الجزء الحادى عشر

5.7K 391 15
                                    

في البداية هعرفكم بنفسي بشكل سريع ، أنا بشتغل حاجة إسمها " مستمع منتصف الليل
في مني كتير في كُل مكان في العالم برغم إننا مش مشهورين و مُمكن تكونوا أول مرة تسمعوا عن الوظيفة دي
أثناء النهار أنا مُجرد طالب جامعي عادي زي أي طالب جامعي لكن أثناء الليل أنا مُستمع منتصف الليل الوحيد الموجود في حرم الجامعة ، من منتصف الليل و لحَد الساعة 2 أنا فاتح باب مكتبي لكُل الطلبة لو عاوزين حد يسمعهم أو لو عاوزين يعترفوا بأي حاجة و مش عاوزين يبرزوا شخصيتهم أو يقولوا أسمائهم
أنا مُستمع منتصف الليل و بكل بساطة شغلتي إني أسمع الناس
.
عندي مكتب مخصصاه الجامعة ليّا ، في نُص المكتب و بيني و بين أي حد هيدخل في ستارة سودا تقيلة جدًا تمنعني أو تمنع أي طالب من إننا نشوف بعض ، بيكلموني عن العلاقات العاطفية و الإجتماعية الخاصة بيهم ... بيكلموني عن مشاكلهم الشخصية أو الأكاديمية ... بيحكولي أسرارهم ... بيكلموني حتي عن مشاكلهم النفسية
بيتمتعوا بإنهم يقدروا يحكوا كل حاجة بدون الكشف عن شخصياتهم أو الحُكم عليهم
بصراحة غالبًا أنا بنسي الكلام اللي هُما بيحكوه و همّا مش بيحكولي عشان أفتكر ، الموضوع كُله عن تفريع الشُحنات النفسية للطلبة
طبعًا في حاجات مش بنساها و اللي هحكيهالكم النهاردة هي قصة من القصص اللي مُستحيل أنساها مهما حصل
.
هحكيلكم حكاية توني باتريك ، طالب في الجامعة
من شهر تقريبًا توني إختفي تمامًا بدون أي أثر ، في البداية كان الأمر طبيعي لكن مع طول مدة الغياب و عدم رده علي أي مكالمات أو رسايل خالص زمايله بدأوا يخافوا ، بلغوا إدارة الجامعة اللي بلغوا أهل توني و بدورهم بلغوا الشُرطة
عملوا ملصقات و حملات بحث و تنويهات لكن للأسف بدون أي فايدة
بعد أسبوع تقريبًا من إختفائه الشُرطة إستقبلت مُكالمة من مجهول بيقول فيها إن توني رجع تاني للأوضة بتاعته ، الشُرطة تجاهلت المكالمة و إعتبرتها مزحة من شخص مجنون ، الساعة 4 بعد نص الليل الشُرطة إستقبلت مكالمة تانية من إدارة الجامعة المرة دي و بلغوهم إن الأوضة اللي جنب أوضة توني في سكن الطلاب إشتكوتا من صوت ضوضاء و دوشة عنيفة جوا أوضة توني و لمّا بعتوا حد يشوف إيه اللي بيحصل لقوا جُثة توني مشنوقة جوا الأوضة !
علي حسب الناس اللي إكتشفوا الجُثة إن جُثة توني كانت بتتأرجح يمين و شمال بدون أي سبب منطقي و من غير أي نسمة هوا ، صوت الدوشة كان بسبب الجثة اللي بتتأرجح يمين و شمال بعنف لدرجة إنها بتضرب الحيطان ، و أول ما تم إكتشاف الجُثة توقفت تمامًا عن الحركة
لمّا تم البحث في كاميرات المراقبة اللي بتراقب الأوض و خصوصًا أوضة توني ، توني كان ماشي رايح ناحية أوضته و هوّ بيتطوح كأنه سكران ، الحاجة الغريبة هيّ إن توني كان ماشي بيعرج و توني عمره ما كان بيعرج أبدًا
المحققين تجاهلوا النقطة دي و مقدروش يفسروها و الموضوع إنتهي علي إنه إنتحار برغم إن محدش عارف أبدًا إيه اللي حصل في الإسبوع اللي هوّ إختفي فيه
مكنتش مهتم بالموضوع لأني معرفش توني بشكل شخصي و الموضوع حصل بعيد عني ، لكن لمّا ريان جه عشان يتكلم معايا
كُل حاجة إتغيرت !!
.
بعد ما لقوا جُثة توني بكام يوم سمعت حد بيخبط علي باب المكتب و بيدخل ، مكنتش شايف مين دخل من ورا الستارة طبعًا لكن حسيت بيه ، سمعته بيقعد علي الكرسي و بيتنهد ، فقلتله : " أنا مستمع منتصف الليل ، تحب أندهلك بإيه ؟ "
سكت و مردش عليّا ، قلتله تاني : " مش محتاج تقول إسمك الحقيقي ، قول أي إسم "
سكت لفترة قبل ما يقول : " ريان ...  قولي يا ريان "
سكت شوية قبل ما يسأل : " هو أنا مش عارف أبدأ إزاي ... بس سؤال ، هوّ إنت شايفني ؟؟ "
طمنته و قلتله إني مش بشوف أي حاجة من ورا الستارة ، قالي بصوت متوتر : " كويس ... عشان مش عاوزك تقول عليا مجنون ... اللي هقوله مقدرش أقوله للشرطة أو لحد من زمايلي "
سكت شوية و كمل : " أنا عاوز أكلمك عن توني باتريك ... طبعًا تعرفه أو سمعته عنه ؟ "
قلتله : " عارفه طبعًا "
قالي بصوت متوتر : " أنا و توني كُنا أصحاب ، أصحاب جدًا كمان ... كُنت معاه آخر مرة كان حي فيها ... أنا واحد من الناس اللي رجعوه أوضته بالليل بعد ما خلصنا ... كُنا سهرانين عند البيت المهجور اللي برا الجامعة ... أكيد تعرفه ؟ "
طبعًا كُنت عارف هوّ بيتكلم عن إيه ، بيتكلم عن البيت المهجور اللي علي حدود الجامعة ، قلتله إني أعرف فكمل كلامه : " كانت أول مرة نروح هناك ... كان معانا أكل ... خمور و بنسمع موسيقي و بنرقص لحد الساعة 4 بعد نص الليل ... قررنا نمشي و نروَّح ... كان فيه شجرة ضخمة قديمة جنب البيت المهجور ده ... توني قرر يلعب عُقلة علي الشجرة شوية ... توني كان بيلعب رياضة و بيتفاجر بجسمه طول الوقت ... توني نط و مسك فرع ضخم من الفروع و بدأ يلعب ... الفرع بدأ يتهز و ورق الشجر بدأ يقع ... كُنا سكرانين جدًا فبدأنا نضحك و نشجعه ... و بعدين لاحظت حاجة جنب الشجرة ... في ركن ضلمة مش باين أوي ... تقريبًا كان ورد و فاكهة أو حاجة زي كده ... كُنت سكران و الدنيا كانت ضلمة و مكنتش شايف كويس "
سألته : " ورد و فاكهة زي اللي بيتحطوا علي المقابر تقصد ؟؟ "
رد عليّا فورًا : " بالظبط كده ... عرفت إن فيه مقبرة قريبة و كنت شايف إن ده تصرف غلط فطلبت من توني إن كفاية كده و لازم نمشي من هنا و قبل ما أكمل كلامي كان الفرع إتكسر و توني وقع علي الأرض ، لمّا وقع وقع علي الورد و الفواكه و بوظهم تمامًا و زي ما قلتلك كان سكران فمكانش عارف هوّ بيعمل إيه ... حسيت إن فيه غلط بتحصل أو هتحصل ... قررت إننا لازم نمشي من هنا و فعلا ركبنا العربية و إتحركنا ... بس الغريب إن توني كان ساكت طول الوقت كأنه سرحان و دي مش من عادات توني أبدًا ! ... وصلت كُل واحد لمكانه و آخر واحد كان توني ... ساعدته يرجع أوضته لأنه كان غريب جدًا و بيتحرك بالعافية و سرحان و مش بيتكلم ... تاني يوم إختفي تمامًا بدون أي أثر ... حتي إحنا أعز أصحابه مكناش عارفين عنه أي حاجة أبدًا "
ريان خلص كلامه و قام مشي ، بعد شوية رجعت أوضتي و عقلي بيفكر في القصة دي ، فتحت جوجل و بدأت أدور علي تاريخ البيت المهجور ده ، بعد حوالي ساعة لقيت مقال مهم مكتوب من حوالي 8 سنين يخص البيت المهجور
لمّا قريت المقال عرفت فورًا كُل حاجة حصلت لتوني !
.
من حوالي 8 سنين كان فيه راجل إسمه روجير أوليفر كان بيشتغل في مصنع للخشب في قرية قريبة من مكان الجامعة بتاعتنا ، كان عنده زوجة و إبنين عايشين معاه ، كان بيشتغل علي ماكينة شق خشب و للأسف دراعه إتقطع تمامًا بسبب سهو منه ، قدروا ينقذوه لكن ذراعه للأسف كان لازم يتقطع ، بعدها المصنع فصله و قال إنه لا يصلح للشغل بيد واحدة ، مقدرش يلاقي شغل تاني يقبل بيه بسبب إيده ، دوَّر كتير لحد ما إكتئب و قعد في البيت منعزل عن الناس ، روجير ساب عيلته و توجه للبيت المهجور ده و علي فرع من فروع الشجرة شنق نفسه بعيد عن أولاده عشان ميشفوهوش ميت
لمّا لقوا جسمه كانت الريح بتطوحه يمين و شمال بأقصي قوة ، عيلته كانت مُنهارة تمامًا و برغم إنهيارهم و تقريبًا تدميرهم نفسيًا إلا إنهم كانوا حريصين علي حاجة واحدة
زيارة الشجرة مرة كُل شهر ، كانوا بيحطوا الورود و الفواكه اللي روجير بيحبها تحت الشجرة و يسيبوها و يمشوا
بعد ما قرأت المقالة عرفت بالظبط أنا المفروض أعمل إيه ؟
تاني يوم الصبح أخدت عربيتي و رحت ناحية السوبر ماركت الكبير الموجود جنب الجامعة ، إشتريت شوية حاجات ، و بعدها رحت البيت المهجور
مكانش صعب عليّا ألاقي المكان اللي ريان حكالي عليه برغم مرور أسبوع أو أكتر ، علي و أزاير البيرة كانت مرمية علي الأرض بإهمال ، أعقاب سجاير ، أغلفة أغذية و علي مُعلبات
بدأت أنضف المكان كويس جدًا و ألم كل القمامة دي في أكياس قمامة و أحطها في عربيتي عشان أرميها بعيد عن البيت المهجور
خرجت الورد و الفواكه اللي كانوا معايا في العربية و بدلتهم بالورد و الفواكه اللي توني وقع عليهم و بوظهم تمامًا ، و قبل ما أمشي و في آخر لحظة وقفت و أنا بصلي لروجير ، سكت شوية بعد الصلاة و بعدين بدأت أتكلم : " مش عارف أعتذرلك إزاي ، بس أنا جيت و نضفت المكان كله ، حطيتلك ورد و فواكه و عاوز أقولك إنك محظوظ ، عيلتك بتحبك جدًا "
سكت ثواني و بعدين كملت : " أنا آسف جدًا علي كُل حاجة حصلت ، توني كان شخص طيب جدًا ، هوّ بس كان سكران و غبي ، هوّ ميقصدش يبوظ مكانك و لا يبوظ الورد و الفواكه بتوعك خالص ، أنا صليت ليك و دعيتلك كتير "
لفيت وشي و مشيت ناحية عربيتي ، فجأة حسيت بدفا جامد جدًا في المكان ، حسيت كأن فيه حاجة غريبة بتحصل ، جسمي كان بيترعش و جسمي قشعر جدًا ، حسيت بشعر جسمي بيقف من الخوف ، حسيت بدفا كأن حد بيتنفس ورايا و فجأة سمعت حاجة بتهمس من ورايا : " شكرًا "
.
.(شرح القصة)
.
دا نوع من أنواع الرعب إسمه رعب الروح
النوع ده من المناطق الشائكة ، لكن فيه  قدرات للروح بعد الوفاة باعتراف الديانات السماوية ، القدرات دي نعرف بعضها و طبعًا بعضها مجهول منعرفش عنه حاجة
من تيمات الكتاب المشهورة للنوع دا من الرعب هي الأشباح والأرواح التي تسير هائمة أو تسكن المنازل والمباني
.
في القصة دي الروح كانت هايمة لأنها طبقا لثقافتهم روح شخص منتحر ... طبعا توني لما بوظ الفاكهة و الورد و كسر الشجرة الروح دي غضبت و إنتقمت منه بطريقتها يعني زي ما الشخص ده مات منتحر توني كمان مات منتحر
طبعا توني كان بيعرج لأنه لما وقع من الشجرة وقع علي رجله فدي مش محتاجة تفسير ... اللغز في الأسبوع اللي اختفي فيه ... يا تري كان فين ... شاف ايه ... عاش ايه
اول مرة اقرا قصة شخصيا عن حد ساعد روح غضبانة و هي شكرته فدي كانت تجربة جديدة عليا حبيت أشاركم بيها
.
اه للتنويه انا بنقل القصة طبقا لثقافتهم فعاوزين الكومنتات بتاعة كل مرة بتاعة الروح و الكلام ده تخف شوية
نسيت اقولكم طبعا لو مخفتش حاول تستمتع ... محدش بيدي جوايز للشجعان اللي مش بيخافوا خالص

#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن