مراتي ماتت و سابتلي بنت صُغيّرة رضيعة أربيها لوحدي ، عايش مع بنتي اللي عندها دلوقتي 7 سنين في قرية صُغيرة قُريبة من مدينة بيرن السويسرية
من كذا شهر كان أول يوم لبنتي ناتالي في مدرستها السنة دي و كالعادة لازم أول يوم بيبقي فيه إجتماع لأولياء الأمور مش بس عشان يوصلوا أولادهم و يتطمنوا عليهم ، بل كمان عشان يخلوا الآباء و الأمهات بيتعرفوا علي بعض بشكل أكبر ، ناتالي كانت مشغولة باللعب مع أصدقائها اللي تعرفهم من السنين اللي فاتت ، إتكلمت مع مجموعة من المُدرسين عشان أعرف إيه المطلوب مني السنة دي مع ناتالي و تبادلت أطراف الحديث مع كذا حد من الآباء الآخرين ، أنا آسف إني هقول كده بس الناس دي مُملين جدًا ، كُنت عطشان فقررت أمشي و أروح ناحية التلاجة عشان أشرب منها حاجة ، واحد من الآباء وقف جنبي و طلع حاجة يشربها من التلاجة ، بصلي و إبتسم ، سألته بغرض فتح كلام : " إبن و لا بنت ؟ "
رد الإبتسامة بلُطف و هوّ بيقول : " إبن ، و إنت عندك بنت ... صح ؟ "
هزيت راسي بالموافقة علي كلامه ، بصلي بنظرة غامضة و قالي : " خُد بالك من بنتك بقي "
و سابني و مشي بدون و لا كلمة تانية ....
مش عارف هوّ قال كده ليه بس حسيت إن بنتي مُمكن تكون في مُشكلة ، رجعت بسُرعة للقاعة عشان أتطمن عليها ، كانت بتلعب مع أصدقائها و علي وشها سعادة
بالليل و إحنا بنتعشي سألتها لو كان حصل أي حاجة غريبة لإثناء يومها ، هزت راسها و قالتلي لا
و نسيت الموضوع بعد كده تمامًا ....
.
بعد أسبوعين تقريبًا كُنت بشتري طلبات البيت من المول ، كنت واقف أدام الكاشير مستني دوري عشان أدفع لمّا الراجل ظهر ورايا وسط الزحمة و بصلي بغموض و قال : " خد بالك من بنتك "
مقاليش إزيك .. مسلمش عليّا ... مفيش أي حاجة !
سابني و مشي ، سبت الحاجة و مشيت وراه بغضب و مسكته من كتفه بقوة و أنا بقوله : " تقصد إيه بالظبط ؟؟ "
أعتقد إنه عرف أنا أد إيه متضايق من تعبيرات وشي و رعشة جسمي ، إبتسم بخُبث و قال : " مقصدش حاجة ، أنا بس ساعات بشوف البنت بتمشي لوحدها و هيّ رايحة أو راجعة من المدرسة و ساعات الشارع بيبقي فاضي ... بنتك حلوة و مُمكن تلفت النظر "
كان لازم أسيبه و أمشي و إلا كُنت هقتله من شدة الغضب ، تجاهلته تمامًا و مرديتش عليه و مشيت بأقصي سُرعة ، راسي كانت مليانة بأسوأ أفكار مُمكن تتخيلوها
أسئلة كتير ... أسئلة كتير مالية راسي ؟؟!
من إمتي بيراقب بنتي ؟ ، يقصد إيه بالبنت حلوة ؟ ، يعني إيه بنتي ُمكن تلفت النظر ؟
هل هوّ مُغتصب أطفال ؟ ، هل بيفكر فيها بطريقة جنسية ؟
لا .. لا .. مش عاوز أفكَّر بالطريقة دي
مش عاوز أسيء الظن بالناس ، الراجل دا أنا معرفوش كويس و يمكن يكون يقصد حاجة تانية !
بالليل و إحنا بنتعشي قررت أسأل ناتالي عن الراجل ده ، سألتها لو كان كلمها أو قالها حاجة قبل كده ، هزت راسها و قالتلي : " لا يا بابا ... هوّ عُمره ما كلمني .. بس ساعات بشوفه عشان هوّ أبو واحد معايا في المدرسة .. لكن مكلمنيش قبل كده .. بتسأل ليه يا بابا ؟ "
قلتلها بدون تركيز : " متشغليش بالك "
.
خلال الأسبوع اللي بعده كلمت ناتالي عن إنها مش لازم تتكلم مع أي شخص غريب خصوصًا الراجل ده أو حتي غيره و مش لازم تسمح لأي حَد غريب يلمسها سواء جوا المدرسة أو برا المدرسة و فهمتها ده كويس أوي
من وقت للتاني بيطلبوا مننا نحضر إجتماعات أولياء الأمور عشان نتكلم عن وضع أولادنا في المدرسة ، عن التفاعلات الإجتماعية للأولاد جوا المدرسة و المهارات الدراسية اللي بيكتسبوها ، واحد من المُدرسين قالي : " ناتالي بنت كويسة جدًا ، شاطرة و ذكية و بتفهم بسرعة و بتحب الدراسة ، درجاتها في الإمتحانات مُذهلة ، بس فيه حاجة غريبة فيها أنا مش قادر أفهم تفسيرها "
سكت ثواني و درَس رد فعلي قبل ما يبتسم بلطف و هوّ بيكمِّل : " ساعات بحس إنها مبتتصرفش زي بقية الأطفال "
حسيت بالقلق و أنا بسأله : " مش فاهم إيه المُشكلة ؟ "
بلع ريقه و قال : " يعني مش بتتعاطف مع الأطفال الباقيين ، لو حد وقع أو إتعور مش بحس إن الموضوع فارق معاها ، حتي لو هيّ قُريبة منه مش بتساعده يقوم أو بتهوّن عليه ، بحس إنها بتتجاهله تمامًا "
أنا كُنت شايف إن دي حاجة طبيعية لكن هوّ كان شايف إني لازم أعرضها علي طبيب نفسي ، صرخت في وشه بغضب : " طبيب نفسي إيه اللي هعرض البنت عليه ! ... البنت عندها سبع سنين ... سـ ـبـ ـعـ ـة .. فاهم ؟ ، دي طفلة ! ، هتتعلم مع الوقت و أتمني متفتحش معايا الموضوع ده مرة تانية ! "
سبته و مشيت من المدرسة و أنا غاضب و مش عارف أتصرف
أنا عارف و مُدرك إن ناتالي مش بتتعاطف مع الناس التانيين ، بس بالنسبة لي دي مش مشكلة أبدًا ، بس الغضب اللي أنا حاسس بيه مُشكلة سواء من الراجل المُريب أو من المُدرس الغبي ده !
.
إمبارح إتصلوا بيّا و قالولي إني لازم أروح المدرسة فورًا ، فيه حاجة خطيرة حصلت ، و رفضوا و يقولوا أكتر من كده ، رحت المدرسة بأقصي سُرعة و لقيت واحد من المُدرسين في إنتظاري ، أخدي لواحدة من القاعات البعيدة اللي في المدرسة ، جوا القاعة لقيت ناتالي وافة تبصلي و الخوف علي ملامحها ، أول ما دخلت قالتلي بغضب و خوف : " هو اللي هاجمني الأول "
وشها و فمها كانوا مليانين دم ، بس بعد فحص سريع بعيني أقدر أقولك إنه مش دمها ، ده يخص الولد اللي قاعد علي الأرض بيتألم جنبها و إيده مليانة دم !
سألتهم : " إيه اللي حصل ؟ "
رد عليّا دكتور بيلف شاش علي إيد الولد : " دا اللي بنحاول نفهمه "
ناتالي بصت للدكتور و قالتله بغضب : " قلتلك .. هو هاجمني الأول و كان لازم أدافع عن نفسي ! "
سمعت صوت حد بيصرخ بوحشية : " إنت .. إنت أيها الوغد .. أنا قلتلك أكتر من مرة ، خد .. بالك .. من .. بنتك .. اللعينة "
بصيتله بغضب و بعدين بدأت أستوعب إن الطفل اللي علي الأرض دا يبقي إينه ، كان مُمكن أرد عليه و بقسوة لكن إخترت ألتزم الصمت و أتجاهله
صرخ فيّا تاني : " إرج برا المدرسة حالًا و إلا هقنلك إنت و بنتك الملعونة دي "
الوضع كان هيتطور فمدير المدرسة طلب مني آخد ناتالي و أروّح دلوقتي و هُمّا هيستدعونا تاني بُكرة ، رحنا البيت و أول ما دخلنا صرخت في ناتالي بغضب : " إيه اللي إنتي عملتيه ده ؟! "
حاولت تداري إبتسامة شريرة و هيّ بتقول : " هو هاجمني و أنا مقدرتش أقاوم ، إنت عارف يا بابا إن إرادتي ضعيفة "
بصيتلها بغضب فإختفت إبتسامتها تمامًا و أنا بقولها : " طلعي اللي في جيبك حالًا "
مدت إيدها في جيبها و طلعت صابع و إدتهولي ، بصيتله بدهشة و أنا بسألها : " و جبتي السكينة منين ؟ "
إبتمت بشر و هيّ بتقول : " من المطبخ .. أخدتها من غير ما تاخد بالك "
مدت إيدها في جيبها التاني و خرجت صابع تاني و قالتلي : " مش ناسياك ، أنا عملت حسابك في واحد كمان "
بصيت للصُباع التاني و إتنفست بعُمق و قلتلها : " إدخلي نضفي نفسك من الدم ده لحَد ما أطبُخ الصابعين دول عشان نتعشي بيهم "
أنا باخد بالي من بنتي و براعيها
بعلمها إزاي تعتمد علي نفسها و بعلمها إزاي توفر أكلها لنفسها
سامحوني
.
.شرح القصةالمفروض إن تم القبض عليه هو و بنته و إعترف إنه علّم بنته أكل لحوم البشر و إنه بدوره قتل أكتر من مرة عشان يوفرلها الأكل
و إنه كان لازم يعلمها كده عشان الدنيا بقت صعبة و الظروف قاسية و الكوكب هيدخل علي مجاعة قريب و الناس مش هتلاقي حاجة تاكلها فكان لازم يعلمها مهارات تعيشها
القصة ممكن تكون مش مخيفة أوي النهاردة بس أنا ترجمتها لسبب مهم
كنت عاوز أوريكوا تكنيك الكتابة ده ... طول القصة بيتم توجيه اللي بيقرا للخوف و القلق من الراجل الغامض بينما الخطر الحقيقي كان تحت عينينا طول الوقت
دا تكنيك بيستخدمه كتير من كُتاب الرعب ... يلا مبقاش قصص قصيرة بس .. بقيت بديكوا تكنيكات كتابة أهو كمان ... إدعولي بقي
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم