١٢٤

1.5K 139 9
                                    

مش عارف المفروض أبدأ منين، المفروض في البداية أعرَّف نفسي، إسمي رون وايت، عندي 24 سنة، وعايش في الريف في جورجيا
آه ونسيت أقولكم ... بيتي مسكون!
الموضوع بدأ من سنة تقريبًا، لمَّا انتقلت هنا للمرة الأولى، ورثت البيت دا من جدي لمَّا مات السنة اللي فاتت، كُنت على وشك أسيبه أو أبيعه، لكن في اللحظة الأخيرة قررت إني هكون غبي جدًا لو رفضت بيت مجاني، خصوصًا إن ظروفي المادية سيئة وعليَّا ديون كتير
جدي كان راجل هادي، وكلامه كان قُليِّل جدًا، والدتي، اللي هي بنته، بتقول إنه طول عُمره كدا، أو بمعنى أصح هو كدا من يوم ما إتجمعوا سوا وهي عندها 30 سنة، قضت طفولتها وشبابها بعيد عنه
على أي حال، أنا بكتب لكم لسبب مٌهم
الموضوع بدأ بصوت حاجة بتتجر في الممر، لمَّا سمعته تجاهلته وكملت فرجة على التليفزيون، لكن بعد كدا، قطتي جرت ناحية الممر عشان تتأكِّد من مصدر الصوت، وبعد لحظات، دخلت الأوضة بتجري وهي مرعوبة كأن حد بيجري وراها، وبرضه تجاهلت اللي حصل، انتم عارفين القطط ... مجنونة وتصرفاتها غريبة ومُريبة
بعد يومين، كُنت في الحديقة الأمامية، بظبَّط فروع الشجر، فجأة حسيت إني عايز أبُص ناحية شباك الدور اللي فوق، هو أنا مش مُتأكِّد، بس أظن إني لمحت خيال لشخص ماشي بعيد عن الشباك، جريت ناحية البيت وفي إيدي فأس، كُنت بدوَّر على المُقتحِم، دورت في كُل غرف البيت، لكن ملقيتش أي أثر لأي حد، يمكن تهيؤات، خرجت برا مرة تانية
لكن خلال الأسابيع اللي بعد كدا، الأمور كانت بتتغيَّر للأسوأ، أصوات الجر والخطوات التقيلة بقت روتين يومي، ساعات كتير كُنت بشوف ظلال سوداء بطرف عيني في أركان الغُرف، طبعًا ركبت كاميرات مُراقبة، لكن الكاميرات مصورتش أي حاجة، فكرت أكلم كاهن أو روحاني أو حتى حد من صيادين الأشباح، بس حسيت إن دا قرار غبي جدًا، أكيد دي تهيؤات مش أكتر، دي أول مرة أعيش لوحدي في بيت كبير زي دا
لكن اللي حصل بعد كدا إن القطة بتاعتي بدأت تتصرَّف بطريقة غريبة، بدأت تمشي ورا حاجة مش شايفها في البيت، كأن فيه حد تاني بيتمشى أدامها، لكن مكانش فيه أي حد
بدأت أراقب سلوكها الغريب، لحَد ما لاحظت إنها أغلب الوقت بتبعد عن طريق الكاميرات وبتخرج برا، قررت أمشي وراها وأشوف هي بتروح فين، مشيت وراها لحَد ما خرجت من الباب الخلفي للبيت، مشى في الحديقة الخلفية لحَد ما وصل لمكان ما مكُنتش أعرف بوجوده، مشيت لحَد ما وصلت لهناك وشُفت مدخل خفي مكُنتش أعرف بوجوده، لمَّا فتحته كان فيه سلم نازل لتحت، سلم للقبو اللي مكُنتش أعرف إنه موجود، كُنت فاكر إن البيت دا مالوش قبو
نزلت القبو وبدأت أبص حواليا، سمعت القطة بتاعتي بتنونو من ركن بعيد، بدأت أدور على زرار النور لحَد ما لقيته وفتحته، الأوضة نورت أدامي، القبو كان فاضي تمامًا، إلا صندوق ورقي في الركن اللي القطة واقفة فيه، خدته ورجعت البيت، حطيته على ترابيزة المطبخ، قررت أفتحه وأكتشفه بكرة بعد الشُغل
تاني يوم لمَّا رجعت من الشُغل، نسيت أبُص على الصندوق، كان عندي شُغل كتير في الحديقة الخلفية، نضفتها ولاحظت وجود شجرة ميتة في مُنتصف الحديقة، قررت إني هشيلها وأزرع مكانها شجرة جديدة
