هيقول إنها قصة حزينة مش قصة مُرعبة لكنها بتحتوي علي تيمتين رعب مش تيمة واحدة بس
نوعين الرعب الموجودين هنا هُمّا الرعب النفسي المُتمثِّل في الأب اللي مش قادر يتجاوز وفاة بنته ولسَّه بيشوفها وبيتعامل معاها حتى لو بيخبي دا على كل اللي حواليه
ورعب الروح المُتمثِّل في روح البنت الصُغيّرة اللي رغم وفاتها لكنها لسّه بتقوم بدور تاني وهو دور الملاك الحارس عشان تنقذ أخوها ووالدها من براثن المُقتحِم اللي كان داخل بسكينة