١١٩

1.5K 143 3
                                    

طول حياتي كُنت قُريِّبة من أهلي، وخلوني أعترف لكم بحاجة ... هُمَّا دلعوني زيادة عن اللزوم، يعني كمِثال ... في عيد ميلادي بيخلوني أغيب من المدرسة، لمَّا بيكون عندي أرق بيعملوا أي حاجة وكُل حاجة عشان بس يخلوني أحس بالارتياح، ماما عاطفية أوي، وبتخاف عليَّا من كُل حاجة، دايمًا عندها إحساس إنها مش أم كويسة ودايمًا مقصَّرة، ومهما قُلتلها، دايمًا حاسَّة بالإحساس دا، بابا مش عاطفي زيها، لكنه راجل عظيم، دايمًا بينصحني وبيدعمني في كُل حاجة، حقيقي أنا مُمتنَّة وشاكرة ليهم على كُل حاجة
قُريِّب حصلت مُشكلة، كُنت عايزة أروح حفلة وهُمَّا رفضوا، أنا كُنت متدلعة وسخيفة، قررت أروح الحفلة بالليل مهما حَصَل
بعد ما ناموا خرجت أتسحَّب من شباك البيت، بدأت أمشي ناحية البيت اللي فيه الحفلة، على بُعد عشرين دقيقة مشي تقريبًا، أغلبهم في شوارع رئيسية ومنوَّرة بشكل كويس، أنا بحب المدينة اللي إحنا ساكنين فيها بالمُناسبة، لكن الليل كان مُخيف ودا اللي بدأت أكتشفه كُل ما كُنت ببعد عن البيت أكتر، أنا بنت ... والجُزء دا من المدينة من آمن بشكل كافي
كُنت بعدت عن البيت بحوالي عشر دقايق، مع كُل عربية كانت بتعدي من جنبي، كان عقلي بيصوَّرلي إنهم جايين عشان يخطفوني، قلبي كان بيدُق بسُرعة، كُنت حاسَّة إني هتخطف في أي لحظة
ودا اللي حَصَل!
الموضوع حَصَل بسُرعة جدًا، ألم هائل وصراخ مؤلم، قبل ما أفهم إيه اللي حَصَل، كُنت متكوِّمة في شنطة عربية ماشية بسُرعة جنونية
" أرجوكم، سيبوني أروَّح، مش هقول لحَد حاجة عن اللي حَصَل، أنا عايزة أروَّح "
مفيش رد!
.
بعد كدا لقيت نفسي محبوسة في غرفة مُظلمة فيها بس صينية أكل وكوباية مية، ملاية مفروشة على الأرض، كانت غُرفة أشبه بالكوخ الخشبي، دا اللي قدرت أعرفه، فجأة ... الست اللي خطفتني دخلت الكوخ
قربت مني ببطء وهي بتقول: " حبيبتي، إنتي معندكيش أي فكرة أنا فرحانة أد إيه إني شُفتك "
كانت حاطَّة إيدها على قلبها، وزنها زايد وراسمة على وشها ابتسامة سخيفة، كانت بتبصلي برفق أوي وبتكلمني بحنان هائل
صوتي كان مليان خوف وأنا بسألها: " إنتي مين؟ "
حاولت أمسك نفسي وأمنع دموعي، كُنت خايفة منها
" إنتي تُهتي مننا، لكن أخيرًا لقيناكي الحمد لله ... أنا ماما "
فتحت إيديها وحضنتني، ريحتها كانت حلوة، جسمي كُله إترعش لمَّا لمستني، كُنت عايزة أختفي من هنا
زقيتها بعيد عني وأنا بقول: " لا ... أنا مش بنتك! "
بصتلي بدهشة كأني حرقتها، تعبير وشها كان مزيج بين الصدمة والحُزن، بصيت في الأرض، بتمني لو تمشي وتسيبني، أنا عايزة أنام
بدأت ترجع لورا بخطوات بطيئة وهي باصَّالي بدهشة وبتقول: " إنتي بنتي!، هُمَّا كذَّابين، أنا مش مجنونة "
بدأت تنهار على الأرض وهي بتصرُخ، بتصرُخ بصوت عالي لدرجة إن وداني بدأت تؤلمني
فجأة ... راجل دَخَل الكُوخ، حضن الست بهدوء وهو بيقولها: " هشششش، هي لسَّه مش عارفة إنتي بتتكلمي عن إيه، مش إحنا اتفقنا إن الموضوع هياخد شوية وقت؟، هي معاهم بقالها وقت طويل "
بدأت تهدى شوية، ودا خلاني أتطمِّن وأهدي شوية، خرجت من الكوه وقفلت الباب الخشبي وراها
سابتني مع الراجل لوحدنا
بصلي بصرامة وهو بيقول: " لازم تبقي ألطف من كدا معاها، دي والدتك "
ورغم الصرامة اللي باينة في ملامحه لكن عينيه كانت مليانة ثقة وصدق، دا شخص بيقول الحقيقة، بس أنا مش بنتهم، صرخت فيه بجنون: " لا!، لا، أنا مش بنتكم، وإنت عارف كدا كويس "
ضربني على وشي بقوة
وسابني وخرج
.
مر يومين وأنا في الكوخ زي ما أنا، كانت بتيجي الكوخ وتكلمني عن إننا لازم نعوَّض السنين اللي ضاعت