لمَّا خلصت شُغل، خدت شاور ودخلت أنام، لكن صحيت بالليل على صوت دوشة، تجاهلت الصوت وكملت نومي، رغم إني كُنت حاسِس إن حد بيراقبني طول الليل
لمَّا كُنت بجهز للشُغل تاني يوم، سمعت صوت حاجة بتقع في المطبخ، جريت ناحية المطبخ، القطة كانت قاعدة على ترابيزة المطبخ والصندوق كان واقع ومحتوياته كلها مكبوبة على الأرض، دا كان أمر مش طبيعي، الصندوق كان تقيل، مش معقول القطة تكون قدرت توقعه على الأرض
بدأ ألم الحاجة من على الأرض، وطبعًا كُنت بتفحص الحاجة وأنا بلمها، كان فيه أخبار كتير من جرايد مُختلفة كُلها بتتكلِّم عن بنت صغيرة اتخطفت من المنطقة دي، كانت عايشة في البيت اللي جنبي دا قبل ما تختفي، الصندوق كان فيه شوية صور ليها هي وأهلها، وصور لجدي وهو صغيَّر
لكن الصور بدأت تبقي أغرب، الصور كأنها متصورة من جوا عربية، من الشارع، كأن اللي بيصوَّر مش عايزهم يعرفوا إنه بيصورهم
لاحظت كمان وجود ظرف مقفول واقع على الأرض، كان جوا الصندوق أكيد، لمَّا فتحته كان جواه جواب مكتوب بخط إيد جدي، والأغرب إنه متوجِّه ليَّا أنا
(رون ...
لو إنت بتقرا الجواب دا دلوقتي فدا معناه حاجتين، أولًا: إن أنا ميت، وثانيًا: إنك اكتشفت الصندوق، البنت اللي في الصور اسمها ماريان، من يوم ما شُفتها وأنا بقول إنها أجمل طفلة شُفتها في حياتي، أهلها انتقلوا للبيت المجاور لمَّا كان عُمرها سبع سنوات، كان عمرها من عمر والدتك وقتها، ودا كان مضايقني أوي، كُنت زعلان إني مش جُزء من حياة والدتك في الوقت دا، بس دي مش غلطتي، جدتك هي اللي خدتها مني وبعدتها عني، في كُل مرة كُنت بشوف ماريان مع أسرتها، كُنت بزعل وبتضايق، ذنبي إيه إن بنتي تبعد عني؟
في يوم، كانت ماريان بتلعب في الحديقة الخلفية لوحدها، ندهت عليها واستدرجتها لجوا البيت عندي، أهلها مخدوش بالهم إنها اختفت، أغبيا جدًا، أنا هكون أب أحسن منهم، سألتها لو تحب تعمل كوكيز معايا، وطبعًا وافقت، عملتلها كوكيز بسم الفيران، لمَّا ماتت شديت جُثتها للقبو وسبتها هناك عدة ساعات، لمَّا الليل جه، دفنتها في الحديقة وزرعت فوق جُثتها شجرة، عشان أفضل دايمًا فاكر مكانها، كدا بقوا زيي زيهم، كُل واحد فينا محروم من بنته، الشُرطة شكوا فيَّا، لكن أهل ماريان قالوا للشُرطة إن أنا مستحيل أؤذيها
في النهاية القضية إتقفلت ضد مجهول، بعد حوالي 20 سنة قدرت أشوف والدتك تاني، وعرفت إن والدتك إتجوزت وخلفتك، أنا بكتب لك الجواب دا عشان كدا، أنا كان لازم أعترف لحَد قبل ما أموت، إنت عارف هتلاقي جُثة ماريان فين، أنا هكتب في وصيتي إن البيت يبقي ليك، لمَّا تلاقي جُثتها حررها عشان روحها عالقة في البيت وإنت أكيد لاحظت دا
جدك جون)
جريت على الحديقة الخلفية، كُنت عارف مكان الجُثة، تحت الشجرة الميتة، اتصلت بالشُرطة وبلغتهم، وبلغوا أهل ماريان بالخبر، خدوا الهيكل العظمي عشان يدفنوه مبعرفتهم
أتمني روح ماريان تكون ارتاحت كدا
.

.من القصص اللي بتنتهي نهاية سعيدة
الروح ارتاحت
الأهل عرفوا أخيرًا مصير بنتهم
ماريان هتتدفن بشكل لائق
الجد اعترف وعمل حاجة صح أخيرًا
لكن عايز أسألكم سؤال مهم أوي
متأكدين إن كل اللي حواليكم صافيين النية من ناحيتكم ولا ممكن يبقي فيهم حد زي الجد مستني الوقت المناسب عشان يؤذيكم
.

.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن