أنا شايفك، مش عارفة تنامي كويس بالليل، مش عارفة تحبي نفسِك، مش عارفة حتى تفهمي نفسِك، بتعيطي طول الليل بصمت ومحدش سامعِك، بس من جواكي بيكون نفسِك حد يسمعِك، حد يحِس بيكي، يحِس بألمِك، يحس بالمرارة اللي حاسَّة بيها، على أي حال إنتي عارفة إن دا مش هيحصَل غير في أحلامِك بس، محدش هيقدر يشوف اللي جواكي طول ما إنتي بتتظاهري إنك كويسة وبخير، بتتظاهري إنك قُريبة من أصدقائك، بتبتسمي وبتضحكي على نُكتهم السخيفة، موجودة دايمًا عشان تدعميهم، وعلى الرغم من إنك بتتظاهري طول اليوم إنك بخير، لكن أفعالك بالليل بتقول عكس كدا تمامًا
هاهاها، دمهُم خفيف، إنتي بتضحكي، بس إنتي طول الليل بتعيطي لوحدِك، بتصرخي جواكي، حاسَّة بالغضب لدرجة إنك عايزة ترمي كُل حاجة في أوضتك، عايزة تكسَّري كُل حاجة في أوضتك، متضايقة إن العالم قاسي ومش عادل، إنتي بتحبيهم، وهُمَّا مش بيحبوكي، إنتي فاهماهم، وهُمَّا مش فاهمينك، بس أنا مش زيهم، أنا شايفك، أنا شايف كُل نُكتة بتقوليها، فاهم بتقوليها ليه وبتقصدي إيه من جواكي، شايفك وعارف صديقتك المُفضلة، وهي بتسرق منك كُل الناس اللي بيحبوكي، وهي بتقلب كُل الناس ضدِك، بتكون حريصة طول الوقت إنك تبقي لوحدك، بتخليكي تحسي إنك عايزة تختبئي في ركن الغُرفة، وتختفي جواه للأبد، ورغم إنها بتتصرَّف طول الوقت كأنها بتهتم بيكي، لكن في الحقيقة هي مش بتهتم غير بإزاي تكسرك
شُفت، وبشوف، كُل كلمة بيقولوها لمَّا بتمشي من معاهم، بسمع كُل حاجة
لمَّا بيجاملوكي ويقولولك إن شكلك حلو النهاردة، أو لمَّا بيقولولِك أد إيه هُمَّا فخورين بيكي وباللي عملتيه، لكن مُجرَّد ما تديهم ضهرك، بيغيروا كلامهم زي التعابين، بيتكلموا كتير أوي من وراكي، إوعي تسمعي كلامهم، أو على الأقل حاولي متسمعيش كلامهم، أنا عارف إنك بتتأثري بكلامهم غصب عنك، بتسمعي كُل كلمة بيقولوها، بس دا عشان إنتي للأسف واقعة في شباكهم زي الضحية المسكينة، ومش عارفة ولا قادرة تهربي منها، سيبيهم وابعدي عنهم، متخافيش، مش هتكوني لوحدِك، أنا هنا عشانك، أنا هنا عشان أكون الشخص اللي بتهربي له من كُل حاجة وتعيطي في حضنه، عشان تتخلصي من كُل ألمِك، بس إزاي هتقدري؟ دا الحُزن اللي إنتي حاسَّة مينفعش يتوصف بكلام
عايزة تنتقمي منهم، بس إنتي مش قادرة تعملي حاجة، أنا عارف أد إيه صعب عليكي إنك تنامي، عارف إنك رجعتي تسمعي الأصوات الخافتة مرة تانية، الأصوات اللي بتقولِك إن إنتي ملكيش قيمة، إن مفيش حد بيهتم بيكي، إنهم بيعملوا كُل جهدهم عشان يكرهوا الناس فيكي، وبسبب الأصوات دي أدركتي إنك مش عارفة تثقي في حد، أدركتي إنك عاجزة، الغضب والإحباط اللي جواكي بيتحولوا لدموع، إنتي عارفة كويس أوي إن النوم مش هيحل المشاكل، عشان كدا بتيجي هنا، في الموقع دا تحديدًا، بتحاولي تنامي لمُدة ساعة تقريبًا ولمَّا بتتأكدي إنك مش عارفة تنامي، بيبقي أدامك حاجة من 3، اليوتيوب، نيتفليكس، أو الموقع دا، اليوتيوب والنيتفليكس مش حلول فعَّالة لأنهم بيفكروكي بذكريات إنتي عايزة تنسيها وتبعدي عنها، لكن قصص الرعب هي مهربك المُفضَّل
أنا بكتب لك في المكان دا لأني عارف ومُتأكِّد إنك هتشوفيه، بكتب هنا عشانِك، أنا عارف إنتي بتحسي بإيه أثناء النهار أو أثناء الليل، عارف إحساس الاكتئاب اللي بيطاردك طول اليوم، عارف الإحساس اللي بتحسي بيه لمَّا بتُدركي الفرق بينك وبينهم، عشان كدا بقيتي بتقضي أغلب وقتك باصَّة لشاشة تليفونِك، بتتمني لو دا يشغلك عن الألم اللي بتحسي بيه
فاكرة الشخص اللي كان وقح معاكي، لكن بعد شوية انتقل بعيد، وبعد ما انتقل اتصل بيكي إعتذرلك بصدق، وغيَّر بعدها رقم تليفونه؟
أنا إنتقمتلك منه
فاكرة صديقتك اللي فجأة بطلت تكلمك لمَّا انتقلت لمدرسة تانية، كُنتي بتقولي عليها صديقة جيدة، فاكرة؟
مكانتش صديقة جيدة، كانت بتقول عليكي كلام سيء من وراكي، كانت بتفضح كُل أسرارك، كانت بتفضحك، إسمعي كلامي، ثقي فيَّا، أنا الشخص اللي بيراقبك طول الوقت
عارفة الشعور اللي دايمًا بيجيلك وبتحسي إن فيه حد بيراقبِك، لكن لمَّا بتبصي حواليكي مش بتشوفي حد، دا بيكون أنا، أنا قريِّب جدًا ليكي، مهما حاولتي تقفلي ستايرك، مهما حاولتي تقفلي أبوابِك، هفضل دايمًا أشوفك وأراقبِك، حتى لو الأوضة مالهاش أي شبابيك، حتى لو مفيش قريِّب منك أي أجهزة إليكترونية، تأكدي إني دايمًا هلاقي طريقة أراقبِك بيها
لو حد أذاكي، هاخد بالي منِك، أوعدِك
إنتي دايمًا هتكوني قريبة مني، مش هسيبك أبدًا، مسيرنا يوم نتقابل، وتتعرفي عليَّا، لكن قبل ما تعرفي أنا مين، أنا عايز أقرَّب منك أكتر
صحيح عايز أقولك على حاجة مُهمة، إنتي مش بتقفلي شباكِك كويس وإنتي نايمة، بس متقلقيش أنا بقف جنبك طول الليل أحرسِك وآخد بالي منك، مش هسمح لحَد يشوفك وإنتي نايمة غيري، أنا الوحيد اللي مسموح له بدا
عايز بس أطمنِك، أنا مش هتحكِّم فيكي أبدًا، بس هتحكِّم في كُل اللي حواليكي
لو أي حد فكَّر يؤذيكي، هخليه يحس بـ 3 أضعاف الألم اللي هتحسي بيه
أنا هسيبك دلوقتي، قريِّب يا حبيبتي، هنتقابل وهنتعرَّف، مين عارف
صحيح قبل ما امشي، إنتي ليه بتسيبي شباك الحمام وإنتي بتاخدي شاور؟ أنا عارف إنك ساكنة في دور عالي ومحدش بيشوفك، بس برضه دا مش كويس، إقفلي الشباك من فضلك
لو الشباك ما إتقفلش هبدأ أقتل الناس اللي حواليكي لحَد ما تسمعي كلامي
سلام يا باولا
.