كانت بتقعد أدامي، تبتسم وتقولي بهدوء: " حاجة واحدة بس كُنت بفتقدها، غيرك طبعًا، كُنت بفتقِد إني أسرَّح شعرك "
مرة سألتني: " كُنتي بتحبي تعملي إيه وإنتي بعيدة عننا؟، لمَّا كُنتي معانا كُنتي بتحبي تركبي العجلة بتاعتك وتلعبي بيها في حديقة البيت طول الوقت ... "
قُلتلها: " كُنت بحب أقعد على المُرجيحة الموجودة في الحديقة الأمامية، أتفرَّج على الأطفال اللي بيلعبوا في الشوارع "
كُنت بجاوبها بصدق لسببين، إني مضايقهاش مني، وإني كُنت بتبسط لمَّا بتكلِّم عن البيت
كانت بتبصلي وبتضحك وبتقول: " أنا كمان كُنت بعمل كدا!، كُنت بتفرَّج على الأطفال اللي بيلعبوا في الشارع وأفكَّر فيكي، كُنت بضحك كُل ما افتكرك، كُنتي واحشاني أوي "
الراجل اللي بيقول إنه بابا كان بيزورني عشان يحطلي أكل جديد كُل يوم
.
في يوم صحيت وأنا حاسَّة إن فيه حاجة غريبة هتحصل، مكُنتش عارفة هي إيه، لكن بعد شوية فهمت لمَّا شُفت رجال الشُرطة وهُمَّا بيكسروا باب الكوخ وبيدخلوا
الظابط أول ما شافني صرخ بحماس: " لقيتها! "
جري عليَّا وحررني من السلسلة اللي كُنت مربوطة بيها
شالني لحَد برا، مكُنتش قادرة أمشي، لكن حتى وأنا بين إيدين الظابط لقيت نفسي بدوَّر عليهم، الست اللي بتقول إنها ماما والراجل اللي بيحطلي الأكل
الراجل كان غاضب، كان بيتصارع معاهم، وشه كان أحمر، كُنت خايفة
الست اللي بتقول على نفسها ماما كانت على نقَّالة
صرخت بصوت عالي: " إيه اللي حصل لها؟، هي ماتت؟ "
الراجل بص ناحيتي، عينيه كانت باصَّة عليَّا، مليانة غضب وحقد
صرخ فيَّا بغضب: " إنتي اللي قتلتيها، إنتي اللي قتلتي أمك، أنا أبوكي، فاهمة ... أبوكي، عشان متسينيش تاني "
.
في المُستشفى، كُل الناس كانت بتبصلي وبتهمس، كُنت حاسَّة إني غريبة
المُمرضة وهي بتديني الأكل، سألتها: " هقدر أشوف أهلي إمتى؟ "
كُنت عايزة أشوف أهلي الحقيقيين، ابتسمت وقالتلي: " مش عارفة، بس مُمكن أروح وأسأل، هُمَّا برا بيتكلموا مع الظابط اللي لقاكي "
كُنت حاسَّة بارتياح
دخلت عميلة من مكتب التحقيقات الفيدرالية، كانت لطيفة، قعدت جنبي وقالتلي: " هاي، أنا جينيفر، إنتي عاملة إيه دلوقتي؟ "
" أنا كويسة، أعتقد إني كُنت محظوظة، هُمَّا مسببوش ليَّا أي أذى، هو أنا هقدر أشوف أهلي إمتي؟ "
" إنتي ... إنتي مش هتشوفيهم تاني، أهلك اللي إنتي تعرفيهم دول مش أهلك الحقيقيين، دول اللي خطفوكي منهم وإنتي صغيَّرة، أهلك الحقيقيين هُمَّا الراجل والست اللي خطفوكي منهم تاني وحبسوكي في الكوخ "
قلبي كان هيقف من الخوف وأنا بسمعها
سألتها بقلق: " عرفتوا الكلام دا إزاي؟ "
" هُمَّا اعترفوا، قالوا إنك كُنتي متعوِّدة تركبي العجلة بتاعتك في حديقة بيت أهلك الحقيقيين، وهُمَّا خطفوكي منهم، قالولك إنهم أهلك، أهلك الحقيقيين دوروا عليكي لحَد ما عرفوا مكانك وقرروا يخطفوكي منهم تاني "
.

.
.البنت دي كانت بنت أسرة (أ) وكانت متعوِّدة تلعب العجلة بتاعتها في حديقة بيتهم، الأسرة (ب) واللي مش بيخلفوا قرروا يخطفوها، والبنت عشان كانت صغيَّرة أوي مقدرتش تميِّز، إتربت وسط الأسرة (ب) على إنهم أسرتها الحقيقية
الأسرة (أ) عرفت مكانها وقرروا يخطفوها تاني، يستعيدوا بنتهم مرة تانية، ويحبسوها في كوخ صغيَّر لحَد ما تفهم اللي حصل وتتأقلم معاهم، لكن يبدو إن حد ميعرفش الموضوع بلَّغ عنهم
الشُرطة لمَّا جت الأم ما إستحملتش، حسَّت إن بنتها هتروح منها تاني، فماتت والأب فضل يقاوم مع الشُرطة ويقولهم إنه أبوها وحكي لهم القصة، الأسرة (ب) وبمنتهى البجاحة رايحين يستلموا البنت
الشُرطة سألتهم وضغطوا عليهم فاعترفوا
وما بين الأسرتين، حياة البنت دي إتدمرت تمامًا
.

.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن