95

1.9K 177 4
                                    

عمرها عشر سنين تقريبًا ، كانت قاعدة في الشُرفة الأمامية للبيت اللي جنبي و بيتمرج رجليها في الهوا ، رجليها قذرة و هدومها مقطوعة و حوالين رقبتها طوق جلدي شبه أطواق الكلاب ، في البداية كُنت مُعتقد إنه طوق إكسسوار أو زينة ، كُنت قاعد في الشُرفة بتاعتي بقرأ كتاب لمّا لمحتها ، شاورت لها و أنا ببتسم إبتسامة صُغيّرة ، كانت باصّة ناحيتي بدون أي رد فعل و هيّ لسّه بتمرجح رجليها في ملل ، فضولي كان أقوي مني ، سبت الكتاب و مشيت ناحيتها ببطء ، سألتها بإبتسامة : " إسـمك إيه ؟ "
إبتسمت و هي بتقول : " هو مسـميني تشيزي "
ضحكت و أنا بقولها : " إسـم غريب "
رجعت الشُرفة بتاعتي مرة تانية ، سألتني و هي لسّه بتمرجح رجليها : " إحنا كدا بقينا أصحاب ؟ "
ضحكت بسبب برائتها و أنا بقولها : " هنبقي أصحاب بشرط .. هقولك إسـم تاني غير تشيزي "
قالتلي بجدية : " هو بيناديني بأسماء تانية "
" زي إيه ؟ "
" البلهاء .. اللعينة .. المُخيفة .. الغبية "
حسيت بالغضب ، سألتها : " مين اللي بيناديكي بالأسماء دي ؟ .. والدِك ؟ "
قبل ما ترد الطوف المربوط حوالين رقبتها إتشد بقوة من جوا البيت ، للمرة الأولي ميزت إن فيه مسامير حديدية جرحت رقبتها ، قامت بسُرعة عشان الجروح متزيدش و دخلت البيت ، سمعت صوت قاسي بيصرخ فيها : " مش قُلتلك متتكلميش مع حد ؟ "
حاولت تدافع عن نفسها : " بس هو سألني سؤا.... "
الصوت قاطعها بغضب : " أنا عارف إنها غلطة مني إني أسيب تُخرجي برا "
باب البيت إتقفل بعُنف
.
حسيت إني خايف علي البنت ، مش عارف أعمل إيه ، بقالي أكتر من سنة هنا بس عُمري ما إحتكيت بحد من جيراني ، كُنت بشوف جاري دا أحيانًا ، راجل صامت و بيلبس نضارة شمس علي طول بس أول مرة أعرف إن عنده بنت ، عمومًا في المواقف اللي زي دي فيه تصرُف واحد سليم
هتصل بهيئة حماية الطفل و هُمّا يتصرفوا !
شكروني علي إتصالي و قالولي إنهم هيبعتوا حد للتحقيق في الأمر ، حسيت بالفخر إني إتصرفت صح ، بعد شوية لمحت ست لابسة بدلة سوداء بتخيط علي باب جاري ، فتح الباب و بعد شوية كلام قالها بصوت عالي : " يبدو إن فيه خطأ ما .. أنا عايش لوحدي .. مش متجوز و معنديش أطفال "
إبتسمت و هي بتقوله : " يمكن أخدنا العنوان غلط ، مُمكن أدخل أبص بصة علي المكان من جوا لو مش هيضايقك ؟ "
ظهرت علامات الضيق علي وشه و هو بيقول : " لا مش ممكن ... دا بيتي و مش مسموح لحد يدخله "
الشك بان علي ملامح الست و هي بتقوله : " مش هاخد من وقتك غير .... "
قفل الباب في وشها بقوة !
خبطت علي الباب تاني لكن المرة دي مفتحش الباب ، بصت عليّا و أنا واقف في شُرفتي قبل ما تسألني : " إنت اللي إتصلت .. صح ؟ "
بانت عليها خيبة الأمل و هي بتقول : " للأسف مش هنقدر نعمل حاجة إلا بإذن من المحكمة ، و المحكمة هترفض تدينا الإذن غير بوجود دليل ، معاك صورة للبنت أو أي حاجة تثبت صحة كلامك ؟ "
هزيت راسي بالنفي ، سابتني و مشت بدون كلام و رجعت ناحية عربيتها ، سألتها بدهشة : " كدا خلاص ؟ "
هزت راسها بدون ما ترد و ركبت عربيتها و مشت
.
فضلت قاعد في شُرفتي و بعد حوالي ساعتين الباب إتفتح ، الأب خرج لابس نضارته الشمسية و بدأ يتلفت حواليه بشك ، دخل البيت لثواني و بعدها خرج و تشيزي معاه ، كانت لسّه لابسة الطوق علي رقبتها بس بدون السلسلة المعدنية ، بصت لي بصة كأنها بتودعني و مشت معاه
مشيت وراهم من غير ما يشوفوني و بدأت أراقبهم
.
مشي بعربيته لحد الليل ما دخل ، فضل ماشي لحد ما وصل طريق مهجور وسط الحقول ، كُنت براقبهم بعربيتي ، نزل من العربية و نزل البنت ، ماسكها من كتفها بقوة ، لو حاجة حصلت للبنت مش هسامح نفسي أبدًا ، مسكت تليفوني و كتبت رقن النجدة و إستعديت عشان أتصل
من غير ما يبصلي قال بصوت قاسي : " رجع تليفونك جيبك تاني "
حطيت تليفوني في جيبي بخوف ، كُنت خايف منه و خايف علي البنت ، قالي تاني : " إركب عربيتك .. و روّح "
صرخت فيه بغضب : " إنت إيه ؟ .. ليه بتعمل في البنت كدا ؟ .. إنت ليه ملبسها طوق علي رقبتها ؟ "
" إنت لو عارفها كويس هتعمل معاها كدا برضه ، و يمكن تعمل أسوأ من كدا كمان "
سكت شوية قبل ما يبصلي و يقول : " المخلوقة المُخيفة دي تستحق كُل اللي بيحصل لها "
حط إيده علي رقبتها و بدأ يخنقها ، وشها بدأ يبقي شاحب و هي مش قادرة تتنفس ، قالتله : " بابا .. مش .. قادرة .. أتنفس "
خنقها بقوة أكبر و هو بيبصلها بشر و حقد ، مش هقدر أصبر أكتر من كدا ، جريت عليه و مسكته بقوة و بعدته عنها ، رميته بعيد و وقع علي الأرض ، فكيت الطوق من علي رقبتها و رميته عليه ، حط إيده علي وشه عشان المسامير متجرحوش
علامات الخوف و الغضب بانت عليه و هو بيصرخ فيا : " إنت عملت إيه ؟ .. إنت غبي .. غبي .. إنت معندكش أي فكرة عن باب الجحيم اللي إنت فتحته علينا و علي العالم دا كُله "
شاور عليها بإيد بتترعش ، بصيت و شُفتها ، ملامحها بتتغيّر ، بتتملي شر ، وشها بيشحب و عينيها بتحمر ، جسمها كُله بيترعش و عينيها بتتملي شر و حقد عمري ما شُفتهم قبل كدا ، علي وشها إترسمت أكتر إبتسامة شريرة شُفتها في حياتي كُلها ، إبتسامة خلت قلبي يقف !
الراجل قالي بخوف : " مبروك .. إحنا الإتنين ضمن عداد الموتي دلوقتي "
قام من مكانه ، البنت بدأت تمشي ناحيته ببطء و إبتسامتها بتزداد شرًا و عينيها بتتملي حقد ، صرخ فيّا : " مستني إيه يا غبي .. إهرب .. إهرب حالًا "
هجمت عليه و بدأت تنهش في رقبته بأسنانها ، كان بيحاول يقاومها لكن قوتها كانت أكتر منه رغم صغر حجمها و سنها ، بعد ما قتلته قامت و وشها مليان دم ، بصت ناحيتي و قالتلي : " إحنا أصدقاء .. صح ؟ "
هزيت راسي بخوف ، قالتلي : " إهرب "
و بدأت تجري وسط الحقول لحد ما إختفت تمامًا ، رجعت البيت و محكيتش أي حاجة لأي حد خالص ، الموضوع دا حصل من عشرين سنة و لحد دلوقت معرفش هي إيه أو ليه عملت كدا !
.
.شرح
أنا شاكك في حاجتين :
أولًا .. إن البنت دي بتعاني من حالة إستحواذ شيطاني و دا اللي سبب قسوتها و وحشيتها بالشكل دا و أبوها بدل ما يعالجها قرر يعاملها بالطريقة دي
ثانيًا .. إن دي مش بنت طبيعية و ممكن يكون كائن مُتشبه بالبشر و الراجل دا قدر يروضه عن طريق الطوق لكن جهل الجار و إدعائه البطولة خلى الكائن دا هرب من الراجل بعد ما قتله
في كل الحالتين الموضوع بقاله عشرين سنة و مفيش عنه جديد و دا في حد 1اته خبر حلو
إما البنت إتعالجت أو صياد تاني قدر يصطاد الكائن دا تاني

.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن