زمان أيام دراسته الجامعية، بابا كان له حبيبة اسمها جيني، طبقًا لكلام بابا، جيني كانت بتتعالِج من مرض نفسي، دا غير إنها شخص غير مُتَّزِن نفسيًا، بتتخانق معاه فتنزل تقطَّع كاوتش العربية بتاعته، تتخانق مع بنت تانية فتقطَّع هدومها، ومرة حاولت تعتدي عليه جسديًا، في النهاية.. مقدرش يتحمِّل القدر دا من الجنون، فقرَّر يسيبها ويرتبِط بواحدة تانية، البنت اللي بعد كدا هتبقى زوجته، ومن بعدها هتبقى أمي، وطبعًا.. جيني مكانتش سعيدة أبدًا باللي حَصَل دا، وفضلت تضايِق والدي لشهور طويلة، في النهاية.. قرَّر إنه يعمل لها محضر عدم تعرُّض، وكانت النتيجة إن جيني أصيبت بإحباط واكتئاب حاد، وشنقت نفسها في أوضتها في السكن الجامعي، ودا سبِّب صدمة قوية جدًا لوالدي
القصة دي هي سبب نكتة عائلية موجودة لحَد النهاردة في أسرتنا، الأمور الغريبة بدأت تحصَل لبابا بعد فترة قصيرة جدًا من وفاة جيني، عربيته إتدمرت تمامًا بشكل غريب ومش مفهوم، إتفصَل من الجامعة بعد مُكالمة من شخص مجهول قال لإدارة الجامعة فيها إن بابا بيبيع ماريجوانا، في كُل مرة كان بيحصَل فيها حاجة غريبة زي دي كان بابا بيقول: " جيني اللي عملت كدا! "
ودا بقي تقليد في أسرتنا، كوباية وقعت إتكسرت؟ جيني اللي عملت كدا!
حد عوَّر نفسه بأي شكل من الأشكال؟ جيني اللي عملت كدا!
عارف إن أغلبكُم هيقول إننا مش بحترِم البنت الميتة، بس صدقوني بابا بيقول إن دي الطريقة اللي هو بيعتذِر لها بيها، عن طريق إن سيرتها تفضَل حيَّة دايمًا بيننا، على الرغم من إنها حوِّلت حياته لجحيم أثناء حياتها
النكتة دي مُستمِرة من يوم ما وعيت على الدنيا، أنا وإخواتي عارفينها، وبنعلِمها لبعض، لكن مؤخرًا.. أخويا زوِّدها زيادة عن اللزوم، أختي الصُغيَّرة سارة اللي عندها 6 سنين مؤخرًا بقت بتُعاني من كوابيس مُخيفة، في كُل مرة بتخرج فيها من أوضتها وهي بتعيَّط من الخوف وتجري تدخُل أوضة بابا وماما، كان بيسخَر منها، بابا وماما كان بيحاولوا يهدوها، لكن الموضوع تطوَّر لدرجة إنها رجعت تلبس حفاضات مرة تانية في السن دا، كانت بتقول إن فيه ست بتُقَف جنب سريرها كُل يوم بالليل، نحيفة زي ما تكون هيكل عظمي، شعرها واقف وكأنها متكهربة، أخويا من ساعة ما سمع الكلام دا وهو بيقول: " أراهنكُم إن دي جيني.. " أو " خدي بالِك من جيني النهاردة "
طبعًا الكلام دا كان بيخوِّفها أكتر، لدرجة إنها وصلِت لمرحلة إن لو حد جاب سيرة جيني جنبها كانت بتنهار من الخوف، بس الموضوع كان منطقي لحدٍ ما، دي طفلة صُغيَّرة وطبيعي تخاف من كوابيسها، أخويا بقي اللي كان بيخوِّفها أكتر من الموضوع دا، وكمان بيخليها تصدَّق في وجود شبح جيني
لكن أنا شخصيًا بدأت أحِس بحاجات مُخيفة بتحصَل في الفترة الأخيرة، بدأت ألاقي صور في أماكِن غريبة من البيت، زي ورا المراية، تحت السرير، أو متعلَّقة على شباك أوضة أختي، أنا عارفة دي صور مين، دي صور بابا وجيني، هو لسَّه مُحتفِظ بكام صورة منهم، بس كانوا في ألبوم صور قديم محطوط جوا صندوق مقفول في العلية، أنا مش عارفة إزاي وصلوا للأماكِن دي، أعتقد أخويا اللي بيعمِل كدا عشان يزوِّد خوف أختي منها، خليني أقولكم إن جيني كانت جميلة، شعرها كان طويل وبيلمَع، ملامحها رقيقة وجميلة، بس عينيها كانت مُخيفة بشكل غريب، دايمًا بيلمعوا بغضب مش مفهوم، في كُل مرة كُنت بشوف الصور دي، كُنت بلمهُم وأرجعهم مكانهم تاني