أنا عندي مشكلة ... مراتي بتهتم بعروسة لعبة و مُهملة بنتنا !!
.
من يوم ما بنتي إتولدت و أنا عارف إنها إستثناء و هتسبَق سنها ، إسمها زوي ، عارف إن كُل أب بيقول كده بس زوي كانت أذكي طفلة ممكن تتخيلها ، كل شهر حبيبتي الصُغيرة بتكبر شوية و أنا بحبها أكتر شوية ، الحاجة الغريبة إن مراتي كانت بتتجاهل وجود زوي و بتبعد عنها و ده بيزيد كُل شهر عن الشهر اللي قبله ، لمّا زوي بقي عندها 6 شهور مراتي حتي بقت بترفض تبصلها ، دا كان بيخلي زوي حزينة و حاسّة بنقص إهتمام رغم صِغر سنها ، بس أنا مكنتش عاوز زوي تستلم للحزن ، كُنت عاوز زوي تعرف بس إني بحبها جدًا
.
زوي قالت أول كلمة ليها و هيّ عندها 3 شهور بس ... تخيلوا !
قالت ( بـابـا )
عمرها ما قالت " ماما " أو " مامي " لحد دلوقت ، بس دا مكانش مشكلة خالص بالنسبة لمراتي ، و الأغرب إن مراتي مؤخرًا مزاجها بقي أفضل و أحسن !
زوي مشت و هي عندها 6 شهور بس ، كانت بتقع و بتمشي متسندة ، بس البنت برغم صغر سنها كانت مثابرة و قوية و مش بتستسلم ، مكانتش بتعيط لمّا بتقع ، كانت بتتسند و تقوم و تكمِل
.
يوم عيد ميلاد زوي الأول مراتي كانت في الشُغل طول اليوم لدرجة إن أنا و زوي قضينا اليوم لوحدِنا ، جبتلها تورتة شوكولاتة أنا كلت منها و هيّ لعبت بيها ، الصراحة هيّ لمستهاش أصلًا بس يكفي نظرة الشغف اللي كانت في عينيها و هيّ بتبص للتورتة طول الوقت ، قعدنا طول اليوم نلعب لاهدايا اللي جبتهالها لحَد ما جه ميعاد نومها ، مراتي وصلت البيت الساعة 10 بالليل ، سألتها ليه محضرتش عيد الميلاد معانا ، بصتلي بحزن و مشت لحد أوضة النوم و نامت !
زعلت منها ، قعدت أتفرج علي التليفزيون لحَد ما نمت علي الكنبة ، قُمت من النوم علي صوت نقاش بين مراتي و بين زوي ، مراتي كانت بتدلعها و بتحاول تخليها تقول " ماما " ، بس زوي كانت بتضحك و بتقول " بابا " بس ، كانت بتضحك و بتصقف و هيّ بتقول " بابا "
و دي كانت آخر مرة أشوف مراتي بتكلم زوي فيها !
.
يوم عيد ميلاد زوي التاني ، مراتي قالتلي إنها هتشتغل وردية زيادة و هتتأخر في الشغل ، إترجيتها كتير إنها متروحش الشُغل و تقعد معانا اليوم ده ، لكن هيّ رفضت تمامًا ، قالتلي كمان إن الموضوع مش مستاهل ، مراتي خرجت من الباب و سمعت صوت عياط من ورايا ، بصيت ورايا لقيت زوي واقفة و وشها مليان دموع ، سألتني ليه مامتها مش بتحبها و بتكرهها بالشكل ده ، حضنتها و قلتلها إننا بنحبها إحنا الإتنين ، زوي خرجت من حضني و هيّ بتسألني بحزن : " بس هيّ ليه مامي مش بتتكلم معايا ؟ "
قلتلها إن مامتها عندها مشاكل في الشُغل و مش عاوزة تضايقها بمشاكلها بس ، جبتلها المرة دي تورتة تانية لكن هي رفضت تقرب لها و قالتلي إنها مش هتاكلها ، كُنت فاكرها هتفرح بالتورتة !
.
سبت الكيكة برا و طلعت من تحت الترابيزة 3 أكياس مليانين هدايا ، 3 هدايا ملفوفين بورق هدايا شكله حلو و عليه الرسومات اللي هيّ بتحبها ، قالتلي إني لازم زي كُل مرة أفك ورق اللف بهدوء عشان هتعلقه علي حيطة أوضتها زي ما بتحب ، الهدية الأولي كانت لعبة مطبخ صغيرة هيّ فرحت بيها ، الهدية التانية كان كتاب حلو يليق بسنها ، الهدية التالتة كانت الأهم ، عروسة شبه البيبي تقدر تأكلها و تشربها و تغيّرلها هدومها ، فرحت أوي بالعروسة ، لدرجة إنها قعدت تلعب بيها لحَد ما جه ميعاد نومها
مراتي دخلت البيت الساعة 11 بالليل ، سكرانة تمامًا ، شكلها معيطة كتير ، علاقتنا كانت ضعيفة أوي لدرجة إني مش عارف مالها ، كانت طول الوقت بتتجاهل زوي ، مؤخرًا بقت تتجاهلني أنا كمان ، زواجنا بينهار و أنا في الحقيقة مش عارف إزاي ممكن أصلح ده ، فكرتها كعادتها هتتجاهلني و تروح تنام ، لكن مشت في الأوضة لحد ما وصلت للعروسة الجديدة بتاعة زوي ، حضنت العروسة بحنية مش طبيعية و قعدت علي الكنبة و بدأت تلاعبها ، حطتلها البزازة في بقها و بدأت تغيّر لها البامبرز اللعبة بتاعها بإهتمام حقيقي ، حضنتها تاني و بدأت تهمس لها و هيّ مبتسمة !
.
كنت خايف منها ، دي إهتمت باللعبة خلال الكام دقيقة دول أكتر ما إهتمت ببنتها زوي طول عمرها ، لسه بتهمس للعروسة و بتضحك و تحضنها بشغف مش طبيعي ، مكنتش سامع هيّ بتهمس لها بتقول إيه لكن مع مرور الوقت بدأت أميز الكلمات ، كانت بتقول للعروسة اللعبة : " إندهيلي و قوليلي يا مامي ! "
شوية و مراتي نامت مبتسمة للمرة الأولي من سنين ، العروسة نايمة بين إيديها ، رحت أوضة النوم عشان أجيبلها بطانية و أغطيها ، غطيتها كويس و رُحت أوضة النوم و نمت نوم عميق ، الصُبح صحيت علي صوت غريب مسمعتوش من سنين ، مراتي بتضحك بصوت عالي !
جريت لتحت عشان أشوفها بتضحك مع مين ، كانت ماسكة العروسة و بتلاعبها و بتضحك بفرح ، كانت قاعدة علي كرسي هزاز و بتتهز بالعروسة و بتضحك و هيّ بتكلمها ، زوي كانت واقفة بعيد بتتفرج عليها و هيّ بتعيط ، حضنت زوي و بدأت أهديها و أنا بسأل مراتي هيّ بتعمل إيه ، مع الحركة علي الكرسي الهزاز كانت بتقول كلمة واحدة كل مرة
" عادي "
" بس "
" بلعب "
" مع "
" بنتي "
قلتلها إن زوي كانت بتعيط بسببها ، بصتلي بصة مش ظريفة و هيّ ساكتة و لسه بتتهز علي الكُرسي
.
مراتي كانت مزعجة بشكل كبير ، تجاهلناها أنا و زوي و أخدت زوي و رُحنا نلعب بالعرايس القديمة بتاعتها في أوضتها ، بعد ساعة مراتي جت من برا و قالتلي إنها هتلبس و تنزل تعمل شوبنج مع بنتها ، زوي فرحت و صرخت بفرحة و هيّ بتجري علي الدولاب عشان تغير هدومها ، لمّا زوي غيرت هدومها و خرجت من الأوضة كانت مراتي خدت العروسة و خرجت و سابت زوي حزينة !
قعدت ألعب مع زوي و أهون عليها لحَد ما جه ميعاد نومها ، قبل ما تنام بصتلي بحزن و قالتلي : " هيّ ماما ليه مش بتحبني ؟ "
قلتلها إن مامتها بتحبها و إبتسمت بلُطف ، قلتلها إن ماما خرجت تجيبلها هدية عيد ميلادها بس عاوزة تفاجئها ، إبتسمت و نامت و إبتسامتها منورة وشها
.
مراتي وصلت البيت الساعة 9 بالليل ، مشيت ناحيتها و صرخت فيها ، كنت عاوز أفهم هيّ بتعمل كده ليه ، حاولت تتجاهلني و تهرب مني لكن مسكتها و منعتها من الحركة ، بصتلي بصة قاسية أوي ، رمت العروسة اللعبة في وشي و هي بتصرخ : " علي الأقل العروسة دي حقيقية ... عارف الوضع صعب أد إيه و أنا شايفاك بتمثل كل ده ... زوي ماتت ... ماتت ... ماتت ... إمتي هتفوق و تبطل تمثيل بقي ؟ "
صرخت فيها بحزن و طلبت منها تبطل كذب ، رمت نفسها في حضني و إنهارت من العياط ، زوي صحت علي صوتنا و وقفت تتفرج علينا و إحنا حاضنين بعض ، إبتسمتلي بلطف و طلعت أوضتها تاني ، بدأت أعيط مع مراتي و أنا بفتكر كُل حاجة ، بنبتنا زوي الجميلة ماتت و هيّ عندها 10 أيام بس ، كانت سليمة تمامًا و مفيهاش أي حاجة غلط ، نامت في يوم و مصحتش تاني ، الدكاترة قالوا إنها حاجة إسمها متلازمة موت الرُضع ، بس أنا مكنتش عاوز أصدق !
.
قعدت مراتي علي الكنبة و سبتها و مشيت ، طلعت أوضة زوي في الدور اللي فوق ، لعبها كانت هنا ، عرايسها كانت هنا ، هدومها كانت هنا ، سريرها كان هنا ... زوي مكانتش هنا !
قفلت باب أوضتها و دخلت أوضتي ، فتحت اللاب توب بتاعي و بدأت أتفرج علي صورها قبل ما تموت ، مكنتش عاوز أصدق ، مراتي فاكراني مجنون ، أنا مش هصدق إن زوي ماتت ، مش هصدق
حسيت بإيد بتتحط عليّا ، لفيت لقيت زوي بتضحكي ، حضنتها ، زوي بين إيديا ، زوي مماتتش !
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم