أنا عايش في الدور التالت من مُجمّع سكني كبير ، الشقة واسعة و مفروشة كويس جدًا ، مش هبالغ لو قلت إن دي أحسن شقة عشت فيها
الشارع عبارة عن مُجمعات سكنية علي الطرفين و بينهم شارع ضيق يادوب بيكفي مرور سيارة واحدة ، عشان كده سهل إنك تسمع أي صوت بيحصل في الشارع ، و ده كان بيسببلي مُشكلة صُغيّرة لأن نومي خفيف فمع أقل حركة في الشارع بصحي ...
الممرات اللي بين المُجمعات السكنية دي ضيقة شوية و فيها مجموعة سلالم ، لسوء حظي شقتي كانت من الشُقق اللي بتطل علي السلالم دي في الممر اللي بين المُجمع بتاعي و المُجمّع اللي جنبه و من شباك بيتي بكون قادر أشوف السلم كويس جدًا ، عادةً لمّا بكون زهقان بقدر أتفرج علي الناس أو علي اللي بيحصل في الشارع أو الناس اللي بتمشي علي السلالم دي عشان تنتقل من الشارع بتاعنا اللي مشتواه أقل شوية من الشارع اللي ورانا عشان كده إضطروا يعملوا سلم
الساعة كانت 4 بعد مُنتصف الليل لمّا صحيت علي صوت جدل بين إتنين سكرانين راجعين بيتهم بيتخانقوا ، زوج و زوجته ، الراجل كان بيصرُخ في مراته بأسلوب مش حلو و بيتكلم معاها بنبرة جافة و الست كانت بتشتكي من تصرفاته أدام الناس ، وقفت في الشباك أتابع جدالهم الغريب ده في الوقت ده ، الست كانت بدأت تدافع عن نفسها ضد بعض الإتهامات اللي الراجل بيقولها ، كانوا عاملين ضوضاء مش طبيعية و بدأت أفكر أنا مُمكن أستغني عن إيه من حاجتي عشان أرميه عليهم و أرتاح من الضوضاء دي ، ريقي ناشف جدًا
مديت إيدي بدوّر علي كوباية المية اللي بسيبها جنب السرير لكن عشان حظي كان لازم تكون فاضية ..
عظيم ..
مشيت بخطوات كلها كسل ناحية المطبخ عشان أشرب ، وقفت أدام شباك المطبخ أنا بشرب ، نسمة هوا بارد خلتني أتنفس كويس ، الجو حر و الصيف السنة دي مش طبيعي ، قررت أقف في الشباك شوية أتفرج علي القمر و الشارع الفاضي شوية عشان أتمتع بالهوا البارد
بدأت أفكر في حياتي .. أنا إنسان وحسد و مؤخرًا ماليش أصحاب ، كان ليّا زمان بس ظروف الحياة بتاخدنا من بعض و تبعدنا عن بعض و بقينا مبنعرفش نخرُج سوا زي زمان أو نتجمع و نروح أي مكان سوا فمؤخرًا قررت أبعد عنهم و أبقي لوحدي
جربت مرة من كام يوم أخرج لوحدي لكن شكلي كان مثير للشفقة و حسيت إن الناس بتسخر مني
إتضايقت لمّا إفتكرت الموقف ده و قررت أدخل أكمّل نومي ، لكن قبل ما أقفل الشباك لمحتها بتدخُل الشارع !
.
بنت طويلة و لابسة فستان أسود قصيّر ، دخلت الشارع ماشية بخطوات سريعة و بتتلفت حواليها ، كانت حافية و بتتحرك بسرعة ، مشت لحد نُص الشارع تقريبًا و بدأت تتلفت حواليها و بعدين قررت تطلع السلم اللي في الممر اللي بين المُجمّع بتاعي و المُجمّع اللي جنبي ، قفلت نور المطبخ و شديت ستارة الشباك و وقفت وراه أراقبها و هيّ طالعة علي السلم ، أنا مش مُنحرف و لا حاجة بس هيّ كانت أجمل بنت شفتها في حياتي ، قررت أراقبها عشان أعرف هي رايحة فين و قررت إني أتعرف عليها أول ما أعرف عنوانها لو هي ساكنة في المكان ده ، الحاجاة الغريبة إن المصابيح اللي منورة السلم كانت بتتطفي لما هي بتعدي من تحتهم و بتنور مرة تانية لما هي بتبعد ، يمكن قلة النوم أو إنبهاري بيها ماخلونيش آخد بالي من النقطة دي وقتها ، مشت لحد نص السلم و كنت شايفها كويس ، إضطريت أشيل عيني من عليها لمّا لمحت حركة في أول السلم تحت
و لمّا بصيت تحت .. لقيته واقف !
من أول نظرة حسيت إن فيه حاجة غلط ، إتوترت و أنا براقبه ، طويل القامة و عريض و لابس معطف لونه أسود طويل واصل لحد الأرض ، وشه مكانش باين لأنه كان لابس غطاء الرأس بتاع المعطف ، كان بيتحرك ببطء و بيتأرجح علي الجنبين مع كُل خطوة بطريقة مُخيفة ، مش عارف أوصفلكم حركته بس حركته كانت مخيفة و جمدت الدم في عروقي ، وقف فجأة في وسط السلم و بدأ يبص علي الشارع و علي الشبابيك ، كان حاسس إن حد بيراقبه بس مش قادر يحدد مكانه ، يمكن ده لحُسن حظي !
الشارع كان مهجور و الشبابيك كلها مقفولة و مُظلمة ، بدأ يتحرك مرة تانية و هوّ بيطلع السلم ورا البنت الطويلة ، فجأة الراجل وقف زي الحيوانات علي إيديه و رجليه بطريقة غريبة
لا هو مش زي الحيوانات .. أنا بترعش و أنا بحكيلكم ، هو كان نايم علي بطنه و بيزحف علي بطنه زي الزواحف كده ، بيتحرك زي التمساح مثلًا ، بدأ يطلع السلم بسرعة مستحيلة تمامًا ، مفيش أي بشري يقدر يتحرك بالطريقة دي و لا بالسرعة دي
جسمي كان بيترعش و أنا بتفرج عليه و هو بيزحف علي السلم بسرعة ، كنتش مصدق اللي أنا شايفه ده ، كان بيزحف بسرعة و بجنون ناحية البنت اللي أنا شفتها من شوية طالعة علي السلم
محدش يسألني ليه مطلبتش الشُرطة لأني بصراحة معرفش بس يمكن الخوف كان شاللني و يمكن خفت أنحرك عشان ميحسوش بيّا ، المهم إني مطلبتش النجدة و فضلت واقف ثابت بترعش من الخوف و براقب اللي بيحصل بعينين مليانة خوف
يمكن كمان معنديش الجرأة أتصل بالشرطة لأني مش هعرف أوصف اللي أنا شايفه أو ألاقي له تفسير لو سألوني عن الحالة الطارئة اللي عندي ، وصل للبنت اللي كانت بتراقبه بخوف و فجأة وقف أدامها بحركة غريبة و بدأ يخنقها بإيديه ، البنت بدأت تقاوم و شكلها بدأت يتغيّر شوية و بعدها صرخت بأعلي صوتها قبل ما يخرجوا من مجال رؤيتي ...
لكن صرختها مكانتش صرخة طبيعية أبدًا ، دي كانت صرخة مخيفة .. ضرخة مرعبة .. صرخة فيها عذاب سنين في الجحيم .. صرخة جمدت الدم في عروقي
إستنيت إن صوت الصرخة يصحي الناس لكن دا محصلش ، زي ما أكون الوحيد اللي سمع صرختها المخيفة ، فضلت واقف ورا الشباك مشلول من الخوف لحد ما الشمس بدأت تظهر ، اتصلت بالنجدة و بلغت عن اللي شفته و الشرطة وصلت بعد وقت قليل و بدأت تدوّر علي الست حسب أوصافي
أنا مكنتش سكران و مكانش بيتهيألي
و أنا مش مجنون و بتوهم إني بشوف حاجات مش موجودة
أنا مُتأكد تمامًا من اللي شفته ...
فضلت كل يوم أصحي في نفس الميعاد و أدوّر علي الراجل في الشارع لكن مكُنتش بلاقيه بس من حين لآخر بصحي علي صرخة زي اللي سمعتها من البنت قبل ما يختفوا
حد فيكم يعرف أنا شُفت إيه ؟؟
.
.شرح القصةغالبًا البنت و الراجل اللي بيطاردها حاجات مش بشرية
ممكن يكونوا جن أو شياطين و يمكن يكونوا مخلوقات إحنا منعرفهاش .. محدش سمع الصرخة بتاعتها و غالبًا محدش شافهم فغالبًا الراجل ده بيتمتع بحالة شفافية عالية بتخليه يشوف و يسمع اللي محدش غيره بيشوفه أو بيسمعه
( يعني إيه شفافية ؟ .. يعني بيشوف و يسمع اللي محدش غيره بيشوفه أو بيسمعه ! )
البنت النور كان بيتقفل و هي بتمر تحته و ده مش شيء منطقي يعني
و الراجل وصف لبسه و حركته زي الزواحف مخيفين و بيقولوا إنه أكيد برضه مش طبيعي
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم